البث المباشر

الطارف والتليد - 27/10/2009

الأربعاء 28 أكتوبر 2009 - 00:00 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم نحمد متفضلاً على كل حال وبه نستعين. اهلاً ومرحباً في بكم في رحاب الطارف والتليد مسروراً بأستقبالكم على ضفاف القصة القصيرة بأبداعها الاصيل وامتاعها الجميل. مذ اشرق فن القصة القصيرة ببهاءه الجديد ورونقه البديع على يد القاصة الفرنسية جيسي دوباسا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تربع على قمة الروعة التي تزدهي بها فنون القول الجميلة وساد الادب الحديث بلذيذ المتعة وعظيم الفائدة. اهلاً بكم مستمعينا الاعزاء وانا احييكم مرة اخرى وايضاً اشكر الاخت ابتسام جليل التي تحملت وزر هذا البرنامج في حلقات متتالية وعلى كل حال المرض اعاقني عنكم فأنا فرح بلقاءكم ايضاً، لست بمسرور لأن الاخت ابتسام جليل هي ذهبت عن هذا البرنامج وهي اولى مني، على كل حال مرة اخرى نقول فن القصة القصيرة ثمرت تطور الحكاية المستمر طوال التاريخ في هذا الكوكب وجرت في زمن بعيد محاولات اعطاءها صورتها الحديثة التي تعددت الوانها وزهت وعمت ارجاء المعمورة، ويسرنا ان نرحب في هذا اللقاء بأخينا واخشى ان اقول اخينا الكبير لعلك تشعر بشياخة، على كل حال باخينا العزيز واستاذنا الكريم الاستاذ بشير الجزائري، اهلاً بك. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: وطبعاً استاذ بشير قبل ان اذهب الى السؤال لو تسمح يعني دعني اذهب الى توضيح ليس بطويل لكن خلال البرنامج سوف اتمرن عليه ان شاء الله لتوضيح القصة على الاقل في العالم العربي ونشأته ومن ثم نبدأ بالقصة القصيرة، هل توافق؟ الجزائري: دعائي لك اولاً ان تكون قد نهضت من عقابيل الزكام لا مر بأحد من المسلمين ان شاء الله. المحاور: هذه عقابيل جميلة! الجزائري: وان تكون قد تخطيت الام الفقرات وعافاك الله وعافى المسلمين جميعاً ولاسيما اولئك الذين يمنون علينا بالاستماع الينا الان، انت مشكور، انت صاحب المسير ونحن في ظلك. المحاور: على كل حال انت تعلم اني اعيى ولايمكنني ان استمر في الحديث وفي فن الحديث وفي كل الاحوال انا اشكرك الشكر الجزيل، ونظرة مبسطة حول القصة على الاقل في التاريخ العربي. كما قلت يعني لكي لا يعزب العقل كما يقال ويغرب اللب ولكي نكون على عزم في استدراك الموضوع، وجدنا من الضرورة استرجاع الذاكرة لدى المستمع الكريم الى نشأة القصة والقصة القصيرة هي من ضمن القصة على كل حال رغم اختلافها، نشأة القصة لدى العرب بشكل سريع فلا ضير في الاستثناء والمظاهرة ونحن نتحدث عن جانب من فنون الادب وهو القصة القصيرة. القصص لدى العرب وحسب الضالعين في هذا المجال في اول نشأته كان شبيهاً بالخطب ثم دون ودس فيه الكثير خاصة من الجانب الديني وهنا نشير الى الجانب الديني وبعد ان دون دس فيه الكثير من الاخبار والتي الان هي معروفة بالاسرائيليات، القصص عزيزي المستمع ونقصد القصص العربي ضربان، الضرب الاول القصص الديني والاصل ما فيه ماورد في القرآن الكريم من تتبع اخبار الماضين والاتعاظ بما اصابهم والتزييد في الدنيا والحض على الاقتداء بالصالحين وكان هذا معروفاً منذ عصر الخلفاء وبعد التدوين كما اسلفنا دس فيه الكثير مما نسميه اليوم بالاسرائيليات والثاني قصص اللهو والغرض منه تلهية النفوس وطبعاً لم يخلو احياناً من الموعظة والنصيحة الواردة عن غير قصد مثل كتاب الاغاني لأبي الفرج الاصفهاني وللفائدة نقول عزيزي المستمع لم يكن في قصص العرب الكبيرة عناية بحكايات الحيوانات الا ما كان مترجماً مثل كليلة ودمنة او معارضاً به مثل ثعلة وعفرة لسهل بن هارون وطبعاً اقدم قصة له المدون والمتداول كتاب الملوك واخبار الماضين لعبيد بن شرية وكتاب الف ليلة وليلة واصله فارسي فلعبت به يد القصاص حتى غلبت عليه الصبغة العربية وايضاً كتاب مئة يوم ويوم وهذا الكتاب ترجم في حينها الى الفرنسية، ليس اقول في حينها في ذلك التاريخ ولكن بعد ذلك وهو على اسلوب الف ليلة وليلة وايضاً تحفة الظرفاء في حكايات الخلفاء وهو ايضاً من اصول الف ليلة وليلة بهيئته العربية وطبعاً اخترع ابو الحسن احمد بن عبد الله بن محمد البكري قصصاً منها الحصون السبعة وقصة رأس الغول وسر الدهر وحصن الدولاب وللفائدة نقول ان الذهبي وصفه بالكذاب الدجال واضع القصص. نعود لنبدأ الحوار مع الاستاذ بشير الجزائري حيث بودنا ان نعرف اين جرت محاولات التطوير لفن القصة القصيرة ومتى ولكن يبدو ان ضيفاً قد حل علينا الان، الاخ رشيد من تونس، استاذ جزائري لو تسمح اذهب الى الاخ رشيد واعود اليك وارجو ان لا يكون قلة ادب. الجزائري: انا اسعد الناس بأستقبال مثل هذا الضيف الكريم العزيز الذي نشتاق اليه كثيراً ولانكاد نحصل عليه الا لماماً. المحاور: يعني اخ رشيد انا لم امدح هكذا في حياتي، تفضل سلام عليكم اهلاً بك. رشيد: عليكم السلام، احييكم استاذ رائد واستاذ بشير وكل المستمعين حيثما كانوا، نحن كلنا سعداء بكلام الاستاذ بشير الجزائري ونحن نلوم هذه الشبكة التي لاتسمح لنا بالتواصل مع احبابنا. المحاور: يا اهلاً وسهلاً تفضل. رشيد: انا سعيد بأني اتكلم معكم. المحاور: ونحن سعداء ضعفين. رشيد: زادكم الله فضلاً، انا حتى اختصر وحتى اسمح لبقية المستمعين ان يتصلوا، انا اطرح السؤال الاتي على الاستاذ بشير الجزائري، ما اثر قراءة القصص وسماعها في ابداع المحترفين والناشئين في تأليفها؟ المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل، استاذ بشير انا لم اكن في البرنامج السابق وكانت الاخت ابتسام هي التي قد بدأت بالقصة القصيرة ويبدو انكم قد عدوتم قبلي وقطعتم الاميال، على كل حال كان بودي ان اعرف اين جرت محاولات التطوير ولكن دعنا نذهب الى الاخ رشيد لو تسمح فهو اولى واعود اليك مرة اخرى. الجزائري: انا سعيد جداً بحضوري معك وسعيد جداً بأن استمع اول ما استمع للاخ رشيد الذي كله خير وبركة وما سأل سؤالاً الا كان استنكارياً فهو العارف الحكيم جداً بما يسأل ولكن يتوخى النفع للعام وهكذا كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله الطيبون الصالحون، كانوا يسألونه صلى الله عليه واله من اجل ان يعلموا اخوانهم الاخرين الذين لايعلمون او الذين لايلتفتون وهذه هي عادة الكرام في اول الزمان ان شاء الله وفي آخره الذي نتمنى ان يزيدوا، نعم سؤال الاخ كما اعتقد قال ما اثر قراءة القصص وسماعها في ابداع المحترفين والناشئين في تأليفها؟ لا اعتقد ان شيئاً يستطيع ان يؤثر في القاص اذا كان محترفاً او كام مبتدياً، اذا كان ناشئاً يريد ان يكون قاصاً يتمنى ان يكون على الدرب، اذا اقبل على قراءة القصص بشغف ورغبة وحضور ذهن فأنه يفيد فائدة عظيمة جداً ويكون في غاية التوفيق، لماذا؟ لأن هذا الامر ليس في هذه القصة القصيرة وحدها وانما في كل فنون الادب ولعل كثيراً من الناس يتذكرون ان ابا نواس كان قد وقف على ديك الجن الحمصي كما يقولون وقرأ عليه شيئاً من الشعر فأعجبه غاية الاعجاب فقال له لمن هذا؟ و هو دون الحادية عشرة، قال هذا لي، قال له انت شاعر ولكن اذا اردت ان تكون شاعراً حقاً عليك ان تذهب وتحفظ اربعة الاف بيت من الشعر وتعود الي فذهب ابو نواس وهذه ثابتة في كتب الادب والتاريخ وعاد بأربعة الاف بيت من الشعر حفظاً فأختبره شاعره ذاك او مربيه ذاك او ابوه ذاك، ابوه الروحي ذاك فوجده قد حفظها بأتقان فقال له اذا اردت ان تكون شاعراً فأذهب فأنسى هذه الاربعة الاف، انظر لهذا فقال له هذا اصعب من الاول، قال لاادري عليك ان تنسى حتى تكون شاعراً فذهب ابو نواس مدة وعاد فسأله عن تلك الابيات الاربعة الاف فما عاد يحفظ واحداً منها، على ما تقول ربما انت او كثير من الناس وربما حتى انا اميل الى انها اسطورة، اسطورة تعليمية ولكنها في الحقيقة اسطورة قريبة جداً من ميدان الحكمة، اذن التعلم بالاستمرار بالاقبال على اثار الاخرين انما يكون قد فاز به الانسان فوزاً عظيماً جداً بكنوز دفينة غير ملتفت الى انه يكنزها في اعماق نفسه الطيبة، طابت نفسك انت ومستمعوك. المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل. استاذ بشير جزائري لأجل التوضيح فقط، انا اعترفت، انا قلت لك انا اعيا من الباقي. الجزائري: انت كريم. المحاور: سيدي الكريم عادة هناك خلط لدى البعض مابين القصة والقصة القصيرة وربما هذا الخلط ناجم في الغالب من الدلالة اللفظية للمصطلحين يعني ارجو لو امكن ان توضح للمستمع الكريم بداية ما هي القصة وماهي القصة القصيرة؟ الجزائري: اكرمك الله يا وائل الذي يحسن الخطابة والكرامة لكل من يستمع اليك ومن يحضر بين يديك. سيدي الكريم القصة القصيرة تتناول حالة من حالات هذا الانسان، موقف من الموقف، انا وانت اخوان وانا معتمد اعتماداً كبيراً عليك او انت معتمد اعتماداً كبيراً علي ولكن انا في لحظة من لحظات عمري كنت متعباً، كنت في حالة ضعف فأرتبت في شيء، جئت وطرقت عليك الباب فقالت آيات ابي غير موجود وقد سمعت سعلتك من داخل الدار. المحاور: يعني كقصة جحا، تفضل اشكرك. الجزائري: احسنت. المحاور: ربطتني بجحا ولكن بشكل آخر، تفضل. الجزائري: اكرمك الله، جحا له فضل عظيم على هذا التاريخ، التاريخ الادبي بأجمعه، على كل حال انا اردت ان اقول اذن هذه اللحظة جعلتني في شك مريب، لماذا لأني من قبل كان قد حدث لي ما وتر خاطري وجعلني ارتاب بكل شيء فحتى ذلك الذي احبه واكرمه شككت فيه اذن القصة القصيرة تتناول هذه الحالة وحدها لاما قبلها ولا مابعدها. المحاور: ولا الاعتذار او رد الشك. الجزائري: ابداً ابداً انما تتناول ان هذا انقلب غاضباً ولعل الصداقة والصديق اعز الله السامعين. المحاور: يعني دون الن يحمل اخاه على سبعين محمل. الجزائري: نسي هذه السبعين كلها بل ربما زاد عليها اشياء من سوءه او من غضبه وهذه طبيعة كل الناس لاانسان واحد. المحاور: ولذلك اعتقد ان القصة القصيرة هي صعبة المراس وثقيلة العبء. الجزائري: جداً جداً. المحاور: على كل حال يعني لدينا اخت عزيزة ياسمين الصحناوي من سوريا هي على الهاتف، اخت ياسمين سلام عليكم اهلاً بك. ياسمين: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شكراً لك استاذ رائد، مساء الخير. المحاور: اهلاً وسهلاً مساء الخير. ياسمين: اشكر الاستاذ بشير الجزائري على هذه القصة الجميلة التي امتعنا بها. الجزائري: اكرمك الله وشكراً لك. المحاور: يعني الاستاذ الجزائري لم يريد ان يتوجه الى جحا وقصة ذلك الشخص فمثلني بآيات وعلى كل حال اراد ذمي بشكل غير مباشر، تفضلي. ياسمين: العفو يا استاذ، اود ان اسأل الاستاذ بشير هذا السؤال اسمحوا لي. المحاور: نعم تفضلي. ياسمين: اي حدث او خبر يكون قصة ممتعة ومفيدة واين نجده واشكركم. المحاور: انا اشكرك اخت ياسمين وطبعاً دعيني اذهب الى الاستاذ بشير الجزائري. نعم الاخت هي اعلنت الطارف والتليد ودعوني اذهب الى الاستاذ بشير الجزائري لكي لانطيل الحديث استاذ بشير، اي حدث او خبر يكون قصة ممتعة ومفيدة واين بأمكانها ان تجدها الاخت ياسمين الصحناوي من سوريا؟ الجزائري: اكرمك الله، كل حدث، كل خبر يمكن للقارئ ان يتصوره له، قد صدر عنه، قد واجهه او قد يواجهه من يحب، ابوه، اخوه، قريبه، كل الناس يواجهونه، ذلك هو الحدث الذي يكون قصة ممتعة ومفيدة، اين يجده؟ في هذه الحياة التي نحياها نحن حتى في ايسر معانيها، اقرب معانيها يعني لانحتاج الى البحث الطويل هنا وهناك حتى نجد حدثاً ذا اهمية عظيمة جداً فنختاره لكي يكون قصة قصيرة ممتعة ومفيدة انما نأخذ كل شيء يواجهنا كالمثال الذي تقدم قبيل قليل وما تركتني ان اكمله. المحاور: على اي حال لدي ايضاً اتصال من السعودية الاخ فاضل المغسل، اخ فاضل سلام عليكم اهلاً بك. المغسل: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المحاور: يعني اخ فاضل انقذت الاستاذ الجزائري. المغسل: مرحباً استاذ الجزائري والمقدم العزيز انا حقيقة متابع جيد لهذا البرنامج ولكن المشاركة على حسب الظرف، بودي مشاركتكم في هذه اللحظة. المحاور: انت تشرفنا تفضل. المغسل: استاذ بشير والاستاذ العزيز، هناك كاتب سيناريو عالمي وهو يعد من احد المراجع اسمه سيلسلب، هذا يتحدث عندما يأتي الى كتابة سيناريو، انا اريد ان اتكلم عن كتابة السيناريو وبعد ذلك ما يتعلق بالقصة الى جانب. المحاور: نعم نعم. المغسل: يقول سيلسلب ان السيناريو مبنياً على مئة وعشرين صفحة وكل صفحة تكون مقدارها الزمني دقيقة واحدة من الحركة والفعل كما يقول. الجزائري: خلف القصة والقصة القصيرة. المغسل: ومئة وعشرين صفحة يعني مايقارب الساعتين ووضع لهذه القاعدة ثلاثة فصول الفصل الاول التمهيد والمجابهة الفصل الثاني وفترة الحل الفصل الثالث ويقول ان هناك حبكتان مابين هذه الفصول الثلاثة بين الفصل الاول والثاني والفصل الثاني والثالث وهاتين الحبكتين تغير مسار القصة لهذا الفلم ويقول ايضاً من جملة حديثه ان السيناريو يشكل في مجمله مايسمى بالفن السابع وهنا سؤالي، القصة القصيرة استاذ بشير الجزائري او الطويلة او المتوسطة هل هي بهذا الشكل الذي يتحدث فيه سيلسلب واين يحتل اذا كان السيناريو هو الفن السابع كما يقول سيلسلب فأين تحتل القصة القصيرة من هذه الفنون كلها؟ شاكراً ومقدراً لأحبائي. المحاور: انا اشكرك اخ فاضل، طبعاً سبقتني انا كان بودي ان اطرح هذا الموضوع بشكل آخر وانت سبقتني، دعنا نقول استاذ بشير جزائري انا اكمل لكي لا يضيع علي السؤال. الجزائري: تفضل. المحاور: انت تعلم اكثر مني ان حل المنظوم هو نثر الشعر يعني ان يعمد الكاتب الى قطعة شعرية فينثرها نثراً بليغاً ويحيط بمعانيها وهو ضرب من الرياضة في الكتابة الادبية فماذا يمكنك ان تسمي القصة القصيرة؟ الجزائري: فيم؟ المحاور: بالنسبة الى القصة؟ الجزائري: لا اسميها الا القصة القصيرة، القصة القصيرة كما قلت لك حالة معينة علي ان اجعلها وحدها لاشريك لها متى مزجتها بغيرها اي كان، مهما كان، مهما كان جميلاً ومؤثراً وبديعاً وحسناً. المحاور: استاذ جزائري الحكاية ايضاً هي قصيرة وتطرق الى موضوع واحد وزاوية واحدة. الجزائري: ولكن الحكاية حجم ولاشكل، القصة القصيرة شكل معين. المحاور: كيف وكم. الجزائري: احسنت، هي تبدأ كما قال الاخ في وصف سيناريو وقد تتشابه الاشياء ولكن تشابهها لايعني توافقها في كل شيء، على كل حال هي لها بداية و وسط ونهاية، هذه البداية اهم ما فيها ودعني اقول كما يقول القائلون، دعني من كل قلبي ليس من شيء في القصة مهم والاخر اهم انما كلها الاهم، كلها الاهم، انت اذا اخذت البداية لابد لك ان تكون في غاية الاتقان حتى تستطيع ان تجتذب ذلك القارئ معك حتى يسير معك. المحاور: يعني خير الكلام ما قل ودل. الجزائري: رحم الله والديك، اذا فرط به في الدقيقتين الاوليين، في الدقيقة الاولى خسرته وانتهت قصتك وماعدت قاصاً انما عاد هو خبراً من الاخبار بملالة وتنفر وسأم اما اذا كنت قد اجتذبته حقاً في الكلمات الاولى التي قد لاتتجاوز السطرين او الثلاث اسطر الاولى فأنك اتقنت ذلك ايما اتقان وسرت به الى ذلك الوسط الذي هو اوج هذه القصة لأنه كما قلنا ذلك الحدث هو موقف والموقف يتنامى الى ان يصل الى ذروته، وصلت ذروته اخذت تنزل من السفح الثاني، بلغت ذلك التل او ذلك الجبل او القمة اخذت تنزل معلناً او معطياً اضواءاً دالة على انك ستصل الى الغاية التي تنشدها، وصلت الى النهاية النهاية اذا كانت قوية توافقت مع البداية القوية وظلت قصتك في البال حتى ابد الابدين وقيل عنك انك فلان اما اذا فرطت في احد من هذه الثلاثة التي ذكرها ايضاً الاخ فاضل المغسل وذكره كيمياوي كحرفته هو مدرس كيمياء فأنك تكون قد خسرت القارئ الكريم الذي تود ان يكون معك دائماً. المحاور: الطارف والتليد ولم يتبقى لدينا من الوقت سوى ثمان دقائق للاسف الشديد ولازلنا نحن نصارع الكلمات مع الاستاذ بشير الجزائري لكي نأخذ من لحمه بعض الشيء، على كل حال هو ليس ببخيل ولكن هو كريم ونشكره الشكر الجزيل على هذا الكرم، استاذ بشير كان بودي ان ارجع الى بداية البرنامج ولكن ايضاً اعود مرة اخرى لنذهب هذه المرة فرنسا والى باريس ومعنا الاخ العزيز محمد العربي، اخ محمد سلام عليكم اهلاً بك. العربي: وعليكم السلام ورحمة الله اهلاً بك وبالضيف الكريم. المحاور: اهلاً وسهلاً. العربي: عندي سؤال لو تسمح. المحاور: نعم تفضل. العربي: بم يضمن القاص نجاح قصته القصيرة؟ المحاور: هذا هو السؤال؟ العربي: نعم. المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل ولكن اعتقد استاذ الجزائري انت اجبت فيما قبل حول تكوين القصة القصيرة، هل لك من تعليق؟ الجزائري: اكرمك الله، هذا لطف جميل جداً من الاخ محمد العربي من باريس الذي تفضل بهذا السؤال، الحقيقة نحن ساعة تكلمنا عن االقصة القصيرة وبينا كلام الاخ الكريم فاضل المغسل من السعودية انما اجبنا كما تفضلت انت ولكن شيء جميل جداً ان سؤال الاخ جاء اتفاقاً وفي غالب الاحيان لايسمع من هو مشغول بالهاتف لايسمع الكلام كما ينبغي، على كل حال في كلام الامام علي عليه السلام سأله سائل صف لنا العاقل فقال من يضع الامور مواضعها فقال آخر. المحاور: اذن قليل العقلاء استاذ بشير على هذا الحساب. الجزائري: لاوالله كثير، لاوالله كثير، قال آخر صف لنا الجاهل قال قد فعلت، انا بودي ان اضيف شيئاً ها هنا للاخ محمد العربي اذا كان الانسان قد احكم هذه الامور الثلاثة التي ذكرناها قبيل قليل غاية الاحكام ضمن نجاح قصته وبقاءها في قلب كل من قرأها والسلام. المحاور: يعني طبعاً استاذ بشير اعتقد قبل البرنامج، قبل يومين كان لدينا حديث حول القصة القصيرة واعتقد انه لو لم تخونني الذاكرة ذكرتك بقصة قصيرة جداً بقيت في ذاكرتي منذ الطفولة، ان هذا الرجل العسكري الذي فقد رجليه الى جانب ذلك البصير وهكذا كما تقول، انا جربت هذا الامر، على كل حال استاذ جزائري دعنا نعود مرة اخرى الان اوضحت لنا الصورة، ماهي القصة؟ ماهي القصة القصيرة؟ وطبعاً انا اعدكم في البرنامج القادم ان شاء الله لو كنت حياً ان شاء الله سوف نتحدث عن الحكاية الشعبية ولو كان بودنا ان نبدأ من الحكاية الشعبية لأن اعتقد علينا كنا ان نغترف من العين ومن ثم نذهب الى النهر ولكن وضع البرنامج هكذا لأسباب فنية او غيرها على كل حال اعدكم في البرنامج المقبل سوف نبدأ بالحكاية الشعبية والحكاية الشعبية هي في قلوب امهاتنا وايضاً الجد والجدة عندما كانوا يجلسون ونجلس عند اقدامهم ويتحفوننا بالحكاية الشعبية وهو غذاء كل البيوت والمنازل القديمة، نعود اليكم. المحاور: مستمعينا الافاضل الدقائق تتسارع ومعي على الهاتف الاخ حامد جودة من مصر، اخ حامد سلام عليكم اهلاً بك. حامد: عليكم السلام. المحاور: يا مرحباً اهلاً وسهلاً تفضل حامد: بالنسبة للقصة القصيرة. المحاور: اخ حامد انا اعتذر واعتذر جداً لأن صوتك غير واضح وليس لائقاً بي ان اقول سمعت ولم اسمع شيئاً فأنا اعتذر منك، اعتذر جداً سيدي الكريم كان بودي ان اسمع ما تتفضل به، على كل حال ان شاء الله نحن معك في اللقاء القادم، ان شاء الله يكون خيراً، اذن استاذي الكريم نحن على مشارف الانتهاء. الجزائري: ولما نبدأ. المحاور: ولما نبدأ كما تفضلت اذن لااعلم هل سنستمر في القصة القصيرة ام كما وعدت بالحكاية الشعبية؟ الجزائري: ياسيدي انت المضيف وانا الضيف. المحاور: انا اعتقد، انت تعرف انه العكس ولكن هذه مجاملة. الجزائري: هذا لطفك. المحاور: سيدي الكريم نذهب الى الحكاية الشعبية واعتقد ان الاخوة ايضاً موافقون، سيدي الكريم قبل ان ننهي هذا البرنامج اين جرت محاولة تطوير فن القصة القصيرة ومتى؟ الجزائري: بلا شك كل بلاد تكون ذات حضارة تكون هي السباقة في الكثير من الامور المعرفية، الغربيون ولاسيما الروم الشرقيون، الروم الشرقيون كانوا متحضرين، كانوا يقابلون الفرس والفرس ايضاً اولي حضارة كانوا، حضارة عريقة جداً، هؤلاء كانت لديهم حكايات وكانت لديهم معارف وكانت لديهم ثقافة عميقة جداً تطورت وتطورت حتى وصلت الى ان كانت هذه القصة القصيرة التي نتحدث بها الان، قد بلغت بداياتها الاولى في روما وتلك البدايات كانت يسيرة جداً في اوائل القرن الرابع عشر الميلادي حتى اذا مشت بهذا الاسلوب الجديد الذي ظهر في القرن الرابع عشر الميلادي بلغت النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي اذ ظهر صاحبك الذي سميته موباسا الفرنسي واعطى هذه القصة القصيرة شكلها الجديد وسار اولئك العمالقة الذين احسنوا الكتابة ومنهم الروس والروس سادتها كما يقول سمرثموم الناقد والقاص البريطاني الكبير جداً قبل ما يزيد على سبعين سنة يقول نحتاج الى مئتي سنة نحن الانجليز والالمان والفرنسيين حتى نبدأ من البداية التي بدأ بها تيشيغوف. المحاور: شكراً جزيلاً، الوقت للاسف الشديد انتهى مستمعينا الافاضل طبعاً اذكركم القصة هي بعيدة الجذور وايضاً متشعبة جداً، هناك الرحلة وهناك المقامات وهناك القصة وهناك القصة الخيالية وهناك الحكاية الشعبية كل هذه نحن نأسف لأنا لانستطيع ان نتطرق لها ولكن في البرنامج القادم انا اعدكم ان نذهب الى الحكاية الشعبية، اشكركم الشكر الجزيل واشكر الاستاذ بشير الجزائري. الجزائري: شكراً لك. المحاور: والى اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة