البث المباشر

الطارف والتليد - 02/03/2010

الأربعاء 3 مارس 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد والسلام على واهلاً بهم في آفاق الطارف والتليد وهي مبتهجة بالأستجابة لكم في استدامة الكلام على ما سميناه اصطلاحات السرقات الادبية وهي الالقاب والاوصاف التي دونها لنا نقاد الادب العربي وباحثوه المتقدمون، نعم عزيز المستمع الكريم ومعرفة هذه الاصطلاحات كنز معرفي ثمين لكل معني بالثقافة من اديب ومستأدب وناقد ادبي ومؤرخ ادب يريد ان يكون جديراً بالمهمة التي اختارها لنفسه وسام شرف في هذه الحياة التي لا تعتز الا بأصحاب البصائر الذين يحبون الخير ويعرفونه ويدعون اليه ويدافعون عنه. ابدأ عرضنا الان لمصطلحات السرقات الادبية على ما ذكرها نقاد الادب العربي وانا مسرور بوجود الاستاذ والاخ العزيز الاستاذ بشير الجزائري وهو معي الان، اهلاً بك استاذ بشير، اهلاً ومرحبا بك. الجزائري: وبك وسرك الله بكل خير وهناء وسرور. المحاور: اشكرك الشكر الجزيل، استاذ بشير دعنا نبدأ مما قبل يعني كنا في الحلقة الماضية مررنا بأصطلاحين اثنين من اصطلاحات السرقات الادبية وهما الانتحال والادعاء وحبذا وتذكير لنا ان تذكرنا بمعناهما وارجو ان يكون بشكل موجز. الجزائري: بسم الله الرحمن الرحيم، دعائي الاول ان لا تكون منتحلاً ولا تكون ناحلاً. المحاور: وهذا صعب. الجزائري: اكرمك الله، سيدي الانتحال هو ان يضم شاعر شعر غيره يعني مثلاً انت. المحاور: احسن الله اليك. الجزائري: اكرمك الله اذا عثرت بشعر الجزائري وضممته تحت ابطيك كنت منتحلاً. المحاور: هذا جيد، احافظ عليه، هذا لا يخرج من سياق انني احافظ على شعر الاستاذ بشير الجزائري وهذا فخر. الجزائري: بلا شك بلا شك، أسأل الله لك خير الدنيا والاخرة بحفظك شعر غيرك، أسأل الله للشعراء الكرام ان يكونوا ذوي نفوس عليه عن ان تمتد الى آثار غيرهم فتحتفظ بتلك الآثار. المحاور: ان شاء الله رب العالمين. الجزائري: اذن الانتحال هو ضم شاعر شعر غيره الى شعره، يقال جرير بن الخطفة وهو شاعر عظيم ومجيد ومجيد كان قد مر بشاعر عربي اسمه المعلوط السعدي بشاعر آخر اسمه طفيل، هذا على سبيل المثال لا الحصر فأستعذب قوليهما مثلاً، ذاك الرجل المعلوط كان يقول:
ان الذين غدو بلبك غادروا
وشلاً بعينيك لا يزال معينا
غيرن من عبراتهن وقلن لي
ماذا لقيت من الهوى ولقينا
المحاور: الله اكبر نعم. الجزائري: فضمه الى شعره وحقه لأنه هو لما استعذب هذا المعنى وهو كبير فلماذا لا تهفو نفسه اليه ولماذا يتركه لشاعر اقل منه سمعة، لشاعر صوته اكثر انخفاضاً من صوت جرير، ايضاً مر بقول طفيل الغنوي وقال:
ولما التقى الحيان القيت العصا
ومات الهوى لما اصيبت مقاتله
معنى جميل جداً وشاعر كبير جداً، لماذا يتركه لشاعر ليست له تلك السمعة ولا ذاك الصوت، لماذا لا يستأثر به هو؟ هذا نسميه انتحالاً. المحاور: يعني استاذ بشير الجزائري يعني الشاعر الذي انت وصفته طبعاً ليس بأمكانه ان ينتحل هذا لأنه انت قلت انه ليست لديه سمعة وليست لديه القدرة وكأن الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما يحاجج قريش يقول أتوا بآية من آيات الذكر الحكيم، أتوني بسورة، لأنه يعلم انهم ليسوا اهل بذلك يعني ألا ترى ان في هذا اختلاف ام ان القضية هي ما بين شعراء كبار مثل النابغة الجعدي الذي اتهم انه اخذ مثلاً عن النابغة الذبياني؟ الجزائري: سيدي كل الشعراء الكبار كانت لديهم من امثال هذه الهفوات اي من هذا الانتحال. المحاور: اذن بدأ من كبيرهم. الجزائري: اذا كان معاصراً له او اذا كان متقدماً عليه فقط انه رأى ان هذا الشعر اقل منه وزناً ربما يكون سؤالك هنا جميلاً اذا قلت لي بأي حق من الحقوق علا هذا وانخفض ذاك، لماذا كان النابغة الذبياني مثلاً اعلى صوتاً واوسع شهرة وسمعة من الاخرين، لماذا كان امرئ القيس، لماذا كان المعلوط السعدي اقل من جرير ولماذا كان جرير اعلى صوتاً، هذه سؤال في موقعه وهو في غاية الجمال، انت تؤمن بشيء اسمه الحظ؟ المحاور: طبعاً. الجزائري: سيدي هو هذا الذي يعلي احداً ويخفض احداً. المحاور: ومن ثم استاذ بشير الجزائري يعني رغم ان المخرج يؤكد على ان نذهب لحظات ونعود ولكن قبل ذلك يعني استاذ بشير انا نفسي جربت انه في احدى الايام كتبت ما كتبت ونسبت ذلك الى نزار القباني وعندما قرأه اخي قال ما اجمل هذه الصورة الادبية وما اجمل هذه الكلمات ولكن عندما اعلنت بعد فترة وجيزة انه والله هذا شعري فأخرج ما اخرج منها من بال ومما لايسمع وتلفظ بألفاظ هي غير ادبية في الواقع اذن سيدي الكريم الا تعتقد ان الناس هم الذين يختلقون الدكتاتور حتى وان كان شاعراً؟ الجزائري: الطارف والتليد وقبل ان اذهب الى الاستاذ بشير الجزائري يبدو ان الاخ فاضل المغسل معي من السعودية، اخ فاضل سلام عليكم اهلاً بك. المغسل: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المحاور: عليكم السلام اهلاً بك. المغسل: استاذي العزيز سلام عليكم وسلام على الاستاذ بشير الجزائري ابو محمد. الجزائري: عليك السلام ورحمة الله وبركاته وحفظك الله. المغسل: اختصر القول واقول عبارة لست ادري قصيدة كتبتها في ميلاد رسول الله فعندما عثرت عليها في الجهاد فضحكت كثيراً لأنكم ايضاً تحدثتم عن لست ادري. المحاور: يعني ايليا ابو ماضي. المغسل: لا هذه المرة فاضل المغسل. الجزائري: نسعد كثيراً. المحاور: نعم. المغسل:
هل ميلاد الرسول الاكرم
خافقاً في افقنا كالعلم
يسكر السمع بلحن العجم
اترى ترقص فيها فرح الدنا من ذكره
لست ادري
شدني شوقي الى حضرته
لأشم العطر من قبته
لأرى الجنات في روضته
لأذوق الانس في سدرته
هل سأحفظ كل ذا لأرتوي من نهره
لست ادري
كما تذكرت من الطافه
كم تنعمت من امجاده
ذكريات من هدى امجاده
فهو نفع بهوى اولاده
من ذاق وردة من اوراده
لست ادري
المحاور: انت تدري. المغسل: لا اريد الاطالة في هذه القصيدة لأن البرنامج قصير جداً واختصر.
يا رسول الله هذا عردكم
زائراً يطلب خيراً عندكم
كل ما ارجوه في حضرتكم ان ارى اهلي ونفسي ومنهم الجزائري وهذا المقدم الرائع معكم.
اذكركم، طالما يمروا في تفكيري
لست ادري
المحاور: اشكرك اخ فاضل انا انصحك قبل ان يتهجم عليكم الاستاذ بشير الجزائري ان تعلن بأن كلمة لست ادري تضعها بين قوسين لكي لا تنتحل من ايليا ابو ماضي. المغسل: واقول ايضاً ان الاستاذ العزيز مصطفى جمال الدين الشاعر المجيد الذي تعرفه جيداً استاذ بشير له قصيدة ضمن شعر جفاك الشعور، هناك شاعر شعودي لا اتذكر اسمه حالياً قد اخذ هذه القصيدة وقد وجهها الى رجل آخر فما هذا العمل الذي يقوم به؟ هل هو انتحال ام اي نوع من السرقات هذا شاكراً ومقدراً لكم والسلام عليكم. المحاور: شكراً لك اخ فاضل المغسل، استاذ بشير الجزائري دعني اطمأنك الرجل اعطانا طمأنة بأنه وضع لست ادري بين قوسين، اذن لنبقى في سياق ما تفضل به، نعم. الجزائري: هذا ما سأل عنه هو ما يسمى الاختلاس يعني ان ينقل الشاعر بيتاً او ابياتاً او قصيدة او قطعة من غرض الى غرض آخر يعني يقول ان السيد مصطفى جمال الذين كان قد قال قصيدة في الشعر فجاء احد الشعراء الاخرين حفظه الله وقالها في سيدنا امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) فهو اذن نقلها من غرض الى غرض، هذا يسمى اختلاساً وانا محي ذلك الذوق الرفيع الذي من به الاخ فاضل المغسل الذي هو سباق الى كل خير دائماً وهو يدري، انا يعجبني ان اقول وهو يدري او اقول له. المحاور: الرجل يعترف بنفسه استاذ بشير ويقول لست ادري وانت تؤكد انه يدري؟ يعني كيف؟ هذه معضلة. الجزائري: لا اردت ان ارفع عنك عبء قولك له حتى لا يتهمك الجزائري بأنك قد انتحلت شعر ذلك الرجل ايليا ابي ماضي. المحاور: يعني الرجل هل سبقه احد في ان يقول لست ادري؟ الجزائري: لا لا هذه الكلمة ها هنا ليست سرقة ادبية اطلاقاً. المحاور: اذن لوضعنا كل الكلمات الواحد جنب الاخر فكلها لا تصبح سرقة ادبية اذن لماذا تتهمون الناس بالسرقة سيدي الكريم؟ الجزائري: انت بعلو صوتك تريد ان تغلبني. المحاور: لا والله سيدي. الجزائري: انا لا اريد رفع صوتي. المحاور: طيب تفضل. الجزائري: ومع ذلك اقول لك عندما يكون القول شائعاً بين الناس، معروفاً فيهم اذا استعمله الناس جميعاً فلا يعد سرقة اطلاقاً وكلمة لست ادري كلمة شائعة عند الناس جميعاً حتى انها صارت مفتاحاً. المحاور: يعني لا يؤثر استعمالها في مكان خاص كالقصيدة؟ الجزائري: لا استعملت نثراً او استعملت شعراً او استعملت مثلاً فأنها لاتعد سرقة اطلاقاً لشيوعها وتعارف الناس اياها لا تعارف الناس عليها، تعارف الناس اياها او تعارف الناس لها. المحاور: طيب اجبت الاخ فاضل المغسل؟ الجزائري: ان شاء الله. المحاور: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يعني دعني اعود مرة اخرى الى ما طرحته قبل الفاصل، استاذ بشير الجزائري كلا بل ضاق المخرج بنا ذرعاً، على كل حال. الجزائري: نسأل الله او يوسع صدره. المحاور: ان شاء الله، استاذ بشير كما تعلم ان جوليا كريستيفا الناقدة المهتمة بالتناص هي تقول في كتابها علم النص ان كل نص هو كشرب وتحويل لنصوص ادبية اخرى، هل يدخل هذا ايضاً في الاختلاس او الاعارة؟ الجزائري: قل كلمتك ثانية لمستمعيك حتى اقول لك جوابك. المحاور: انا اردت ان اعود، أليس هم الناس الذين يخلقون من الأبة كبة كما يقال او كما يقال في اللغة الفارسية تل من القش؟ الجزائري: سيدي العزيز تأثير الناس غير منكر في كل الازمنة والامكنة، الناس يكبرون ما هو صغير ويصغرون ماهو كبير، التهويل والتهويم موجود في طبائع البشر في كل الاوقات وفي كل ارجاء هذه المعمورة لكن الحقيقة غير هذا الذي نحن نتحدث به، حينما نقول سرقة ادبية ليست التي يقولها عامة الناس انما التي يقولها اولئك الذين مهروا النظر في البديع والجميل والاصيل والدخيل، اولئك الذين قرأوا التاريخ، تاريخ الادب قراءة دقيقة محكمة فعرفوا اصوله وفصوله وبينوا ايضاً كلياته من جزئياته، اولئك الذين الذين يقولون هذه سرقة وهذه ليست بسرقة لا عامة الناس، عامة الناس لاشأن لهم مهما كان وانت تدري ولعلك عرفت مرادي، كم يجري من الاحداث وشجون اليوم وعامة الناس يسمعون ويقرأون لايؤثرون ولايتأثرون اما اولئك الذين يؤثرون ويتأثرون فهم اصحاب الثقافة الاصيلة، الناس الناقدون، الساسة البارعون، الساسة الذين يعرفون مجرى الرياح يعني اين تتجه هذه الرياح بعصفها، متى تخف ومتى تشتد. المحاور: طيب استاذ بشير الجزائري اذن تحدثنا وعدنا الى الحلقة الماضية وتحدثنا عن الانتحال سيدي الكريم دعنا ندخل جديد بحثنا اليوم فنقول ماذا ارادوا بالاصطراف. الجزائري: قبل هذا الفاصل الكريم اذا سمحت لي جميلة واحدة. المحاور: تفضل. الجزائري: هل سمحت بهذا من قبل. المحاور: جميلتك اربع جملات سيدي الكريم. الجزائري: اكرمك الله اكرمك الله، سيدي انت كنت قد سألت عن انتحال وادعاء، الادعاء ماذا؟ الادعاء انا هذا الجامد الذي لا اعرف من الشعر شيئاً وانت هذا الشاعر العلم البارع المشرق، جئت فسطوت على ديوانك فاخذت منه قصيدة قصيدتين، بيتاً بيتين، ثلاثة، اربعة مثل هذا يقال له ادعاء اي ان يأخذ انسان ليس بشاعر من شاعر شعره. المحاور: يعني ان تأخذ ما ليس لك وتدعي انه لك. الجزائري: وانت لست شاعراً. المحاور: يعني هنالك شرط اذن ان الرجل اذا كان شاعراً فالمسألة تختلف. الجزائري: المنتحل شاعر يأخذ من شاعر والمدعي وهو غير شاعر يأخذ من شاعر. المحاور: والقرآن الكريم ايضاً تطرق الى موضوع الادعاء واعتقد لو لم تخونني الذاكرة يقول: "البينة على من ادعى". الجزائري: ها "البينة على من ادعى واليمين على من انكر" هذه ليست مجالها الان، مجالها الفقه ونحن لسنا بفقهاء ولا بشعراء ايضاً وقد عدونا على ساحة الشعراء. المحاور: يعني استاذ بشير الجزائري الا ترى ان شخصاً هو غير شاعر ويدعي بشعر غيره انه اذا ردت منه بينة يأتيك بقصيدة اخرى، أليس هذا ايضاً الاستفادة من اي الله الكريم "البينة على من ادعى" لحل هذه الامور؟ الجزائري: كثير، نحن الان لسنا بصدد حلها انما بصدد تبيانها ما هي. المحاور: طرحها، طيب اذن لو تسمح لس استاذ بشير الجزائري، الان مر نصف الوقت، لحظات ونذهب الى صلب الموضوع لهذا اليوم. الساعة تشير الى الخامسة وثمان وثلاثين دقيقة مستمعينا الافاضل ولازلنا معكم على الهواء مباشرة وبرنامج الطارف والتليد مستمعينا الكرام نعتذر اننا اذا تحدثنا بأسهاب حول مسألة الانتحال والادعاء فالحديث مع الاستاذ بشير الجزائري هو شيق جداً وسماعكم ومواصلتكم معنا ايضاً هو شيق جداً ويسعدنا ويسرنا، مستمعينا الكرام دعونا بداية قبل نبدأ، دعونا نذهب الى البحرين واتصال هاتفي من الاخت امينة، اخت امينة سلام عليكم اهلاً بك. امينة: عليكم السلام اهلاً بكم. المحاور: يا مرحبا اهلاً وسهلاً. الجزائري: عليكم السلام ورحمة الله. امينة: كيف الحال؟ المحاور: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. امينة: حبيت أسأل اين يكون الابداع ما دام كل شيء من فنون القول مكرورة؟ المحاور: شكراً شكراً جزيلاً، الحقيقة قلت ما في قلبي، سيدي الكريم يعني اعود مرة اخرى قبل ان نذهب الى هذا الموضوع يعني ألا تتصور ان بعض هذا التشدد هو يقوض الشعر ويقوض الابداع في الشعر سيدي الكريم؟ الجزائري: مولاي الكريم انا اشكرك واشكر السائلة الكريمة من البحرين دامت ان شاء الله مخضرة بين بحريها بأذن الله، قل للاخت البحرانية الكريمة الابداع دائماً يكون في صورة العمل الادبي وما يؤلفه هذا العمل الادبي من تخير لفظ، انت ساعة تريد ان تكتب قصيدة كما كنت تقول قبيل قليل انا قد عملت وانا رأيت عملك ذاك. المحاور: لا سيدي الكريم انا ما كتبت، اكتب للمجاملة. الجزائري: لا قد رأيته العام الماضي ورأيته هذا العام وانت تسعى الى ان تكون صاحب برنامج في ذلك، ان شاء الله من الموفقين. المحاور: لا سيدي الكريم نحن نكتب شراذم من الكلمات لربما هي هواجس تدخل الى القلب لربما هو احساس بودنا ان نعكسه حتى لولم نراعي لا الوزن ولا القافية والعروض ولا شيء. الجزائري: هذا في نظرك انت، على كل حال صورة العمل الادبي وما يؤلفه من تخير لفظي تأتي الى هذه الكلمة او تلك فتقول لا والله عشر كلمات بين يديك فلاتجد واحدة منها تختارها لذلك البيت الذي تريد ان تقوله. المحاور: والقافية ايضاً تفرض نفسها. الجزائري: والقافية تفرض نفسها والوزن يفرض نفسه وذوقك انت، انا كنت اكتب القصة القصيرة كما تعلم ايام زمان وكنت لاازيد على ثمان دقائق في اغلب الاحيان وربما كانت او مازالت موجودة على ما يسمى الانترنت (عليه السلام) الان، هذه القصص كنت اسير في الطريق وادندن بها دندنة يعني اسمع نفسي ساعة اختار الجملة او الكلمة. المحاور: هل تحدث نفسك حول صياغة اللفظ؟ الجزائري: احسنت هذا في النثر الذي هو في نظر الكثير من الناس اقل شأناً من الشعر وهو عندي لا والله هو اكبر من الشعر لأن الشعر له اسبابه التي تحفظه وتحرسه اما النثر فهو مظلوم مظلوم وفيه معاني كثيرة حتى ان مجازاته يعني او جوازاته قليلة جداً جداً بالقياس الى الشعر، في الشعر يقولون لك ضرورة شعرية، في الشعر يقولون فرض عليه الوزن، فرضت عليه القافية، فرض عليه الايقاع كل هذا جائز في الشعر اما في النثر لا يجوز لك ان تخرج عن قواعد الاصالة الفصيحة المليحة، طيب اذن هنا يتخير اللفظ نظم التركيب، ايجاز العبارة، سعة العبارة ايضاً بيان فكرة، كانت فكرة غامضة فجاء فجلاها هذا كله يدخل في نطاق مايسمى مجال الابداع، هذا هو جوابي للاخت امينة زادها الله امانة. المحاور: اذن استاذ بشير الجزائري دعنا الان نبدأ بأيجاز، سيدي الكريم ما الاصطراف؟ الجزائري: قالوا هو شيء جميل جداً لأنه ينقلنا الى عاميتنا العراقية الجميلة التي استطيع ان اقول لكل اخواني العرب اينما كانوا ان عاميتنا نحن العراقيين لغاية الجمال وغاية الكمال لأنها اقرب عامية الى الفصيح فنحن لما نقول فلان صرف فلان، قال: "ياخوي صرفه" يعني "صفطه" يعني جعله "لهو" وحده لا شريك له يعني نهبه اذن هذا هو معنى الاصطراف ان يأتي شاعر الى شعر غيره فيضمه لنفسه. المحاور: اذن سيدي الكريم لن نخرج عن الانتحال؟ الجزائري: هي هذه المسألة ها هنا عند النقاد وخاصة عند الحاتمي وهو ناقد بغدادي اصيل، اسماء كثيرة للسرقات الادبية قال عنها ابن رشيق رحمة الله عليه وهو رجل ناقد بارع جداً اخذ ثقافة المتقدمين واضاف اليها ثقافته الخاصة هو وهي واسعة جداً قال ان الاصطلاحات التي كتبها الحاتمي على المتنبي طبعاً والحاتمي كان يضيق ذرعاً بالمتنبي وهذا يرجعنا الى كلامك الاول الناس يكبرون او يصغرون، يهولون او يهونون، قال كل هذه الاصطلاحات التي جاء ها لاتكاد تخرج منها الا بالقليل لأنها متقاربة في معناها الا انها مختلفة في الفاظها فبقولك الاصطراف والانتحال جداً متقاربان، في غاية التقارب، في غاية التقارب، شيء جميل في الاصطراف هو انه ليس كالاول، الاول هو ان يأتي شاعر مقتدر الى شاعر غير مشهور فينتهب حقه فذاك انتحال اما هذا ليس كذلك قد يأتي شاعر شهير الى شاعر شهير فيأخذ شعره ويقول هذا لي، واضح؟ المحاور: نعم واضح رغم انه سيدي الكريم الان عرفت استاذ بشير الجزائري لماذا يأتي الاساتذة العظام ويأخذون الدكتوراه في حتى مثلاً، انا بأعتقادي انتم عقدتم الامور على الناس حتى ذهبوا واخذوا الدكتوراه من الاصطراف والدكتوراه من الانتحال ولذلك لدينا دكتوراه كثيرة والجميع منهم لم يستطع ان يجمع على الاقل مجمع للغة يفهمه الناس البسطاء مثلي، الناس العامة في الشارع سيدي الكريم الان لو اتيت وقرأت قصيدة من الجاهلية على احد الناس من ابناء هذا الوطن العزيز الامة الاسلامية من العرب. الجزائري: لا تصرفني بفاصل. المحاور: نذهب فاصل ونعود. الجزائري: ارجوك. المحاور: نعم الطارف والتليد وطبعاً ارجو ان تعذروني على الحقيقة مزاحي مع الاستاذ بشير الجزائري لأني اعتز به. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: لذلك علي ان ازاحمه بعض الشيء وذلك لكي نفرح قلوبكم ايضاً حسب اعتقادي على الاقل، استاذ بشير اذن فاصل مضى ولكن ايضاً لا يمكنك ان تتحدث لأن لدينا ضيف سيدي العزيز لا يمكن ان اضعه خلف الخط، ناصر خالد من السعودية، اخ ناصر سلام عليكم اهلاً بك. ناصر: سلام عليكم ورحمة الله. المحاور: يا اهلاً وسهلاً يا مرحباً اهلاً بك. ناصر: كيف الحال استاذ بشير؟ الجزائري: حفظك الله واعزك اشكرك. ناصر: الله يخليك ويعطيك الصحة والعافية. الجزائري: اللهم آمين كلنا ان شاء الله. ناصر: انا عندي سؤال ارجو اجابته عندكم ان شاء الله. المحاور: ان شاء الله، ان شاء الله. ناصر: كيف نكشف عن الابداع السابق واللاحق في ادبنا الغابر والحاضر؟ المحاور: هذا هو السؤال سيد ناصر؟ ناصر: اي نعم. المحاور: اشكرك الشكر الجزيل سيدي الكريم اذن مرة اخرى على الاقل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هذا جزء بسيط يتطرق الى الطارف والتليد فأما نحن نضيع في الطارف او نبقى في التليد والمستمع الكريم يعني مجبر على ان يستمر معنا في هذه الحلقة. الجزائري: ما رأيك بالاستقامة عليهما؟ المحاور: على كل انا اعتقد انه افضل، سيدي الكريم كيف نكشف عن الابداع السابق واللاحق في ادبنا الغابر والحاضر اي في ادبنا الطارف والتليد؟ الجزائري: يبدو انك قد استمرأت سؤال الاخ ناصر حفظه الله. المحاور: انتحلته سيدي. الجزائري: نصرك الله به، اذا احببت ان تقول وانا معك ايضاً اقول والله هذا امر جسيم وعظيم، كبير، خطير فهو مترامي الاطراف لماذا؟ لأنك ستحتاج الى جهود مضنية لا مني انا ولامنك وحدك ولا منا كلينا وانما من فئة كبيرة جداً من احبتنا وسادتنا الذين يحسنون النظر في الادب. المحاور: الذين اخذوا الدكتوراه في حتى مثلاً. الجزائري: فديتك لاتكثر الصفع لهؤلاء. المحاور: لا والله لا والله سيدي الكريم استاذ بشير انا لن اعرف ان حتى لديها في اللغة العربية هذا التعقيب واكلت السمكة حتى رأسها، واكلت السمكة حتى رأسها واكلت السمكة حتى رأسها، سيدي الكريم يعني هذا هو موضوع خاص انا لا اقصد بذلك ربما تكون لهجتي كذلك وانت تعرفني ولكن الواقع واقع. الجزائري: عزيزي انا لاشغل لي بمن اخذوا الدكتوراه بأستحقاق او دون استحقاق. المحاور: انا لم اتحدث عن الاستحقاق سيدي الكريم أتنكر ان حتى هي مؤثرة في اللغة العربية؟ الجزائري: من يقول هذا؟ المحاور: يعني سيدي الكريم انا لو اتيت لك بجملة لأخذت منها نصف ساعة حتى فقط تفهمني ان هذه الحتى هي تنصب او ترفع او تجر وانا لا اؤمن بذلك اذن عليك ان تأتي بأمثلة عديدة. الجزائري: سيدي ارجوك دعك من حتى ومتى والى وعلى وعد. المحاور: الى الابداع السابق واللاحق. الجزائري: الى ناصرك وعزيزك الذي اكرمك الان ووقف ببابك يسأل هذا السؤال وما اجبناه، قلنا هذا الامر يحتاج الى جهود عظيمة، هذه الجهود لا تكون من شخص او شخصين وانا اول مرة استعمل كلمة شخص لأني لا استعملها في حقيقة كلامي ولكن لاادري كيف غلبت لساني لأن الشخص هو الجثة او الجسم وليس الانسان ولكن سرت على الالسنة خطأً وجاء قوم فقالوا هذه ايضاً سرقة لغوية لا ادبية، لا علينا دعني اكمل لك الادب الذي فيه فنون كثيرة كما انت تعلم شعر وقصة ورواية ومسرحية ومقالة وخطبة وهكذا رسالة، كثير من الناس تحفظ رسائلهم الخاصة بهم، رسالته الى اخيه، رسالته الى ابيه، رسالته الى صديقه تحفظ حفظاً وتقدر تقديراً عظيماً لماذا؟ لأنه يبذل فيها روحه وراحه يعني كل وجوده يبذله في هذه الرسالة فأذن تستحق ان تتأمل وان تدرس وان يستفاد منها وان تجعل عنوان للسير عليها هذا واحد اذن نحن نقول للاخ كيف نكشف عن الابداع علينا ان نقرأ تاريخ الادب قراءة دقيقة وعميقة وواسعة وبعد ذلك نعرف الاصيل من الدخيل وايضاً هذا يمتد الى النشأة وطوال هذه العقود والقرون والعصور نقرأ كل ما كتب هذا في ادب واحد الذي هو الادب العربي مثلاً او الادب الفارسي مثلاً او الادب الانجليزي، كل هذا نفعله وبعد ذلك نضيف اليه ايضاً شيئاً آخر ذلك الشيء الذي نضيفه هو ما كتبه الاخرون عنه يعني ما كتب الغربيون عن الادب العربي مثلاً او عن الادب الفارسي اذا كان المدروس هو الادب الفارسي او اذا كان المدروس هو الادب الروسي أتلاحظ؟ نضيف جهود اولئك لأن اولئك كانوا قد كتبوا عن ادب غيرهم اكثر مما كتب اهل ذلك الادب وانت تدري كيف ان الغربيين كانوا قد ابدعوا في كتاباتهم النقدية في فهم النصوص العربية او الفارسية او الهندية او الصينية او الروسية. المحاور: اذن سيدي الكريم انا اعتقد ان نصيحتك للاخ ناصر خالد هي ضرب من ضروب المستحيل واعتقد انه لو كان يعمر عمر النبي نوح وان شاء الله عمره مديد وايضاً بكرامة، لا اعتقد انه يتمكن من ان يدرس الادب. الجزائري: بمقدار عمره الطيب وبمقدار ذوقه الرفيع. المحاور: ونحن بقينا فقط في الانتحال والادعاء برنامجين ولم نوصل نصف الفكرة الى المستمع الكريم، على كل حال استاذي العزيز الوقت ضيق تحدثنا عن الاصطراف رغم انه كان بشكل موجز، طيب لنذهب الى الاغارة ايضاً وايضاً هو في فن السرقات الادبية، ما المراد من الاغارة سيدي الكريم استاذ بشير؟ الجزائري: سيدي ان نتذكر شيئاً ما وهو الاصطراف، الشاعر القوي يهجم على الشاعر الضعيف او يهجم على الشاعر المساوي له ويقول له اما ان تعطيني هذا البيت او ان تحسب هذه القصيدة لي واما ان ابدأ بهجاءك وكثير من الناس كانوا يأبون ان يهجو، يترفعون عن الهجاء لا يهجون احداً ولايقبلون ان يهجوهم احد فيقول له خذها لا بارك الله لك فيها كما كان الفرزدق وجميل، الفرزدق جاء الى جميل فوجده يقرأ شعراً على الناس واستعذب ذلك الشعر فقال له ليس لعذر هذا القول، هذا القول لمضر يعني له، لعشيرته هو فقال له والله لقد نصبت فيها يعني تعبت فيها، قال له والله ان لم تدعها لي فأنني سأفعل قال له خذها لا بارك الله لك فيها، هذا هو الاغارة وهي كأغارة الأقوياء على الضعفاء. المحاور: يغيرون عليهم فيسلبونهم ويغزونهم و.... الجزائري: اليوم اليوم أليس موجوداً من الناس في الشوارع من يدخل على دكان أو حانوت أحد فيقول له اعطني هذه وإلا فعلت بك كذا. المحاور: نعم طبعاً موجود. الجزائري: هو هذا إنها اغارة. المحاور: طيب اذن طبعاً مستمعينا الأفاضل الحديث حول هذا الموضوع اعتقد انه هو عميق ومسهب واعتقد ان عمري لا يكفي لكي ادخل في فصولها. الجزائري: هو أشارات سريعة. المحاور: طبعاً هناك الاهتدام وهناك استعلامات عديدة مستمعينا الافاضل المرادفه، المواردة ، وغيرها، على كل حال مستمعينا الكرام الوقت يداهمني هنا رغم ان يودنا نبقى معكم ويسرنا ان نبقى معكم وايضاً الى جانب الاستاذ العزيز بشير الجزائري. الجزائري: اعزك الله وأكرمك. المحاور: ولكن دعونا مستمعينا الكرام نقول ان في الحلقة القادمة سوف نترك هذا الموضوع لأنه موضوع متفرع جداً كما تعلمون ومعقد جداً لننتقل الى ادب الاختلاف في الاسلام رغم ان كلمة الإختلاف هو ايضاً هو مصطلح خاص بالأدب العربي وأكدنا على الإختلاف لكي نصل الى موضوع جديد. اذن في الاسبوع القادم ايها الاخوة والاخوات سوف نكون معكم ان شاء الله والى جانب استاذي العزيز بشير الجزائري. الجزائري: اعزك الله يا سيدي. المحاور: في امان الله.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة