البث المباشر

الطارف والتليد - 20/04/2010

الخميس 22 إبريل 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم وافضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد واله بيته الطيبين الطاهرين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً ومرحباً بكم في اتمام ما كان من محاور القراءات القرآنية في هذا اللقاء الادبي. نحيي حضوركم معنا مستمعينا الاحبة في كل مكان في هذه الندوة الثقافية الادبية الطارف والتليد ونختم اليوم المرور الذي كان بالقراءات القرآنية وقد استطال بناءاً لقولنا فيما تقدم وان كان الاخ رائد هو مسير هذه الفترة ويبدو ان ما تقدم من الكلام وما كان معكم من حوار انه لا يمكن استيفاء الحديث عن القراءات القرآنية في ساعات او ايام ومثلها حتى لأنها علم اصيل جميل مديد العمر وارف الظلال وطيد الاوصار مع العلوم اللغوية والشرعية النابعة من حب القرآن المجيد واستنطاقه في شؤون الانسان والحياة التي تبعث على اللذة والالم والسعادة والشقاء ايضاً لأنه يمد هذه الاواصر الطيبة بين كل هذه المكونات. ولم يشأ علم القراءات من ترف ولا من تزجية فراغ وقد نما وترامى في العهود المتلاحقة وتعمق واتسع واستحق الوقوف على مسيره ومراحله. نعم، حيث تواصلتم مع هذا اللقاء المباشر حول القراءات القرآنية فقد تعرض اللقاء الى القراءات القرآنية تعريفاً ونشأة ومراحل واقسام ومصادر غير انه وقف ذلك الوقوف على كل ما ذكر في اللقاءات السابقة وهو وقوف المذكر العجلان او المشير الخاطف - كما كتب الاستاذ الجزائري - لأن الوقت المتاح للبرنامج على ما يبدو لا يسمح بالغور فيها والالمام بها لذلك يرى البرنامج ومنفذوه ان تكون هذه هي الحلقة الاخيرة ختاماً جامعاً لفرائدها وكذلك مع فرائدها النفيسة مع الاستاذ الجزائري الذي نعم دخل الان الاستوديو فأهلاً ومرحباً بحضورك معنا، سلام عليكم. الجزائري: اهلاً بك وبالمستمعين الكرام وعليك السلام ورحمة الله. المحاورة: ان شاء الله بعد ان نحيي حضورك استاذ نود ان يكون هناك خلاصة لما مر ومررتم به في اللقاءات السابقة للبرنامج حول القراءات القرآنية ومن علم هذه القراءات استخلاصاً يبقى في الذاكرة ان شاء الله المعنية به. الجزائري: ان شاء الله. المحاورة: طيب قلنا سيكون خلاصة في البداية وتمهيد لما يكون من اسئلة بعد ذلك. الجزائري: انا بين يديك واتمنى ان اسمع سؤالك او ما يتعلق بذلك، ان كان لك من سؤال فأنا بين يديك. المحاورة: طيب اذا اردنا خلاصة لعل مستمع كريم يكون معنا الان، ماذا تقدم من الحديث؟ انا ايضاً ضيفة لديكم اليوم استاذ. الجزائري: حياك الله كنا نحسب انك من هذه المؤسسة وقد اتيح لك ان تسمعي هذه الدقائق التي تمر في عصر كل ثلاثاء. المحاورة: صحيح، ان شاء الله. الجزائري: نقول القراءات القرآنية علم قائم برأسه وهو من العلوم المنتمية للقرآن الكريم وهي كثيرة جداً، اكثر العلوم الاسلامية علوم قرآنية لسنا ايضاً بصدد الاشارة اليها او تعدادها، هذه القراءات كانت قد نشأت في النصف الثاني من القرن الاول والنصف الاول من القرن الثاني وقد اقبل اولئك الذين قرأوا على التابعين من المسلمين جمعوا قراءاتهم واخذوا يختارون منها ما هو اجودها في نظرهم اي ما اتفق عليه مثلاً اثنان حتى ان احدهم وهو نافع ابن عبد الرحمن من خيرة القارئين في نظر المؤرخين كان قد قرأ على سبعين رجلاً من القارئين المحترفين المعروفين المسلم لهم بالامكان والقدرة ولكنه اختار قراءة اثنين فقط لأنهما اتفقا على تلك القراءة ونسبت تلك القراءة اليه وهكذا الشأن في القراءات الباقية التي تسمى السبع او التي تسمى العشر او التي تسمى الاربع عشر او التي تسمى الاربعة والعشرين وهكذا. المحاورة: نتمنى لك التوفيق وايضاً استحسان رضا مستمعينا الاحبة وان شاء الله فتح آفاق طيبة معرفية لهم في هذه القراءات القرآنية، طيب ما الفرق بين القراءات والقرآن الكريم استاذ؟ الجزائري: عند العلماء المعنيين بالقراءات القرآنية القرآن الكريم وقراءاته حقيقتان متغاريتان يعني كل منهما تختلف عن الاخرى فالقرآن الكريم هو الوحي المنزل على سيدنا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والقراءات القرآنية هي اختلاف نطق الفاظ القرآن الكريم تخفيفاً وتشديداً وحذفاً واثباتاً، تحريكاً وتسكيناً، وصلاً وفصلاً وغير ذلك من الابدال المنقول عن رسول الله صلى الله عليه واله بسماعه اي بسماع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبأقراره، اقراره معناه ان احداً قرأ في حضرته المقدسة قراءة ما اي قراءة لآية او لسورة وسمعه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يرفض تلك القراءة او لم يصححها فمعنى ذلك انه اقرها اي انها قراءة منقولة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). المحاورة: طيب يعني كيف قسموا القراءة في نسبتها الى المقرئين ومن بعدهم؟ الجزائري: هذا جميل جداً العلماء الكرام قسموا القراءة في نسبتها الى اهل العلم والمعنين بها على اربعة اقسام اولها القراءة وذلك بنسبتها الى احد ائمتها كقراءة عاصم ابن ابي النجوب او قراءة نافع ابن عبد الرحمن هذا واحد، الرواية ثانياً وذلك بنسبتها الى راوي عن ذلك الامام الذي اشرنا الى ان عاصماً او نافعاً هما من اولئك القراء السبعة كرواية قالون عن نافع مثلاً هذه تسمى رواية القسم الثاني اما القسم الثالث فهو الطريق يسمونه بتعبير، هذا اصطلاح ثابت عندهم اذا قالوا الطريق عنوا بذلك نسبة القراءة الى راوي عن راوي، راوي يروي عن راوي آخر كطريق ابي نشيط عن قالون وتعبيرهم في ذلك يقولون قراءة نافع من رواية قالون من طريق ابي نشيط مثلاً او قراءة نافع من رواية ورش من طريق الاصبهاني مثلاً او الازرق، هذا تعبيرهم بقي القسم الرابع من القراءات التي قسموها هو الوجه ومعنى الوجه هو قوة العربية المقروء بها اي ان ذلك الذي قرأ قرأ بعربية جميلة فصيحة مليحة مأخوذ بها مقدمة على غيرها من اللغات العربية ومعنى اللغات ها هنا اللهجات العربية السائدة. المحاورة: احسنتم استاذ اذن تعرفنا على تقسيم القراءة بالنسبة الى المقرئين ومن بعدهم ويتواصل حوارنا مستمعينا. الجزائري: اكرمك الله بقي لي شيء قبل ان نمضي الى فاصلك وانت مشكورة، الدكتور المرحوم عبد الصبور شاهين وهو من العلماء الغيورين جداً على اللغة العربية وعلى القراءات القرآنية لأنه رجل متدين جداً برغم ان ثقافته ثقافة فرنسية لأنه كان قد درس علم اللغات او فقه اللغات او الفقه الحديث درسه في فرنسا، على كل حال هذا الرجل درس القراءات دراسة عجيبة واتعب نفسه فيها زمناً طويلاً متمادياً حباً للقرآن الكريم ووصل او خرج من ذلك بنتائج ثلاث هي انها في القراءات الشاذة يعني هذه القراءات في لون يسمى القراءات الشاذة ومحصورة بعدد معين من الاحرف وانها كلها مروية يعني ليس فيها ما هو منقطع السند يعني ليس له من راوي. المحاورة: طيب نتواصل مستمعينا الاحبة مع القراءات القرآنية. اهلاً ومرحباً بكم حيث نتواصل معكم، لو تسمح لنا وقبل ان نطرح عليك سؤال آخر لدينا اتصال هاتفي من الامارات مع المستمع عدنان صحناوي، عدنان سلام عليكم. عدنان: وعليكم السلام، سلام عليكم استاذ بشير. الجزائري: وعليكم السلام ورحمة الله مرحباً. المحاورة: حياكم الله تفضل. عدنان: تحياتي. الجزائري: حياك الله واكرمك. عدنان: اكرمك الله استاذ بشير الجزائري. الجزائري: حفظك الله. عدنان: لست بأول اتصال مع حضرتكم استاذ. الجزائري: انا معتز جداً بهذا الصوت الكريم واتمنى له الخير اينما كان في سوري او في الامارات او في اي صقع من الارض ان شاء الله تكون بسلامة وعافية. المحاورة: تفضل اخ عدنان. عدنان: استاذ بشير كلنا يعلم ان محكم التنزيل انزل مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ وانزل على سبعة احرف فكثر الاختلاف على ائمة القراءات القرآنية رغم ان القرآن الكريم واحد لا رَيْبَ فِيهِ منزل مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ. الجزائري: بلا شك. المحاورة: سؤالك استاذ عدنان عدنان: سؤالي اجيبنا اجابك الله حول الاختلافات. الجزائري: قد بلغت مقصدك وانا لك شاكر. المحاورة: نعم شكراً جزيلاً لعدنان صحناوي من الامارات. عدنان: حياكم الله. المحاورة: وتفضل للاجابة على هذا السؤال انه لم كثر الاختلاف على ائمة القراءات القرآنية؟ الجزائري: هو في الحقيقة اختلاف في قراءة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعني من ارخوا للقراءات ومن عنوا بها وبكتابتها قالوا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان قد قرأ هذه السورة او هذه الاية هنا بنحو وقرأها هناك بنحو يعني اختلاف الزمان واختلاف المكان كان فيه اختلاف في قراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا واحد، هم يذكرون ذلك ويقولون اختلاف آخر في اقراره (صلى الله عليه وآله وسلم)، قرأ احدهم عنده فأقره قراءة ما قرأ آخر غير تلك القراءة وفي الوقت نفسه ربما والمكان نفسه فأقره ايضاً وسكت عنه وقرأ ثالث قراءة ثالثة فأيضاً اقره يعني لم يصحح له ولم يرفض قراءته معنى ذلك ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في اقراره ذلك منشأ اختلاف في القراءات، القراءات التي رويت. المحاورة: طيب يعني هنا اذن نأتي الى السؤال الذي وددنا ان تجيبنا عليه يعني هل القراءات المتفق عليها هو ما دار الان من حديث في الاجابة على عدنان صحناوي؟ الجزائري: اي نعم اي نعم هو هذا مثلاً حتى يتبين هذا القصد الذي ذكرته في القسم الثاني في اقرار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للمسلمينن الهبلي وهي قبيلة من القبائل العربية التي تسكن بين مكة واليمن يقرأ مثلاً (عتى حين) يريد ذلك (حتى حين) هم يقلبون حاء حتى الى عين ليس كل حاء يقلبونها الى عين وانما حاء حتى فقط يقلبونها الى عين، رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساعة سمع مثل هذا اذا كان كبيراً او كان متوسطاً او صغيراً لم يعترض عليه او مثلاً الاسدي من قبيلة اسد الذين هم في المدينة وفي مكة ايضاً يقرأ (تِسود وجوه) يعني بكسر التاء، نحن نقول تَسود وجوه، عامة العرب يقولون تَسود وجوه، يَسود وجه ولا يقولون يِسود الا بني اسد فأنهم يقولون ذلك بكسر حرف المضارعة، التميمي مثلاً يهمز الكلمة، القرشي لايهمزها هذه سببت لوناً من الاختلاف بقي اختلاف النزول يقولون ان القرآن الكريم نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حين بلفظ ونزل عليه في حين آخر في سورة اخرى مثلاً او في قسم آخر من السورة بلفظ آخر. المحاورة: طيب لو تسمح لنا. الجزائري: اذن هذا سبب آخر فصار عندنا ثلاثة اسباب الاختلاف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله). المحاورة: يعني هو بأستناد تقسيم القراءات الان تذكر. الجزائري: لا لا اسباب اختلاف القراءات، لم اختلفت القراءات؟ لم كثر هذا الاختلاف؟ لماذا اصبح المسلمون يقرأون عدة قراءات وكلها يدعى انها من القرآن الكريم فهذه اسبابها، آخرها... المحاورة: اردت ان تقدم لنا خلاصة للنقاط لكن سؤال اتانا من الاستوديو يعني حرف المضارعة الذي قلت عنه لعل بعض المستمعين لم يتوجهوا الى ماقال مامعنى حرف المضارعة؟ الجزائري: حرف المضارعة هو اول حرف نستعمله في جملة اكتب، يكتب، تكتب، هذه هي الحروف، تكتبين المحاورة: يعني توضح فعل المضارع. الجزائري: يبدأ بها الفعل المضارع، اذا خاطبناك قلنا لك تكتبين او قلنا لك تجيبين وتسألين واذا خاطبنا اثنين منهم او منهن قلنا تكتبان وتكتبان للمذكرين وللمؤنثين. المحاورة: طيب يعني نعود الى الخلاصة التي اردت ان تقدمها لنا بأختلاف القراءات والسؤال الآخر الذي اطرحه هو يعني الام يستندون في تقسيم هذه القراءات؟ الجزائري: هذا شيء جميل جداً عندهم شيء يسير وهو يسمى اركان القراءة او شروط القراءة، هذه الاقسام او الشروط او المقاييس كلها تعني معنى واحداً يعني مدلولها واحد هي صحة السند اول شيء، اول شيء في القراءة ان يكون الذين رووها سندهم صحيح، كلهم موثوق بقراءتهم، موثوق بنقلهم، موثوق بعقلهم يعني انهم في علم الجرح والتعديل الذي هو علم يتعلق بالحديث الشريف مكرمين هؤلاء لذلك يقولون صحة السند وموافقة العربية هذه هي المقاييس التي يستعملونها في تحديد القراءة وكذلك مطابقة الرسم العثماني، الرسم العثماني الخليفة عثمان الخليفة الثالث رضي الله عنه كان قد جمع القرآن الكريم وكتبه كتابة اشرف عليها هو ومن يتقنون قراءة القرآن الكريم من الصحابة ومنهم امير المؤمنين علي (عليه السلام) وكتب خمسة مصاحف بعث مصحفاً الى مكة المكرمة ومصحفاً الى البصرة ومصحفاً الى الكوفة ومصحفاً الى الشام واحتفظ هو بمصحف في المدينة المنورة فسميت هذه مصاحف الامصار، هذه المصاحف اذا طابق الكلام رسم واحد منها مثلاً رسم المصحف الذي في الكوفة اورسم المصحف الذي في الشام او رسم المصحف الذي في المدينة المنورة فمعنى ذلك انه كانت القراءة قراءة صحيحة وقراءة مأخوذاً بها عند المسلمين ومصلى بها بصلاتهم. المحاورة: احسنت نعم مستميعنا ان شاء الله زادت هذه الثروة التي في افكارنا حول القراءات القرآنية وحول تعريفها واستناذ الدلائل التي تكون في تقسيم هذه القراءات ونتواصل مع حضراتكم ومازلنا مع الطارف والتليد في القراءات القرآنية. شكراً على تواصلكم مستمعينا في كل مكان تحية لكم طيبة ومازال معنا الاستاذ بشير الجزائري في استضاءات واطلاعات جديدة وان كانت اثرت على لساني استاذ بشير في الحقيقة يعني كما قال الاخ كاظم نتيجة يعني تعمقت فيما تقوله فنسأله تعالى ان نوفق في قراءاتنا القرآنية. الجزائري: زادت ان شاء الله عمقاً بالنظر في كتاب الله والاخذ بما فيه من عمل. المحاورة: شكراً لك وتحية لك طيبة، السادسة والدقيقة الثانية والاربعين وحتى السابعة نكون معكم، لو تسمح لنا لدينا اتصال هاتفي من البحرين، معنا زينب الجزيري سلام عليكم زينب. زينب: عليكم السلام اخت ابتسام تحياتي لك وللاخ بشير الجزائري وهذا البرنامج الذي دائماً يحرك القلوب في علاقتها بكتاب الله سبحانه وتعالى. المحاورة: حياك. زينب: لو سمحتم لدينا سؤال للاخ بشير. المحاورة: تفضلوا. زينب: اخت ابتسام ما هو المتفق عليه بين القراء الكرام والمختلفين بينهم؟ وتحياتي لكم وندعو الله سبحانه وتعالى ان يجعل القرآن ربيع قلوبنا ويحفظنا ويحفظكم بالقرآن الكريم. المحاورة: آمين شكراً لك زينب وان كنا في نفس المساحة اذا كان هناك دقة اكثر وتفصيل اكثر وان ما قدمته كان مفصلاً جداً. الجزائري: انا مأسور مأسور بقولك واشارتك لا استطيع ان اتكلم فوق الحد بل انا لم ابلغ الحد في البيان للسائلين الكرام فأقول للاخت الكريمة زينب حفظها الله اذا رويت القراءة بلفظ واحد سموه المتفق عليها واذا رويت بأكثر من لفظ يعني رواها فلان بلفظ ورواه فلان بلفظ اخر ورواها آخر بلفظ والرابع بلفظين اخرين سميت المختلفة فيها. المحاورة: نشكرك زينب ان شاء الله حصلت على الاجابة، طيب الان نأتي الى سؤال آخر انه ما هي القراءة المتواترة والصحيحة؟ الجزائري: القراءة المتواترة هي القراءة التي رويت بألسنة ثقات من هنا وهناك من امصار مختلفة ولا يظن ولايمكن ان يخطر ببال احد ان هؤلاء قد تواطئوا على الكذب، لايمكن ان يتواطئوا على الكذب مثلاً ان يروي هذه القراءة ملك وان يرويها فلاح وان يرويها كاسب في السوق فهؤلاء لايمكن ان يلتقوا كل واحد منهم بعيد عن الاخر ورواها واحد في مصر وواحد في الكوفة وواحد في طرابلس وواحد في خراسان او واحد في قندهار هؤلاء لا يمكن ان يتفقوا على الكذب فهي رواية متواترة وهي ايضاً مقبولة عند الامة جميعاً هذه الرواية سندها صحيح ودقيق وشائع بين العارف وغير العارف وفي نفس الوقت مقبولة لدى هذه الامة اما الرواية الصحيحة فهي التي قد تأتي ايضاً منقولة بألسنة عدة ناس وهؤلاء ناس موثوق بهم ولكن لاتفيد القطع بأنها آتية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). المحاورة: كيف يعني وضح اكثر؟ الجزائري: اشترك فيها الناس يعني رواية من الروايات او قراءة من القراءات جاءت منقولة بلسان عراقيين او مصريين او عدة ناس ايضاً مختلفين كثروا او قلوا ولكن لايظن الظان او لايبلغ علم الانسان ان هذه الرواية قد جاءت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسمونها المقطوعة لهذا لا تكون بدرجة تلك الرواية المتواترة التي قلنا انها تحظى بتقديم الامة كلها والاخذ بها والصلاة بها يعني ادنى قدرة وقيمة عند المسلمين. المحاورة: نعم ان شاء الله يكون كذلك يعني استاذ لا ادري اذا كان يعني الان سؤال خطر الى بالي يعني عندما نسمع هذه القراءات التي تكون في التراتيل او في التجاويد التي نسمعها يعني لم ننتبه الى حالة القراءات القرآنية التي تكون في المتسابقين او القراء يعني لماذا لا يعمل بها يعني لقلة معلوماتنا؟ الجزائري: هو هذا، لا ليس لقلة المعلومات ولكن لعدم الالتفات اليها، اذا حضر احد مسابقات القرآن الكريم فانه يسمع السائل يقول للقارئ يقول له اقرأ من فلان آية الى فلان آية من سورة كذا من قراءة نافع في رواية قالون، مثلاً اقرأ من فلان آية الى فلان آية، غالباً مايعطون عشرة آيات في القراءة يقول اقرأ من الاية الواحدة الى الاية العاشرة من سورة كذا بقراءة عاصم برواية مثلاً فلان من رواته لأن لكل قارئ في الاقل في الاقل راويان ولكال راوي عشرة رواة في الاقل لذلك انت تقولين لانسمع ذلك لأننا لانلتفت الى سؤال السائل وانما نلتفت فقط لقراءة القارئ. المحاورة: او لعله يكون مقتطعاً فنياً في بعض المسابقات استاذ. الجزائري: لاابداً الذين يعنون بقراءة القرآن الكريم ويحبون هذه القراءة يدققون لأنهم معنيون بمعرفة قراءة هذا القارئ من ذاك القارئ وهذه الرواية من تلك الرواية وهذا الراوي من ذاك الراوي وهذا الطريق من ذاك الطريق وكلها اصطلاحات كما مر معنا في سؤالك الثاني الذي تفضلت به يعني هي الاقسام الاربعة القراءة والرواية وهكذا. المحاورة: شكراً على تواصلكم مستمعينا في كل مكان ومازال الحوار حول القراءات القرآنية والاسئلة العديدة التي شملت بالاضافة الى اسئلة التي كانت لمستمعينا، الان نأتي ايضاً يعني بعد الان سوف نأتي الى المسابقات القرآنية وما قاله الاستاذ بشير بخصوص يعني اقرأ على قراءة نافع او القراءات التي ذكرتها انا في الحقيقة اريد ان اقول للمستمعين الكرام انه الاستاذ بشير الجزائري الان يعني قبل البرنامج بربع ساعة حضر من طبيب الاسنان ولكن نظراً لأستماعي له اصبت بهذه القراءات، حرف القاف الذي هو الان في مخي استاذ. الجزائري: يعني حرف القاف هو من اهم حروف القرآن الكريم. المحاورة: يعني وجع اسنان وماشاء الله هذه التفاصيل وهذه التدقيقات. الجزائري: هو من حروف القلقلة قطبجد وهو من اول حروف القلقلة يعني الذي اذا قال الانسان فيها انني من العراق، انني قد وضعت الكتاب. المحاورة: على راسي حروف القلقلة استاذ جزائري، نعود الى عنوان اخر نستمع فيه اليك، نعم لدينا سؤال قبل ان اطرح عليك هذا السؤال لنستمع الى حيدر المقداد من لبنان سلام عليكم استاذ. حيدر: .... المحاورة: استاذ حيدر سلام عليكم. الجزائري: يبدو ان. المحاورة: اليوم في الحقيقة حتى صباحاً كان لدينا بعض الاشكالات الفنية. حيدر: الو. المحاورة: سلام عليكم نسمع صوتك مستمعنا الكريم حيدر المقداد من لبنان تفضل. حيدر: الو. المحاورة: سلام عليكم نسمعك يا حيدر. المحاورة: طيب نعود اليك ان شاء الله في اتصال يجري تهذيبه ان شاء الله. الجزائري: ان شاء الله ان شاء الله. المحاورة: طيب ما هي قراءة البدو التي نسمع عنها وهل هي من القراءات الشاذة استاذ جزائري؟ الجزائري: بلا شك هي من القراءات الشاذة. المحاورة: طيب كيف ماهي هذه القراءات؟ الجزائري: يعني ربما تتجلى شذوذها في المذهب، الفراء رحمة الله عليه وهو قارئ كوفي وهو عالم كوفي في النحو ومن اعمدة النحو الكوفي هذا النحو الذي مع الاسف اندثر ولو كان قد حيي لكان بركة وعافية على اللغة العربية الجميلة التي قد تتذمرين انت منها الان. المحاورة: لا والله ليس من اللغة العربية يعني ان شاء الله انا تلميذة صغيرة جداً لك وهذه المعلومات القيمة عن القراءات القرآنية. الجزائري: على كل حال ولكن انا اتكلمها ولااتقعر بها ولست من الازهريين يعني نسبة للازهر اعلا الله شأنه وابقاه مناراً وهداية للمسلمين، طيب قراءة البدو في كلمة مثلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ قرأها البدو الْحَمْدُ لِلَّهِ وقرأها الْحَمْدُ لِلَّهِ طبعاً لكل منها وجوه وانت لا تطيقينها فكيف اذا وقفنا على تحليلها وتبيان علة كل منها لماذا قالوا الْحَمْدُ لِلَّهِ ولماذا قالوا الْحَمْدُ لِلَّهِ ولماذا قالوا الْحَمْدُ لِلَّهِ وربما ستخرجينا من هذا المكان. المحاورة: يعني مع احترامي الجزيل للبدو يعني معلوماتي ضعيفة جداً لكن هل سميت قراءة البدو بأعتبار انها بعيدة عن حالة التحضر في اللغة العربية والقراءات القرآنية؟ الجزائري: هم ليسوا بحضر هم يسكونون البوادي وهم ايضاً من حقهم ان يقرأوا القرآن الكريم، أليسوا بمسلمين؟ المحاورة: طبعاً لو تسمح لنا لو تكمل الحوار حول هذه القراءة عاد الينا حيدر المقداد من لبنان، سلام عليكم. حيدر: عليكم السلام وجزاكم الله بكل خير عن امة الاسلام لما تقدموا من معرفة. المحاورة: شكراً جزيلاً وشكراً لكم ايضاً وانتم توافونا بهذه الاراء الطيبة. حيدر: بارك الله فيك، اخ ابا محمد السؤال الاول هل يمكن الاستماع الى القرآن ام يجب قراءته بصورة مباشرة؟ السؤال الثاني الاحاديث التي وردت الينا عن سبع قراءات يقرأ بها القرآن الكريم هل هي رواية واحدة عن مصدر واحد او من عدة مصادر مع العلم ان الامة الاسلامية اصبحت لا تهتم بعلوم القرآن الكريم وهذا لا يليق بمن شرفهم الله بمحمد خاتم النبيين وشكراً لكم. الجزائري: وشكراً لآل المقداد كلهم من سوريا وفي لبنان. المحاورة: شكراً للاخ حيدر المقداد من لبنان نعم في الاجابة على السؤالين ان شاء الله. الجزائري: السؤال جميل جداً، السؤال الاول يقول هل هي الرواية رواية احاد يعني رواها شخص واحد او رواها كثير من المسلمين؟ كثير من العلماء حتى العلماء المتأخرين من كل المسلمين من هذا المذهب او ذاك المذهب يذهبون الى ان القراءات السبع انما هي قراءات متواترة وليست قراءات احاد ربما هذه في نظر علامة العلماء جميعاً السيد ابو القاسم الخوئي رحمه الله او علامة العلماء ايضاً في الحديث والتاريخ السيد مصطفى العسكري رحمه الله ربما كانت هذه الرواية هي رواية احاد لأن مجاهد وهو احد القراء الذين كانوا في القرن الرابع الهجري كان قد اشار الى سند كل رواية بشخص يعني قلل السند فتصور هي رواية احاد وانما وفر الرجل بقية الرواة تخفيفاً لكي تحصريني وتقولين اضرب مثلاً واحداً او قل جملة واحدة هكذا، بقي لنا شيء آخر. المحاورة: مسك الختام بأعتبار انت معد البرنامج هذه الحلقة الاخيرة في القراءات القرآنية كما تلاحظ اشارة الوقت. الجزائري: نعم القراءات السبع هي قراءات متواترة ولو كانت قراءات احاد ما سموها متواترة والتواتر فيه العلم والنقل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). المحاورة: طيب الاسبوع القادم لكي يتسنى للمستمعين الكرام ان يكونوا متهيئين ان شاء الله. الجزائري: هو بين يديك المحاورة: حول النقد على احمد شوقي، في خلاصة في نصف دقيقة تعرف المستمعين الكرام على الاطار العام الذي ستتحدثون عنه في الاسبوع القادم. الجزائري: احب ان اقول بأجماع العرب، بأجماع الشعراء العرب فضلاً عن الحاكمين نصب احمد شوقي امير الشعراء وهذا ما لا خلاف فيه بين الشعراء انفسهم فكيف بالامة اذن هذا الرجل صاحب مكانة علية وسنية في الادب العربي كله وكان له ابداعات مختلفة، ساعة نظر اليه الناقدون امثال الدكتور طه حسين. المحاورة: استاذ جزائري نحن قلنا الاطار والوقت ضيق جداً نعم. الجزائري: منهم من وصفه انه متحجر باق على ما كان عليه الاولون ومنهم من حسبه من اولئك الذين جددوا في الشعر العربي، هذا ما استطيع ان اقوله برغم الحصار الذي تفرضينه علي. المحاورة: والله وقت البرنامج والزملاء في قسم الاخبار ينتظرون الدخول الى الاستوديو لأخبار السابعة مساءاً. الجزائري: اكرمهم الله وحياهم. المحاورة: اذن احمد شوقي محور مستمعينا الاحبة للطارف والتليد في يوم الثلاثاء القادم ان شاء الله. الجزائري: اكرمك الله واشكرك على قولتك الثلاثاء. المحاورة: ومنكم نستفيد استاذنا الكريم تحية لكم طيبة وصحبتكم السلامة، شكراً استاذ.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة