البث المباشر

الطارف والتليد - 14/09/2010

السبت 9 أكتوبر 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وعليه نتوكل وبه نستعين، سلام عليكم مستمعينا الاعزاء واهلاً بكم في رحاب الطارف والتليد العائد اليكم بمباركة العيد السعيد لمن صام شهر الله الكريم داعياً لكم بالسلامة والسعادة، كل عام وانتم في عين الله تبارك وتعالى واعتز انا فرزدق الاسدي ان اكون بين ايديكم الكريمة في هذه الندوة الغراء مرحباً بأستاذي واخي الكبير بشير الجزائري العزيز الذي استجاب لدعوتنا اياه ان يشاركنا في الكلمة الطيبة والفكرة السديدة برغم مرضه شفاه الله منه فحياه الله واهلاً وسهلاً الجزائري: حياك واكرمك وشفاك من كل داء وسوء وزادك خيراً على خير ياسيدي، انا سعيد جداً اذا تركت لي ان احيي اولئك الطيبين الذين اتصلوا بي خلال غيابي في المستشفى وفي البيت وتمنوا لي ما تمنيته انت وهم كرام خلق الله سبحانه وتعالى، اشكركم جميعاً واتمنى لكم السلامة والسعادة والبعد عن كل مايسوءكم في الدنيا والاخرة، شكراً لكم المحاور: نسأل الله لك كامل الشفاء والصحة، هل لك من كلمة في بدأ المسير؟ الجزائري: اذا كان لي من كلمة فأنني اعوذ بما قدمته الساعة الساعة وقلت اني لممتن وشاكر لكل اولئك الطيبين الذين اغدقوا علي لطفهم واحسانهم بأن سألوا عني وتمنوا لي ما اتمناه لهم في هذه الدنيا وتلك من السلامة والكرامة. المحاور: ان شاء الله ولك منا ومنهم جزيل الامتنان، سنحدثك ان شاء الله في الاستشراق اليهودي ولكن بعد ذكر هواتفنا لمستمعينا الكرام الجزائري: طابت انفاسك المحاور: مستمعينا الاعزاء حدثونا اذا شئتم بأحد الهواتف الاتية: الاول رقمه 22013768 والهاتف الثاني 22013848 اما الهاتف الثالث 22013762 ورمزنا الهاتفي اي رمز ايران وعاصمتها طهران للذين يتصلون بنا من خارج ايران فهو 009821
*******
المحاور: نعم مستمعينا الكرام نعود لموضوع اليوم وهو الاستشراق اليهودي على ما اعلن قبل ارقام الهواتف ونبدأه بسؤال من السيد بشير الجزائري، الاستاذ بشير الجزائري منذ متى بدأ الاستشراق اليهودي؟ الجزائري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وصلى الله على سيدنا ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين الذين نعيش بذكراهم سلام الله عليهم اجمعين حياة طيبة اخرجنا الله سبحانه وتعالى فيها من الظلمة الى النور ببركاتهم بما نشروا بيننا من الضياء الذي نصعد به الى السماء ونعيش الحياة التي يتمناها كل انسان أتاه الله البصر والبصيرة، سيدي من الصعب جداً على انسان يدرس التاريخ ان يحدد بداية مقطوعاً بها لنشأة هذا الاستشراق اليهودي في تاريخه الطويل، انا اميل الى انه طويل طويل ربما يحدده ناس بأزمنة بعيدة او قريبة منا ولكن انا امضي به الى انه كان مذ اشرق نور هذا الدين القويم الذي نعيش ببركاته ونحمد الله سبحانه وتعالى على ان بصرنا الصراط اليه. المحاور: الاستاذ الجزائري بين قوسين لو سمحت بهذا السؤال، يعني هل تعتقد ان قدمه يعود الى قدم الاستشراق عامة؟ الجزائري: ليس كذلك، الاستشراق عامة اعتقد انه جاء متأخراً، لم يكن كبعد الاستشراق اليهودي، الاستشراق اليهودي بدأ ببدأ اشراق الاسلام حينما سطع نور هذه الرسالة المقدسة في آفاق الارض وبالتحديد في مكة المكرمة يعني اسرع اليهود الى الوقوف في وجهه لأنهم كانوا ينتظرون ان يكون الرسول الاتي منهم، ان يكون من صميمهم فلما رأوه من غيرهم، رأوه على ما يقول بعض القائلين من ابناء عمومتهم يعني من العرب لا من العبرانيين ضاقوا به ذرعاً لأنهم كانوا يحدثون انفسهم بأنهم سيملكون هذه النزعة لدى اليهود عريقة عريقة مذ كانوا على سطح هذا الكوكب كانوا يحدثون انفسهم بالتسلط على العالم وتزهيره على وفق غاباتهم المحاور: اذن كان ردة فعل يعني؟ الجزائري: نعم فهم شعروا انهم قد خسروا خسراناً عظيماً اذ كان هذا النبي الذي اخذ بقلوب الناس وارواحهم من غيرهم ولم يكن لديهم من مطعن عليه فقد كان معروفاً لديهم ولدى النصارى الذين كانوا يجاورونهم ولدى المشركين العرب، الصادق الامين كما تعرف والصادق الامين ليس لقباً يباع ويشترى انما هو حقيقة كانت تمشي على الارض، حقيقة من نور كانت تسطع في العيون وفي القلوب ولابد ان يألم اليهود ايما الم لأن يكون هذا الصادق الامين هو الذي اخذ منهم كل شيء لأن الدنيا كلها ستكون خلفه، ستسير وراءه لأنه قد اجتذبهم بخلقه الرفيع، بأدبه الجم، بنور الله الذي كان في قلبه وفي يده. المحاور: "بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" الجزائري: احسنت احسنت المحاور: استاذ الجزائري، اذن ماذا توخى الاستشراق اليهودي خلال عمره الطويل هذا؟ الجزائري: اعتقد انه توخى عدة اشياء، مولانا توخى غايات دينية، علمية، تجارية، سياسية كل هذه الاشياء كان قد توخاها، توخى تشويه صورة الاسلام الذي سطع عليهم بيد غيرهم والاساءة الى هذا الدين الذي قد افسرهم كلما كانوا يأملون ويتمنون لأنهم ارادوا ان يكون هذا الدين بغيضاً في نفوس مخاطبيهم، بغيضاً في نفوس اولئك الذين تسلموا هذا الدين ونهضوا به ودعوا دعوته وادوا ما كلفهم به من الخير والعطاء المحاور: وهل تعتقد ان هذا التشويه اصبح السمة العامة للاستشراق اليهودي بعد ذلك؟ الجزائري: من نظر في اسماء المستشرقين اليهود يقطع بهذه الحقيقة التي تفضلت بها، لم يكد الباحث الحقيقي يجد مستشرقاً يهودياً واحداً كان محباً للاسلام ولانريد ان نقول كان محباً للاسلام انما كنا نميل الى ان نجد مستشرقاً يهودياً واحداً يقول كلمة منصفة لهذا الدين. المحاور: نعم شكراً جزيلاً لك الاستاذ بشير الجزائري، مستمعينا الكرام كونوا معنا لنتابع الحديث بعد هذا الفاصل
*******
المحاور: اهلاً وسهلاً بكم ثانية مستمعينا الكرام وانتم مع الطارف والتليد من اذاعة طهران والساعة الان بتوقيت العاصمة الايرانية السادسة وثمان وعشرين دقيقة عصراً، موضوع حلقتنا لهذا اليوم هو الاستشراق اليهودي، معنا مستمع كريم، معنا ام خليل من البحرين، تفضلي ام خليل بسؤالك ام خليل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله ام خليل: زاد الله فضلكم، بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين واجعلني ممن تنتصر به لدينك، سؤالي الى ضيفكم الكريم الاستاذ بشير الجزائري عافاك الله واتمنى لك الصحة والعافية الجزائري: اكرمك الله واسعدك ام خليل: سؤالي اليك اخي العزيز، كيف بلغ المستشرقون غايتهم في البلاد الاسلامية وما نسبة نجاحهم في هذا الفعل؟ وشكراً جزيلاً لكم الجزائري: اكرمك الله وشكرنا الجزيل لك ايضاً المحاور: نعم تفضل استاذ الجزائري: اكرمك الله، اقول لكل احبتنا الذين يستمعون الينا الان شاكر الله سعيكم، لقد بلغ المستشرقون عامة واليهود خاصة كل مآربهم من الاسلام والمسلمين بما الفوه من الاكاذيب والاغاليط وروجوه بلغاتهم المختلفة بدعوى انه دراسات ميدانية، الالماني كتب بالالمانية والفرنسي كتب بالفرنسية والانجليزي كتب بالانجليزية والاسباني كتب بالاسبانية وهكذا بكل اللغات الحية كما يسمونها في زماننا، كانوا يسمون دراساتهم هذه ميدانية او موضوعية يعني يدعون انها علمية حرة ليس فيها مطعناً، ليس فيها اساءة لأحد، لايقصدون الا انصاف الحقيقة المحاور: محايدة الجزائري: محايدة، هكذا كانوا يدعون وجعلوا هذه الدراسات مصادر جامعية يعني صار الطلبة الجامعيون يعودون اليها في كتاباتهم الاكادمية وبنفس الوقت جعلوها ايضاً مواد دراسية لهؤلاء الدارسين كما يفعل كل اساتذة الجامعات في آفاق المعمورة، على كل حال هم هكذا فعلوا من اجل ان يشوهوا صورة الاسلام في نفوس الدارسين وفي نفوس اولئك الذين يخاطبونهم من اقوامهم، ارادوا ان يبعدوا اقوامهم عن رؤية الاسلام يعني كما يعبر القرآن الكريم "كانوا يصدون عن دين الله" ارادوا ان يبعدوا كل شعوبهم عن معرفة الحقيقة الاسلامية الساطعة التي هي خير للبشر جميعهم وليست مختصة بالمسلمين وقد بأسف اقول قد نجحوا نجاحاً كبيراً جداً لأنهم بعد ان وضعوا هذه الدراسات التي هي ملئى من الاكاذيب والاباطيل والافتراءات والاضاليل وابعاد الناس عن الاسلام ايضاً اوجدوا وسيلة جديدة لأبعاد الاسلام او ابعاد الناس عن الاسلام المحاور: وهي؟ الجزائري: وهي هؤلاء الذين ذهبوا منا، من البلاد الاسلامية للدراسة عندهم، هؤلاء عادوا وهم يحملون تلك الافكار الى بلدانهم لأنهم كانوا مأخوذين بها اي كانوا معجبين بها غاية الاعجاب المحاور: يعني ينظرون الى الاستشراق بعين غربية الجزائري: احسنت فلما عادوا عادوا الى بلدانهم وهم يحملون تلك الافكار التي كانت كلها او اغلبها اساءة للاسلام شريعة وعقيدة ونظاماً وللنبي صلى الله عليه واله وسلم كثيراً، كان اكثر ما ركز الطاعن اليهودي او المستشرق اليهودي على الرسول صلى الله عليه واله والقرآن وكانوا يختلقون اشياء كثيرة ما انزل الله بها من سلطان لامجال لذكرها الان. المحاور: نعم سؤالي التالي هو هذا، هل لنا من مصاديق لهذا التشويه الذي صار؟ الجزائري: والله نعم هناك مصاديق كثيرة لهذا، اليهود لهم انطباعات سيئة جداً عن الدين الاسلامي خذ مثلاً غايتهم السياسية، قلت منذ البدأ كانوا يحلمون ان يكونوا هم سادة الدنيا فسيد الدنيا يجب ان يكون قاهراً، اذا اراد القهر لابد له من قوة وهو لايمتلكها، الام يلجأ؟ يلجأ الى الحيلة، الى الغدر، الى المكر فهؤلاء الناس كانوا قد توجهوا ياسيدي الكريم الى الاسلام بأفكار عجيبة وغريبة كلها من صنع ادمغتهم، من تفكيرهم يعني حينما تنظر مثلاً لغولد زيهر الذي هو مستشرق مجري رجل كان قد اساء الى القرآن الكريم كثيراً برغم انه كان يدعي انه يكرم هذا الكتاب وهو ايضاً في الوقت الذي يدعي بأكرامه يدعي انه تراث اسلامي يعني لايراه اكثر من المحاور: كتاب مقدس الجزائري: كتاب من الكتب لا لا حتى ليس مقدساً، ينظر اليه على انه من الكتب التراثية مثل ماينظر هو الى التوراة او الى التلمود المحاور: الى الكتب التاريخية الجزائري: التلمود الذي الفه عظماء اليهود على حد تعبيرهم وهذه الكلمة منهم المحاور: يستخدموها للقرآن ايضاً يعني؟ الجزائري: لا هو يرى ان القرآن هو جمع محمد صلى الله عليه واله وسلم ليس كتاباً منزلاً من السماء انما كان محمد صلى الله عليه واله المحاور: كما ان علماء اليهود اعدوا التلمود والقرآن اعده محمد الجزائري: اعده محمد صلى الله عليه واله وليس من عنده انما من اطلاعه على التلمود وعلى جميع التراث اليهودي يعني على الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يعني التوراة والانجيل فجاء وقدمه لقومه، للعرب الذين كانوا لايعرفون شيئاً لأنهم كانوا بعيدين عن القراءة والكتابة، كانوا مغفلين فأستغل غفلتهم وقدم لهم هذه الاحكام والمفاهيم التي هي في حقيقتها مفاهيم واحكام يهودية اراد ان يقود بها هؤلاء العرب ويتسلط عليهم ويخرج من يتمه وفقره الى الغنى والسيادة على اولئك الذين لم ينتبهوا على انه قد سبقهم الى التراث اليهودي وعاد بهم الى مثل ما قدم لهم مسمياً اياه قرآناً كريماً او قرآناً مجيداً. المحاور: نعم شكراً لك استاذ بشير الجزائري على هذا الايضاح، مستمعينا الكرام نذهب الى فاصل ونعود اليكم
*******
المحاور: نحييكم مستمعينا الكرام من برنامج الطارف والتليد برفقة الاستاذ الكريم بشير الجزائري، استاذنا الكريم لدينا اتصال اخر، الاخت شمسة زيد من السعودية، اهلاً وسهلاً بك اخت شمسة وتفضلي بسؤالك شمسة: اهلاً بكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المحاور: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته شمسة: حياكم الله، كل عام وانتم بخير ويعاد عليكم ان شاء الله بالسعادة والسرور المحاور: اسعد الله ايامكم شمسة: استاذ بشير معافى ومشافى ان شاء الله الجزائري: الاخت شمسة حياك الله مرحباً بك، لم اسمعك وانا معتذر اليك شمسة: نقول لكم عافاكم الله وشافاكم ان شاء الله الجزائري: شفاكم ومن عليكم بالسلامة والعافية اشكركم شمسة: شكراً لكم، نحن نعلم ان الاستشراق اليهودي له مواقف عديدة من الاسلام ومن الكتاب الذي انزل على النبي صلى الله عليه واله لكن ماهو موقف الاستشراق اليهودي من القرآن الكريم تحديداً؟ واكن شاكرة لكم على الاجابة عن هذا السؤال المحاور: شكراً جزيلاً اخت شمسة من السعودية، تفضل استاذ بشير الجزائري: اكرمك الله واكرمها واكرم جميع من يستمعون الينا الان واسأل الله العافية لكلهم ولجمعهم المحاور: ان شاء الله الجزائري: الاخت شمسة لم يكن القرآن الكريم عند المستشرقين كما تقدم في كلامي للاخ العزيز فرزدق الاسدي ساعة سألني عن موقفهم من الاسلام، قلت انهم كانوا قد اتخذوا الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم والقرآن الكريم هدفاً لكل مآربهم، لكل ما ارادوا الطعن به، الوسيلة البينة لديهم القرآن الكريم مثلما ان الرسول الكريم هو الصادق الامين كانوا هم قد سبقوا الناس الى وصفه بالسحر والشعر كما هو معروف ثم تمادوا ووصفوه بالكذب والافتراء، على كل حال جاءوا الى القرآن الكريم فجعلوه وسيلة من وسائل ذلك الشعر والسحر والكذب والافتراء الذي جاء به محمد صلى الله عليه واله وسلم، لم ينتبهوا على انهم يدينون انفسهم بهذا التعبير لأنهم ساعة يقولون ان محمداً صلى الله عليه واله وسلم كان قد جاء بهذا القرآن الكريم من المفاهيم والتعاليم اليهودية والاحكام التي كانت في التوراة وفي التراث اليهودي ويقولون انها اكاذيب واباطيل فأنهم يكذبون انفسهم ولايشعرون ولكن هذا شأن كل من غفل عن ذكر الله سبحانه وتعالى، على كل حال فقد قالوا انه مأخوذ باللفظ او بالمعنى من كتبهم وفي طليعة هؤلاء ابراهام جيزر الذي ذهب الى ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان قد اطلع على اللغة العبرية يعني كانوا يقرون ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم كان عارفاً معرفة دقيقة باللغة العبرية وبهذه المعرفة كان قد اطلع على آثار دينهم كاملة واستقى منها ما يناسب العقل العربي الذي كان عقلاً جامداً في نظر هؤلاء المدعين، على كل حال هكذا ذهب ناس الى ان محمداً صلى الله عليه واله وسلم لم يكتفي ايضاً بهذا الاطلاع انما راح يتفنن في عرضه على هؤلاء الذين لم يلتفتوا الى انه كان قد سبقهم الى التراث اليهودي وعاد بما عاد فهذا جيزر كان قد الف كتاباً سماه اقتباس محمد من اليهودية يعني اذا نطقناه بالعربية الفصيحة نقول سماه اقتباس محمد من اليهودية وادعى ان الرسول اختار منه تلك المفاهيم الملائمة لزمانه في مكة لأهل مكة الذين كانوا مشغولين ايضاً بخصوماتهم بجهالتهم وببعدهم عن تأمل الحقائق الحياتية التي يسعد بها الانسان، مستشرق يهودي اخر على سبيل المثال اضا سمحت لي المحاور: تفضل الجزائري: اسمه هنري سباير كان قد الف كتاباً سماه القصص التوراتية في القرآن اعتمد فيه على الاشباه والنظائر في القرآن الكريم وفي التوراة يعني اذا تحدث القرآن الكريم عن نوح ذهبوا ونظروا الى حديث التوراة عن نوح، اذا تحدث القرآن الكريم عن ابراهيم عليه السلام ذهبوا ونظروا الى ما تحدثت به التوراة عن ابراهيم المحاور: يعني مقارنة الجزائري: احسنت وذلك في مقارنة لغوية، انت تعلم ان اللغة العبرية شبيهة وقريبة من اختها اذا صح هذا التقسيم من اختها العربية لأنهما لغتان ساميتان كما يقولون، كما يدعون وهم اصحاب هذا التقسيم، اللغات الهندواوربية واللغات السامية واللغات الاخرى ...الخ، قالوا اللغة العربية واللغة العبرية متشابهتان في كثير من الشؤون حتى في الصيغ الا انه قد يكون هناك اختلاف يسير جداً فالعرب يقول مثلاً فعيل والعبري يقول فعَيل، زنديق ذاك يقول زَنديق وهكذا، على كل حال بهذه المقارنة وصل هذا اليهودي المستشرق الذي هو هنري سباير في كتابه القصص التوراتية في القرآن الكريم الى ان القرآن الكريم كان كله قد اخذ من التوراة ومن سائر الكتب الدينية. المحاور: يعني استاذ بشير الجزائري يعني نحن لدينا مقارنة ادبية علمية ولكن ماهو المدسوس في كتاب هنري سباي؟ الجزائري: قلت لك هو اراد ان يقول ان القرآن الكريم متأخر والتوراة متقدمة وبينهما زمن كبير جداً وطبعاً يريد ان يقنع الانسان الغافل ان كل متقدم هو احق من المتأخر يعني اذا تحدثت انت الذي كان عمرك مثلاً مئة عام وتحدث غيرك الذي كان عمره خمسين عاماً تلاحظ؟ فأنت تحدثت بموضوع وجاء هو وتحدث بذلك الموضوع فكنت انت صاحب الحق الاول لأنك انت السابق، اذا اشرت الى حقيقة، اذا اشرت الى فكرة، اذا سبقت الناس الى معرفة خاصة كنت انت المفضل فيها لأنك انت صاحبها، لأنك صاحبها الاول وكل من جاء بعدك مهما كان من العلم فهو عيال عليك، هو مستقي من فكرك وهو اقل منك شأناً المحاور: يعني هذا في حين ان الرسول جاء ليكمل الشرائع الماضية وهذا اصل في الاسلام الجزائري: هو اكمل هذه الشرائع لكنه ام يستقي لامن التوراة ولا من الانجيل ولامن الزبور ولامن اي كتاب اخر انما انزل الله سبحانه وتعالى عليه القرآن الكريم فريداً وحيداً، هذا الكتاب الذي هو خير كتب الله سبحانه وتعالى واكملها واشملها وادقها وهو حجة على جميع خلق الله سبحانه وتعالى من ساعة نزوله على الرسول الاكرم صلى الله عليه واله الى ان يرث الله الارض ومن عليها. المحاور: استاذ بشير مادمنا في الحديث عن القرآن الكريم يعني هناك سؤال في هذا الشأن بنوع ما، ماهي الغاية الدينية التي توخاها هذا الاستشراق، الاستشراق اليهودي؟ الجزائري: اكرمك الله المحاور: يعني تحدثنا عن السياسية وغيرها الجزائري: نعم نعم، سيدي اليهود مهما كانوا بعيدين عن دينهم يعني عن اليهودية التي جاء بها سيدنا موسى سلام الله عليه وعلى نبينا الاكرم واله الطيبين الطاهرين فأنهم كانوا ميالين الى انهم متمسكون بهذه الديانة وانهم ورثة موسى الذي هو الرسول الاكرم والاعظم عندهم وانهم ينتظرون يسوعاً المخلص يعني ينتظرون المسيح المخلص وفي عقيدتهم ان عيسى بن مريم سلام الله عليهما لم يكن هو المخلص، لم يكن هو يسوعاً، لم يكن هو ذاك الذي قد طال انتظاره من عندهم، من حكماءهم ومن غيرهم انما هو مفتري من المفترين ولذلك سارعوا الى قتله كما يدعون كما هو معروف في التاريخ ولسنا بصدد هذه التفصيلات، اذن غايتهم اليهودية ان يظهر هذا الدين الذي يتمسكون به على انه من صنع ايديهم، على انه ليس الديانة التي جاء بها موسى عليه السلام، حتى التوراة نفسها مع احترامنا لها وتقديرنا لها لم تكن هي التوراة التي جاء بها موسى سلام الله عليه.
*******
المحاور: نعم مستمعينا الكرام معنا مستمع كريم اخر عبر الاتصال الهاتفي الاخ غزوان علي معنا من العراق، حياك الله اخ غزوان غزوان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المحاور: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته غزوان: تحية لك اخي الاستاذ العزيز فرزدق الاسدي وهذه فرصة نسمع الاصوات التي تجمعنا في الطارف والتليد، اصوات جديدة اذاعية مع ابا محمد المحاور: جزيت خيراً غزوان: حياك الله واقول بصوت وبشجون ابا محمد صحة وعافية وسلامات الى قلبك الطيب ابا محمد ودائماً لك استذكار في دعاءنا وكل محبيك واهلك في ارض العراق يدعون لك بالسلامة ابا محمد الجزائري: فديتك ابا المنتصر واشكر لك هذا اللطف الكريم واسأل الله ... غزوان: هذه اول مرة اسمع بها انك راقد في المستشفى نتمنى لك الصحة والشفاء العاجل ابا محمد الجزائري: شفاك الله وعفاك، فديتك سالماً وغانماً تفضل غزوان: الله يحفظك ابا محمد هنا نعرض سؤال، يقال ان المستشرقين الفوا في القرنين الماضيين ستة آلاف كتاب في تاريخ الاسلام وشريعته وتراثه وللانسان الحق ان يسأل لماذا الفت هذه الدراسات والكتب وماذا تضرنا وهي بلغات لانقرأها؟ وتحياتي لكم والسلام عليكم المحاور: احسنت شكراً جزيلاً لك الاخ غزوان، استاذ بشير لم الفت هذه الدراسات اي من المتلقي لها؟ الجزائري: اكرمك الله، دراسات تعب عليها تعباً كبيراً، بذل المستشرقون اليهود جهوداً عظيمة جداً من اجل ان يضعوها بين ايدي الناس بلغاتهم المختلفة المتفاوتة، بالفرنسية، بالالمانية، بالانجليزية، الاسبانية كما تقدم القول وغايتهم اعتقد اني اشرت اليها في بدأ مسيرنا قلت غايتهم ان يصدوا الناس في تلك البلدان، في تلك الاجزاء من ارض الله سبحانه وتعالى عن رؤية نور الله سبحانه وتعالى في ارضه في اخر الزمان ذاك النور الذي سطع بيد اشرف الانبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم وفي نفس كانوا تواقين بأن يجدوا فئات مختلفة من المسلمين انفسهم يكلفونها نقل افكارهم الى امتهم الاسلامية وقلنا فيما تقدم من القول انهم بفعل هذا نجحوا نجاحاً باهراً يعني وجدوا كثيراً من الناس مثل الدكتور منصور فهمي وهو استاذ مصري بعث للدراسة في فرنسا عام 1909 ونال شهادة الدكتوراه بكتاب الفه وعنوانه "حال المرأة في التقاليد الاسلامية وتطوراتها" هذا الكتاب كان اساءة عظيمة جداً لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم واساءة للدين بكل قيمه واحكامه ولما عرفت الجامعة المصرية التي كانت قد ادخلت هذا الكتاب في تدريسها وكان قد طبع سنة 1913 ، كانت قد الغت الكتاب وطردت منصور فهمي واختفى مدة مديدة من الانظار لأنه كان يخشى على نفسه من الغضب المصري، الغضب الاسلامي الذي كان قد تأجج عليه بأساءته لرسول الله صلى الله عليه واله ولهذه الرسالة المقدسة العظيمة التي ننتمي اليها المحاور: ما فحوى هذا الكتاب استاذ بشير؟ الجزائري: قلت لك، لااحب الاطالة لأن لدينا حديث اهم منه، كان يشير الى ان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم قد منح لنفسه التزوج بعدد كبير من النساء ومنع المسلمين ان يتزوجوا اكثر من اربع، هذا اخف مايقال فيه وماذا يقال فهو في غاية البشاعة والفضاعة المحاور: نعم استاذ يعني هناك سؤال تبادر لي، برأيك ما الفارق بين المستشرقين عامة واليهود منهم؟ الجزائري: المستشرقون النصارى على وجه التحديد المحاور: هل كانوا اكثر انصافاً مثلاً؟ الجزائري: اسمح لي اولاً فقط اشير الى هذه النقطة لماذا كانت كلمة الاستشراق، لماذا كانت كلمة المستشرق؟ معنى ذلك ان الناهضين بهذا العمل ناس من الغرب جاءوا فدرسوا الشرق ولكنهم لم يقولوا مثلاً المتأسلمون او الائتسلام مثلاً لأنهم لايريدون ان يثيروا حساسية المسلمين وهم يقصدون المسلمين وحدهم لاشريك لهم فذهبوا الى كلمة الشرق، كلمة سهلة يقولون الاستشراق والمستشرق، كلمة سهلة ولاتثير حساسية احد من المسلمين او العرب الذين كانوا هم المادة الاولى لطعنهم، طعنوا على الاسلام وطعنوا على العرب، كانوا يجعلون العرب اول من ينتقدون عليه كل سيرته فيرون العربي غبياً وجاهلاً ولئيماً وانانياً ومتعصباً وانه لايرحم وانه وانه...جميع مافي المدان صبوه على رأس هذا العربي لأنهم كانوا يوقنون انه هو اول من حمل هذا الكتاب المقدس الذي احيا هذا الكوكب، هذه واحدة وواحدة اخرى هم لديهم كتاب وشعروا ان هذا الكتاب قد ابتعد عن نفوس اهله يعني في الغرب، الغربيون كانوا لحظة بلحظة يبتعدون عن الكتاب لسوء معاملة الكنيسة ولأن ما جاء في ذلك الكتاب عسير التطبيق، لايكاد يسوغه احد فصبوا غضبهم على القرآن الكريم وعلى الرسول صلى الله عليه واله وسلم فأما اليهود فأنهم يختلفون عن النصارى في الاستشراق في انهم كانوا يعرفون محمداً صلى الله عليه واله وسلم معرفة جيدة لأنهم كانوا قد نشأوا في الشرق لأن كثيراً منهم كانوا قد نشأوا في الشرق ونقلوا حتى اللغة العربية الى ذلك الغرب، قشتالة كانت مركزاً للانطلاق في اسبانيا، لأنطلاق اللغة العربية الى اوربا بمعرفة اليهود الذين كانوا يهوداً عرباً او يهوداً مستعربين اذن هذا الفرق بين المستشرقين اليهود المحاور: ذاك عن فعل وهذا عن اغراض الجزائري: احسنت، ذاك مستشرق متعصب وهذا مستشرق صاحب مآرب كبيرة وكبيرة المحاور: شكراً جزيلاً لك الجزائري: الشكر لله المحاور: مستمعينا الكرام لحظات ثم نعود اليكم المحاور: مستمعينا الكرام من اذاعة طهران نحييكم مرة اخرى، وقت البرنامج شارف على النهاية، استاذ بشير الجزائري هل لك من كلمة اخيرة في هذه الدقائق؟ الجزائري: والله تمنيت لو ان لنا وقتاً اكبر من هذا فنسعد اكثر المحاور: سنواصل الحلقة القادمة ان شاء الله الجزائري: اكرمك الله اكرمك الله، هذه منة احفظها عليك واشكرها لك المحاور: جزيت خيراً الجزائري: لأني والله في غاية الشوق ان اتحدث بالنشاط اليهودي في تشويه الصورة الجميلة لهذا الدين الذي ينتمي اليه حوالي ربع سكان العالم في هذا الكوكب الذي نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينيره ويضيئه بنور هذا الدين القويم اي الاسلام على يد سيدنا ومولانا المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف المحاور: عجل الله فرجه الشريف، شكراً جزيلاً لك استاذ بشير الجزائري، مستمعينا الكرام كما قلنا سنواصل موضوع الاستشراق اليهودي في الحلقة القادمة، انتظرونا الثلاثاء القادم مع اذاعة طهران ومع برنامج الطارف والتليد، اشكركم واشكر الفريق العامل في البرنامج وحتى لقاء اخر استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة