البث المباشر

الطارف والتليد -28/07/2009

الأربعاء 29 يوليو 2009 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وصلاة الله وملائكته وانبيائه ورسله وعباده الصالحين على سيدنا محمد وآله الطاهرين. نبارك لكم الذكرى العطرة لمولد سيدنا الامام ابن الامام ابا الائمة علي بن الحسين عليهم السلام ونور الله قلوبنا بحبهم وطهر السنتنا بذكرهم وانتم سالمون بألف خير. كنا قد عرضنا للنقدين العربي والغربي ووقفنا على شيء من ملامحهما واعتقد ان كثيراً منكم يتذكر الان اننا قلنا ان النقد الادبي كسائر الاحياء يولد وينشأ ويترعرع ويشب ويزدهر وينضج نضجاً يسر الناظرين ويأخذ بمجامع القلوب وهو متأثر بالبيئة التي تحتويه وليداً ويافعاً وفتى وشاباً ومكتمل العمر ومؤثر فيها وربما حظي بدواعي تفتح وازدهار في البيئة وبأسباب تلكأ وانحسار واعتلال واندثار في بيئة اخرى ومن هنا كان قوياً متجدداً متوهجاً في الغرب في عصرنا وفاتراً مقلداً في ديارنا الاسلامية عامة والعربية خاصة بما انتابنا من الجزر المعرفي الذي جاء به الغزاة المستكبرون الذين استولوا على ارضنا واستبدوا بأمرنا. نعم الافاضل مازال الطارف والتليد متحدراً اليكم من آفاق طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وزاده اليوم كما في الاسبوع الماضي والذي سبقه، زاده اليوم النقد العربي والنقد الغربي وبودنا اليوم ان نؤكد اشارة سلفت منا الى ان نقدنا العربي تتقذفه او تتجاذبه رياح التقليد والتجديد فمنه ما هو منتصر للموروث متمسك به ومنه ما هو زاهد منه معرض عنه، متمسك بغيره على كل حال وظنه ان هذا الغربي جديد عتيد لم يكن وقد كان الان في حين انه كان عندنا نحن بلغتنا الجميلة سيدة لغات الارض كما يسميها الاستاذ الجزائري وفي غاية الاشراف لكن لم يبلغ الغربيين ان العرب والمسلمين قد سبقوهم اليه كما ان اليد العربية لم تمتد لتراثها النقدي وتقلب ما فيه من روائع السبق في الابداع الجميل فتصون وجهها من التسكع في ابواب من اقبلت عليهم الدنيا فبهروا الغافلين بعطاءها وهو في الاصل مسبوق اليه. ومن جهل العامة والخاصة اغلبهم ان النقد العربي القديم هو الجديد اليوم عند الغربيين لكن دون نسبة الى مبدعيه والمفتتنين فيه، استميحكم عذراً ان اقف الكلام عليه ولاسيما على جذوره الاولى لنؤكد ان ما سبق اليه نقادنا البارعون هو من الاثار الباقية على مر العصور جديداً فائقاً وها هو استاذي العزيز وضيفي الموقر الكريم الاستاذ الجزائري، بشير الجزائري وهو يجلس الى جانبي الان ليشهد لي او علي في هذه الدعوة. استاذ جزائري بداية اهلاً بك ومرحباً في برنامج الطارف والتليد. الجزائري: لك في الحق وعليك. المحاور: استاذ جزائري، أين كلامي عندك في الصحة من هذا الشأن؟ يعني آمل ان احظى بالجواب بعد هذا الفاصل القصير لو تسمح. الجزائري: انا بين يديك واحييك واحيي الطيبين الذين يستمعون الينا الان. المحاور: اعود مرة اخرى الى الاستاذ العزيز وضيفي الكريم السيد بشير الجزائري، سيدي الكريم قبل الفاصل انا قلت وهل تريد ان اعيد ما قلته ام؟ الجزائري: انت متفضل على كل حال. المحاور: تفضل. الجزائري: يا سيدي اذا كان النقد الغربي اليوم قد بلغ اوجه فأنه قد جاء بجديد حقاً ولكن عند الكثير من اهله الذين ربما لم يطلعوا على ثقافتنا العربية وما ورد فيها فنحن بلا ريب مقصرون في نقل تراثنا وارائته غيرنا، الناس من طبائعهم ان يفخروا بما عندهم من الذهب والمال بما عندهم من المعرفة والثقافة ومن الادب وينقلوه الى من يريدون ان يباهوه به اما العرب مع الاسف الشديد على كثرة ما لديهم من ثراء وعطاء الهي سخي وكريم لم يبادروا الى نقل ثقافتهم وارائتها الناس الاخرين في الشرق والغرب فبقيت هذه الثقافة كنوزاً ثمينة نفيسة لكن في بطون المكتبات او عند الضياع، في كف الضياع، قليل منها من بحث عنه اهله ووجدوه وساعة وجدوه لم يستطيعوا عرضه على الناس ايضاً وهذه محنة من المحن لأن المحققين والباحثين العرب الاكفاء لم يكونوا من ذوي الثراء العريق، لم يكونوا من اولئك الذين قد انضووا او حنوا اعناقهم للسلاطين الذين بيدهم المال وكل شيء. المحاور: يعني استاذ جزائري، عفواً انا اقاطعك يعني هل ترى في هذا هو السبب لأنحطاط، دعني اقول انحطاط وتدني الشعر وتدني الموسيقى وتدني الغناء وتدني القصة في عصرنا الحالي وخاصة في البلدان العربية؟ الجزائري: هو جانب من الجوانب لا شك ولكن انا وانت لانؤمن بسبب واحد للاشياء، تتعدد الاسباب والحالة ظاهرة يعني حقيقة اعراض الحكام عن الناس الذين يأنفون ان يخضعوا لهم، اعراض من بيدهم المال عن من يمجدهم سببان رئيسان من اسباب عدم ظهور الثقافة العربية الاصيلة الجميلة. هناك القصة الرفيعة والشعر الرفيع وآثار طيبة جداً في مختلف الشؤون والفنون العربية اليوم ولكن مع الاسف تبقى هذه قليلة ونادرة والنادر شبيه العدم كما انت تعرف، نحن نتمنى ان يكون اولئك الذي اتاهم الله ان تكون بيدهم مقاليد امور الناس من اخواننا الحاكمين في كل الارض العربية، في كل الارض الاسلامية ليس العربية وحدها نتمنى ان يكونوا قد التفتوا الى ان انتشار الثقافة العربية، انتشار الثقافة الاسلامية انما هو عز لهم وتمكين لهم في مواقعهم، الثقافة العربية اذا سادت تعزز مقامهم، لاتزلزلهم ولكنهم هم بطبعهم لأنهم جاءوا في صور لا اريد وصفها يخشون دائماً على انفسهم ويقفون في وجه الضياء ان ينتشر. المحاور: يعني هم لايتمكنوا ان يحجبوا الشمس ولكن سيدي الكريم. الجزائري: لو جمعوا كل غرابيل للارض لا يحجبون الشمس. المحاور: لكن هناك موضوع يعني نشر الثقافة العربية شيء وتقبل العرب لهذه الثقافة في العصر الحالي هو شيء آخر، هو شيء يستحق النقد، ارجو ان تعكس لي رؤيتك حول هذا الموضوع. الجزائري: انا اشكرك كل الشكر وقد بهتني وفوت علي ان اتقدم الى مستمعي الذين كنت معهم في الصباح وقد شرفتني بالزمالة، نتحدث في شأن الميلاد السعيد للناقد الاكبر للثقافة العربية كلها السيد الامام علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين هذا الذي نقد الحياة بأجمعها كلها ولكن بكلمات دعاء ولذلك. المحاور: الصحيفة السجادية نعم. الجزائري: كانت هذه الصحيفة الذي يسميها الناس السجادية نسبة الى كثرة سجوده العظيم رضوان الله وسلامه وتحياته واقباله عليه ذلك لأنهم قرأوا آية من القرآن بأنه يفقهها وفيها سجود الا سجد وما ذكر نعمة لله سبحانه وتعالى عليه او على احد من الناس الا سجد وما ذكر الله سبحانه وتعالى في موقف من المواقف الا سجد فكان السجاد وكانت ادعيته نقداً للواقع الاجتماعي المرير الذي كان قد خرج عن الاستقامة الاسلامية المنشودة فكان قد صحح للناس من غير ان يشعرهم انه نقاد لسيرتهم او انه واقف على شيء يكرهونه، كان كلامه دعاءاً في دعاء ولكن ذلك الدعاء كان ينبه الناس ومن باب الاتفاق واعتذر اليك من هذه الاضافة كان الدكتور علي العلي الاستاذ والشيخ والاديب والقانوني الكويتي الذي يسكن في المدينة الفقيرة، في المدينة التي لاتحوي الا العلم والعلماء قم وقد اصر بعد النعمة الوفيرة ان يكون في هذا الوسط الذي لا يأتي على المعرفة الا من ذلك الباب الرقيق جداً وهو باب الاحتياج الى الله سبحانه وتعالى وحده، كنا نتحدث في هذا الشأن فنقل لي هذه العبارة وهي في غاية الجمال قال ان اهلي ساعة نقرأ نهج البلاغة تقول ان ضغطي يرتفع. المحاور: ضغط الدم. الجزائري: ضغط الدم يرتفع عندها لماذا؟ لأنها حينما تقرأ هذا الكلام وتحس ان الناس بعيدون كل البعد عن المعاني التي يرمي اليها امير المؤمنين عليه السلام، عن الامور الكبيرة التي يدعوهم اليها وعن الامور الكبيرة التي يحذرهم اياها تألم اذ ترى الناس لا يسمعون. المحاور: استاذ جزائري انت عدت بنا الى نقطة البداية التي انا قلت يعني الامام السجاد. الجزائري: انت علمتني الاستطراد. المحاور: على كل حال الاستطراد جيد في هذا على الاقل ونحن الان سمعنا ذخراً من مذاخر التاريخ، الامام زين العابدين ليس بقليل كما قلت انت وتفضلت ويشهد له الجميع. نعود مرة اخرى دعني ابسط الامور واذهب الى اتصال هاتفي ولكن دعني قبل ذلك ان اقول سيدي الكريم سؤالي هو هذا قول السجاد شيء وتقبل الناس وفهم الناس لهذا القول شيء آخر. الجزائري: بلا شك. المحاور: اين تجد العلة؟ هناك نشر لثقافة وهناك استقبال لهذه الثقافة، ما هو تعليقك الكلي؟ اين السبب هل هم ابناء العروبة او الحدود او ان الفضائيات اصبحت هي التي تطغى على كل شيء؟ ارجو ان تسمح لي استاذ بشير ان اذهب، معي من البحرين اخ عزيز، الاخ جعفر حمزة، اخ جعفر سلام عليكم اهلاً بك. حمزة: وعليكم السلام ورحمة الله. المحاور: اعتذر انني اخرتك تفضل. حمزة: سلامي الى الاستاذ الفاضل الكريم الاستاذ بشير الجزائري وسؤالي المتواضع هو. الجزائري: زادك الله فضلاً وكرماً. حمزة: اي النقاد العرب على حق واجدر بقراءة آثاره فنحن نتمنى ان لا يبخل علينا الاستاذ الكريم بأجابة وافرة على هذا السؤال؟ المحاور: انا اشكرك اخ جعفر حمزة، طيب سيدي الكريم اترك سؤالي ولنذهب الى هذا الجواب. الجزائري: اكرمك الله واكرم الاستاذ الكريم المهندس الاديب ومن عجب ان يكون المهندس من الادباء وبارعين غاية البراعة في الادب وهم متسلطون على المهارة من كل جوانبها، اول النقاد العرب الجديرين بقراءة آثارهم هو نفسه جعفر حمزة، رجل يكتب قليلاً ولا يعرف الناس عنه انه ناقد، هو يكتب ادباً ولكن ادبه هو نقد للحياة التي يعيشها الناس اليوم، بمقالة قصيرة او طويلة رسم اشياء والواناً وانواعاً ذكرت الناس بما كان الامام زين العابدين. المحاور: يعني نترك الجرجاني، انت شهدت الان ان نترك جرجاني ونذهب الى الاخ جعفر حمزة. الجزائري: ليتني استطيع ان اقول ان الجرجاني قد حيي جعفر حمزة اليوم، والله اقولها صادقاً ولا اقولها مادحاً للرجل ولامثنياً عليه انما هو تقرير في تقرير والتقرير كما تعلم هو قول حقيقة كقولك اثنين زائداً اثنين تساوي اربعة. المحاور: انا معكم ايها الاخوة ومع الاستاذ بشير الجزائري، نعم اعود اليك استاذ بشير اكمل تعليقك. الجزائري: اي تعليق؟ انت تمضي بنا من وادي لواد وتقول بالله عليك حدثنا بالوادي الذي مررنا به ونحن في الوادي التاسع، على كل حال اذا كان لابد لنا من عودة فنعود الى قولك الاول ان الغربيين كانوا قد امتلكوا او قد جاءوا بنقد جديد بهر العرب او اهل المشرق بل بهر غيرهم من الناس، الناس الغربيون ليسوا كلهم اولي نظريات نقدية حديثة انما هناك بعض منهم الفرنسيون هم اولي الابداع، الالمان بجانبهم، الانجليز بجانبهم الاخر وتطير من هؤلاء الى الولايات المتحدة صاحبة الابداع في كل شيء وهذا ايضاً ليس مدحاً للنظام الاجتماعي الحاكم انما انا اذكر اولئك الذين جاءوا الناس بثقافة جديدة وعلموهم اشياء كريمة وكثيرة ونحن لا نبخس الناس اشياءهم، ديننا علمنا ان نعرف للانسان حقه اي انسان كان قريباً منا او بعيداً عنا مختلفاً معنا او مأتلفاً. المحاور: طيب طيب استاذ جزائري، دعني اسألك يعني الم يسبق النقاد العرب الى احدث نقد يتداوله الغرب وهم مفتونون به. الجزائري: ومتفننون به. المحاور: طيب سيدي الكريم. الجزائري: سيدك الله. المحاور: بما تأثر عبد القاهر الجرجاني، لنعود مرة اخرى الى الجرجاني ونقول بما تأثر عبد القاهر الجرجاني في نظره البلاغي والنقدي الذي فاق فيه من سبقه ومن لحقه؟ الجزائري: رحم الله والديك هو يستحق، الرجل كان قد جاء بشيء يسير جداً ولكنه في غاية العظمة، جاء به في الكتابين، الكتاب الاول سماه اسرار البلاغة وعرض فيه للمعاني ولااقول تعرض، عرض فيه للمعاني هذه المعاني الجميلة في رأيه هو هي سيدة كل شيء يعني ليس هناك من كلمة مهما كانت جميلة اي الالفاظ مهما كانت بليغة ومؤثرة ورصينة ومتينة وصف كل هذه الصفات البديعة والجميلة، هو في رأيه لاقيمة لها لولا استعمالنا اياها لمعنى كبير كنا قد قصدناه. المحاور: طيب لو وضعناها في غير مكانها ماذا يحصل؟ معنى عميق ولكن ليس في مكانه؟ الجزائري: يعني هي اضفت عليه جمالاً ولكن كما انت تعلم يبقى المعنى هو الاول عنده، عند عبد القاهر الجرجاني وانا اميل الى هذا الذوق الجميل وهذا الذوق الرفيع، هكذا هو مثل قال الذهب مادة نفيسة جداً تصاغ في شتى الصياغات، في شتى الصور، تصاغ لليد وتصاغ للجيد وتصاغ للرجل وتصاغ وتصاغ وايضاً تنصب على هذا الجدار وذاك الجدار وتكتب بها الاسماء وتنور، كل هذه صور وقيمة هذه الصور بقيمة المادة التي صيغت منها اي من الذهب، قيمتها بقيمة هذا الذهب فقيمة هذه الكلمة مهما كانت جميلة بالمعنى الذي قد لبسته، اذا كان المعنى رفيعاً ارتفعت به واذا كان المعنى وضيعاً مهما كانت جميلة نزلت معه، انت افترض واعتذر من هذا التمثيل، افترض ان امرأة حسناء زوجت ذماماً او ان امرأة شريفة عفيفة زوجت نذلاً ما تكون الصورة؟ المحاور: يعني انا اعتقد ان هي ستبقى حسناء وهو يبقى ذميماً وهي ستبقى كريمة وهو يبقى نذلاً فتحافظ على صورتها اياً كانت ولكن القضية لنراها من وجهة اخرى. الجزائري: ولكن الا يخفض منها ذاك الذميم وذاك النذل شيئاً؟ المحاور: طبعاً الرؤية تختلف يعني استاذ الجزائري انا اعتقد انك متى ما وضعت الماسة الى جانب الفحمة فحينها تعلم ان هذه الماسة تتلألأ اكثر فأكثر. الجزائري: هذا صحيح التلألأ صحيح ولكن تلألأت بذاتها وما تلألأت بجارتها، انا اردت ان اقول ان قيمة الكلمة بقيمة معناها اذا كان المعنى جميلاً، اذا كان المعنى رفيعاً كانت الكلمة رفيعة ايضاً حتى اذا جئنا بكلمة ادنى من ذلك المعنى ولايمكن لأنسان عاقل ان يأتي بثوب غير قشيب وغير لطيف ونظيف لأنسان كريم، يمكن؟ المحاور: لا اعتقد. الجزائري: العاقل لايفعل اذن اتفقنا مع عبد القاهر الجرجاني رحمه الله الذي جاءنا بهذه النظرية. المحاور: طبعاً استاذ جزائري دعني الحقيقة اعترف بشيء اني اليوم اشرد وفكري كما تعلم انت شارد الذهن وعلى كل حال انا اعتذر لأن بعض الكلمات تفوتني ولذلك اسكت ولا اعلم حتى افكر. الجزائري: هذا من حسن حظي. المحاور: الحمد لله رب العالمين الذي من علي هذا اليوم بالتعب والارهاق الشديد كي يحسن حظ الاستاذ الجزائري ويختلي بنفسه ويقول ويقول ونحن نستمع. المحاور: ايها الاخوة والاخوات يعني لم يتبقى لدينا سوى عشر دقائق اذن دعوني اذهب مباشرة الى اتصال هاتفي من الاخت شمسة زيد من السعودية، اخت شمسة سلام عليكم اهلاً بك. زيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كيف احوالكم اخي. المحاور: اهلاً وسهلاً الحمد لله. زيد: شكراً لكم، لدي سؤال للاستاذ بشير اتمنى ان يجيبني عليه، كثير من النقاد العرب الذين نقدوا لكن من هم الجديرون بمطالعة نقدهم والانتفاع به، منهم الذي استطيع ان اتابع هذا النقد والانتفاع به بعد ذلك؟ المحاور: يعني على ما اشار اليه الاستاذ جعفر حمزة ولانعلم هل نعود الى الجرجاني ام نبقى مع جعفر حمزة، شمسة اوصلت رسالة انا كان بودي ان اقولها رغم تعبي الشديد، دعيني اعود اليه مرة اخرى، طيب سيدي الكريم اجب وانا استمع. الجزائري: اكرمك الله، اذا كان لدينا من نقاد عرب فأشهد لله شهادة حق ان كلهم جديرون بأن نقرأ ما كتبوا، ما من احد منهم يمكن ان نستثنيه، كلهم قدموا لنا شيئاً طيباً وشيئاً مختلفاً عما قدمه احدهم عن الاخر يعني انت قدمت شيئاً ومثلي قدم شيئاً والاخر قدم شيئاً ثالثاً ورابعاً وخامساً وهكذا لكن كما انت تعلم الله سبحانه وتعالى خلق عباده متفاوتين في كل شيء منهم من كان في غاية العمق ومنهم من كان في غاية السعة ومنهم من جمع العمق والسعة ومنهم من جمع الجمال والجلال ومنهم من اضاف اليهما الكمال وهؤلاء متفاوتون فأنا انصح للاخوة العرب، للقارئ العربي ان يقرأ لكل ناقد عربي يجده فأنهم كلهم قد قدموا لنا زاداً طيباً ولكن هناك منهم اعلام يعني من ذا منا يستطيع ان ينسى الدكتور طه حسين الذي يسمونه بحق يسمونه عميد الادب العربي، من ذا ينسى تلميذه وزميله وحبيبه الدكتور محمد منذور، محمد منذور جاء فأسس نقداً عربياً جديداً مختلفاً حتى عن نقد ابيه وسيده الدكتور طه حسين. المحاور: ولكن استاذ جزائري انا اعتقد ان طه حسين اليوم اذا كان لما استطاع ان ينقد شيئاً والسبب لأن الان كلمة السحن دحن بو هي التي تطغى والطشت قالي هي التي تطغى ولم يبقى شيئاً فماذا يقولون على فن وضيع هو حتى لا يعرف اين مبدأ الشعر واين البيت واين المصرع وحتى الموسيقى اصبحت نعم لنعد ايضاً عبد الوهاب اليوم اذا يأتي فهو لا يتمكن ان يرسم صورة للموسيقى العربية على لسان مطربة عربية، حتى ذلك اليوم سوف يبقى واعتقد يصاب بالشلل ويموت على كرسيه الهزاز من العصبية، يعني سيدي الكريم طه حسين انت تعلم ذهب واليوم الوضع يختلف، البيئة اليوم متوفرة للنقد ولكن ماذا تنقد يعني اتنقد الشعر فهو ليس بشعر، اتنقد الموسيقى فالموسيقى هي غربية ولاتستطيع ان تنكر علي ذلك لأننا اليوم الحمد لله والمنة هذه الكاسيتات تخرج وهذه السيديات تخرج الى الاسواق والمعزوفات كلها اجنبية فأين سيدي الكريم تذهب الى طه حسين والوضع شيء اخر، دعني اذهب الى سلطنة عمان يا استاذ بشير الجزائري معي ايضاً عزيز من سلطنة عمان لااعرف يوافقني رأيي ام لا. الجزائري: اعزك الله انت وهو. المحاور: طبعاً انا احبك والحقيقة تعلم انني اذا ما قلت اريدك ان تصبر علي، اخ محمد سلام عليكم هل توافقني؟ محمد: سلام عليكم ورحمة الله، حبكم وحب الاخ بشير الجزائري الصوت المميز للاذاعة الاسلامية. الجزائري: جزاك الله بكل خير. محمد: حياكم الله، بالنسبة للانحطاط في العالم العربي يعيش في انحطاط شامل، سياسي وانحطاط اقتصادي اضافة الى الانحطاط في الادب والذوق يعني لو جاءت كلمات راقية وادب معبر لما وجد جمهور يستمع له لأن الجمهور اصبح ذوقه هابط ولذلك جاءه الفن الهابط يتناسب مع الوضع الحالي للوطن العربي فالمواطن العربي ذوقه هابط كما اسلفت لذلك فنه هابط، اريد ان اعود الى موضوع الجرجاني. الجزائري: شهادة سرتك. المحاور: نعم انا معك اخ محمد لو كنت هنا في طهران لعزمتك الليلة على مأدبة عشاء على هذا الكلام الذي تفضلت به. محمد: لجئتك ولو حبواً ولكن اعدكم بزيارة ان شاء الى الجمهورية الاسلامية وان استطعت سأزوركم. المحاور: يا هلا تشرفنا نعم تفضل. محمد: حياكم الله وحيى ذوقكم وحيى ادبكم والادب الراقي الذي تقدمونه في هذا البرنامج، بالنسبة لموضوع الجرجاني وهو طبعاً رجل البلاغة الاول، ماالذي جاء به في هذا المجال يعني سمعنا اشياء كثيرة واردنا ان نعرف بعض الاشياء التي اجاد فيها في البلاغة ومأثوراته المشهورة؟ المحاور: اخ محمد من سلطنة عمان انا اشكرك الشكر الجزيل مرتين نعم تفضل استاذ بشير الجزائري. الجزائري: اولاً انا احيي الاخ محمد من سلطنة عمان دامت موفقة لكل خير مصونة عن كل سوء، الواقع هو سأل السؤال الذي اردت ان اجيبك انت عليه ولكنك لم تتح لي ذلك بأستطرادك الجميل الاخاذ الذي يجعلني بعيداً بعيداً عن كل المرام الذي. المحاور: استاذي الكريم انت تأخذني الى غياهب الجب ومن ثم تقول رميتني وقتلتني وذبحتني. الجزائري: سبحان الله، على كل حال حالنا له صور شتى في الادب العربي لااستطيع ذكرها الان فأنا اسيرك على كل حال، اجيب الاخ محمداً حفظه الله وزاده حمداً، المرحوم عبد القاهر الجرجاني الفذ العظيم في البلاغة والفذ العظيم في النقد كان قد جاء بنظريتين او بصورتين او بجديدين، جديدين باقيين ما زاد عليهما احد ولانقصهما احد سبحان الله، عاش بهما العربي وغير العربي وعاش بهما الشرقي والغربي الذي كنا قد بدأنا الحديث به وقلت لك ان الغربيين لم يأتوا بجديد في النقد انما هذا الجديد هو قديمنا الذي لانعرفه ولاندري به ومن درى كان قليلاً مما كان نادراً والنادر اكرر كما اسلفت شبيه العدم، التصوير الفني جاء به في كتابه اسرار البلاغة واتمنى لحبيبي محمد ان يقرأه والجديد الثاني الذي جاء به هو النظم وكان ذلك في كتابه دلائل الاعجاز، قال للمتكلم غرض يرتب المعاني الخاصة به في نفسه اولاً ثم يجعلها ترتدي الفاظاً ملائمة لذلك الغرض بالجمال والكمال وترتيب الالفاظ موضوع النحو اذ يحدد مواقع الكلم الجزئية يعني هذه الكلمة تكون اولاً او تكون اخراً، يجوز ان تتقدم او لابد ان تتأخر هذا كله عالجه فيما نسميه او سماه هو النظم وليس ايضاً هذا بجديده وحده لاشريك له انما هو استقاه من اخوته المظلومين الذين استبقوه ولم يشر الى احد منهم وتلك طبيعة الدنيا، قلة من الناس من يعرفون للناس حقهم في كل شأن. المحاور: ولذلك وضع الله سبحانه وتعالى فم واحدة واذانين ليستمع بهما جيداً. المحاور: اقولها في الحلقة القادمة سوف نذهب الى اثر القرآن الكريم في النقد العربي، هذا هو موضوع حلقتنا القادمة ولكن الوقت يداهمني ودعوني الافاضل على الاقل اسمح لنفسي ان انتقم من هذا الرجل، سيدي الكريم اذا لم يجتمع الادباء العرب اليوم فطه حسين لايفيهم، اذا لم يجتمع اليوم الفنيون العرب بفنونها وبموسيقاها وبكلماتها فهذا النقد سيدي الكريم سيكون طي الكتب ولايفيد غير نفسه لأنه لايتحرك الجزائري: انا لايعنيني هذا وانا اذكر قول رسول الله (صلى الله عليه واله): «يا علي لأن يهد الله بك رجلاً واحداً لأفضل ممنا طلعت عليك شمس». المحاور: وهذا ثابت على كلامي، سيدي الكريم انت تقول الصحيفة السجادية واكثرهم لايعلمون ما الصحيفة السجادية وحتى يعارضون على كل حال انا لي معك حديث. الجزائري: وقد ظهرت الصحيفة السجادية وظهرت البلاغة. المحاور: لنذهب وانا اشكركم واشكر الاستاذ بشير الجزائري، الى اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة