هل تعرف كيف يمكن لمأساة إنسانية أن تُصوَّر كنجاح عسكري؟.
نعم، بالضبط!.
عبر الإعلام الغربي!.
بالتأكيد خلال أيام الحرب الـ12 بين إيران وإسرائيل، سمعتم مرارًا وعلى ألسنة الساسة الغربيين والإسرائيليين، عبارات مثل "ضربات دقيقة" و"تدمير كامل".
كيف يتحدثون بهذه الثقة وبهذا المستوى من الثقة والتفاصيل عن شيء لا يعرفونه؟.
الإجابة واضحة:
إنهم يستبدلون نقل الحقيقة بهندسة العقول. وذلك باستخدام عدة أدوات.
الأداة الأولى:
التأطير اللغوي (Language Framing)
يقوم الإعلام بتقزيم موضوع قتل المدنيين من خلال استخدمه لكلمات مثل "إرهاب"، "أضرار جانبية"، أو "ضربة موجهة".
ولكن عندما تُقتل النساء والأطفال الأبرياء في هجمات إسرائيل، يتم الحديث عن "إيقاف البرنامج النووي الإيراني" أو "منع التهديدات الإرهابية".
الثانية:
الغضب الانتقائي (Selective Outrage)
على سبيل المثال، عندما يسقط إسرائيلي على الأرض أثناء توجهه للمأوى، تقوم وسائل الإعلام الغربية بضجة إعلامية، ولكن عندما يُقتل مئات الأطباء والصحفيين والأطفال الفلسطينيين، ماذا يفعلون؟.
الصمت!
حتى الصورة التي نُشرت على أنها لطفل إسرائيلي مصاب، تبيّن لاحقًا أنها صورة لكلب. ومع ذلك، أصبحت هذه الصورة الزائفة رمزًا للانتقام.
الثالثة:
حذف السياق (Erasure of Context)
مثلًا، يكتبون في العناوين: "إسرائيل ردّت على إطلاق صواريخ"، لكنهم لا يقولون إن إسرائيل كانت قد قصفت قبلها بأسبوع 200 مدني بوحشية.
الرابعة:
عدم التوازن في تصوير الجوانب الإنسانية (Humanization Imbalance)
مثلا يعرض الإعلام صور العائلات الإسرائيلية وهي تبكي من زاوية قريبة ومؤثرة، لكن معاناة الفلسطينيين تُعرض فقط كأرقام ومن زاوية بعيدة وبلا روح .
الخامسة:
الحذف والضغط الثقافي (Censorship & Cultural Pressure)
يتعرض مشاهير مثل روجر ووترز، جيجي حَديد، إيما واتسون، وفرق موسيقية مثل "بوب فيلين" و"ني كاب"، الذين يحملون رسائل ضد الجيش الصهيوني، يتعرضون للرقابة أو الحذف من مهرجانات مثل جلاستونبري.
هذا ليس مجرد دعاية، بل تحكم هيكلي في السرد (Structural Narrative Control).
حيث تُدفن الحقيقة دون الحاجة إلى الكذب. وهنا يجد الوعي معناه.
لذلك، انتبه عندما تسمع في المرة القادمة كلمات مثل "إرهاب" و"ضربة دقيقة" ثم فكر مليا..