البث المباشر

الطارف والتليد - 10/11/2009

السبت 14 نوفمبر 2009 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم ايها الكرام واهلاً بكم في رحاب ندوتكم الثقافية والادبية الطارف والتليد وانتم بخير وسرور. اذن سوف نكون معكم في الطارف والتليد ونكمل الحوار الذي بدأناه في الحلقة الماضية وكان الموضوع هو الحكاية الشعبية وقد وصلنا الى نقطة كان بودنا ان نستمر لكي نبقى معكم رغم اننا كنا قد قررنا ان نذهب الى الاسطورة ولكن لأننا لم نكمل الحكاية، لانقول اننا سوف نكمل الحكاية، الحكاية الشعبية بأسهاب ولكن على الرغم من ذلك بودنا ان تتوضح الصورة للمستمعين الافاضل لكي نكون قد وفينا بقليل من الحكاية الشعبية ونحن بحضور الاستاذ العزيز والاخ العزيز ايضاً الاستاذ بشير الجزائري. تحية لكم ونحن نستقبلكم وتستمعون الينا حيث نعود الى الحكاية الشعبية التي انقطعت في الحلقة الماضية، الحكاية الشعبية تراث العالم كله فكل شعب من شعوبه ولكل قبيلة من قبائله مهما اختلفت ازمنتهم وامكنتهم والوانهم والسنتهم لكل هؤلاء نصيب من هذا التراث التربوي الذي يتفاوت في صورته ويتوافق في غايته فهو مفزغ هذه الشعوب والقبائل وحكمائها وعقلائها للتسرية عن النفس والتنبيه على الظلم والفساد وايضاً التذكير بالعدل والاصلاح والشورى والتعاون على الخير ونبذ الشر مرة بلسان البشر ومرة بلسان الطير والحيوان والجن وطبعاً معنا هنا زميلنا واستاذنا واخنا العزيز السيد بشير الجزائري لأستجداء الحكاية الشعبية شكلاً ومضموناً واصلاً وفصلاً، اهلاً بك استاذ بشير الجزائري. الجزائري: كل التأهيل بك وبالمستمعين الكرام وشكراً لك. المحاور: مرحباً استاذ بشير لو تسمح لنذهب الى فاصل طبعاً مخرج البرنامج يقول وعلينا ان نعود اليك مرة اخرى. الجزائري: على كل حال يطيب ان نكون معاً. المحاور: يطيب لي استاذ بشير ان اسأل قبل ان نذهب الى الفاصل الذي اشار له المخرج يعني عن الخصائص التي تمتاز بها الحكاية الشعبية لكي نبدأ الحوار حيث بدأنا في الحلقة الماضية وكان بودي ان اذهب الى فاصل ولكن المخرج قال ان نستمر، سيدي الكريم ماهي الخصائص التي تمتاز بها الحكاية الشعبية؟ الجزائري: انا دائماً يعجبني انك تسأل ما انت احوط به وابلغ نظراً مني وهذا شيء جميل جداً وهذا شأن المقدم الناجح، المقدم الذي اعتز ان اكون في ظله وان اقول كلمة. المحاور: يعني استاذ بشير اما هو استطراد او اطراء ام هو ذم لا اعلم؟ يعني انا اتيت وجلست الى جنبك لكي اسمع منك فلو كنت اعلم لجلست مكانك. الجزائري: اكرمك الله، لو كنت ايضاً انا متاح لي ان اكون بين يديك مقدماً لك لفعلت ولكن هذه الدنيا احياناً تضع هذا في هذا المكان وتضع اخاه في المكان الاخر و كلاهما ربما كانا ذاك الذي يظهر بأنه اقل الناس هو اكثرهم. المحاور: يعني كما يقول المثل الشعبي "كلا وبلا" سيدي الكريم يعني دعك في مكانك ودعني انا اتبعك لعلي احصل على شيء وهذه ليست مجاملة، لنعود الى البنامج استاذ بشير انت تعلم انهم سوف يأخذون علينا المآخذ، انا استمع اليك. الجزائري: من المستطرد؟ المحاور: انا. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: اشكرك. الجزائري: سيدي المستطرد العزيز اول خصيصة واهمها للحكاية الشعبية انها عريقة وانت تعلم معنى عريقة اي انها عتيقة واحب ان اقول لمستمعي الكريم ان كلمة عتيقة هي اغلى الكلمات ولذلك يوصف بها الكرام من الناس والاصائل من الخيول، فرس عتيق وفرس عتيق لأن الفرس تذكر وتؤنث والانسان ايضاً رجل عتيق وامرأة عتيقة وفي شمال افريقيا هذا الوصف او هذا اللفظ يستعمل اسماً في تلك الديار. المحاور: لااريد ان اقاطعك سيدي الكريم اضافة على ما تفضلت في ايران ايضاً هذه الكلمة تستخدم بمعناها للجواهر والاحجار الكريمة فيسمون الاحجار القديمة والكريمة يسمونها بالعتيقة. الجزائري: ولا تستعمل للسيدات؟ المحاور: طبعاً كما تقول اللغة الفارسية. الجزائري: اكرمك الله، انا سعيد انك تذكر بفضل الاسلام على المسلمين كلهم يعني هذه عبرت ببركة هذا الدين واصبحت كلمة راشدة وجميلة وحسنة، نرجع مرة اخرى الى الحكاية الشعبية وخصيصتها الاولى انها عريقة عتيقة موغلة في القدم السحيق يعني اقدم من جدي وجدك رضوان الله عليهما. المحاور: يعني اقدم منك استاذ بشير؟ الجزائري: اكرمك الله، اي انها ليست ثمرة وقت معلوم او موقف معلوم كموقفك دائماً، الخصيصة الثانية ياسيدي ان هذه الحكاية الشعبية تنتقل من احد الى آخر منك انت الراوي المبدع الى هذا المسكين الذي لايكاد يرتب الكلمات احداها في جنب الاخرى ليخرج جملة يستمع اليها مستمع كريم، على كل حال انتقالها شفوي، لك ان تقول شفهي و شفوي، لأن الخلاف في آخر كلمة شفه، هل هي تاء؟ هل هي واو؟على اي حال فأذا قضيت بأنها تاء قلت شفهي. المحاور: يعني كما لو صح التعبير لااعلم يعني، كما نقول الكيماوية او الكيميائية؟ الجزائري: نعم انا اميل الى الكيمياوية اكثر، على كل حال سيدي الكريم اذن انتقالها شفهي يعني هي ليست محررة في كتاب ولا في رسالة وانما تنتقل بأفواه اولئك الذين يحسنون النقل من القصاصين الذين كان لهم سوق عظيمة رائجة في العصر الاموي وقد عظمت في العصر العباسي، القصاصين يعني الذين كانوا يجمعون الناس في اماكن مختلفة مثلما مثلاً في بدايات القرن العشرين رحمة الله على روحه الطيبة بكل ما فيها كانت هناك المقاهي في كل الارض او كما يقول اخوتنا الذين احبهم في الجزائر "بين كل مقهى ومقهى مقهى". المحاور: يعني استاذ بشير الحقيقة لدي ضيف ولكن في هذه اللحظات انت ذكرت العهد الاموي والعهد العباسي يعني كانت لدي مطالعة حول هذه المواضيع ولاحظت ان الفترة الثانية من العهد العباسي كان لديه نشاط خاص لااعلم انه في القرن الخامس او نهاية القرن الرابع ربما كانت الحروب الصليبية هي مؤثرة في الرؤية الادبية وطريقة الادب، لو ربطت الحكاية لااعلم مدى انتشار هذه الحكاية وكيفيتها ولكن اردت ان اسأل ما مدى تأثير الظروف على الحكاية؟ دعني سيدي الكريم اتجاوز هذا السؤال واستقبل الاخ العزيز جعفر حمزة من البحرين، اخ جعفر سلام عليكم اهلاً بك. جعفر: سلام عليكم. المحاور: وعليكم السلام اهلاً وسهلاً اخ جعفر. جعفر: هناك فقط سؤال بسيط ان امكن وهو البحث عن الفرق، مالفرق بين الحكاية الاجتماعية والحكاية التي عليها توابل شعبية؟ماالفرق بين الحكاية الشعبية والحكاية الاجتماعية؟ المحاور: شكراً لك الاخ جعفر حمزة من البحرين، اذن مالفرق؟ والوقت ضيق استاذ بشير تفضل. الجزائري: اكرمك الله، اولاً بودي ان احيي اخي وصديقي وذاك ايضاً رائدي كما انت رائدي وهو يرودني في كل خير، في وديان الخير كلها، اما انت فتردني في المهالك اذا كنت اخرج منها او لا اخرج والله المعين والمستعان، سيدي الحكاية الاجتماعية شكل من اشكال الحكاية الشعبية كما هو معلوم لكنها ترمي الى ابعد من ظاهرها فلسيت غايتها التسلية، الحكاية الشعبية عامة تستعمل للتسلية اما الحكاية الاجتماعية لا تستعمل للتسلية وان كان ظاهرها ذلك وانما ترمي الى غاية كبيرة جداً يمكن ان نسميها الهدف السياسي، هي حكاية سياسية مصوغة لنقد اجتماعي واع وبناء يخرج منه الناقد بأمن وسلام ويحدث ولكن لا يعطي دليلاً على انه وقف في وجه السلطان الجائر الذي لايتسامح حتى في قول جملة تقال ولو اشارياً او ايمائياً تلاحظ؟ اذن هذه هي لحكاية الاجتماعية، لعل الحكاية المرحة التي ربما يشار اليها في اثناء هذا المسير تشبه الحكاية الاجتماعية ولكن احداهما موجبة اي تنتهج نهجاً ايجابياً يقدم للناس امثلة رائعة من اولئك الطيبين مثلاً انا اتحدث بمناقب الامام علي (عليه السلام): "كان الامام علي (عليه السلام) عنوان العدل والاخلاص لله سبحانه وتعالى، عدل في الرعية واخلص لربه واخلص في دينه"، انا في هذا الكلام دعوت الناس الى ان يبحثوا عن العدل ويظهروه لا ان يبحثوا عنه فقط في الذهن. المحاور: اذن له وجهان اولاً تعريف لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) والوجه الثاني ان ندعوهم الى العدل وان نصون حرمات الله. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: ويقوموا بما امر الله. الجزائري: هذا هو الجانب الايجابي في الحكاية الاجتماعية اما الحكاية المرحة التي ربما نمر بها لأنها طبعك انت ايها النادر. المحاور: شكراً جزيلاً. الجزائري: لأنك من الظرفاء فهذه ياسيدي غالباً ما تأتي بنوع سالب جداً اذ انها قد تكشف عن فضيحة من الفضائح او تجرح قلب احد من الناس. المحاور: او عورة من العورات. الجزائري: او عورة من العورات فتأثر تأثيراً غير مرغوب فيه هذا هو الفرق بين الحكاية الاجتماعية السالبة والحكاية الاجتماعية الموجبة وهي جوهر الحكاية الشعبية. المحاور: يعني استاذ بشير كان بودي وقد وعدت المستمعين في الحلقة الفائتة ان اتحدث عن دور المرأة في الحكاية الشعبية. الجزائري: اجارنا الله وعودك. المحاور: هذا وعد و وعد الحر دين ولكن استاذي الكريم وقبل ان نذهب الى فاصل انت قبل ان تجيب الاخ حمزة قلت ان الحكاية الشعبية تمتاز بثلاث خصائص، قدمها عتيقة وانتقالها شفوياً او شفهياً كما تفضلت من راو الى راو ومن عصر الى عصر وقبولها بالتطور بالحذف وايضاً الاضافة والتعديل والتبديل تبعاً للاحوال الرواة. نعم اهلاً بكم واشكر لكل الذين يستمعون الى هذا البرنامج وكان بودي ان انتقل معكم الى موقع اخر من الحكاية الشعبية في رحاب الطارف والتليد، كان بودي ان نذهب المرأة وموقع المرأة و وعدت الناس في الحلقة الماضية وانت قلت بلى، عاهدتني وبايعتني وفي هذه المناسبة معنا الان على الهاتف استاذي الكريم ولكي تأتينا بخير الكلام ان شاء الله وانت دائماً تتحفنا، معنا اخت عزيزة من السعودية، الاخت فاطمة ابراهيم، اخت فاطمة سلام عليكم اهلاً بك. فاطمة: اهلاً بك وعليكم السلام. المحاور: يا اهلاً وسهلاً. فاطمة: ممكن اسأل سؤال؟ المحاور: نعم تفضلي. فاطمة: في اي اشكال الحكاية سواء نوادر الظرفاء والحمقاء والمغفلين والبخلاء وامثالهم؟ المحاور: اذن اخت فاطمة شكراً لك، استاذ بشير سمعت السؤال وكان لنا بحث حول الظرفاء والحمقى واي جزء منهما انت اومأت به الي على كل حال ولا اقول للمستمعين ما قلته قبل البرنامج، اذن لنذهب الى الاخت فاطمة ونعود الى اصل البرنامج. الجزائري: لا توهمن الناس شيئاً، سيدي الكريم مثل هذه النوادر اي نوادر اخوالك او اعمامك الظرفاء او نوادر اخوانك وانت طليعتهم. المحاور: اشكرك. الجزائري: ووالله اقول للمستمعين الكرام حقاً انك لظريف. المحاور: اشكرك الشكر الجزيل. الجزائري: ولو انكشف هذا الواحي الذي بين ايدينا. المحاور: يعني هذه رشوة سيدي الكريم داخل البرنامج أليس كذلك؟ الجزائري: اكرمك الله، لا لا انا اميل الى قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): "اذا احب احدكم اخاه فليقول له اني احبك" لم يقل فليقل احبك انما قال اني احبك. المحاور: يؤكد على ذلك. الجزائري: احسنت، كيف تقولها بالفارسية انت؟ المحاور: من خيلي شما را دوست دارم. الجزائري: اكرمك الله اذن ياسيدي الحكاية التي تنتمي الى هؤلاء الناس او النادرة التي تنتمي الى الظرفاء او اولئك الناس الاخرين من الطبقة المنسية الذين هم البله او كما يقولها الناس البله والبله هو جمه ابله وهو الانسان الذي لا تكاد معارفه تقدمه في الحياة الاجتماعية انما تؤخره لأنه قليل النباهه، قليل الفاعلية، انسان مسكين. المحاور: يمكن ان نطلق عليه الساذج كما يقال؟ الجزائري: احسنت التي هي بلغتكم سادة. المحاور: الحمد لله رب العالمين. الجزائري: نعم ولكن العرب حينما نقلوها الى العربية حذفوا منها واضافوا اليها وظهرت كلمة عربية جميلة ذات اصل وفصل ساذج، على كل حال هؤلاء الناس لهم هذه النوادر نسمي نوادرهم بالحكاية المرحة وهي لون جميل من الوان الحكاية الشعبية وقلنا ان له منهجاً سيئاَ لأنه في الاغلب يأتي الى تجريح الناس وتفضيحهم ولا اقول فضحهم انما تفضيحهم يعني التكثير من الفضح. المحاور: من التفعيل. الجزائري: احسنت هذه النوادر التي نسميها الحكاية المرحة تنفع في النقد الاجتماعي كثيراً ولكنها لاتكاد تكون مثمرة فهي كالشيص من التمر يعني التمر الذي يتكون من غير لقاح يعني تلقح الرياح النخلة فيتكون تمر رفيع جداً ودميم جداً لايكاد الاكل يقبل عليه اما تلك الحكاية الاجتماعية التي مر ذكرها قبل قليل لحبيبنا الاستاذ المهندس السيد جعفر حمزة العارف بمضمون سؤاله فقلنا تلك الحكاية بالغة الوصول الى غايتها مفيدة افادة تامة يعني تنفع العالم وتوقظ ذلك الذي ليس بعالم لا اقول الجاهل. المحاور: نعم. الجزائري: اذن هذا الفرق بين هذين اللونين من الحكاية الشعبية نتمنى لهذه الحكايات ان تسود ولكن على بصيرة. المحاور: يعني لو سمحت الفضائيات الحكاية تسود، طبعاً لربما ينعتني البعض بأنني قديم التفكير او يومئ البعض اني قبلي او رجعي كما يقولون ولكن انا اعتقد وهذا اعتقادي الثابت ان التكنولوجيا فضحت. الجزائري: انا اقول كما يقول المرحوم الدكتور مصطفى جواد رجوعي لا رجعي. المحاور: انا رجوعي. الجزائري: يعني الرجعة هي مذهب عندنا نحن الشيعة نقول به ان اهل البيت (عليهم السلام) سيرجعون. المحاور: على كل حال احسبني سيبرنغ على الاقل انا مرتجع كما يقولون ولكن انا بأعتقادي الخاص سيدي الكريم رغم انه ربما يكون خارج البرنامج، انا بأعتقادي ان هذه تكنولوجيا كان لها حدان والحد الاساسي ضر بالانسان اكثر مما ينفع فقد انهى الانسان من انسانيته بشتى الوسائل. الجزائري: تماماً. المحاور: سيدي الكريم دعنا نرجع ونعود الى اصل الموضوع الذي كنا نتحدث فيه في الحلقة الماضية استاذ بشير كنا تحدثنا عن الاطفال وانا قلت ان الحكاية تذكرنا بالجدة وبالام وهي تحكي لأطفالها، استاذ بشير لربما لانخرج عن البرنامج لو اقول وسمعت البعض يؤكدون على ذلك ان الحكاية الشعبية انا اصفه بهذا الشكل ولااعلم ماذا ستقول، الحكاية الشعبية هو نوع من النقد والحوار الغير مباشر لشخص ضعيف يريد ان يوصل رسالته بأي وجه من الا وجه. الجزائري: احسنت، في نقطة صغيرة جداً اخالفك، من الممكن ان يكون هذا الحديث حديث انسان قوي جداً ومقتدر غاية الاقتدار على ايصال رسالته كما تفضلت. المحاور: يعني انا لم اقل في الغالب، انا معك، انا اسمعك. الجزائري: رحم الله والديك، الحكاية الشعبية وسيلة كما تفضلت انت لتطوير الحياة بأجمعها خاصة حينما تصدر عن كفؤ، عن انسان بصير لما يقول وبصير في كل ما يفعل وانت تعلم ان الفعل اعمق تأثيراً في النفس الانسانية من القول مهما كان القول جميلاً وفاعلاً فلايبلغ تلك القدرة وتلك القوة التي يورثها الفعل يعني انا ساعة ارى انساناً يصلي دائماً، يصلي عند الاذان غيرما اسمع من احد يقول للناس صلوا عند الاذان او ادوا الصلاة فيب اوقاتها الذي هو تكرار الحديث الشريف لرسول الله صلى الله عليه واله او اكرم اخاك، ارحم جارك، اعتز به، اورثه. المحاور: انا اريد ان اهتم بجانب اخر استاذ بشير، اريد ان نذهب الى الحلقة الماضية بشكل ليس بأسهاب ولكن نفي بوعدنا سيدي الكريم، كلما تتفضل به هو موثوق وهو سند لنا وانا اتعلم منك، دعني اسألك لندخل الى الموضوع لأنه ضروري، سيدي الكريم انت ما رأيك في الحكاية عند العرب ارجو ان تجيبني. كان بودي ان اعرج على الاستاذ بشير، يبدو ان هناك اتصال هاتفي ولكن يؤمئ المخرج بأن انتظر، طيب استاذ بشير قبل ان انتقل الى النقطة التي اريدها مع العلم انه سوف يكون لدينا ضيف، سيدي الكريم اشرت الى الحكاية عند العرب ما رأيك؟ الجزائري: الادب العربي له مصطلحات تؤكد ان القصة او ان الحكاية عنصر اساسي من عناصر الخطاب، منذ القدم كان لهم ما يتكلمون به ويقصونه على انفسهم ولعلك تذكر ان والدك رحمه الله او عمك رحمه الله وهذه اقولها صريحة و واقعة كانا يجمعان اولادهما يعني انتم وابناء عمومتكم ويحدثكم ابوك او يحدثكم عمك لأن كلا الرجلين كان حكيماً كان بصيراً، العرب كان شيخهم، شيخ القبيلة، رأس القبيلة العربية، رأس العشيرة هو المتحدث، هو الحاكي لماذا؟ لأن هذا الشيخ لايمكن ان يكون شيخاً الا بعد ان يجمع ابناء عشيرته على حكمته وبعد نظره وقدرته على حل المشكلات والمعضلات الناشئة بين ابنائها وبين العشائر الاخرى ايضاً المجاورة او البعيدة عنها، اذن هذا الفن قديم قدم العرب على هذه الارض. المحاور: طيب، استاذ بشير انا اريد هنا ان افصل الموضوع، انت اشرت الى شيخ القبيلة او الى رأس القبيلة، سيدي الكريم انا اعتقد ان طور حكاية شيخ القبيلة هو يختلف عن الحكاية التي اريد انا اربطها بالمرأة، لاافند هذا ولااحذف ذاك فأنا اعتقد ان الحكاية التي ترتبط بشيخ القبيلة هو يجب ان يحافظ على مصالح هذه القبيلة ويجب ان يفكر في الغزو وان يفكر بالكلأ والمرتع وكل ذلك، حكايته لاتتجاوز النصيحة ونقل التجربة والتحريض وكل ذلك اما الجانب الاخر سيدي الكريم انا آخذ عليك مأخذ واعتقد انك تتحملني، انا اعرف تحملك لي ولكن خلال الفترة الماضية كلنا قد همشنا المرأة وهذا يؤكد لي ان جانباً كبيراً من الحكاية الشعبية هي تابعة للمرأة لأن مهمشة ولاتستطيع ان تقول لي ان هند بنت عتبة كانت كذلك وفلان، هؤلاء شواذ ولاتستطيع ان تقول السيدة زبيدة ولاتستطيع ان تشير الى فاطمة الزهراء البتول بنت الرسول الاكرم لأنها فاطمة، لو لم تكن فاطمة لم يومأ اليها بالبنان وبالتأثير وبكل شيء، انا اتحدث عن المرأة كمرأة، المرأة اقبل سيدي الكريم انها عند العرب عندما تتحدث انت المرأة مهمشة ولذلك اتصور بحكم انها مرأة، بحكم انها صبورة، وبحكم ان الرجل كان يسافر ويقاتل ويهاجر ويقتل وهي باقية في البيت، المرأة كان يستوجب عليها ان تطور من فكرها المطور ذاتاً ولكي تنقل حوارها وتنقل نقدها بشكل لايزعج الزوج هذا الرجل الذي يحمل السيف وله باع بين الرجال، هل توافقني؟ الجزائري: انا لااكاد اوافقك مثلما تحدثنا برأس العشيرة الرجل كذلك كانت سيدات في تاريخ الانسان وفيب تاريخ الانسان العربي على وجه التحديد وحتى عند جيرانه الفرس من الملكات الفارسيات من كان لهن شأنهن العظيم. المحاور: استاذ بشير انت عندما تتحدث عن الرجال تقول ان الرجال وتجمعهم كلهم في طاسة واحدة كما يقال وعندما تتحدث عن النساء تقول كان لديهم نساء اي تحدد ان عددهم لايتجاوز الاصابع سيدي الكريم هنا البحث انا اتحدث عن الاكثرية. الجزائري: بنفسي هذه التي تحكمني بها وتقيدني اقول لك كم من الرجال الذين ذكروا في التاريخ وهم مختلفون عن سواهم. المحاور: ولكن سيدي الكريم ذكرت لي قبل اسبوعين وكان لدينا حوار ان امرأة جاءت وكتبت مئة قصة بلسان رجل في فرنسا والسؤال الذي طرحته في حينها قلت لماذا يجب ان تأتي مرأة وفي مجتمع فرنسي وتختفي وتتستر وراء رجل هذا هو دليل قاطع ان المرأة لو كانت قالت اني قلت ذلك والله لهمشت، دعنا نذهب الى العراق استاذ بشير، معي محمود مصطفى من العراق، اخ محمود سلام عليكم اهلاً بك. محمود: سلام عليكم، كيف حال الاستاذ. المحاور: اهلاً وسهلاً اخي الكريم. محمود: ممكن سؤال؟ المحاور: تفضل. محمود: من اين جاء كتاب كليلة ودمنة وماهو اثره في الثقافة العامة؟ المحاور: شكراً جزيلاً اخ محمود طبعاً اتصال جاء متأخراً، لدينا دقيقة وكان لدينا بحث طويل ويبدو اننا سنبقى في الحكاية الشعبية ايضاً سيدي الكريم. الجزائري: اكرمك الله، اولاً كتاب كليلة ودمنة من الاثار الرائعة للاديب العربي اللسان الفارسي الاصل روزبه او كما سمى اسمه عبد الله بن المقفع وكان قد نقله من الثقافة، ناس يقولون من الثقافة الهندية او الفهلوية يعني الفارسية العريقة القديمة التي تستعمل الان كما قيل لي في ديار بكر انت اخبر مني بالكردية والفارسية وبكل اللغات. المحاور: سيدي حتى اذكر بنقطة هنا ان الكثير في العراق يقولون اليزيدية وهي كلمة خاطئة وهو الايزدية والايزدية هم من اقدم الموحدين. الجزائري: احسنت، اكرمك الله، هذه الكليلة وهذه الدمنة انما جاءتا من اللغة الهندية او اللغة الفهلوية ترجمها عبد الله بن المقفع ثم ترجمت من العربية الى الاتينية ومن اللاتينية الى اللغات الاوربية كلها فأثرت بالعالم اجمعه وايضاً هذا الرجل الكريم كان له الفضل بأن جعل الفرس يعودون مرة اخرى لترجمتها من العربية الى الفارسية. المحاور: استاذي الكريم طبعاً الحديث ذو شجون ولكن الوقت داهمنا اذن هل تعدني ان نبقى في الحكاية الشعبية في الاسبوع القادم لأنها مبتورة وانا لا احب البتر. الجزائري: انت الحاكم وانا المحكوم. المحاور: انا اشكركم وايضاً اشكر الاستاذ واخي العزيز طبعاً انا اتودد اليه في مزاحي معاه واخي الكبير استاذ بشير الجزائري وانا اقبلكم جميعاً من بعيد، الى اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة