المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وسلام على عباده المرسلين وخاتمهم سيدنا محمد واله الطاهرين، زادنا الله تمسكاً بهم ان شاء الله. اهلاً بكم في رواق الطارف والتليد لنقف على نظر آباءنا الموغلين في القدم السحيق الى شريكنا في الحياة اي الحيوان الذي كنا معه منذ قديم الزمان والفناه والفنا ايضاً ونفرنا منه ونفرت منا طائفة منه وما تركنا ذلك لوحده ومن هذه الفة وتلك الوحشة نشأت حكايات لها معنى عميق في سير العلاقة بيننا وبين هذا الشريك العفوي في معاملته لنا ويطيب لنا ان نستكمل نشأة هذه الحكايات التي مررنا بها في الاسبوع الماضي. ويسرني ان اكون بين ايديكم في الطارف والتليد وان اعود الى حضراتكم الكريمة بتكرار المرور بجارنا القديم جداً ونافعنا في اصلاح الكون واقامة الحياة الطيبة فيه وذاك هو الحيوان الذي رافقنا بعضه في الجبال والسهول والكهوف والقصور وضيقنا بعضه في الصباح والمساء والليل والنهار وعلمنا الاليف منه والوحش اموراً كثيرة لولاه ما بلغنا ايسرها. نعم وكما تعلمون في قدم الايام من الاغريق بدءاً وحتى من عاش في اكناف آسيا وحتى من عاش في بابل ومصر القديمة الانسان لم يتغاضى العيش مع الحيوان برياً كان او اليفاً فمنهم من اتخذه رمزاً للآلهة ومنهم من اتخذه ليسرد قصصاً خلقية على غيره ومنهم من اتخذه لتربية اطفاله يعلمهم الصبر والتوجه والتركيز ومنهم ايضاً من اخذه لينقشه كشعر له هدفه الخاص والاخر ذهب ليؤدب قومه بها والاخر اخذه ليوطد علاقته بالاخرين هذا هو الحيوان الذي الفناه، الحيوان الذي نستفيد منه، من كل اشكاله وبكل اشكاله. وها هو زميلنا السيد جزائري دخل رواق ندوتنا ملبياً دعوة دائمة نشكر له تلبيتها، اهلاً وسهلاً بك الاخ العزيز بشير الجزائري، استاذي الكريم مرحباً: الجزائري: والفم حباً بك انت وكل من حولك من اولئك الطيبين الذين نعتز ان نتحدث اليهم ونستمع منهم ما يتفضلون به. المحاور: شكراً جزيلاً، طيب استاذ بشير في البرنامج السابق مرت الاشارة في تلك الثلاثاء ان حكاية الحيوان انقسمت بعد نشأتها الى قسمين ادبيين يختلفان شكلاً وايضاً وظيفة، طيب هل يمكن ان نعيد النظر الى ذلك، ما هما هذان القسمان؟ الجزائري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين. من غاية الجمال ان نبدأ بهذه البسملة وان نقف مصلين على اشرف خلق الله سبحانه وتعالى وعلى آله الذين هم اعمدة الضياء لكل الازمنة والامكنة ونقول ان حكاية الحيوان تتألف من قسمين، قسم سموه الخرافة وقسم سموه ملحمة الوحوش اما الخرافة فقديمة قدم هذا الانسان وقالوا هي النوع الاول لحكاية الحيوان لأنها ترجع الى ما كان من حيوان صنعه الانسان او عاشه الانسان خائفاً منه او راغباً فيه محباً له او كارهاً اياه فجعل له مكانة كبيرة في نفسه واخذ يصور تلك المكانة بألوان الحكايات الجميلة او المخيفة او المقنعة او التي تزيد الناس تشتت ذهن وللناس فيما يشتهون. المحاور: طيب استاذ بشير اقاطعك يعني، هل انت تضع الرسوم الحيوانية على الكهوف القديمة في دائرة نفس الضوء للخرافة؟ الجزائري: اعتقد ذلك. المحاور: نعم. الجزائري: انت ما تقول؟ المحاور: والله انا ليس علي ان ابدي برأيي او ان اتخذ موقفاً لأن انا اقدم البرنامج وانا بين يديك ولكن هناك رؤى مختلفة، على كل حال انا اعتقد ان. الجزائري: انت كرمت، اذا سمحت لي هذه الصور نفسها هي شاهد اول على تصديق قولك الذي تفضلت به بأننا نعود للمرور بذلك الرفيق القديم، بذلك الانيس الكريم الذي عاش معنا يتحمل معنا الحر والبرد والمطر وغيره وقد نعطيه القليل جداً جداً ونأخذ منه الكثير الكثير وسبحان الله كصفة نتمنى ان يبلغها الانسان يوماً ما. المحاور: لااعتقد، استاذ بشير لو كان الانسان يبلغ هذا الحد لما بعثوا له بهذه الانبياء والرسل والائمة ولازال يقتل احدهم الآخر! على كل حال لا ندخل الى ذاك الجانب دعنا في عالم الحيوان، طيب انت اعتقادك بأن هناك خرافة، والجزء الثاني؟ الجزائري: مصطلح الحيوان في المعجم شيء ومصطلحه للاستعمال شيء آخر يعني انت تعلم ان اللغة العربية خاصة من بين كل لغات الارض سبحان الله لغة القرآن الكريم ربما يزيد على 98% منها هو مجاز يعني هي لا تلتزم الدلالة المعجمية الواردة في لسان العرب او في تاج العروس او في قاموس المحيط او في الطراز الاول بما عليه من لغة العرب المعول للسيد علي معصوم المدني الذي هو من اروع المعجمات الدقيقة جداً جداً، ليس هذا ايضاً بحثاً معجمياً ولا لغوياً ولكن هذه حقيقة، كلمة حيوان تشمل- اذا سمحت لي- وحتى عند علماء الاجتماع تشمل الانسان فأذن لماذا يضيق الانسان ذرعاً سعة يذكر ان ذاك الرفيق هو اكثر عطاءاً منه واكثر مروءة واكثر وفاءاً. المحاور: يعني استاذ بشير لا اريد. الجزائري: لا احب ان ابقى مع اسم التفضيل، مع افعل التفضيل هذا اكثر واكمل و اوفر واغنى واسعد لأن ذلك يستحق كل التقدير ولا اجعله ايضاً فوق هذا الانسان الذي خاطبه الله سبحانه وتعالى برسله وانبياءه واولياءه واوصياءه الصالحين اولئك الذين نعيش الان بأنوارهم سلام الله عليهم اجمعين، هذا الانسان الذي هو جزء من هذا الحيوان، لنجعل هذا الخاص وذاك العام، هذا وجد في ذاك العام خيراً كثيراً وعطاءاً عميماً فأراد ان يكرمه، اراد ان يعتز به فجاء بقولك فرسم ولا ندري من اين جاء بتلك الالوان التي مرت عليها الدهور بعد الدهور ولا اقول القرون بعد القرون، الدهور الداهرة التي كل دهر منها يشمل قروناً وقروناً وهي مازالت بذاك اللون، من أين جاء به ذاك الانسان الذي يسمونه المتوحش و والله انها لتسمية ظالمة. المحاور: انا طبعاً في بعض الاحيان استاذ بشير الجزائري ولا اريد ان اوسع الموضوع ولكن بالنسبة للانسان انا لي رأيي الخاص ولا اقول سوى البعض منهم ما يقال يعني في التاريخ الاغريقي عندما يتحدثون عن برونته وتعدد الالهات وعندما يقولون انه اختلط الطين عندما اتوا ببرونته ليصعد الى عليين، اختلط الطين بأخيه فجعل الانسان ما بين غريزة وما بين عقل بينما كان الهدف ان يخلق كعقل عام، الاديان جاءت تتطرق حتى الانجيل في العهد القديم وفي العهد الجديد انت ترى ان هناك تطرق للحيوان ما بين الخروف والافعى، هو بحث كامل في هذا ولكن صدقني استاذ بشير جزائري ولا اريد ان ابدي برأيي في هذا البرنامج ان في بعض الاحيان انا اوافق موريس مترلينغ اكثر من اليوم يدعون انهم هم في اكثر الاحوال افضل من الحيوانات، ان الله سبحانه وتعالى فضل الانسان بعقله على الحيوان ولكن تخيل القطب الشمالي دون ان يكون فيه ذلك الدب القطبي سيصبح جحيم ثم لماذا النبي سليمان وحده هو الذي يفهم لغة الحيوان ويتحدث اليهم وهناك اتى الله سبحانه وتعالى وجاء الى سليمان بأصغر المخلوقات وادقها، النملة بحيث نقول في اللغة الدارجة - تصجمه- (ادخلوا بيوتكم) هذا رأيي ان الانسان مادام هو يعجز عن فهم اللغة مابين الفيلة التي تتحدث في بعد ستين كيلومتراً واخيراً فهموا ذلك عندما يجهل اللغة ما بين الدلافين طبعاً من الطبيعي ان العديد منهم يتشبث حتى بآية والاية لربما لها تفسيرات كثيرة، دعني لا اطيل عليك الحديث. الجزائري: لا انت ممتع الان جداً وانت ظهرت بأنك لا تريد ان تتدخل في هذا البرنامج. المحاور: على كل حال لأن هناك هذه الرؤى انا طرحت هذا الموضوع كي عادة انا لا احبذ ان اقول نحن افضل يعني تخيل الارض سيدي، الارض دون شجرة لا معنى لها، ان الله سبحانه وتعالى فعل كل شيء مكتملاً ولو انتقص شيء لنقص الاخرن الانسان دون نملة ودون الذبابة ودون البعوضة ودون الزهرة ودون النحلة. الجزائري: واكبر من الجميع. المحاور: اكبر من الجميع بأي شيء؟ الجزائري: بمعناه الكبير جداً المعنى الذي. المحاور: والله انا لما قرأت السورة التي تقول: «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ» انا اعتقد ان ذلك الذي هو اكبر من الجميع هو الذي من المؤمنين الذي صدق الله. الجزائري: نعم. المحاور: هذا بأعتقادي هو الكبير. الجزائري: نعم نعم. المحاور: وليس انا. الجزائري: نعم انا لست الان في مقام انا وانت ولاانت في هذا المقام. المحاور: طبعاً استاذي. الجزائري: انما هي حقيقة ان اولئك الذين صدقوا في كل شيء اعتقد انهم هم المقربون الى الله سبحانه وتعالى لأن كل هذا الكون انما قائم على شيء يسير جداً وعظيم جداً هو الصدق. المحاور: وما اقلهم سيدي الكريم. الجزائري: وما اقلهم وما اكثرهم ايضاً. المحاور: يعني في قلبي شك. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: نعتذر مرة فسياق البرنامج هو كذلك ولذلك في بعض الاحيان انا الصغير الماثل بين ايديكم اذهب الى الاسهاب ولا اترك المكرفون الى استاذي العزيز واخي الكريم الاستاذ بشير الجزائري ويبدو ان معي الان من مدينة مشهد المقدسة الاخ احمد البدري، اخ احمد سلام عليكم اهلاً بك. البدري: وعليكم السلام ورحمة الله. المحاور: يا اهلاً بك اهلاً وسهلاً. البدري: مساء الخير الله يسلمكم، عندي سؤال من سماحة الشيخ لو سمحتم. المحاور: يعني الاستاذ بشيراصبح شيخاً ولا نعلم سيدي الكريم؟ متى اصبح شيخاً اريد ان اعرف؟ تفضل. الجزائري: الدنيا حظوظ. المحاور: اريد ان اعرف هو يعمل في السريات يعني شيخ ولا نعلم، تفضل. البدري: الله العالم، سؤالي بما تتسم حكايات الحيوان في شعوب الامس واليوم؟ وشكراً لكم. المحاور: شكراً لك اخ احمد اهلاً وسهلاً، اهلاً بك اخي العزيز، طيب سيدي الكريم بم تتسم حكايات الحيوان؟ الجزائري: انت ترى ما يسمى الكارتون هذه الايام. المحاور: انا دائماً ارى الكارتون. الجزائري: لأن هو خلق لي ولك قبل ان يخلق لآيات واحمد فأسأل الله سبحانه وتعالى ان يذكر ويلفت انظار الناس الى ان حكايات هؤلاء البشر المنطوقة على لسان الحيوان انما هي واحدة في شرق الارض وغربها لا تختلف، قصة الحمامة والصياد، الحمامة التي كانت على الشجرة في عشها مستترة. المحاور: الثعلب والعنب. الجزائري: الثعلب والعنب، رحم الله احمد شوقي امير الشعراء الذي كان الامم المسلمة ولا اقول الامم المتحدة لأنه كان عربياً وكردياً والبانياً وفارسياً وسبحان الله تركياً. المحاور: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الجزائري: يعني كان قد جمع العناصر العربية، العناصر المسلمة كلها في بوتقة وجاء بهذا الشعر وصور ان هذه الحكايات وهو احد المصورين ولم تكن هذه من ابداعاته انما هو وجد هذه الحكايات فنظمها شعراً وقدمها في ديوانه المعروف بالشوقيات، على كل حال ايضاً انت اذا عبرت الى الولايات المتحدة واولئك الهنود الحمر الذين ابادهم اخوانهم البيض الذين عبروا من بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا يعني من البلاد القديمةن العالم القديم كما يسمونه هذا العالم القديم المتحضر الذي كان مهاناً ذليلاً في نفسه، في اعماق وطنه ذهب الى تلك الارض وحطمها حطماً وقتل اهلها وجد ايضاً الحكايات التي كان يسمعها في اسبانيا وايطاليا وهولندا وبريطانيا وكل جزء من اوربا وجدها هناك قدامه تنتظره عند الهنود الحمر يعني ان الحكاية، حكاية الحيوان واحدة في كل الارض لا تكاد تختلف انما تختلف اللغات التي صيغت بها وقد يسأل السائل الكريم لماذا كانت الحكايات واحدة؟ شيء يسير جداً ان عقل الانسان واحد، هناك ايضاً القلب، هناك الاحساس يعني الحب والبغض والشجاعة والجبن والكرم والبخل، كلما في الانسان من صفات، من سجايا، من طبائع في اقصى الارض غرباً او شرقاً واحدة لا تكاد تختلف انما تختلف لغاته وتختلف الوانه كما يحدثنا القرآن الكريم وتبقى الكرامة لذلك الانسان الذي عرف ربه سبحانه وتعالى وتاب اليه، اتمنى ان يكون كلامي الى الاخ الكريم الذي تحدث الينا من مشهد، سلام على البدري وعلى احمد وعلى مشهد وكل ساكنيها وفي طليعتهم الامام الرضا (عليه السلام). المحاور: طبعاً استاذ بشير الجزائري بالمناسبة انت تحدثت عن الهنود الحمر، الهنود الحر في بعض الاحيان انا قرأت القليل عنهم يؤكدون ان الانسان ما دام يحترم ما حوله هو انسان بكامل رؤيته حتى ولو كان مخطأً، انا قلت في بعص المحادثات قلت ان الله سبحانه وتعالى عندما يقول الكافرون، المشركون ليس هدفه اهانة الناس، لو كانوا مهانين لما ارسل لهم رسول، لما ارسل لهم مبشر، لما صبر عليهم، من اجمل الحكايات حول اكتشاف النار هناك قصة. الجزائري: تقصد ان الناس يذهبون الى ان الانسان مهان عند الله؟ الانسان كريم جداً عند الله. المحاور: لاسيدي ليس هذا الموضوع الموضوع انه البعض يتصور ان الله سبحانه وتعالى قد لا يرى الهندي الاحمر كما يراني انا يعني حتى في القرآن الكريم عندما يتحدث اذا استجار بك مشرك فعليك ان تأمنه حتى يصل مأمنه. الجزائري: احسنت. المحاور: بينما انت اهل الدين، نحن عندما نرى الهنود الحمر ونقرأ عن خرافاتهم نرى طبيعتهم قد توغلت في عمق الطبيعة التي سبحانه وتعالى هو الذي سخرها لهم فهم حتى يحترمون العنكبوت الموجودة اسمها في القرآن ويعتقدون ان العنكبوت هي الوحيدة التي استطاعت بخيوطها ان تجلب النار. الجزائري: عظيم! المحاور: شكراً لك. المحاور: نحن معكم في الطارف والتليد وقبل ان استقطب اتصال هاتفي من الاخ محمد والي من العراق، دعني اولاً استاذ بشير، اخ محمد سلام عليكم اهلاً بك. محمد: سلام عليكم اخي العزيز وعلى ضيفك الاستاذ بشير الجزائري. المحاور: يا اهلاً وسهلاً، تفضل اخ محمد. محمد: لدي مداخلة وسؤال لو سمحتم. المحاور: نعم نعم تفضل. محمد: لماذ قل من يعرف لغة الحيوان في خرافاتها وهل موجودون هؤلاء اصلاً؟ المحاور: نعم اذن هذا السؤال، شكراً جزيلاً اخ محمد شكراً شكراً، طيب استاذ بشير قبل ذلك. الجزائري: تفضل. المحاور: في الفاصل كان لديك تعليق حول ما قلت. الجزائري: اولاً انا اشكرك انك اعدتني الى ذلك الموقع، هذا لطف منك. المحاور: بل من واجبي نعم تفضل. الجزائري: اكرمك الله، وثانياً اشكر للاخ الذي تفضل بالسؤال الكريم وانا عائد اليه بعد ان اوجز القول فيما تفضلت به، حقيقة العباد الذين لم يبعث اليهم نبي او رسول لم يكونوا محذوفين من لطف الله سبحانه وتعالى وما اراد الله سبحانه وتعالى ان يجعلهم من المحرومين انما الرب الذي هو عزيز وحكيم، العزة هي القوة المطلقة، الهيمنة على الوجود بأجمعه والعزة لله وحده اذا كان لغيره، لرسوله، لرسوله مطلقاً اي رسول من رسل الله سبحانه وتعالى هو عزيز وللمؤمنين، المؤمنين ليس رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) وحده ولا المؤمنين الذين هم بيننا الان والذين سبقونا والذين يأتون بعدنا من المسلمين انما هذا الكلام كلام الله سبحانه وتعالى عام لرسله كلهم ولعباده المؤمنين بهؤلاء الرسل كلهم، اذن مادام المولى عزيزاً كان حكيماً، عزة، قوة، هيمنة مسيطرة على كل هذا الوجود ماظهر منه وما بطن الشهادة والغيب، هو يدري من يصلح له ان يبعث له رسولاً ومن لا يصلح ان يبعث له رسولاً، كثيراً من الناس آمنوا بمحمد (صلى الله عليه وآله) وسلم وهو ليس منهم، لامن لغتهم ولامن وطنهم ولامن عنصرهم انما انواره او اشعاعاته وصلت الى اولئك الناس المختلفين فآمنوا به، اولئك الناس الطيبون الذين تشير اليهم في اي صقع من الارض اذا كانوا في اقصى الغرب او كانوا في اقصى الشرق اذا لم يكن قد بلغهم رسول فهم معفوون من السؤال عند الله سبحانه وتعالى. المحاور: اذن دخلنا. الجزائري: لا لم ندخل ساحة الفلسفة ولم ندخل ساحة الكلام، علم الكلام الذي هو خاص عن الدفاع عن العقيدة الاسلامية ولكن هذا هو اول الفهم في الدين الاسلامي، الله سبحانه وتعالى لا يأخذ احداً حتى يقيم عليه حجة والحجة لا تقوم الا ببيان والبيان هو ان يبعث اليهم رسولاً الرسول تعطل، الرسول قعد هاهنا، الرسول اليوم هو المؤمنون، المؤمنون قعدوا في ارضهم بل قعدوا حتى عن ارضهم يعني انت الان بالله عليك وجدت المؤمنين قائمون بتوعية بعضهم وتبصير بعضهم بشؤون دينهم. المحاور: سيدي الكريم هذا البرنامج سيذهب الى التقييم بعد ايام ويقولون خرجنا من سياق البرنامج واننا اسهبنا ويأتون بنظريات لم نسمعها من قبل ومن ثم يوبخوننا ومن ثم لا نقول اكثر من ذلك وانت تعلم. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: نعود الى الاخ محمد والي نعم. الجزائري: لازلنا عند والي وعند محمد ونسأل الله سبحانه وتعالى لمحمد والي الكرامة والسلامة والعافية ولكل المؤمنين والمسلمين، سيدي الكريم نحن لاننظر في من يحاسبنا على هذه القولة وتلك وانما ننظر اننا ادينا واجباً او لم نؤده، انا قلت لك ان المؤمنين اصبحوا الان محصورين حتى عن انفسهم يعني انهم لم يؤدوا واجبهم في اقصى الارض «وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى» ونحن حتى في قلب المدينة لا نسعى، نحن حتى في قلب المدينة كل المدينة لا نسعى. المحاور: يعني يقول ان هنالك ايضاً اتصال آخر ولحد الان نحن لم نجب الاول نعم. الجزائري: رحم الله والديك اما ان نكمل شيئاً او ندعه لأن وضع الشيء على ربعه او ثلثه او خمس انما هو اساءة لذلك الشيء يعني علينا ان نستكمله ولو بأيجاز، اردت ان اقول ان هؤلاء متى بلغهم البيان صاروا من المحجوجين يعني حجهم الله سبحانه وتعالى، نحن قصرنا في ذلك، قصرنا مع انفسنا وقصرنا مع غيرنا من الناس، نرجع الى السيد محمد والي حفظه الله والى العراق اخرجه الله من كل الظلمات التي يغرق فيها، سؤاله اعتقد لم قل الذين يعرفون لغة الحيوان؟ مسألة طبيعية، هذا الكلام قلتهم عند من يتحدثون بحكاية الحيوان، هم يدعون ان من عرف لغة الحيوان كان صاحب كرامة وهذه الكرامة تمكنه من معرفة الغيب وانع يعرف متى تحدث الزلازل ومتى تنزل الامطار ومتى متى وكأنه هو جامع الكيمياء والفيزياء اضافة الى الرياضيات والتاريخ والجغرافيا والمسألة ليست كذلك كما انت تعلم ولكن هكذا يرسم الناس لأنفسهم ما يشتهون ومايرغبون فيه، يقول هل هؤلاء اعتقد في ذيل سؤاله، هل هؤلاء موجودون؟ انت تعلم ان العمل الجاري الان على تنقيق الحيوان وفي كل الارض ماش ولاسيما في البلدان المتقدمة في علم اللغة مثل الولايات المتحدة، مثل فرنسا، مثل المانيا. المحاور: سيدي الكريم لماذا لم تأخذ التأثير الصناعي. الجزائري: هو هذا، هؤلاء متقدمون في الاجهزة المادية وبهذه الاجهزة المادية استطاعوا ان يمرروا في هداة الحيوان اشارياً، ايمائياً فصار يستجيب للاشارة وللايماء ويفعل مايفعل ولذلك انت ترى في سيرك ما هو عجيب وغريب، من كل الحيوان الكبير والصغير، صحيح؟ اذا كان المقصود هذا فهم اشارياً وايمائياً نعم موجودون اما بالمعنى الذي نعرفه من اللغة، بالمعنى المعجمي، بالمعنى الاستعمالي للغة هؤلاء ليسوا بموجودين. المحاور: ومعنا ايضاً استاذ بشير الجزائري الاخت زينب من البحرين، سلام عليكم اخت زينب اهلاً بك. زينب: السلام عليكم ورحمة الله احييك اخي الفاضل كما احيي الاستاذ بشير الجزائري. المحاور: يا مرحباً. الجزائري: حياك الله. زينب: اهلاً وسهلاً عندي سؤال ممكن؟ المحاور: نعم تفضلي. زينب: ما هي الغاية او الوظيفة التي تؤديها حكاية الحيوان في الحياة الثقافية والاجتماعية؟ المحاور: شكراً لك اخت زينب، سمعت السؤال؟ الجزائري: هذا يطيب لك انت اولاً ولكن الله سبحانه وتعالى آتاني ان اكون انا المجيب عنه فله الحمد. المحاور: ونحن نسمع. الجزائري: على كل حال، اسمع وانقد ما تسمع انقده علي اي بين ما طاب لك منه وما ساءك منه. المحاور: ان شاء الله. الجزائري: سيدي طبيعة الحياة تريد اي فئة من الفئات المتحضرة ان تري بنيها، ان تري طبقاتها المتعلمة شيئاً من المعرفة بما يروق لها، بما تستطيبه، بما لا يكبر عليها، انت تعلم ان كل حكاية مكتوبة من حداثة الان قد تغمض على كثير من الناس لكن اي حكاية من حكايات الحيوان حينما تعرض يأنس بها الانسان كله ولذلك ننافس ابناءنا ساعة يشاهدون الكارتون، اي كارتون يقدم. المحاور: توم وجري. الجزائري: رحم الله والديك، نحن انما. المحاور: انا اعتقد الرؤية مختلفة استاذ بشير بالنسبة لنا وللاطفال، انا لاحظت ذلك. الجزائري: سبحان الله. المحاور: ارى في الكارتون. الجزائري: انا تصورت انك تقول مختلفة بيني وبينك. المحاور: لا لا، انا اشاهد الكارتون بكثرة، انا ارى في الكارتون عالمي الخيالي الطفولي فأعود بالتاريخ الى ما كنت عليه والكارتون بالنسبة لطفلتي هو تطلعاتها الخيالية لما تستطيع ان تقوم به فعجباً ما بين العجز وبين القدرة. الجزائري: احلف لك بالزهراء والعباس لو كنت مستطيعاً لقلت، انا ايضاً تطلعاتي في هذا الذي اراه، كل منا يحمل مكنوناً عجيباً لم تسمح به الايام على سبيل المثال المرحوم مؤسس علم الاجتماع الدكتورعلي الوردي، الدكتور السيد علي الوردي الذي نسيت السيادة له وبقي الدكتور الوردي مؤسس علم الاجتماع العظيم جداً، في كتابه خوارق اللاشعور اشارة عظيمة جداً يقول ان نابئون بنابرت كان يقف ازاء مرآة دولاب امه او خزانة امه ليتحضر قليلاً ويأخذ تحية، يلبس بزة عسكرية ويقدم التحية لصورته فتقول له امه ما تفعل يقول احيي الامبراطور فتقول له اي امبراطور يقول لها نابلئون، تشاهد؟ يعلق الدكتور الوردي او السيد الوردي رحمه الله رحمه الله ورحم كل اولئك الثاقب البصر من ابناء هذه الامة الذين يبصرون ولا يجدون من يبصر، قال هذا نابلئون قد اسعفه الحظ او ساعده الحظ كما يقولون وكان امبراطوراً وجئنا فروينا هذه الحكاية للناس ولكن كم هم اولئك الذين كانوا اعظم من نابلئون بنابرت ولم يسعفهم الحظ ولم تتحقق احلامهم وذهبوا وذهبت احلامهم ولم يذكرهم من احد والبقية لك. المحاور: وصلت الفكرة، لي كلام معك. طبعاً انا متعب والاستاذ بشير الجزائري هو متعب اكثر مني وتحدثنا كثيراً وازعجناكم كثيراً واتمنى من الله سبحانه وتعالى ان كنا مفيدين على الاقل خلال هذه اللحظات التي انتم معنا، طبعاً مستمعينا الافاضل قبل ان ابدأ الحوار البرنامج القادم سوف يكون حول حكاية الجان في الادب اذن سنكون مع الجان يعني نخرج من الحيوان ونذهب الى الجان والكل يعرف. الجزائري: يعني تخرج من الانس الى الجن. المحاور: اللهم اخرجنا من الانس، على كل حال نعود مرة اخرى، استاذ بشير الجزائري انا بأعتقادي لا ينفك الانسان ضعيفاً والى الابد ما دام يتصور انه قوي كالاسد ويركض كالضبي وعيناه كالصقر ولا يجد شيئاً يمثل به نفسه واذا ما مثل فلان بالبطل. الجزائري: وجد الحجارة ومثل نفسه بها المحاور: والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. على كل حال استاذ بشير حول هذا السؤال الذي سألته الاخت زينب ايضاً. الجزائري: في غاية الرفعة. المحاور: سيدي الكريم انا اعتقد ان الانسان هو يتغاضى عن الكثير من الامور حتى وان كانت سلبية هي درس يعني في بداية الخليقة انت تعلم اكثر مني لأنك فضيلة الشيخ كما قال الاخ احمد البدري. الجزائري: وانا سعيد بذلك. المحاور: على كل حال سيدي الكريم بداية الخليقة الله سبحانه وتعالى يبعث بغراب، لم يأتي الغراب عفوياً الى هابيل لكي بل اتى ليعلمه، صحيح انه قام بالخطيئة ولكنه علمه ان يواري سوءته بالتراب عندما تأتي الى نوح ترى ان الله سبحانه وتعالى كرم الحيوانات الى جانب الانسان انه حملهم في الفلك ليصلوا الى بر الامان وترى وترى وترى حتى تصل الى ما تفضلت اليه من الثورة الصناعية، هناك طبعاً تعلم ان استاذ بشير الجزائري خاصة وبعد عصر التنوير الذي تحدثت عنه قبل عدد من البرامج اعتقد وبعدها العصر الفكتوري عندما تطرح مسألة دارون وعلاقة الانسان بالحيوانات سيدي الكريم في فترة التنوير لو تلاحظ ان العصرنة التي استغلت الانسان وما اجمل تشارلي شابلن في فلمه العصر الجديد. الجزائري: احسنت احسنت. المحاور: حين تشاهد استثمار الانسان للانسان ترى ان هناك الحكايات تغيرت في فترة الثورة الصناعية ومابعدها، الانسان اراد ان يعكس مظالمه من خلال الحيوان اذن الحيوان هو ضرورة منذ بداية الخلق، الا توافقني الرأي؟ الجزائري: لم لا. المحاور: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الجزائري: انت بنفسك اول حديثك هذا الاخير قد اشرت الى ان الله سبحانه وتعالى كان قد امر نوحاً (عليه السلام) ان يحمل معه من كل زوجين اثنين يعني من هذا الرفيق الكريم. المحاور: والله يا استاذ بشير الجزائري لفي كلب اهل الكهف عبرة للانسان اذا ذهب خلفها لأصابه الجنون. الجزائري: وذاك الغراب الذي وقف على رأس قابيل واشار اليه ان يفعل ما فعله هو ايضاً هو معلم كريم ولكنه حتى الان هو موضع اهانة وازدراء وعلامة شؤم على الناس. المحاور: يقولون غراب االبين، اذن نحن استمتعنا معكم لا نعلم ان كنتم استمتعتم بنا وبما اسهبنا من الكلام. الجزائري: انا واثق. المحاور: انا استمتعت من الاستاذ بشير الجزائري ومن صبره علي على كل حال. الجزائري: اكرمك الله يا عيني عليك. المحاور: في الحلقة القادمة سنذهب الى الجان ونتطرق الى الجان وكم نخشى هذا الجان، ان شاء الله نذهب اليه ونكون معاً، في امان الله.