صرّح البروفيسور "فلاديمير ليتفينينكو"، رئيس جامعة سانت بطرسبرغ للتعدين، بهذه الأمور في رسالة وجهها إلى "محمد رضا حسني آهنكر"، رئيس جامعة الإمام الحسين (ع) الإيرانية.
وأكد رئيس جامعة سانت بطرسبرغ للتعدين:
"إن استشهاد العلماء، أفراد عائلاتهم وغيرهم من المدنيين الإيرانيين في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران يُعد انتهاكًا صارخًا للحق الأساسي لكل إنسان في الحياة، وانتهاكًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي، ولا بد من إدانته عالميًا".
انتقال العالم إلى نظام متعدد الأقطاب
فسّر "ليتفينينكو" في هذه الرسالة أسباب العدوان العسكري الإسرائيلي والأمريكي على أراضي جمهورية إيران الإسلامية في سياق انتقال العالم من نظام أحادي القطب إلى عالم متعدد المراكز، وقال:
"إن أزمة الليبرالية واضحة في جميع مناحي الحياة البشرية، ولم تُفضِ حضارتنا إلى طريق مسدود ثقافيًا وأيديولوجيًا وعلميًا وتقنيًا واقتصاديًا فحسب، بل هددت وجودها بشكل خطير أيضًا".
وفي إشارته إلى التطورات الأخيرة في النظام الدولي خلال السنوات الماضية، قال ليتفينينكو:
"منذ ذلك الحين، تغير العالم جذريًا وبدأ عصر جديد من النظام الإقليمي".
وتابع:
"في ظل هذه الظروف، تُظهر الأيديولوجية الليبرالية علامات التراجع والانهيار والزوال؛ ويصاحب ذلك انتشار الثقافة المنحطة، شرعنة الانحرافات، تدمير مؤسسة الأسرة، دكتاتورية الأقليات، انخفاض معدل المواليد، الدعاية العلنية للشيطانية، واستخدام العلم لأغراض أيديولوجية وسياسية".
كان الهجوم على إيران غير مبرر
يعتقد رئيس جامعة سانت بطرسبرغ للتعدين:
"في ظل هذه الظروف، نشهد اليوم محاولاتٍ لتدمير السيادة الوطنية للدول، والإطاحة بالحكومات الشرعية، وإثارة صراعات مسلحة. ولم يعد خطر تدمير البشرية في حرب عالمية نووية شبحًا، بل أصبح واقعًا ملموسًا. وكما حدث في إيران، ودون أي مبرر، قصفت الولايات المتحدة مراكزَ يُحتمل أن تكون قادرة على إنتاج التكنولوجيا النووية، لتُظهر قوتها السابقة.
إيران، دولة رائدة في الدفاع عن السيادة الوطنية
أشار "ليتفينينكو" في جزء آخر من رسالته، إلى أن:
"إيران، كدولةٍ قائمةٍ على القيم التقليدية، تُعدّ من الدول الرائدة في الدفاع عن السيادة الوطنية في هذا التحول العالمي المناهض لليبرالية وفي مواجهة الغرب".
وختم حديثه قائلا:
"تفضلوا بقبول خالص تعازي أعضاء هيئة التدريس والموظفين في جامعتنا لأسر الضحايا الأبرياء وللشعب الإيراني النبيل. ونأمل أن تُعزز هذه المأساة وحدة أمتكم في الدفاع عن سيادتها".
ونشرت جامعة سانت بطرسبرغ للتعدين هذه الرسالة على موقعها الإلكتروني، وكتبت:
"استشهد خلال الأسابيع القليلة الماضية، عدد من الباحثين البارزين والمعترف بهم دوليا في جمهورية إيران الإسلامية نتيجة أعمال إرهابية".
وأضافت:
"كان العديد من هؤلاء العلماء وجوها مألوفة لدى أكاديميي جامعة سانت بطرسبرغ للتعدين، إذ كانت تربطهم بهم علاقات وثيقة في إطار التعاون مع أعرق الجامعات الإيرانية".
ويتابع التقرير قائلا:
"لطالما كانت برامج تدريب المتخصصين الروس في إيران - بصفتها شريكًا استراتيجيًا للاتحاد الروسي - وكذلك الرحلات العلمية للباحثين الإيرانيين إلى العاصمة الشمالية لروسيا (سانت بطرسبرغ) ذات طابع بنّاء وعلمي بحت. وفي هذا الصدد، شُكِّلت مجموعات دولية في مجالات مثل استخراج النفط ومعالجته، الطاقة، استكشاف وتحديد الموارد المعدنية، ولا تزال تعمل بنجاح".
وأضافت جامعة سانت بطرسبرغ للتعدين:
"شارك الطلاب، ولا يزالون، في دورات صيفية مشتركة تحت إشراف أساتذة بارزين من كلا البلدين. ولم يقتصر شعار "نحن أقوى معا" على كونه محور التعاون السابق فحسب، بل لا يزال يُنظر إليه باعتباره الشعار الرئيسي للبرنامج المشترك "الأمل - الذكاء المتنقل".