البث المباشر

الطارف والتليد - 03/08/2010

السبت 25 سبتمبر 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم له الحمد وبه نستعين وسلام على احبة الطارف والتليد الكرام واهلاً بهم في تأمل الفن والجمال في تراثنا الزاخر بالبديع والرفيع مما لذ وطاب من روائع الاثار الباقية في كف الخلود مستمعينا الاكارم يطيب لي انا فؤاد العاشوري مقدم هذه الندوة ان ارفع لحضراتكم تحيات زملائي الاعزاء اسرة هذا العطاء المبارك بمشاركتكم فيه وهي تصلنا بهاتف رقمه 22013768 وهاتف ثاني رقمه 22013848 وهاتف ثالث رقمه22652997 ورمزنا الهاتفي هو 009821
*******
مستمعينا الاكارم نبدأ الوقوف على ضفاف الفن والجمال في تراثنا الزاخر بالبديع والرفيع كما قلت لحضراتكم في مطلع الكلام، ابدأ بأستقبال سندي في هذا الوقوف الممتع النافع الاستاذ استاذي العزيز بشير الجزائري فاقول له بأسمكم جميعاً اهلاً وسهلاً الجزائري: اعزك الله واكرمك وآتاك خير الدنيا والاخرة، انا سعيد ان التقيك مرة ثانية وانت ان شاء الله في غاية السرور والانبساط المحاور: وانا اسعد، شكراً لك الجزائري: ويلذ لي ان ارى الطارف في الطارف ويبقى التليد تليداً ان شاء الله المحاور: ان شاء الله، الاستاذ بشير هل تستطيعون ان تفرقوا بين الفن والجمال في تاريخ الانسان يعني في الحقيقة انا فزعت اليك ان تطلع مستمعينا الاعزاء على ما ترى من فرق، فرق الفن من الجمال في تاريخ الانسان؟ الجزائري: اكرمك الله وطابت انفاسك سيدي الكريم، استعمل الانسان الذي هو انا وانت، الانسان الذي سبقنا في الزمان وربما اختلف عنا في المكان استعمل الفن للتعبير عن الجمال في كل مجلى من مجال هذا الجمال من المعاني التي يتصورها الانسان للشيء الجميل ولاسيما في حسه وشعوره، انت تعلم ان الجمال ربما كان قد تجلى في مادة وتجلى في شيء ناطق كان انساناً او كان طائراً، كان من العلماء او كان من الشعراء او كان من الادباء، كان من الرجال، من النساء، الجمال لايمكن حصره في شيء من الاشياء حتى انه لايتجلى احياناً كما قلت لحضرتك في حجرة او في جريان ماء او في التهاب نار او في ومضة برق، كل ذلك يمكن ان يحتسب جمالاً حين يكون الجمال عميقاً ومقصوداً يتجلى في كل اثناءه الجامدة والروحية ايضاً، احياناً جمال لايمكن وصفه بكلمة لأنه اصلاً غير مشهود، انت يلذ لك خلق او لطف من صديق او من رفيق او من عامل يعمل لديك، من انسان له علاقة بك فتقول سبحان الله ما ادب هذا الانسان، ما الطف هذا الجمال، ما اروع هذا الجمال وهكذا تذهب انت في ما التعجبية بنوعيها، تلاحظ؟ فينتج اذن عن هذا ان الانسان مطالب ان يفتح اجمل مافي نفسه لأجمل مافي هذا الكون، الارض فيها جمال لاحد له والسماء فيها جمال لاحد له والبر فيه جمال لاحد له والبحر ايضاً وهكذا كل هذا الخلق الذي سخره الله سبحانه وتعالى للانسان لينعم به وليتأمله وليسعد وليلتذ وليستمتع بكل ما جلاه له لكن ببصيرة نافذة يعني اذا لم يكن الانسان صاحب بصيرة حية، اذا لم يكن صاحب ذائقة رفيعة لايمكن ان يحس مشاهد الجمال ومواطنه الكثيرة كما ذكرت لك في الامثلة المتقدمة، على كل حال ينتج من هذا ان هناك الواناً من الفنون هي في الواقع تعبيراً عن ذلك الجمال، مرة تجد ذلك التعبير لفظاً كما في الشعر ومرة تجده لحناً كما في الغناء ومرة تجده ايضاً عزفاً موسيقياً ومرة تجده صورة مرسومة بالزيت او مرسومة بقلم الرصاص حتى، هذا القلم الرصاص الذي صار الناس يزهدون فيه هو يقدم لك روعة من روعات الجمال او تجده في نحت تمثال من التماثيل او في بناية من البنايات، اصلاً امثلته لاتعد ولاتحصى مثلما انه هو لايعد ولايحصى. المحاور: نعم لندع المستمع الكريم يستعيد في نفسه ما سمع ونعود اليه بعد هذا الفاصل
*******
المحاور: مستمعينا الاكارم في كل مكان حول موضوع الفن والجمال في تراثنا معنا عذراء الموسوي من العراق على الهواء مباشرة، السيدة عذراء تفضلي عذراء: سلام عليكم الجزائري: عليكم السلام ورحمة الله عذراء: تحياتي لحضرتك استاذي الاستاذ بشير الجزائري ولجميع الكادر والمستمعين ومشكورين على هذا البرنامج الممتع الجزائري: حياك الله وشكرنا الجزيل لك، انا لاادري اقول نيابة عن مضيفي او مضيفي كما نقول بالعربية الفصيحة ومن ذلك يقولون اضافه يعني اذا قبله ضيفاً عليه اما اذا نزل النازل على ذلك صاحب المكان فيقولون ضافه، انا ضفته وهو اضافني وانا متجرأ عليه هذه اللحظة واعتز ان احييك واشكر لك كل هذه اللفتات الطيبة من النجف الاشرف المحاور: نعم انا اقول كما قالت العرب من قبل "ياضيفنا ان جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل" كما ان الاستاذ السيد بشير الجزائري هو رب هذه الحلقة كما كان رباً للحلقات الماضية وكما انه سوف يكون رباً رائعاً جميلاً محبباً في الحلقات القادمة الجزائري: حفظك الله ورعاك المحاور: السيدة عذراء الموسوي من العراق اهلاً وسهلاً بك هل من سؤال؟ عذراء: الله يحفظكم ان شاء الله المحاور: هل من سؤال؟ عذراء: نعم نعم انا عندي سؤال بخصوص المحور، طبعاً سؤالي ماهو الفن الذي يحمل خصوصية الجمال المطلق دون غيره من الفنون؟ ان شاء الله السؤال واضح المحاور: نعم احسنت الجزائري: اكرمك الله اكرمك الله، لااعتقد ان شيئاً يحمل صفة الجمال المطلق يعني فناً من الفنون يحمل صفة الجمال المطلق الا ذلك الفن الذي يسخر لحب الله نابعاً من هذا الحب وايضاً دافقاً وصاباً في ذلك الحب يعني منه واليه او منه وله، اذا اردنا ان نوجز بالعربية الفصيحة نقول منه واليه ومنه له هكذا انا اعتقد اني قد قلت لسيدتي ذلك الفن الجميل الذي يكون ملازماً للجمال المطلق او معبراً عن الجمال المطلق هو لك الذي يكون من الله سبحانه وتعالى ولله وببركة الله سبحانه وتعالى يعني بتنقية شعور الانسان، برفع نظره من التراب الى العلاء، الى لطف الله سبحانه وتعالى هذا يكون قد عبر عن الجمال المطلق الذي عندنا الجمال المطلق رب العالمين سبحانه وتعالى الذي مابعده من جمال اما بقية الجمالات وهي كثيرة تتمثل في شعور انسان، في حسه، في طبعه، في ذوقه، فيما ظهر منه من لفتة تؤثر في نفس المشاهد، في نفس المستمتع، في نفس القريب، البعيد وهكذا. المحاور: نعم شكراً للاستاذ بشير الجزائري، استاذ هنالك سؤال، معلوم ان الفلاسفة اليونان قد سبقوا الناس في الكلام على الجمال فلأي مبدأ اخضعوا مفهومه، مفهوم الجمال؟ الجزائري: سيدي قلنا لايمكن تصور الفن بلا جمال من قبل ولاتصور جمال بلا فن واليونانيون بطبعهم كانوا قد سبقوا البشر في النظر الفلسفي فوجدوا موضوعاً من اهم الموضوعات هو موضوع الجمال، موضوع الفن فراحوا يعبرون عنه بتعابير شتى، راحوا يسعون الى تعريفه ولكن حتى الان تعاريفهم وتعاريف من جاوروهم ومن تأثروا بهم ومن جاءوا بعدهم حتى هذا اليوم، الحضارة الحديثة الان لم تستطع ان تقدم تعريفاً دقيقاً او تعريفاً يكون مرضياً لجميع بني الانسان للفن او للجمال لكن عند المسلمين هذه القضية محلولة جداً كما تقدم في الكلام على سؤال السيدة عذراء الموسوي قبيل قليل، الجمال المطلق هو رب العالمين سبحانه وتعالى " انَ اللّهُ جَمِيل وَيُحِبُّ الْجَمَال " وهو مفيض الجمال في هذا الكون، قلت الجمال هو الفن قبل التعبير عنه، الجمال اذا تأملته وجدته هو الفن قبل ان يعبر عنه اي قبل ان يعبر عن هذا الفن فهو اذن الفن بالقوة يعني هو فن كامن كما يقولون او هو نائم كما صار يقال في السياسة في هذه الايام او هو خامد كما يقال عند بعضهم ممن يستذوقون كلمة الخمود والخامد والعياذ بالله نحن نتمنى اليقظة والانطلاق والحيوية والفن هو الجمال ايضاً بعد ان يعبر عنه اي عن الفن بالفعل، هناك مرحلتان شيء موجود عندك ولكن غير معبر عنه اذا تسميه بالقوة ويعبر عنه فتسميه بالفعل اي انه قد ظهر، كان كامناً فظهر، هذا على قول المناطقة، سيدي الكريم هذا التلازم بين كلمتي فن وجمال هو الذي جعل كلمة الفن تتداخل في الاستعمال مع كلمة جمال كثيراً في المجاز حيناً وفي التجاوز على المعنى حيناً آخر. المحاور: مستمعينا الاكارم فاصل قصير ونعود اليكم وودت قبل هذا الفاصل ان اشكر السيدة عذراء الموسوي التي ساهمت في هذا البرنامج وسؤالها الرائع الجميل، فاصل قصير ونعود اليكم
*******
الطارف والتليد خمس واربعون دقيقة من محادثتكم في الثقافة والادب تستقبلكم بهاتفيها المباشرين 22013768 و22013848 ورمزنا الهاتفي 009821
*******
المحاور: مستمعينا الاكارم نرحب بكم من برنامجنا الطارف والتليد ونرحب بكم بطارفه وتليده ومعنا في هذه الحلقة التي تدور حول محور الفن والجمال في تراثنا، صوت قادم الينا من سوريا الحبيبة هو صوت ماهر، ماهر اهلاً بك في برنامج الطارف والتليد ماهر: سلام عليكم ورحمة الله المحاور: عليكم السلام ورحمة الله، تفضل سيد ماهر ماهر: الله يعطيكم العافية، شكري الجزيل للمقدم وشكر خاص للسيد بشير الجزائري على هذه الاطلالة الرائعة الجزائري: ياسيدي لك الشكر انت متلطف ماهر: اود ان اسأل سؤال الجزائري: تفضل ماهر: لم استطاع الخط العربي الاستمرار في حب الكمال واكرام الجمال فينا وشكر خاص لجميع العاملين في الاذاعة، شكراً لك المحاور: شكراً جزيلاً سيد ماهر الجزائري: سيدي اقول لحبيبك السائل ماهر الذي اطل علينا من سورية العربية، استطاع الخط العربي ان يستمر في الهامنا حب الكمال واكرام الجمال بتنوعه، بتلونه فهو كوفي مرة وثلث مرة ونسخ مرة وفارسي وديواني ورقعة وريحاني وهكذا فأذن هو تعدد وبهذا التعدد وبهذا التنوع وبهذا التلون ايضاً بأيدي اولئك المهرة الذين احبوه واخلصوا له وكما قال الامام علي عليه السلام عنهم "الخطاطون يأكلون من اعماق عيونهم" المحاور: احسنت الجزائري: هؤلاء الذي يأكلون بأعماق عيونهم هم الذين جعلوا هذا الخط يستطيع ان يملئنا حباً للكمال واكراماً للجمال والخروج من انفسنا المظلمة والمعتمة الى نور الله الرحيب في جوانب هذا الخط المشعة المتلألئة بالمعاني الرفيعة جداً والخط العربي اقترن بالقرآن الكريم، اقترن بالحديث الشريف، اقترن بروائع الشعر العربي الكريم الذي يعلم الانسان معنى الحياة الطيبة، الحياة الكريمة التي يسعد فيها ويرغد وايضاً يتمنى للناس ان يكونوا شركاءه فيما آتاه الله سبحانه وتعالى من هذه النعماء اذ استعمل الخطاطون المسلمون خاصة هذا الفن الرفيع يعني الخط العربي زاهياً بالتوريق، بالتوريق يعني انهم كانوا يرسمونه ورقاً، بالتزهير انهم كانوا يرسمونه زهوراً وبالهندسة ايضاً كما انت قد رأيت كما هو موجود في الزخرفة والزخرفة الوان مختلفة بأذواق اصحابها، بأذواق اولئك الذين يبدعونها، على كل حال هذه جعلتهم يقدمون لنا شيئاً جميلاً نحن نحس قبل ان يقول لنا احد انه هذا الشيء لن يأتي من اجل ان يكون زخرفة، من اجل ان يكون كلاماً مكتوباً انما هو يقصد شيئاً اخر وراءه عالياً عالياً جداً وجميلاً جداً هو الصلة بين السماء والارض، الصلة بين هذا الانسان ورسوله الاكرم صلى الله عليه واله وسلم الذي يقول له "خير الناس من نفع الناس" او "رأس العدل مخافة الله" كلام الامام علي عليه السلام، هذه العبارات التي ظهرت في هذا الخط الجميل اذا كانت بالكوفي، اذا كانت بالثلث، اذا كانت بالنسخ، اذا كانت بأي خط من الخطوط الجميلة العربية فأنها تحمل هذا الانسان المشاهد ان يخرج من هذه الارض الى علياء هذه السماء التي فوقه وهو شاكر لله سبحانه وتعالى ان آتاه هذا الذوق الذي يرفرف به الى ذلك العلاء النوري لكي يشعر بالراحة فعلاً ويلذ الجنة قبل ان يبلغها، انه ايضاً اذا قد رأى صورة من صور التخويف او التهويل كما انت تدري هناك آيات تحذر الانسان، احاديث تحذر الانسان من اليوم الحاضر واليوم الاتي يعني اليوم الذي هو يوم الحساب، هذا الانسان اذا رأى هذه الصورة السارة او تلك الصورة المفجعة والمخيفة فأنه يتأثر بالاثنين خارجاً من نفسه وشاكراً لله سبحانه وتعالى ان هيأ له هذا التعبير الجميل جداً الذي يأخذه لما يريد من المعرفة الطيبة التي تقصر اللغات، كل لغات الارض عن تعبر عنها، هناك معاني في اعماقنا لايمكن ان يعبر عنها فن من الفنون على كثرتها او ان تعبر عنها لغة من اللغات على كثرتها وجمالها.
*******
المحاور: نعم، مستمعينا الاكارم هذه عودة الى العراق وصدق الشاعر حين قال الحمد لله يبقى المجد والشرف ارى العراق امامي اينما اقف، نقف الان مع صوت اخر من العراق الحبيب، مع صوت سهى، تفضلي سهى او سهام عفواً سهام: الو سلام عليكم المحاور: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته سهام: الو المحاور: اهلاً وسهلاً سيدة سهام سهام: ماهو موضوع الحلقة اليوم؟ المحاور: موضوع الحلقة هو يدور حول الفن والجمال في تراثنا، هل من سؤال سيدة سهام؟ سهام: ... المحاور: سيدة سهام هل خفضت من صوت المذياع؟ سهام: نعم نعم المحاور: شكراً جزيلاً تفضلي سهام: ياريت تعملون حلقة خاصة تتحدثون فيها عن الشعر والعرفان المحاور: الشعر العرفاني، ان شاء الله سوف نأخذ المقترح بنظر الاعتبار سهام: وعندي بعض الابيات المحاور: نعم تفضلي سهام: عندي بعض الابيات ممكن؟ المحاور: يمكن اذا بيتين او ثلاث لابأس، نعم تفضلي سهام: نعم نعم، انت الهي وسيدي ورجائي فأكشف علتي واكشف بلائي الهي اليك مددت يدي فأملأ بجودك وعائي طرقت باب جودك سيدي فهل للطارق من ندائي، وشكراً المحاور: شكراً لك السيدة سهام من العراق، مستمعينا الكرام فاصل قصير ونعود اليكم
*******
المحاور: ايها الكرام نعود اليكم مرة اخرى والى الضيف الكريم الاستاذ بشير الجزائري، استاذ بشير مارأيك حول مقترح السيدة سهام من العراق حيث قالت لو تخصصون الحلقة القادمة من حلقات برنامجنا الطارف والتليد ليكون حول الشعر والعرفان الجزائري: انت ومستمعوك تأمرون واذا كان لي ان البي لبيت، انا اقول بين يديك لبيك لبيك المحاور: شكراً، شكراً جزيلاً لك ان شاء الله سوف يكون موضوع حلقتنا في الاسبوع المقبل الشعر والعرفان في الادب العربي الاسلامي ان شاء الله، مستمعينا الاكارم نذكركم ان الذي يقوم بأخراج هذه الحلقة من برنامج الطارف والتليد هو كاظم صادق كما ان منسقة الاتصالات في هذا البرنامج لهذا اليوم علياء صالح ومهندس الصوت امير زاهدي، ضيفي العزيز الاستاذ بشير الجزائري اردت ان اسألك اين هم المسلمون من معنى الجمال والفن في الحضارة الاسلامية؟ الجزائري: طابت انفاسك اذ ذكرتنا بالمسلمين الذين من اجلهم سيق هذا البرنامج الذي انت قد تعبت فيه وشقيت وانا اشكر لك هذا اللطف الكريم، ياسيدي العرب والمسلمون عنوا بهذا الفن عناية كبيرة، عنوا بهذا المعنى بدلالة تفريقهم، يعني انت سألتني ما الفن؟ الفن عند العرب صناعة، ماهذه الصناعة؟ اي صناعة كانت وهذا ايضاً كان سارياً عند من سبقوهم اليونانيون كانوا ينظرون الى الفن على انه كل الصناعات حتى الصناعات المهنية يعني الحدادة، النجارة، كل مايمكن ان يعمله الانسان كانوا يرونه فناً، يسمونه فناً، العرب ايضاً المحاور: المسلمون؟ الجزائري: العرب في المقدمة والمسلمون تابعون لهم في بدأ المسير لأن الثقافة التي سادت الوطن الاسلامي الكبير في البدأ هي ثقافة اللغة العربية، ثقافة القرآن الكريم فأقبل الناس على ترجمة الكتب من اليونانية، من الفارسية، من الهندية، من اللغات المجاورة للوطن الاسلامي الكبير ونقلوا هذه المعاني، قلنا اذن بين الطبيعة والصناعة نوع من الصلة التي تستملي عندهم من النفس ومن العقل، كانوا ايضاً يستعملون الصناعة في الدلالة على الفن ولذلك جاء ابو هلال العسكري رحمه الله في كتابه المعروف كتاب الصناعتين في الشعر والنثر كما تتذكر او في الشعر والكتابة حتى يقول ان هذا فن من الفنون يعني اراد ان يقول كتاب الفنين النثر والنظم، الشاهد الذي قدم لك يذكرك ان المسلمين قد اتخذوا هذا الفن صناعة سعدوا بها وقدموا بها اشياء طيبة لأنفسهم وللحياة التي جاءت بعدهم ومازالت تتأثر آثارهم وايضاً تستطيب ما وجدته من اشياء طيبة وكريمة وعزيزة.
*******
المحاور: مستمعينا الاكارم نبقى في العراق حيث نستمع الى وسام، وسام اهلاً بك وسام: اهلاُ بك يااستاذي الغالي وتحياتي الى جميع المستمعين والى الاستاذ بشير الجزائري الجزائري: حياك الله وسام: في هذه الامسية الجميلة الجزائري: اكرمك الله المحاور: استاذ وسام هل من سؤال؟ وسام: ان كان ولابد فأن هناك سؤالين لو استطاع الوقت المحاور: نعم تفضل وسام: السؤال الاول الى اي شيء ترجع صعوبة تحديد الفن؟ الى اي شيء ترجع صعوبة تحديد الفن؟ الجزائري: اكرمك الله المحاور: نعم السؤال الثاني وسام: السؤال الثاني هو لماذا برأيكم الادب بجميع انواعه يؤكد على بعض الاسماء التي كانت في يوم من الايام ذات طابع ادبي متميز وترك الاقلام الشابة التي تتمتع بأروع صور الادب؟ فلماذا هذه التفرقة بين هذين الادبين؟ المحاور: يؤكد على الشعراء القدامى تقصد؟ وسام: الاقلام الشابة وان كانت هي ابدع من اقلام القدامى في ابداعها وادبها المحاور: نعم وسام من العراق شكراً جزيلاً لك وشكراً على طرحك هذين السؤالين، ونبقى في العراق هذا العراق الحبيب، بدر من العراق، بدر اهلاً بك في برنامجك الطارف والتليد
*******
بدر: السلام عليكم المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله بدر: تحياتي لك استاذ فؤاد العاشوري وتحياتي للاستاذ بشير الجزائري الجزائري: حياك الله بدر: والكادر ومستمعي هذه الاذاعة الكريمة في كل مكان من بقاع الارض ولي سؤال اريد ان اقدمه للاستاذ العزيز الاستاذ بشير الجزائري لو سمحتم المحاور: تفضل بدر: هل يعد الشعراء الاسلاميين مثلاً حسان بن ثابت، دعبل الخزاعي، الفرزدق هم نوع من انواع التراث العربي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الجزائري: اكرمك الله وطابت انفاسك المحاور: شكراً للسيد بدر من العراق، استاذ بشير هنالك ثلاثة اسئلة جاءتنا من العراق والسؤال الاول الى اي شيء ترجع صعوبة تحديد الفن والجمال؟ الجزائري: سيدي الكريم اعتقد انها راجعة لمفهوم الفن نفسه، راجعة الى كون الفن وجهاً من اوجه النشاط الانساني، لايخضع للاراء المطلقة ولايعرفها، اصلاً هو بطبيعة هذا الفن كما تقدم القول اليونانيون قدموا تعاريف كثيرة وجاء ناس بعدهم وبعدهم ومن جاورهم ومن بعد عنهم وعرفوا الفن ولكنهم لم يصلوا اليه لذاك التعريف الذي يرضي الجميع لن طبيعته ان لايمكن ان يخضع لنظرة معينة واحدة، ليس بين النشاط الانساني ماهو اسرع تطوراً وامضى حركة من الفن نفسه، بهذه السرعة في التطور والمضي في الحركة كان الفن مستعصياً على التعريف، مستعصياً على ان يجدوا له تعريفاً يسيراً، صعب عليهم هذا واحد وقد ترجع ايضاً صعوبته او صعوبة تحديد مفهومه لطبيعة الفن نفسه فالفن ليس من العلوم المحددة، الرياضيات انت تقول هذا الرقم وذاك الرقم، كميات محدودة جداً ومعلومة جداً وثابتة في جميع الاذهان والعقول بينما الفن ليس فيه من صورة او من لون او من اثر وهو متفق عليه. المحاور: السيد بشير والسؤال الثاني يقول لماذا يؤكد الادب دائماً على اسماء القدامى من الشعراء ويترك .... الجزائري: اعتقد ان المنصف لايفعل ذلك، المنصفون اذا وجدوا اسماً جديداً ولديه ما يحملهم على ذكره ذكروه اما غير المنصفين فلا حاجة لنا بالمرور ببابهم، سلام الله عليهم نتمنى ان يهديهم الله ويتذكروا ان هؤلاء الزهور او ان هؤلاء الفتيان الذين بين ايديهم سيكونون يوماً من الايام اساتذتهم وربما يكونون هم في ضلالهم. المحاور: لاادري ان كنت سجلت السؤال الثالث وهو يعود للسيد بدر من العراق حيث طرح عليك سؤالاً، هل يعد حسان بن ثابت ... الجزائري: ودعبل الخزاعي وسواهم من الشعراء العرب، اذا كان قصده هل يعدون من الشعراء المسلمين فهم مسلمون، اذا كان قصده شيئاً اخر فلااعرفه واذا كان يقصد هل هم عرب فهم عرب بدلالة اسماءهم، انا لم يتضح لي وجه سؤاله وانا احييه واشكر له المحاور: نعم استاذ بشير اعتقد ان كثيراً من الناس يعجبهم ان يسألوا في اي نوع من الفن نجد جانب الرمز واضحاً كل الوضوح وماهي اهم سماته؟ الجزائري: رحم الله والديك المحاور: و والديك الجزائري: هذا شيء جميل جداً، الرمز هو اهم شيء في الفن الذي نحن نراه عنواناً له، انظر لهذه الحكاية اليسيرة جداً، ابو حيان التوحيدي يقول انه كان مع قوم قد استمعوا لغناء صبي صغير بديع الفن فقال لهم حدثوني بما كنتم فيه من الطبيعة، لم احتاجت الى الصناعة؟ تلاحظ؟ وقد علمنا ان الصناعة تحكي الطبيعة يعني الفن يحكي الطبيعة، ألم يقل اليونانيون ان الفن هو محاكاة الطبيعة؟ ولاسيما ارسطو كان من كبار الفلاسفة اليونانيين الذين ذهبوا الى ان الفن محاكاة للطبيعة ولكنه زادها بشيء قال لم تكن محاكاة مطلقة وانما كانت محاكاة مقيدة بشيء اخر هو حس هذا الانسان بشيء لايحسه ربما غيره فزادها انساناً، على كل حال فنرجع للاصل التوحيدي يقول حينما سألتهم لماذا انتم كنتم قد استمعتم لهذا، هل وقعتم على شيء منه؟ قالوا لا لن نحس بشيء فما استطاعوا ان يفسروا العلاقة بين الطبيعة والصناعة او بين الفن الذي كان قد سألهم التوحيدي عنه فقال لهم هو، انظر الى هذا التقييم الجميل جداً للفن وللرمز الذي يقول ان الطبيعة مرتبتها دون مرتبة النفس يعني نفس الانسان اكبر من هذه الطبيعة فالموسيقار اذا صادف طبيعة قابلة ومادة مستجيبة وقريحة مؤاتية، هذا قول ليس قولي، قول التوحيدي، قد افرغ عليها بتأييد العقل ذلك المعنى الجمالي الذي كان يتوق الى ان يظهره للناس ويؤسفني ان الوقت قد ضاق علينا كثيراً. المحاور: نعم اشكر الاستاذ، استاذي العزيز السيد بشير الجزائري على ما تفضل به وكذلك اشكر جميع المستمعين ولاسيما الذين شاركوا في هذه الحلقة واشكر السيدة عذراء الموسوي من العراق وماهر من سوريا وسهام من العراق و وسام من العراق، بدر من العراق و وداد محمد من العراق التي لم نسعد بسماع صوتها، ماهذا العراق الذي يغمرنا دائماً ويغمر حلقتنا بحبه الكبير، شكراً جزيلاً لكم ايها الاخوة وايتها الاخوات وحتى حلقة اخرى من برنامج الطارف والتليد الذي يأتيكم في كل اسبوع من ايام الثلاثاء وعند السادسة والربع ويستمر معكم حتى دقات الساعة السابعة، شكراً لكم جزيلاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة