المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد وبه نستعين.
سلام عليكم واهلاً بكم في ضوء القراءات القرآنية المشعة في جنبات الطارف والتليد المبتهج بوجودكم المبارك في آفاق الخير العميم متجلياً بذكر الله عزوجل.
وغاية سروري وارتياحي المثمرين انا رائد دباب مقدم هذه الندوة الثقافية الزاهية بقطوف التاريخ والادب جديده وقديمه ان احييكم واقف بين ايديكم مستعذباً هذا الاعتزاز بكتاب الله الكريم ونحن ننظر في قراءاته التي جرت بالسن محبيه الذين اختلفت الفاظهم فيه من غير مس لمعناه المقدس بتصحيف او تحريف ولا نقص منه ولا زيادة عليه.
اعزائي الكرام كنا قد وقفنا وقفة العجلان على تعريف القراءات القرآنية وقلنا انها احد العلوم المباركة التي نشأت في ضوء الكتاب العزيز الا وهو القرآن الكريم ودعونا بداية ان ارحب بضيفي العزيز الاستاذ بشير الجزائري في البرنامج، استاذ بشير اهلاً وسهلاً بك.
الجزائري: بك ايضاً اهلاً وسهلاً وحياك الله.
المحاور: يا مرحباًَ استاذ بشير، استاذ بشير الجزائري بداية لأنا خضنا برنامجين قبل ذلك حول القراءات دعنا نعيد الذاكرة، هل لك ان تعرفنا القراءات القرآنية بشكل موجز لو سمحت؟
الجزائري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين.
المحاور: اللهم صلى على محمد وآل محمد.
الجزائري: الذي كان السبب الاول والاخر لأن ينشأ هذا العلم الكريم الذي نسميه القراءات، هذه اول احقية ولا اقول تحدي، اول تحدية للايجاز الذي طلبته يا سيدي الكريم، القراءة هي النطق بألفاظ القرآن الكريم، كيف؟ كما نطقها رسول الله (صلى الله عليه وآله) او كما نطقت في حضرته ورضي عنها
المحاور: طيب هذه لم تسجل سيدي الكريم.
الجزائري: هذا يسمى تقريراً او يسمى اقراراً من رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثل واحد توضأ عند رسول الله بصورة من الصور ولم يتكلم رسول الله في شأنها اعنى ذلك انه اقر ذلك الوضوء كذلك القراءة قرأت عنده بلفظ ربما لم ينطقه هو (صلى الله عليه وآله وسلم) اي انه لم يكن بلغته هو والعرب القدماء يعبرون عن اللهجة باللغة فسكت عن ذلك الكلام الذي سمعه، هذا يسمى اقراراً، اقصد ان القراءة قد تكون سماعاً لقراءة النبي (صلى الله عليه وآله) يعني انت ومن آتاه الله سبحانه وتعالى اللطف وكان مع رسول الله سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينطق ونطق مثله، نطق رسول الله تماماً مئة بالمئة وواحد سمع رسول الله لكنه لم يستطع ان ينطق على ما نطقه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانما نطق بما يستطيعه هو وسمعه الرسول ولم يعارضه ولم يمنعه فهذا يسمى اقراراً وهو ايضاً قراءة اخرى.
المحاور: طيب هذه كبداية نشكرك عليها.
الجزائري: اكرمك الله.
المحاور: استاذ بشير الان لنتذكر المقايس المتبعة لمعرفة اقسام القراءات ما هي؟ وايضاً بأيجاز.
الجزائري: سيدي الكريم مقاييس القراءات مرت معنا سريعاً في يومين سبقا، قالوا لها مقاييس ولها اركان ولها شروط ولكن هذه المقاييس وهذه الاركان وهذه الشروط كلها واحدة يعني ثلاثة اسماء في مسمى واحد، الذي هو صحة السند، هذه القراءة قرأها فلان عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان حتى وصلت الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سواء كان آخر راوي هو رائداً او بشيراً او غيرهما وقد تتعدد ايضاً الروايات الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا يسمى سنداً ويشترط ان يكون السند صحيحاً، هذا المقياس الاول او الركن الاول من القراءة او الشرط الاول.
المحاور: مع تأييد طبعاً الرجال.
الجزائري: نعم نعم بلا شك، هو الرجال، علم الرجال العلم القائم بنفسه وهو علم كريم جداً وهو ايضاً حافظ العلوم المختلفة كما انت تدري، هو يمر بالفقه ويمر بأصول الفقه ويمر بالحديث ويمر القراءات ويمر بعلوم شتى في الاسلام والاسلام بركته خاصة بالقرآن الكريم، بركته لا تعد ولا تحصى اذن الشرط الثاني او الركن الثاني او المقياس الثاني هو موافقة العربية يعني ما قبله النحاة، الحذاق من النحاة.
المحاور: ينطق بلغة عربية فصيحة.
الجزائري: مريحة اصيلة لا لبس فيها.
المحاور: طيب.
الجزائري: الشرط الثالث هو مطابقة الرسم العثماني، انت تعلم ان الخليفة عثمان بن عفان كان قد كتب القرآن الكريم.
المحاور: القرآن الكريم وجمعه، نعم.
الجزائري: ووزعه في خمسة امصار، كان حظ العراق منه اثنين البصرة والكوفة وكان حظ الكوفة في القراءات وفي المقرئين اكثر من سواها ومن سوء حظها انها لم يلتفت اليها في هذا الزمان.
المحاور: الطارف والتليد والساعة تشير الى السادسة وست وعشرين دقيقة مستمعينا الافاضل معي على الهاتف الاخ محمود جواد من البحرين سلام عليكم ورحمة الله اهلاً بك.
محمود: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المحاور: عليكم السلام اهلاً وسهلاً.
محمود: سلامي الى العاملين في محطة طهران العزيزة، عندي سؤال للاخ بشير الجزائري، ما هي المراحل التي اجتازها علم القراءات حتى استوى على سوقه؟
المحاور: نعم شكراً، شكراً جزيلاً اخ محمود.
الجزائري: سؤالك قد بلغ ونحن لك شاكرون ودعاؤنا ان يشفيك الله تبارك وتعالى بكمال الشفاء، شكراً لك.
المحاور: نعم اذن استاذ بشير تفضل.
الجزائري: المراحل التي مربها علم القراءات طويلة وعريضة واعتقد ان ساعتين وثلاثاً لا يكفيان لتفصيلها لكن نحن نشير الى جزء منها عسى ان نوفق يوماً ما اذا سمحت ان نعود لباقيها ان نقف عليه وذلك اعتقد اعتقد انه يكون خيراً لنا لأننا نكون من اولئك الذين عملوا عملاً صالحاً فأتقنوه، رسول الله (صلى الله عليه وآله).
المحاور: ان شاء الله.
الجزائري: وان تكون ايضاً نافعة للمستمعين ان يطلعوا على البقية الباقية مما لا يرد في جوابنا الان، سيدي الكريم اذا كانت هي ست عشرة مرحلة اولاها بأختصار، هذه المرة سأقول فعلاً كلاماً مختصراً، بأختصار الاولى تعليم الوحي الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وتبدأ بالايات الخمس من سورة العلق، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، الثانية ياسيدي تعليم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من دعاهم للاسلام تعليماً وئيداً، بهدوء كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بلطف وتوئدة يعني بتأني، بكمال التأني يعلم الذين يدعوهم الى الاسلام حتى يثبت ما يعلمهم في اذهانهم، في قلوبهم لأن الناس لم تكن قلوبهم مستعدة لأستقبال هذا الكلام الكبير الذي هو كلام رب العالمين سبحانه وتعالى
«وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً». طيب الحالة الثالثة او المرحلة الثالثة تعليم المسلمين بعضهم بعضاً يعني صار هناك ناس يعرفون القرآن الكريم في طليعتهم مولاك علي بن ابي طالب اول من سمع القرآن واول من علم القرآن لأنه كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما نزلت عليه آية او سورة الا سارع الى علي وقرأها عليه قبل غيره من الناس وثبتها في ذهنه فذهب علي يقرأها على الناس ويثبتها في اذهانهم، هذه هي المرحلة الثالثة، نمضي الى المرحلة الرابعة ستقول لي على هذا الاساس سينتهي الوقت ونحن.
المحاور: يعني اذا كان هذا الايجاز فكيف اذا اسهبت سيدي الكريم.
الجزائري: لكن لا يمكن ان يكون. هناك ايجازاً
«وَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ» يكون؟
المحاور: لا كلا.
الجزائري: على كل حال الرابعة ياسيدي ظهور من تعهدوا قراءة القرآن الكريم وتسميتهم القراء يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى هو اول من سمى مصعب بن عمير المقرء او القارئ فحينما ذهب بعثه الى المدينة المنورة ليعلمه القرآن الكريم قالوا نزل في دار القراء، هذا معناه ان هناك استعداداً لهذا العلم وان هناك داراً تستقبل من يقرأ الناس القرآن الكريم، على كل حال في هذه المرحلة الرابعة انتشرت القراءة وتحولت الى تلاوة قبل كانوا يريدون فقط ان ينطقوا القرآن الكريم الان لا تحولت الى تلاوة للقرآن الكريم يعني يقرأونه قراءة معبرة عن معانيه، عن مبانيه، قراءة دقيقة جداً بعدما كانت تعلماً فقط للحفظ، ننتقل للخامسة؟
المحاور: نعم الخامسة.
الجزائري: ان شاء الله لم يبق هناك من سوء، قال حفظ الصحابة للقرآن الكريم عن ظهر قلب، هذه المرحلة مهمة جداً، المؤرخ الذهبي يذهب الى ان الذين حفظوا القرآن الكريم في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) سبعة، هو عدهم قال اولهم اوبي وعبد الله بن مسعود وابو الدرداء عويمر بن زيد وابو الدرداء واوبي كلاهما انصاري يعني من اهل المدينة وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب وابو موسى الاشعري وزيد بن ثابت، هؤلاء اخذ عنهم القرآن ودارت عليهم اسانيد رواية القراءات، لم يبق من الايذاء الا القليل السادسة هي التلمذة على الحفظة يعني انتقل الناس من مرحلة انهم كانوا قد بلغوا ان يحفظوا القرآن ثم جاءوا يتتلمذون في حفظه وفي فهمه، في فكره وهم كانوا في المرحلة الثانية ساعة صار رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعلمهم ويقرأ عليهم عشر آيات عشر آيات ولا يمكن ان يعبر من العشرة الاولى الى الثانية عشرة او الثالثة عشرة حتى يكونوا قد استوفوه علماً وعملاً، هذا فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولذلك كانوا اقوياء وكانوا منتصرين وكانوا صادقين وكانوا قد بلغوا الدنيا من اطرافها شرقاً وغرباً لأنهم كانوا قد اصبحوا قرآناً يمشي على الارض اما الناس اليوم فأنهم يحفظون القرآن ليتسابقوا، ليشاركوا في مسابقات القرآن ويحصلوا على الجائزة الاولى او الثانية او الثالثة في الاقل او على هدية خارج الجوائز.
المحاور: دعنا لا نخوض هذا الجانب سيدي الكريم ويخرج غداً في احدى الاذاعات ويكفرنا ثم يباح دمنا ارجو ان نبقى مستمعينا الافاضل نعود اليكم لحظات.
نعود مرة اخرى الى برنامجنا الطارف والتليد ونستقبل على الهاتف الاخ العزيز فاضل المغسل من السعودية، اخ فاضل سلام عليكم اهلاً بك.
فاضل: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اعزكم الله واعز الاستاذ بشير الجزائري.
الجزائري: اعزك الله.
فاضل: اهلاً بك استاذ بشير.
الجزائري: حفظك الله.
فاضل: قال الشاطبي:
فمنهم بدور سبعة قد توسطت
سماء العلى والعدل زهراً وكملاً
لها شهب عنها استنارت فنورت
سواد الدجى حتى تفرق وانجلى
وسوف تراهم واحداً بعد واحد
مع اثنين من اصحابه متمثلاً
تخيرهم نقادهم كل بارع
وليس على قرآنه متأكلا
قال الشاطبي:
واقول اجبني بشير عن سؤالي فمن
هم ومن هم رواة اللامعين تفضلاً
جزاك الذي اعطاك علماً وحكمة
وفاض عليك الخير كل ممثلاً
شاكراً لك ومقدراً والى زميلك هذا الاستاذ الذي يفوح المسك من فمه كما يفوح من نافع.
المحاور: شكراً شكراً لك.
فاضل: وسؤالي الاخير وأين اقرأ الف وقاف وراء و واو مهموزة والف شاكراً ومقدراً لهذا البرنامج المؤنس جداً والسلام عليكم.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وشكراً جزيلاً، شكراً من القلب اخ فاضل ويعني اعتقد اننا وضعنا الاستاذ بشير الجزائري في الزاوية وهذا هو قصدي، اذن لنذهب الى اخي وعزيزي فاضل المغسل سيدي الكريم.
الجزائري: على كل حال انا احيي فاضل وهو فاضل دائماً ان شاء الله.
المحاور: ومتفضل.
الجزائري: ومتفضل واشكر له كل لطفه والحمد لله الذي شغله عنه بالكيمياء ولو كان فارغاً للشعر. على كل حال لكان كأبي العتاهية اسماعيل الذي كان لايقول الا شعراً، سيدي الكريم الاخ فاضل هؤلاء القراء السبعة او القراء العشرة او القراء الاربعة عشر او القراء الخمسة والعشرون او يزيدون كلهم كرام ان شاء الله وكلهم متفضلون ونحن نسأل الله سبحانه وتعالى لهم خير الدنيا والاخرة ولكن السبعة الذين اخذ جميع المسلمين بلا ادنى اختلاف بينهم بقراءتهم هم اولهم عبد الله بن عامر اليحصبي وهو مقرء الشام الذي ولد سنة 8 للهجرة ومضى من هذه الدنيا سنة 118 وهذا قرأ على المغيرة بن ابي شهاب المخزوني وله راويان، راويه الاول عبد الله بن احمد الدمشقي المعروف بأبن ذكوان والذي مضى من هذه الدنيا سنة 242 والراوي الثاني هو هشام بن عمار الدمشقي ايضاً وقد خرج من هذه الدنيا سنة 245 اما القارئ الثاني فهو عبد الله بن كثير وهو مقرء مكة وقد عاش من سنة 45 الى 120 وقرأ على عبد الله بن السائب ومجاهد بن جبر راوياه احمد بن محمد بن ابي بزة المكي وهو المعروف بالبزي ايضاً وقد مضى من هذه الدنيا سنة 250 وراويه الثاني محمد بن عبد الرحمن المكي ايضاً والمعروف بقنبل، اصحاب القراءات يعرفون هذه الاسماء ويعرفون هذه الالقاب ويعتزون بسماعها، الثالث هو عاصم ابن ابي النجوم وهذا رجل له شأن عظيم، كان قد فارق هذه الدنيا سنة 129 قرأ على ابي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود وعثمان وعلي واوبي وزيد بن ثابت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ها هنا كانت قراءته مقدمة عند جميع المسلمين ومأخوذاً بها ومعتزاً ايما اعتزاز، راوياه حفص بن سليمان الذي خرج من الدنيا سنة 180 وابو بكر شعبة بن عياش الحناط اي الذي كان يبيع الحنطة وخرج من الدنيا سنة 193، ارجو ان لاينام رائد بأذن الله.
المحاور: كلا انا ادقق فيما تقول وايضاً اسمعك جيداً.
الجزائري: ان شاء الله، اما رابعهم، هؤلاء السبعة، انا لم اتحدث عن اربعة عشر الذين هم نصف العدد لأنه قد تعدا العشرين عدد القراءات والمقرئين، الرابع هو ابو عمر بن العلاء وهو مقرء البصرة سلام الله عليها من 68 الى 154 قرأ على اعلام القراءة في مكة كمجاهد بن جبر وابن كثير وفي المدينة كأبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني وفي البصرة ايضاً كيحيى بن يعمر اللغوي الشهير جداً والبارع جداً والحسن البصري وفي الكوفة على عاصم الذي كنا نتحدث بشأنه وكلهم يتصل اسناده اتصالاً صحيحاً دقيقاً الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) راوياه حفص بن عمرو الدوري الذي ذهب من الدنيا سنة 246 وراويه الثاني هو صالح بن زياد الذي خرج من الدنيا سنة 261 وعمرك طويل يا رائد.
المحاور: وعمرك ايضاً.
الجزائري: بقي لدينا اثنان من القراء السبعة المأخوذ بقراءتهم عند جميع المسلمين والمصلى بقراءتهم جميعاً عند جميع المسلمين، هو حمزة بن حبيب الزيات الكوفي مقرء الكوفة، ارجو ان تلتفت انا قلت لك في البدأ ان الكوفة ذات حظ عظيم في القراءات، ذات حظ عظيم في حفظ اللغة العربية وان لم يذكر لها نحو، الان النحو الكوفي محسور من هذا الوجود لايكاد احد يذكره الا القلة النادرة من ذوي الاختصاص والنادر شبيه العدم، على كل حال اقول حمزة بن حبيب، الزيات الكوفي مقرء الكوفة من 80 الى 156 قرأ على سليمان الاعمش وعلى الامام جعفر الصادق وحمران بن اعين وحمران احد تلامذة الامام الصادق عليه السلام البارعين جداً والمنهال بن عمرو وغيرهم وكل هؤلاء سندهم صحيح متصل برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، راوياه خلاد بن خالد الصيرفي مضى من الدنيا سنة 220 والثاني هو خلف بن هشام البزاز جعلك الله بزازاً ان شاء الله الذي مضى سة 229، آخرهم تقبل؟
المحاور: نعم.
الجزائري: ليس بآخرهم بقي عندي اثنان هو نافع بن عبد الرحمن بن ابي نعيم مقرء المدينة المنورة مضى منها سنة 169 قرأ على ابي جعفر المدني وعبد الرحمن بن هرمز ومحمد بن مسلم الزهري وهذا علم من اعلام الحديث وغيرهم، جميع هؤلاء ايضاً ذو سند صحيح الى رسول الله، راوياه عثمان بن سعيد المعروف بورش والذي قراءته سارية في شمال افريقيا، سارية سرياناً واسعاً جداً وعيسى بن مينا قالون وقراءته في تلك الديار معروفة ايضاً يا سيدي، بقي عندي السابع سبع الله لك الدنيا من اطرافها.
المحاور: ولا يأكلني السبع، نعم.
الجزائري: أسأل الله ان لا يسبعك سبع.
المحاور: نعم.
الجزائري: لأن يقولون يسبعه السبع يأكله السبع او يرهبه السبع، على كل حال اذن دعني اقول لك هذا السابع وهو علي بن حمزة الكسائي وهو كوفي ايضاً مقرء الكوفة، قرأ عن حمزة صاحبه الذي تقدم من قبل وعلى شعبة وغيرهما والجميع ايضاً اسنادهم صحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، راوياه حفص بن عمرو الدوري راوية ابي عمرو ابن العلاء العظيم جداً، المتعدد المواهب ابو عمرو ابن العلاء الذي هو استاذ الاصمعي عبد الملك بن قريب الاصمعي الذي يوصف بأنه اندر راوية واندر متحدث باللغة بكل معانيها، شعرها ونثرها، على كل حال وراويه الثاني هو الليث بن خالد البغدادي اجارك الله الليث، هذا مضى من الدنيا سنة 240 وانت تنظر الى ان هذه الاسماء كلها لم تتجاوز القرن الثالث الهجري، كلها كانت قد وصلت الى سنة 240 من الهجرة، اتمنى ان اكون قد اجبت حبيبنا الذي يكثر الشعر الجميل في اي موقع اختار الاستاذ فاضل المغسل.
المحاور: انا كنت بينما انت تشرح لهؤلاء الاعزاء وهؤلاء الاطياب سيدي الكريم كنت اتفكر في اخي العزيز فاضل المغسل وادعوك اخ فاضل ان في كل برنامج تسأل سؤالين كهذا حتى ينتهي البرنامج ونذهب الى البيت ويستقبلنا عائلتنا، على كل حال اشكرك اخ فاضل واشكر الاستاذ بشير الجزائري وجميع المستمعين، نعود اليكم لحظات استراحة.
الجزائري: اكرمك الله.
المحاور: الطارف والتليد مستمعينا الافاضل ولا تعلمون ما يحصل وراء الكواليس وايضاً بحث ومشادة بيننا وبين المخرج وبيننا وبين خالد غلامي لأن الاستاذ بشير الجزائري وانا المقصر في هذا، انا لم اذكره ان الاخ العزيز فاضل المغسل ايضاً كان له سؤال آخر، أين يقرأ الالف والقاف وأين يقرأ الـ
هُمَزَةٍ و...
الجزائري: اولاً انا اتمنى ان اكون قد بلغت هذا السؤال الكيمياوي، أسأل الله ان لا يبتلي احداً به ان شاء الله ولكني اقول له عد الى الشاطبي الذي انت معه في حرز الامان عسى ان يحقق لك كل الامان.
المحاور: ان شاء الله اذن وكما يقال رغم انه هناك ضرورات ايضاً خير الكلام ما قل ودل، مستمعينا الافاضل دعوني اعود مرة اخرى بالاستاذ بشير الجزائري والزمه ان يبقى معي داخل الاستوديو ولا يعود الى التاريخ، يعني سيدي الكريم بودي ان يتذكر اخوة المستمعون الاعزاء المقصود بأركان القراءة وشروطها وطبعاً لكم ولهم الشكر وما يترتب على هذه الاركان والشروط ايضاً؟
الجزائري: سأثبت لك مرة اخرى اني ولد طيب.
المحاور: ولد طيب.
الجزائري: اي والله.
المحاور: انا اثبت هذه النقطة.
الجزائري: قبيل قليل سألتني السؤال نفسه واجبتك سريعاً جامعاً مانعاً، قلت لك يا سيدي رائد مقاييس القراءة ثلاثة واركانها ثلاثة وشروطها ثلاثة وكلها اسماء لمسمى واحد.
المحاور: طيب استاذ بشير.
الجزائري: وهي يا سيدي صحة السند وموافقة العربية الجميلة، العربية الفصيحة المليحة ليست كل عربية، ليست عربية هذه الصحيفة او تلك انما عربية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، عربية امير المؤمنين علي بن ابي طالب (سلام الله عليه)، عربية اولئك الذين كانوا اذا سمعوا القرآن شعروا انه نزل على صدورهم ولم ينزل فقط على صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا تعبير الشهيد محمد حسين بهشتي رحمه الله الذي كان يقول اذا اردتم ان تعيشوا القرآن الكريم وان تفقهوه فأقرأوه بلغته ولكن لا تقرأوه باللغة العربية الدارجة اليوم لكن اقرأوه باللغة العربية التي نزل بها على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اي ان تعرفوا كل كلمة بمعناها ومبناها الذي كان في تلك الايام وانت تعلم ان مباني الكلمات ومعانيها تتبدل وتتحول من زمان لزمان ومن مكان لمكان.
المحاور: اذن انا سآخذ بنصيحتك استاذ بشير الجزائري وغداً منذ الصباح سأذهب الى صاحب الدكان واقول له عم صبحاً يا اخ العرب.
الجزائري: هذه من الجاهلية وليست من الاسلام فقل له سلام عليكم خير لك من عم صباحاً.
المحاور: يعني سيدي الكريم السلام عليكم يقولوها في كل اللغات.
الجزائري: هذا شرف الاسلام، هذا شرف الاسلام.
المحاور: انا اريد ان اتحدث العربية عم صباحاً يا اخ العرب ولا اعلم ماذا سيحدث بعدها سيدي الكريم، اكمل لكي اكمل.
الجزائري: طيب قلت لك عندهم شيء اخر الذي هو مطابقة القراءة للكتابة، الرسم تعبير جميل جداً ولذلك ساعة تسمع الناس اليوم يقولون درس الاملاء او ان لدي امتحاناً في الاملاء او اليوم يمتحننا المعلم في الاملاء، الاملاء ليس معناه هذا، هذا كلام خطأ، الاملاء معناه انا معلم او انت معلم وتأتي تقول لتلاميذك استعدوا فأني سأملي عليكم هذه الفكرة وتقول لهم كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اذا لم ير احداً من المسلمين بعد ثلاثة ايام سأل عنه فأن كان مريضاً عاده وان كان غائباً دعا له، تلاحظ؟
المحاور: نعم.
الجزائري: هذا يسمى املاءاً اما الرسم فهو الكتابة من غير نظر الى الاصل الذي تكتب فيه، ساعة يمتحن المعلم التلاميذ يقول لهم كلمات كان هو قد علمهم كتابتها من قبل فيكتبونها من غير ان ينظروا الى ذلك الشيء الذي علموه سابقاً.
المحاور: اذن هو رسم الخط.
الجزائري: رسم الخط، رسم القرآن الكريم يقولون عنه ولذلك كتابة القرآن الكريم تختلف عن الكتابة العربية السارية اليوم، تختلف اختلافاً كبيراً.
المحاور: طيب يعني استاذ بشير لكن انا سألتك السؤال الذي قبله وانت قد وضحت هذا ما قبل ذلك ولكن كثير من المستمعين استاذ بشير سمعوا او قرأوا ان القراءة متواترة والقراءة صحيحة فما هذان القسمان ايضاً؟
الجزائري: اكرمك الله اكرمك الله، القراءة المتواترة يا سيدي هي التي ينقلها ناس مختلفون في اماكن مختلفة ولا يفترض فيهم التواطئ على الكذب، كيف؟ رجل من كرمانشاه ورجل من كربلاء ورجل من دمشق ورجل من بيروت ورجل من القاهرة، من تونس، من الجزائر، من اليمن، من دار السلام في ساحل العاج كل منهم، قال: انا سمعت فلاناً قرأ القرآن هذه القراءة وقد نقلها عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان حتى يعود الجميع الى رسول الله هذه تسمى قراءة متواترة اما القراءة الصحيحة فهي ايضاً التي يصح فيها السند ولكن بما يفيد العلم انه وصل الى رسول الله يعني لا يكادون يقطعون لأنه وصل الى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
المحاور: بل من ثقاة رسول الله.
الجزائري: احسنت يقولون انه هذا يمكن ان يكون قد بلغ رسول الله لما يصلونها الى عمر بن الخطاب او يصلونها الى علي بن ابي طالب فكأنها كانت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيؤخذ بها وتسمى صحيحة.
المحاور: طيب استاذ بشير لدي سؤال اخير.
الطارف والتليد ولم يتبقى لدينا سوى ثلاث دقائق استاذ بشير الجزائري دعني انا اذكر المستمعين الكرام انه سوف نبقى في البرنامج القادم ان شاء الله حول مراحل القراءات واعتقد تطرقنا الى سبع مراحل واذن سنبقى في مراحل القراءات القرآنية للحلقة القادمة.
سؤال اخير وبأختصار سيد بشير وكأني الان مضطر لهذا السؤال وهو عن الصحيحة الجامعة للاركان الثلاثة وايضاً ماهي قسمتها طبعاً ان كانت مقسومة؟
الجزائري: هي الصحيحة وغير الصحيحة، الصحيحة كما انت اشرت اليها فعلاً اجتمعت فيها الاركان الثلاثة التي هي صحة السند ومطابقة العربية ومطابقة الرسم القرآني وغير الصحيحة ما تخلف احد اركانها وقسم من الناس من يلحقوا تلك التي اجتمعت في الاركان الصحيحة بالمتواترة التي اشرنا اليها الى ان فيها ما يفيد انها موصولة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومرة اخرى انا اشير اشارة سريعة جداً الى اننا في الحلقة الماضية كنا قد قلنا ان من علماء زماننا عالمين عظيمين جداً يأخذان بالقراءة الواحدة التي هي قراءة القرآن الكريم المتداول بين ايدي الناس اليوم التي هي قراءة عاصم وهما السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي والسيد مرتضى الحسيني العسكري، هذان الرجلان وهما عظيمان جداً انت تعلم ان ابا القاسم الخوئي كان قد صنع الفقه صناعة جديدة وغير كل شيء في هذا العلم.
المحاور: رحمة الله عليه.
الجزائري: وفي اصوله وفي التفسير ايضاً ومع الاسف انه لم يكمل كتابه في التفسير الذي هو البيان في تفسير القرآن، على كل حال فقط الجزء الاول وكان فتحاً عظيماً في عالم التفسير بأجماع جميع الذين يعرفون القرآن الكريم وتفسيره.
المحاور: للاسف يعني لم يستمر لأسباب ربما لا نعلمها، نعم.
الجزائري: والثاني هو العسكري الذي هو سيد المؤرخين بالاجماع والمحدثين بالاجماع ولا ينازع ولا يدافع في هذا الشأن يريان القرآن الكريم مقروءاً بقراءة واحدة هي قراءة عاصم التي هي سارية بين الناس جميعاً في هذا الكتاب الذي بينهم، اشكر لك.
المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل استاذ بشير الجزائري واشكر على متابعة هذا البرنامج وايضاً ادعوهم مرة اخرى لأننا سوف نبقى في مراحل القراءات وقد تطرقنا خلال هذا اللقاء لمن استمعوا الينا متفضلين لسبع مراحل وسوف نستمر في الحلقة القادمة، استودعكم الله في امان الله وحفظه، الى اللقاء.
*******