البث المباشر

الطارف والتليد - 29/12/2009

الأربعاء 30 ديسمبر 2009 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اما الان نلج موضوعنا الذي اقترحتم العودة اليه في تناوله الاول الا وهو حكاية الجان وهي احد انواع الحكايات الشعبية السارية في العالم كله منذ اقدم الازمنة ومازالت كل هذه الانواع محببة الى النفوس كلها اذ تجد فيها فسحة للهرب من ضغط الحياة المادية الشاقة حتى ان طائفة من المدعين في كتابة القصة والرواية اتخذوا هذا النوع ينبوعاً لأبداعهم طلباً للمتعة والاثارة اللتين يستعذبهما قارئوهم في بقاع الارض المقهورة بجفاف المدينة القاسية وعلى ديدننا سنقف على هذه الحكاية المثيرة وقفة ثانية مع اخي واستاذي العزيز الاستاذ بشير الجزائري وهو الى جانبي الان، اهلاً وسهلاً بك استاذ بشير. الجزائري: الله يحفظك وبك اكثر، شكراً لك. المحاور: استاذ بشير نحن كنا في البرامج السابقة تحدثنا عن الجن ونزولاً عند رغبة اليوم نعود مرة اخرى الى هذا الموضوع لكي ننهيه وهو عريض طويل، سيدي الكريم لماذا تختلف حكاية الجان من مكان الى مكان على الرغم من اننا نشهد ان ابطالها هم ثابتون دائماً؟ الجزائري: اكرمك الله، اولاً هي هذه الحكاية حكاية في طبعها سهلة وعذبة وكل سهل عذب يتذوقه كل انسان بمزاجه الخاص به فما دامت امزجة الناس مختلفة لابد ان تكون تلك الصور التي تسري بألسنتهم ايضاً مختلفة من مكان الى مكان، الاسماء او الابطال الذين تفضلت بذكرهم، ابطال هذه الحكايات غالباً مايكون الملك او الملكة او صاحبك الذي تعرفه كاوة الحداد البطل الذي كان معروفاً في تلك الديار، في قمم الجبال وقد اخرج ناساً من ذلك الظلم والاضطهاد والاستبداد والخ، هؤلاء الاشخاص ندر ان يكون بينهم اسم كاوة الحداد مثلاً وكاوة الحداد انما جئت به لأنه ليس في قصص الجن ولكن غالباً الملوك يذكرون الملك والملكة من غير تسمية، هم ثابتون ملوكاً ولكنهم لا يسمون، لا يقولون الملك رائد ولا الملكة الايزابت مثلاً، لماذا؟ لأنهم طبعوا على ان يجعلوا ذلك معمماً يعني واسعاً. المحاور: يعني ليس هو في نطاق القدسية لكي ينحصر في عائلة خاصة؟ الجزائري: لا لا هم لا يريدونه ان يكون مقيداً محدداً، يريدونه ان يكون واسعاً ممتداً ينطبق على كل ملك من الملوك الذين هم اهل هذا التأثير في النفوس، الذين هم في نظرهم كانوا يوماً ما بشراً مثل سائر البشر الا انهم يمتلكون طاقات فذة عظيمة امتازوا بها على غيرهم، قوم غزوهم او اعتدوا عليهم فغلبوهم وبقي قسم من اولئك المغلوبين من الابطال اتخذوا الجبال او المغاور او الصحارى الشاسعة جداً، اللاهبة جداً اتخذوها ملاجئ لهم من اجل ان يعدوا ويستعدوا لأستعادة امجادهم الضائعة او المفقودة بيد اولئك الغزاة فلابد ان يبقى هذا الاسم مبهماً حفاظاً عليه في نظرهم، هذا من التفاسير التي يمكن ان تقدم في هذا المضمار. المحاور: طيب استاذ بشير يعني من الناحية الادبية دعنا نعرج على القرآن الكريم، هناك موضوع يشغل العديد، «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قل قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ» ثلاث آيات تكرر الناس، رَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ ومن ثم هناك تعويذة اي «مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ». الجزائري: مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ. المحاور: يعني مالمقصود بالضبط خلط ما بين الجن والناس رغم التأكيد على ثلاث نقاط انسية في البداية من الناحية الادبية سيدي الكريم؟ الجزائري: انت سررتني جداً بهذا السؤال. المحاور: انا اشكرك. الجزائري: والله لأنك ذكرتني بأب الجن اذا صح هذا المجاز وهو ابليس، ابليس هو اول من عصاه، اول من عصا من الجن بعد ستة آلاف سنة على قول الامام علي (عليه السلام) ويقول لا ندري انها من سني الدنيا او من سني الاخرة يعني هذه السنين التي عاشها في عبادة الله سبحانه وتعالى طائعاً له مستجيباً كانت ستة آلاف سنة ولا نعرف انها من سني الدنيا التي هي معروفة لدينا او تلك السنوات التي في الاخرة «يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، مِّمَّا تَعُدُّونَ» اذا كان اليوم هذا طوله فكيف بالسنة، على كل حال ابليس هذا هو اول العصاة وهو من الجن ولابد ان يكون الذين يوسوسون فِي صُدُورِ النَّاسِ في الاكثر من الجن يعني اليوسوسون من الانس قلة بالقياس الى قرنائهم الجن، لهذا السبب اتصور كان التقديم للجن على الانس في هذا الباب. المحاور: لدي تعقيب ولكن بعد ان نستقبل الاخ جواد من العراق، اخ جواد سلام عليكم عظم الله اجورك اهلاً بك. جواد: سلام عليكم ورحمة الله. المحاور: يا مرحباً اهلاً وسهلاً. جواد: اسلم على الاستاذ ضيفكم الكريم. الجزائري: وعليك السلام ورحمة الله. جواد: كان عندي سؤال. المحاور: تفضل. جواد: ما العلاقة بين الملائكة والجن فيما يستند الثقلان؟ المحاور: شكراً جزيلاً اخ جواد من العراق، طيب استاذ بشير انت سمعت الاخ جواد نعم تفضل. الجزائري: اكرمك الله، الحقيقة لا علاقة بين الثقلين كما قال يعني هؤلاء ثقل واولئك ثقل، بالمناسبة لنا القول ثقل وثقل ثقل هذه العربية الفصيحة الثلاث كلمات فصيحة وجميلة جداً وايضاً روي حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في شأن عترته المباركة المطهرة والقرآن الكريم «اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي» وفي رواية «اني تارك فيكم الثقلين» كلاهما صحيح، على كل حال اعتقد لا علاقة بين الجن والملائكة اطلاقاً اما اذا كان بينهم من صلة او صفة يمكن ان تجمعهما فهي ان الثقلين محجوبان عنا، لا نراهم، الله سبحانه وتعالى حجبهم عن ابصارنا ولم يحجبهم عن بصائرنا. المحاور: نعم هذا هو الجواب الوافي للاخ العزيز جواد من العراق. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: شكراً. المحاور: يعني استاذ بشير نعود الى ما تفضلت به يعني الجن في لغة العرب كما تعلم هي مقابل كلمة الانس. الجزائري: وسبحان الله حتى وزنهم واحد. المحاور: نعم وسموا بذلك لأستتارهم عن البشر. الجزائري: هكذا يقال عند اللغويين. المحاور: نعم والانسي هو كل شيء يمكن رؤيته هو انسي والجني. الجزائري: هو كل شيء فيه لطافة. المحاور: يعني ما المقصود من اللطافة؟ الجزائري: اللطافة مطلقاً. المحاور: بكل اطلاقيتها؟ الجزائري: بكل اطلاقيتها. المحاور: طيب وايضاً الجني هو كل مجهول او غامض حتى ان بعض الشعوب نعتت بالجن خطأً والمقصود انهم كانوا يختفون عن الانظار ولكن استفاد منها البعض بشكل آخر. الجزائري: كذلك كان هذا الوصف، دعني استعمل الوصف بدلاً من النعت لأن النعت يستعمل في المدح والقبح اما الوصف فهو في القبح، لعل ذلك الوصف كان ظالماً وكثير ما يظلم الانسان اخاه. المحاور: طبعاً لو كان لغوياً الاستفادة صحيحة انا اعتقد من الكلمة لأنهم يختفون عن الانظار ويسكنون الجبال، كما يقال للبدو في الصحارى. الجزائري: الرد ليس عليك. المحاور: على كل حال الاستفادة. الجزائري: انما الرد على اولئك الذين وصفوا اخوتهم بأنهم قوم من الجن. المحاور: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، على كل حال استاذ بشير الجزائري هناك اتصال هاتفي من الاخ احمد السالم من السعودية، اخ احمد سلام عليكم اهلاً بك. احمد: وعليكم السلام حياكم الله وحيا الدكتور الفاضل الدكتور بشير. المحاور: اهلاً وسهلاً. احمد: سلام عليكم. الجزائري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. احمد: دكتورنا لو سمحت لي بسؤال، ما مصداقية اشكال الجن او الرسومات التي نراها سواء كانت الرسوم المتحركة او القصص المصورة عن الجن، هل تنبع من وحي الانسان ام هذه هي اشكالها يعني؟ المحاور: طيب. الجزائري: سؤال جميل جداً. المحاور: شكراً اخ احمد يعني استاذ بشير انا ايضاً اقول يعني هناك قصص عديدة لعب فيها الخيال دوراً مهماً في رسم صورة الجن والشياطين والاشكال المختلفة التي رأينا هذه المخلوقات في الكتب، في اللوحات الفنية، في التعويذات وحتى في الافلام السينمائية، حقاً ما هي مصداقية هذه الاشكال؟ الجزائري: قبل ان نسأل عن مصداقيتها اتمنى ان تسمح لي ان ننظر في حقيقة الجن، الجن بما انهم قوم استخفتهم ارادة الله سبحانه وتعالى ارادت لهم ان لا يظهروا لنا كما نظهر لأنفسنا يعني انسي بك انك ظاهر لي، انك متجلي لي بكل صفاتك الجميلة الكريمة. المحاور: اشكرك الشكر الجزيل. الجزائري: التي اعتز بها وآنس والله كل الانس وآنس بكل الناس الطيبين ايضاً، لا اخصك وحدك انما انت مقدم لي لأنك ازائي الان. المحاور: انا اشكرك. الجزائري: اما اولئك الذين هم مستخفون الله سبحانه وتعالى ايضاً كما نذكر انهم خلقوا بنص قول ابليس «مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ» وانت كنت قد سبقتني في الحلقة الماضية الى ان المارج من النار ممكن ان يكون الدخان وممكن ان يكون اللهب وممكن ان يكون رأس اللهب او اوج اللهب هذه كلها، على هذا الاساس مادام هذا المخلوق المستخفي المخلوق من مادة لا يكاد يتصورها الانسان، الان نحن ساعة ننظر الى الدخان كأننا نفصله عن المادة، كأننا واللهب كذلك في حين انه مادة ايضاً ولكن هذه المادة متشكلة، انت ساعة تنظر الى اللهب لاتجده بصورة واحدة في هذه النار المشتعلة او تلك او تلك او تلك. المحاور: وهذا ما كنت اريد ان اذهب اليه استاذ بشير الجزائري لو لم اقاطعك، اعتذر. الجزائري: رحم الله والديك. المحاور: اذن هناك صورة وخيال صوري لدى الانسان يريد ان يفهم هذا الشيء العجيب الغريب. الجزائري: الذي قرنه الله سبحانه وتعالى به وهو لا يراه. المحاور: لربما يكون رأس اللهب او نفس اللهب او انتخاب الدخان لأنه لا يحمل شكلاً خاصاً ومتغير ولا يمكن الامساك به. الجزائري: احسنت احسنت. المحاور: ربما تكون هذه لكن استاذ بشير لو لم نذهب الى الاسهاب في الموضوع كما تعلم الى جانب الرؤية الدينية لمسألة الجان والشياطين سيدي الكريم للخرافة هو حضور طغى على آلية التفكير الانساني والاسطورة كانت ولازالت احدى المداخل الى فهم العالم وما حولنا ويجول حولنا، هنا تظهر اهمية القصص التي تناولت الجن والشياطين واسست لرؤية صورية لتجسيد الشيطان على ارض الواقع، طبعاً اريد ان اذهب الى شق آخر، هناك سيدي. الجزائري: الشيطان اذا سمحت لي، الشيطان واحد من الانس وواحد من الجن. المحاور: طيب نتناول هذا الموضوع مع المستمعين. الجزائري: يعني ليس الجن كلهم شيطاناً وليس الانس كلهم ايضاً شيطاناً، الجن فيهم شيطان والانس فيهم شيطان. المحاور: طيب دعنا نتناول الشيطان في الموضوع القادم. الجزائري: مثلما الانس فيهم مؤمنون. المحاور: الصالح والطالح. الجزائري: وفيهم غير مؤمنين واولئك ايضاً مؤمن وكافر يعني هم امة مثلنا لا يختلفون عنا في شيء، كلفهم الله سبحانه وتعالى وكلفنا وكلف امماً سابقة منهم مثلما كلف امماً سابقة منا. المحاور: طيب طيب استاذ بشير الجزائري انا دائماً لدي تعقيب ولكن الاتصال يحصل واقطع كلامي، على اي حال لدينا اتصال من البحرين الاخت ايمان عبد النبي، اخت ايمان سلام عليكم اهلاً بك. ايمان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المحاور: يا مرحباً اهلاً وسهلاً. ايمان: كيف حالكم استاذ رائد؟ المحاور: الحمد لله شكراً جزيلاً اهلاً وسهلاً. ايمان: كيف حالكم استاذ بشير الجزائري؟ الجزائري: حفظك الله شكرنا الجزيل لك ايمان تفضلي. ايمان: عظم الله اجوركم بمصاب ابي عبد الله الحسين (عليه السلام). المحاور: آمين يا رب العالمين، نعم. ايمان: عندي سؤال، أين يعيش الجن على ما تفيد حكاياتهم الشائعة في الشرق او الغرب؟ المحاور: طيب اذن الاخت ايمان عبد النبي من البحرين سيدي الكريم، أين يعيش الجن؟ الجزائري: سؤال في غاية اللطافة والرشاقة ايضاً، اعتقد ان كثيراً من الناس اليوم من الذين يعيشون في المدينة والذين يعيشون في الريف والذين يعيشون في الصحراء يقولون ان الجن يعيش في الظلام ولذلك لا تسمع احداً يتحدث بأنه لقي جناً او لقي جاناً في النهار يعني في الصباح الباكر مثلاً او الظهر. المحاور: العجيب ان الجن يخشى من الابرة او ما يشبه الابرة. الجزائري: ان شاء الله لو اتينا وقتاً لتحدثنا بمثل هذه، بالموانع بيننا وبينه او بما يحمينا منه في عقائد كثير من الناس، على كل حال اريد ان اقول ان هؤلاء يعيشون في قمم الجبال ويعيشون في الكهوف والمغاور وفي اعماق الصحارى الشاسعة وكذلك البراري الممتدة امتداد البصر كما يقولون اضافة الى النقاط المظلمة القريبة منا كالحمامات ومرافق الاستراحة، هذا كما يقول الباحثون واعتقد انه فيه قرباً من الحقيقة. المحاور: استاذ بشير دعني اذهب الى التعقيب يعني سيدي الكريم اذن تظهر اهمية القصص التي تناولت الجن والشياطين حسب الرؤية والطبيعة لدى المجتمعات، غياب الخرافة نفسها والاساطير سيدي الكريم لدى المجتمعات المتأخرة، القديمة والبدائية في الواقع لربما تعني دمار او انعدام رؤيتهم الوجودية التي لا تفسر مواضيع في الوجود فأنعدام هذه القصص وسرد القصص حول هذا الموضوع سوف يجعل حائلاً بينهم وبين فهم الامور ووضع الامور في نصابها حسب الرؤية القديمة، سيدي الكريم لكن الان هناك دعاة يدعون الى مكافحة هذه الافكار وايجاد المناخ الثقافي السائد لدى الارياف والحصول على رؤية ممتنعة على الخوف من الكائنات الخرافية والتعامل مع الكون بثقة وامان اكبر، الا يؤثر ذلك في الادب، ادب الاساطير وادب الجن؟ أليس هذا يلحق ضرراً بهذا؟ الجزائري: انا اشكر لك هذه الاثارة البليغة الكريمة، حقيقة اذا كان من دعاة مثل هذا المعنى النبيل الذي تفضلت به وهو تخليص الناس وانقاذهم من مثل هذه الافكار فهذا هو شأن الدعاة الاسلاميين الذين يفقهون الاسلام حقاً اما غيرهم من الذين تحدثت وقلت انهم قد بلغوا غاية من التمدن ومن التحضر فأولئك تمدنوا وتحضروا مادياً ولم يتقدموا ولم يتحضروا عقلياً وروحياً، ربما اصابوا اشياء كثيرة كريمة نفعت الانسان في العلوم المبتكرة الحديثة التي بين ايدينا الان والتي يلجأ اليها حتى الداعية المسلم اذا كان بصيراً مثل علم النفس وعلم الاجتماع وسواهما من العلوم الحديثة التي تتعلق بوجود هذا الكائن الذي هو خليفة الله اما اولئك، انظر انت الان الى الافلام الحديثة جداً في هوليوود، الافلام الامريكية او افلام الغرب بأجمعها في اغلبها الان تتحدث بصور عجيبة وغريبة ومثيرة غاية الاثارة ومرعبة غاية الرعب وكلها تعتمد على الجن، على المخلوق الذي لا يستطيع الانسان ان ينازله لا في السماء ولا في الارض. المحاور: لكن استاذ بشير الجزائري دعنا نأخذ جانباً آخر من الموضوع انت تطرقت الى يبدو ان معي الان الاخ عباس تويج من العراق، اخ عباس سلام عليكم اهلاً بك. عباس: عظم الله لنا ولكم الاجر بمصاب الامام الحسين. المحاور: اجمعين ان شاء الله. عباس: يعني انا عندي كانت مداخلة بسيطة حول القصة القصيرة والقصص التي كان آباءنا واجدادنا يحكونها لنا ونحن صغار لكن يبدو ان موضوعكم قد اختلف اليوم وتتحدثون عن الجن في كل الحلقة فأرجو سماع متابعتي او مشاركتي. المحاور: انا اشكرك اخ عباس انت مشارك حتى ولو لم يكن لديك تعليق ايضاً انت عزيز علينا وان شاء الله مواضيعنا نحن نعلنها اخ عباس في كل حلقة يعني اذا لم تتم مناقشة هذا الموضوع في هذا اليوم بشكل وافي ففي الحلقة القادمة سوف نتحدث عن الشياطين والصور الادبية للشياطين. عباس: اقول يعني الطابع الذي كانت تمتاز به القصص رغم اننا ندرك انها بعيدة عن الاسلام ولكن كان اجدادنا يسردون لنا قصة وابطالها ينتمون الى الاسلام وهم مؤمنين. المحاور: نعم صحيح. عباس: يعني هذا موضوع. المحاور: وانا اريد ان اثير هذا الموضوع نعم انا الان اريد ان اثير هذا الموضوع وكأنك في قلبي اخ عباس، طبعاً انا اعود الى الاستاذ بشير، اردت الاشارة وكان مبتغاي الاشارة الى هذه النقطة، سيدي الكريم بغض النظر عن الرؤية الدينية وبغض النظر عن الرؤية العلمانية التي تفسر ما غير مادي لا وجود له كالجن، سيدي الكريم الان ايضاً في اوربا لايخفى على احد قصص سيندرلا والجنيات الثلاثة ولربما انا من يتعاطف معها اكثر فأكثر كلما شاهدت هذا الموضع على شكل كارتوني شدني اكثر، اليوم حدث تطوراً في الفكر البشري لهوليوود التي اشرت اليها هناك الى جانب هذه القصص كما تعلم ان هناك قصة مشهورة حول تنغر بيل الجنية الصغيرة التي تعيش مع اطفال تائهين في جزيرة وهناك شخصية لطفل يريد ان يبقى طفلاً، لايخرج عن اطار الطفولة وبقاءه على طفولته وتذكر المواضيع المفرحة يجعله يطير، اليوم صوروا ذلك خارج الكارتون واصبحت تمثيلاً واقعياً بالاستفادة من قدرات الاكشن الموجودة الان. الجزائري: من العجيب ان هذا مر حتى في السينما الاسلامية في ايران ولعلك رأيت مسلسلين في مثل هذا الباب. المحاور: انا سؤالي الادبي سيدي الكريم رغم العولمة ورغم الاعتقاد الفيزيائي بالامور والرؤية المادية للامور والى جانب الرؤية الدينية التي تمنعنا من الانحراف ولكن لا تنكر وجود الجن والشياطين، سيدي الكريم الا تتصور. الجزائري: معذرة فقط جملة معترضة، القرآن الكريم حافل كثيراً كثيراً بذكر الجن وتأثيرهم في الناس وتأثيرهم في انفسهم، بينهم ايضاً صراع كما بين البشر صراع الان، نحن مختلفون في ارجاء الارض على امور كثيرة فيما بيننا نحن البشر حتى المؤمنون فيما بينهم مختلفون كذلك هؤلاء الذين هم امة مثلنا والذين هم امم سبقت كما سبقت امم من الانس. المحاور: استاذ بشير طبعاً الوقت يداهمني ولذلك انا استعجل، طبعاً نعتذر من جميع المستمعين الافاضل ولكن استاذ بشير دعني اقول للمستمعين الكرام لأن هناك اتصالات عديدة ووقت البرنامج لا يسمح لو تسمح استاذ جزائري ولو يسمح مخرج البرنامج ان نبقى في موضوع الجن للاسبوع القادم ان شاء الله لكي نوفي على الاقل للناس رغباتهم. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: اذن انا اعدكم ان نبقى في موضوع الجن في الاسبوع القادم واي سؤال يطرح في هذا الموضوع نحن في خدمتكم على كل حال، نبقى في اصل الموضوع سيدي الكريم، في كل صورة العلمانية وغير العلمانية والدينية الا تتصور ان العلم الحديث، انا قرأت نقداً لقصص الاطفال ولأفلام الاطفال الكل كان يتحدث ان هناك قصة لطفل وهناك فلم لطفل وهناك فلم يدور حول الطفل يعني عن الطفل وحول الطفل، هذا الفرق الا تتصور ان العلم الحديث قد وصل الى ان ذلك المخزون الفكري من الاساطير حول الجن والشياطين اليوم يمكن ان نربي بها الجيل من ناحية خياله الادبي، الا تتصور ان لذلك اي تأثير؟ الجزائري: والله انا عندي اعتقاد جازم حتى من غير ان اعود الى انهار القراءة كما تفضلت الى النقد او الى علم الاجتماع او الى علم النفس انا متيقن يقيناً كبيراً وهناك ادلة كافية ان كثيراً من القصاصين، كثيراً من كتاب الروايات المشهورين كانوا قد استمدوا قصصهم ورواياتهم من مثل هذه الحكايات اليسيرة التي نتحدث بها الان وهي حكاية الجن او حكايات الجان وهذا من حقهم لأنها تثير لديهم هذا الخيال الذي يساعدهم على ان يبدعوا شيئاً يذكرون به، على يبدعوا شيئاً يعلمون به او يربون كما تفضلت طبعاً ليس من قاص، من مبدع الا وهو ذو غاية سواء كانت تلك الغاية سامية او دانية، كانت لله او كانت للشيطان، هو صاحب غاية. المحاور: استاذ بشير سؤالي هذا كان، انا ضعيف في ان اطرح عليك السؤال بشكل واضح اعتذر. الجزائري: انت لطيف جداً وكريم جداً. المحاور: اشكرك استاذ بشير، الا تتصور ان ما يحصل الان على الارض وهذه المجتمعات التعبانة في المدينة سيدي الكريم، الا تتصور هذا هو عامل لأعادة احياء ادب الاسطورة وادب الجان واثراء الادب مرة اخرى في هذه المواضيع؟ الجزائري: لماذا لا، لماذا لا، هم من حيث يشعرون او لا يشعرون يشتمون الاسطورة ويمارسونها، هم يقذفونها ويعملون بها ولذلك كما انت تشاهد التلفزيون او السينما كان قد عاد عودة واسعة جداً لمثل هذه الينابيع الاولى اذا كانت كدرة او صافية واخذ منها، هو اراد ان يدفع عن نفسه ما هو خائف منه فعلاً. المحاور: فعاد اليه مرة اخرى. الجزائري: احسنت. المحاور: اذن الوقت داهمنا استاذ بشير الجزائري نتمنى من الله سبحانه وتعالى ان تعدنا لكي نتحدث عن الجن ونستمر ونتحدث عن عوامل الخوف، العقيدة، الاعتماد على الجانب الجسدي والنفسي، الفهم الحقيقي للخيال، العلماني والديني لرؤية الجان وايضاً قوة التحليل للانسان ولماذا ينحى هذا المنحى وايضاً كان بودي الحديث عن التعويذة واللعن كما طرحت هذا قبل البرنامج ولكن مستمعينا الكرام دعوني اقول لكم ايها الاخوة كم نحن مسكونين بالاساطير وكيف يفهم احدنا العالم من حوله وماهي مداخل رؤية الانسان الى الوجود ككل، اسئلة كثيرة تدور في اذهاننا حين نرغب في عرض موضوع شائك ويرافق حياة الانسان ميثالوجياً وسايكولوجياً مثل موضوع الجن، سوف نتابع في الاسبوع القادم الى اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة