المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد وبه نستعين وهو خير ناصر ومعين، السلام عليكم مستمعي الطارف والتليد كل ثلاثاء اهلاً بكم في رحابه الوارفة لنقف اليوم على التضليل الصهيوني في الادب ونرى مايفخر به من اباطيل واكاذيب يخدع بها المخاطب الصهيوني نفسه اولاً غارساً فيه روح الحقد وحب الانتقام من العربي الذي قتله وسلب ارضه وشرده في الافاق او قمعه في غياهب السجون وبقي ينبزه بأسوء الالقاب تشفياً به مثلما يسعى لخداع البشر اجمعين، فالادب الصهيوني هو ثمرة القلوب المريضة التي حملته جمرة متوقدة وقذفته حمماً لاهبة لعلها تحرق به كل من يطالعه فتستريح هي من توهجه في اعماقها المطبوعة على الكراهية والانتقام.
مستمعينا الكرام ها انا ذا فرزدق الاسدي مقدم هذه الندوة اجدد تحياتي الحارة لكم مشفوعة بأطيب التهاني الخالصة بذكرى الميلاد السعيد لسيدنا الامام الرضا عليه السلام واشفع كل احترامي لكم بتحيات وتمنيات زملائي الاعزاء في تقديم هذا العطاء المتوهج لأقبالكم عليه ومشاركتكم فيه وهم:
مهندس الصوت الاخ تقي رضائي
ومستقبلة اصواتكم الكريمة الاخت علياء صالح
ومخرج هذا السعي المبارك الاخ كاظم صادق
اما هواتفنا المفتوحة لكم فأولها رقمه 22013848 والهاتف الثاني لكم هو 22013762 واخ هواتفنا وهو الثالث ورقمه 22013768 ورمزنا الهاتفي 009821
اعزاءنا الكرام من تسنى له ان يطلع على الادب الصهيوني الذي ظهر في كثير من اللغات اضافة الى اللغة العبرية لابد ان يأخذه العجب العجاب فيه من تضليل لمخاطبه العبراني وغيره ممن ظهر هذا الادب مؤلفاً ومترجماً بلغاتهم المختلفة في ارجاء المعمورة وتزداد عجباً حين ترى ان هذا الادب قد الغى الفروق بين البيئات التي عاش فيها مؤلفوه ومترجموه من الصهاينة فجاءت افكار ادباءها كلهم مؤتلفة على تشويه الحقائق ومحو الدقائق فيما يتعلق بفلسطين واغتصابها واقامة كيان الاحتلال البغيض على صدرها وهنا خطر لي سؤال البدأ في مناقشة الاخ السيد بشير الجزائري الذي اقول له بلسان القلب والفم اهلاً وسهلاً وحياك الله
الجزائري: يارب حفظ الله هذا الفم والقلب واللطف الكريم الذي نتمنى ان نكون على قدر ذرة منه
المحاور: ان شاء الله اشكرك استاذي الكريم بشير الجزائري، اسمح لي ان ادعك تلتقط انفاسك من كف العناء واعود اليك ان شاء الله وللمستمعين بوافر الشكر وجزيل الاحترام.
الجزائري: رحم الله والديك
المحاور: استاذي الكريم بشير سؤالنا الاول الذي نبغي به الدخول الى صلب الموضوع هو يعني هل التضليل حالة طارئة على الادب الصهيوني فرضتها رغبات متشابهة لدى كتابه او هي طبعاً سمة النفس الصهيونية العدوانية ذاتاً؟
الجزائري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وصلى الله على سيدنا ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين
المحاور: اللهم صلي على محمد وال محمد
الجزائري: اولاً اشكر لك اختيارك مثل هذا الموضوع فأنه يقدم خيراً للناس ومتعة وربما حمل من يستمع الينا على قليل ما يتيسر لنا تقديمه لهؤلاء الكرام على ان يبحث عن مصادر هذا الادب، الادب الصهيوني اذا كان مترجماً او بلغته او لغاته المتعددة الكثيرة فالادب الصهيوني لم يصدر باللغة العبرانية كما هو متصور لكثير من الاعزاء المستمعين وانما هو جاء بلغات شتى، باللغات الحية في الغرب يعني اللغة الانجليزية واللغة الالمانية واللغة الفرنسية واللغة الهولندية وكثير من اللغات لاتكاد تستثني لغة غربية لم يكن بها آثار، لااقول اثر آثار ادبية صهيونية، هذه مقدمة واقول لحضرتك لم يكن هذا التضليل والتزوير والتحريف والتحوير حالة طارئة على الادب الصهيوني ماكان هذا قط وانما هو حالة اصيلة في النفس اليهودية، النفس اليهودية معقدة مركبة تركيباً فوق العجيب، من قديم الايام حتى ان آثار دينية كثيرة ولعل من داوم قراءة القرآن الكريم يجد هذا، اليهود حتى في القرآن الكريم اشارات واضحة جلية الى انهم ناس معقدون غاية التعقيد، ناس حاقدون على انفسهم وعلى غيرهم، الانسان حينما يشعر بهوان نفسه على نفسه لابد ان يشعر بهوانها على غيره واذ يتعمق هذا الشعور فأن هذا الانسان يكون في غاية الخطورة وفي غاية الشر على نفسه وعلى غيره، على كل حال اذن هذه الحالة التي هي تحوير وتزوير لكل حقيقة من حقائق الحياة الاجتماعية، الحياة العامة، حياتهم وحياة غيرهم ...
المحاور: استاذ بشير عفواً على المقاطعة نحن طبعاً تطرقنا في حلقات ماضية الى الادب اليهودي اذ انت تعود بجذور الادب الصهيوني الى ظهور الاسلام؟
الجزائري: ابعد من ذلك، ابعد من ذلك يعني الانسان اليهودي كان في غاية تعقيده كما انت تعلم حتى قبل مجيء سيدنا موسى سلام الله على نبينا واله وعليه السلام، حتى بظهوره وحتى بأخراجه اياهم من ذلك القهر والهوان الذي كانوا يتذوقونه على يد الفراعنة في مصر وعبورهم النهر حتى اذ عبروا النهر رأساً تبدلوا على غير ما كانوا عليه، لماذا؟ لأنهم ناس لايكادون يملكون انفسهم، يقولون العاقل من ملك نفسه، من ملك نفسه عند الغضب، لافي الحلم فقط لا حتى عند الغضب الشديد، ذلك عاقل فأذن هناك غيبة عقل عند الانسان اليهودي لأنه موغل في طبيعته المادية، هو لايكاد يفكر الا بما ينفعه كيفما كان هذا النفع، اذا كان بحق، اذا كان بباطل، صدقاً، كذباً بأي صورة كانت هو يريد ان يبلغ ذلم النفع المادي حتى وان كان بغيضاً وهذا ما يجعله انساناً مشتت الذهن وخيالياً غاية الخيالية يعني مغرق في خياله، خياله مجنحز على كل حال من طالع كتابيهم المهمين جداً التوراة الحاضرة والتلمود وهما اقدم نصوصهم وجد هذه الحقيقة جلية فيهما، اذا كانت النظرة العرقية بعيدة عن حياتهم يعني هم يقولون نحن ليسوا عرقيين يعني لسنا ابناء اب واحد، تلاحظ؟ ولكنهم في الممارسة انما هم اشد الناس انتماءاً للعنصرية والعرقية.
المحاور: يعني هل هناك من مثلاً افترض من نهر لهم في التوراة او في التلمود بحيث تستنتج هذا الاستنتاج؟
الجزائري: اي نعم، هذا نأتي عليه ان شاء الله في لاحق كلامنا
المحاور: جيد
الجزائري: على كل حال لقد كان سيدنا موسى عليه السلام موحداً للناس فأن التوراة التي بأيدي المدعين اليوم لاصلة لها بالتوحيد، لاتوحيد الله سبحانه وتعالى ولاتوحيد الناس الذين هم عباده، الرب الذي هو في هذه التوراة هو يهوا رب اليهود، هو ربهم وحدهم لارب غيرهم من العالمين اذن هنا عرقية مطلقة، عنصرية صريحة جداً وايضاً موغلة في الشر، يهوا الذي هو احد آلهة عدة في التوراة هو اقوى هؤلاء الالهة او هذه الالهة لنقل، اقوى هذه الالهة وانما انا اونثها لأنها اوثان والاوثان مؤنثة او اصنام والاصنام مؤنثة. على كل حال وهو مادي الوجود بعيد عن كل النزاهة، لماذا؟ لأن شبق موغل في شهوانيته هذا اضافة وهو يحارب ايضاً هؤلاء الذين يعبدونه، الذين يطيعونه ويمنعهم ان يعبدوا احداً من منافسيه اي من الالهة
المحاور: اي له صفات انسانية بدلاً من ان تكون صفات الهية
الجزائري: احسنت، يعني صفات ارضية، صفات مادية محضة، صفات الضعفاء لاصفات القوي في عقيدة كل الذين يؤمنون بالله سبحانه وتعالى انه جل وعلا هو القوي، هو مفيض القوة وهو الحكيم وهو الحليم وهو العزيز والعزيز معناه جامع القوة بكل اطرافها، على كل حال بيان عن صلة التوراة القائمة بأيديهم اليوم بالوثنية والوثنية لاتقدم للانسان شيئاً ينفعه ولاتجعل قلبه يزكو ويصفو من الادران التي هي خصائص الدانين من البشر.
المحاور: لأنها ارضية وليست سماوية
الجزائري: يعني حتى البشر الاسوياء قلوبهم زكية وصافية، خذ الانبياء، خذ الاولياء، خذ الصالحين كل هؤلاء تجدهم غاية في الرفعة والسمو وحب البشر واللطف بهم والعطف عليهم اما اليهود فلا تجد مثل هذا حتى خيالاً في نفسه، اصلاً هو بعيد عن كل هذه المعاني الطيبة السامية.
المحاور: يعني لدى هؤلاء مصدر علوي ولدى هؤلاء مصدر سفلي
الجزائري: احسنت
المحاور: استاذي الكريم هذا الجواب يقتادنا الى سؤال عن مصير التوراة التي نزلت على سيدنا موسى على نبينا واله وعليه السلام ولكن لو سمحت استمع لجوابك بعيد قليل ولك ولمستمعينا الكرام جزيل الشكر
الجزائري: انا شاكر لك
المحاور: ارحب بكم ثانية مستمعينا الكرام وانتم تستمعون الى الطارف والتليد من اذاعة طهران، اكرر لكم هواتفنا المفتوحة اولها رقمه 22013848 وهوالهاتف الثاني هو 22013762 والرقم الثالث 22013768 وللذين يتصلون بنا من خارج ايران رمزنا الهاتفي، رمز العاصمة طهران هو 009821
*******
معنا على الهاتف متصل كريم، معنا الاخ مرتضى من محافظة الكوت من العراق، اهلاً وسهلاً بك الاخ مرتضى
في بادئ الامر ابارك للعالم الاسلامي جمعاء وللعالم الشيعي على الخصوص ولادة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام رزقنا الله واياكم زيارته في الدنيا وشفاعته في الاخرة ان شاء الله
واحيي في بادئ الامر كافة العاملين في هذا البرنامج والاخ فرزدق والاخ الكريم بشير الجزائري وسلامي له خاصة
السؤال يقول عما يصدر هذا العدوان في الادب الصهيوني متشدقاً بالحضارة والثقافة المشرقة؟
نعم سؤال جيد ووجيه، اشكرك الاخ مرتضى من العراق من محافظة الكوت، استاذ بشير لك الجواب
مولانا لعلما كنا نخوض فيه من كلام قد تقدم قبيل الفاصل فيه شيء من جواب عزيزنا الكريم السائل المحترم، الواقع نحن قد اتفقنا قبل هذا الفاصل ان كلما يصدر في الادب الصهيوني من شرور على الانسان انما هو حصيلة التمسك بالتوراة المصطنعة، التوراة التي لم تكن هي التوراة التي نزلت على سيدنا موسى سلام الله عليه انما هي توراة صنعها احبار اليهود في السنين الطوال، اليهود عاشوا حياة معقدة كما مر الكلام غاية التعقيد في كل مواقعهم اذا كانوا في فلسطين او اذا كانوا في بابل، مر السبي البابلي والسبي البابلي وقع سنة 548 كما اعتقد، احرق ما يسمى هيكل سليمان الذي يبحثون الان عنه او يدعون انه هو تحت المسجد الاقصى ويحفرون من بعيد لبعيد تحت هذا المسجد ابتغاء ان يهدموا هذا المسجد وعسى ان يحصلوا وهم ربما واثقون انهم لايجدون مثل هذا الهيكل تحته، على كل حال حتى لايتشعب الحديث انهم في سبيهم البابلي اذا غزاهم نبوخذنصر الملك العراقي الشهير وجاء بهم الى بابل كانوا قد حرموا من توراتهم يعني لم تكن تلك التوراة بأيديهم لأنها في روايات كثيرة احرقت مع ما احرق من ذلك الهيكل او ربما اخفاها احبارهم الكبار جداً ولم يطلع عليها صغار الاحبار فكان لهؤلاء ان يفكروا بتوراة يستعينون بها على تهيئة امورهم فكان ذلك ان الفوا توراة جديدة، هذه التوراة لاعلاقة لها بالسماء ولاصلة لها بأحكام، التوراة القديمة النازلة على سيدنا موسى عليه السلام وبهذا كانت مزيجاً من احقاد وكراهية بالغة جداً على النفس والانسان وجاء هذا الانسان بمر السنين الطوال بقي تأليف هذه التوراة التي بأيديهم الان استغرق تسعمئة سنة، انت تصور كتاب يستغرق تسعمئة سنة كم يضاف اليه وكم يحذف منه على وفق الامزجة والافكار المتفاوتة والمتضاربة المتناقضة، كل له ذوقه ومزاجه، كل له رغبته وميله فكل يضيف ويحذف، امتلأ هذا الكتاب بكل شر وبغض للانسان واكذوبة واسطورة واضحوكة يضحك منها حتى من لاعقل له، حتى الحجر اذن كانت هذه الافكار التي ظهرت في هذا الكتاب الطويل الامد في تأليفه كانت هي النبع الاصيل لهؤلاء الذين اجتمعوا في العصر الحاضر تحت ما يسمى الحركة الصهيونية واخذوا يكتبون بناءاً على ما قرأوه وتعمق في نفوسهم من تلك الاباطيل والاكاذيب.
استاذ بشير لنتأمل قليلاً قبل ان نصل الى العصور اللاحقة، يعني استاذ بشير التحريف ظهر لاحقاً كما تفضلت، على طوال لربما تسعمئة سنة هذا في حين ان سبق القول ان قلنا ان هناك يعني شبه اشارات في التوراة الى كيان اليهود الذاتي، كيف توازن بين هذين الامرين؟
يعني انا قلت لك التحريف ظهر لاحقاً، نحن نقول بأن التوراة هو كتاب منزل من الله سبحانه وتعالى
انا لم اقل ان التحريف ظهر لاحقاً، قلنا في بدأ حديثنا انا وحضرتك الكريمة ان موسى عليه السلام ما ان عبر بهم من النهر حتى اختلفوا عليه وما ان استودعهم اخاه هارون عليه السلام وهو نبي ايضاً وذهب للقاء ربه في الليالي الاربعين وعاد حتى وجدهم قد عبدوا العجل كما هو معلوم، هؤلاء لم يكونوا اسوياء منذ ساعتهم يعني انا لعل قولي قد سبق انهم حتى قبل مجيء موسى عليه السلام اليهم لم يكونوا اسوياء ولو كانوا ذوي سوية واضحة لما كانوا قد قبلوا لأنفسهم ذلك الهوان الذي فرضه عليهم الفراعنة، أليس كذلك؟