البث المباشر

الطارف والتليد -23/06/2009

الأربعاء 24 يونيو 2009 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وبه نستعين، بسم الخالق البارئ المصور سلام عليكم واهلاً بكم في هذا اللقاء الادبي، الطارف والتليد وللاستمتاع والانتفاع بمعرفة الصورة الادبية وهي موضوع اليوم وها انا ذا رائد الدباب مقدم الطارف والتليد اعتز بأستمتاعكم بحوارنا في الصورة الادبية آملاً ان تروق لكم بألوانها الزاهية الاستاذ بشير الجزائري كما اعتدنا ايها الاخوة تتجلى عظمة اللغة العربية التي هي لغة التنزيل الحكيم لغة القرآن الكريم في تصويرها الدقيق للمعاني وبيانها المشرق عنها فالتأثير والاقناع هما غاية الابداع الادبي وسبيل اللغة الى هذه الغاية هو الصورة البديعة التي يرسمها الاديب البليغ وهي تحرك العقول وتأخذ بمجامع القلوب بألوانها الزاهية وضلالها الشفيفة فتهز المشاعر وتتجاوب مع اصداء الحياة واسرار الجمال في هذا الكون البديع الذي استخلفنا فيه. المحاور: ولأن الصورة الادبية البديعة تسمو بالاحاسيس فتنبض القلوب بأصداء الحياة واجداءها وانداءها ولا اشتغل النقاد قديماً وحديثاً بالكشف عن اسرار الجمال وانوار الكمال في التصوير الادبي ليبلغوا ما في هذا التصوير من جلال فيجدونها في لطافة الخيال مرة وفي رشاقة الفكر مرة وفي التعبير عما يجول في النفس من مشاعر فياضة عذبة مرة وفي الابهام والاغراق مرة ويتعدد وجدانهم لهذه الاسرار والانوار تعدد انفاسهم وما آتاهم الله من قدرة النظر وقدرة التعبير عما ينظرون. المحاور: واعود الى حضراتكم الان بأطيب التحيات شاكراً لكم المسير معنا في رحاب الطارف والتليد متأملين ما يتاح لنا تأمله من الصورة الادبية ومعي استاذي العزيز السيد بشير الجزائري، رفيقي واخي الاكبر، كلما سمعتموني في هذه الرحاب الندية بألطافكم الشذية وبأنفاسكم الزكية، السيد الجزائري اهلاً بك مع من تحب محادثتهم وكلكم بخير ان شاء الله الجزائري: فديتك وفديتهم وكلكم سالمون ان شاء الله غانمون وانا معجب هذا المساء بلطفك وهدوءك غير المعتاد الذي أسأل الله سبحانه وتعالى ان يأخذ حرارة كما اعتدته من قبل. المحاور: طيب دعوني اعود الى الاستاذ الجزائري وابدأ عراكي معه في هذا الموضوع، استاذ الجزائري دعنا نذهب الى صلب الموضوع، متى يدرك الانسان اسرار الجمال في التصوير الادبي؟ الجزائري: اميل الى القول اذا كان لمثلي ان يقول بأننا لاندرك هذه الاسرار الآسرة، اسرار فعلاً تأخذ بقلبك وبعلقك، بيدك، بفعلك، بكل شيء ينتمي اليك وانت حي، وانت حي فاعل ولكننا ندرك مظاهر ذلك الجمال سلام الله عليه المصور في الادب وعناصرالابداع فيه، هذا ما اميل اليه والبقية عليك. المحاور: على كل حال الصورة الادبية هي واسعة الى درجة ان الاراء ربما تأخذ من وقت البرنامج وانت تعلم انني لا استطيع السكوت في بعض الاحيان، على كل حال سأضغط على نفسي واسكت ولكن استاذ الجزائري اي العصور كان اكثر ابداعاً في هذا التصوير الجميل؟ الجزائري: سألت عن العصور وكل العصور مغرمة بالصورة الادبية، ليس من عصر كان خالياً منها اذا كانت في نطاق تاريخنا المبارك فنحن ننظر الى هذه الصورة مشرقة في الادب الجاهلي الذي يسميه جماعة من الادباء والمؤرخين ما قبل الاسلام وكأنهم يستنكفون من وصفه بالجاهلية وكأنهم يتصورون اذا استعملوا هذا اللفظ الذي هو لفظ اسلامي ينتقصون اولئك الذين كانوا من قبل هذا الدين القيم القويم المشرق بكل معانيه الجميلة الاخاذة بروح الانسان ولبه الى آفاق عالية جداً، يتصورون اننا اذا قلنا ذلك عصر جاهلي كان الناس لا يفقهون فيه شيئاً، لم يكن المراد بكلمة الجاهلية هذا انما المراد هو العتوم على الدعوة الطاهرة اليهم ان يصعدوا الى ربهم اعزة كراماً. المحاور: على كل حال. الجزائري: اسمح لي ان استتم كلامي ولك ان تأخذ مجالك كما تحب وانت فارسه، سيدي اذن ليس من عصر في نظري اولئك الذين ينظرون الى مثل هذه الامور يفوق عصراً آخر فيما تفصلت وتجلت فيه معاني الابداع في التصوير الادبي الجميل فهذا التصوير رفيق الازمنة كلها وهو حاصل فيها جميعاً فهو الاثر الانساني الجميل الذي تتجاوب فيه اصداء الحياة ما دام الانسان في هذا الكون. المحاور: يعني انا اسمعك استاذ الجزائري نعم. الجزائري: لك لك. المحاور: نعم على كل حال يعني استاذ جزائري انا في الحقيقة لااستطيع السكوت، سيدي الكريم انت تسمع من جانب عندما يقول السموئل صاحب الحسن فيه الجاهلية وليست قصدي بالجاهلية انهم جهل بل انما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «انما جئت لأتمم مكارم الاخلاق» فهم كانوا اصحاب خلق واصحاب معلقات، الجاهلية بمعناها كما تفضلت، عندما تسمع السموئل يقول:
اذا المرء لم يدنس من اللؤم
عرضه فكل رداء يرتديه جميل
هذا هو ضرب من ضروب الصورة وعندما تأتي الى بعض المعاصرين، البعض اقول ويقول: حبيبتي والحذاء يعتصرني في روما. الجزائري: نعم وكنت ممدداً كالنعال. المحاور: وكنت ممدداً كالنعال كما تفضلت يعني انا اتصور ان هذا الرجل حتى يهين الكلمة المقدسة التي هي من اسماء الله الحسنى عندما يقول حبيبتي والحذاء يعتصرني في روما واذكر السموئل هذا الرجل العظيم، اذكر المعلقات ارى ان فيها هناك اختلاف يعني الا برأيك تختلف مقاييس الجمال بخلاف العصور؟ الجزائري: بلى والله تختلف اختلافاً كبيراً. المحاور: طيب طيب هنا السؤال، فيم اختلافها اذا كان هكذا؟ الجزائري: يا سيدي هي ثابتة في حقيقتها انما يختلج شعوري انا ازاءها، شعوري بها وشعورك انت فنحن اذ نواجه شيئاً في لحظة معينة ومكان معين، انت تتأثر به بنحو واتأثر به انا بنحو ويتأثر به ثالثنا ورابعنا وخامسنا بأنحاء اخرى، هذا هو وجه الاختلاف اما هي فهي ثابتة تلك الصورة، انها ثابتة في رأسك انت، في قلبك، في خاطرك وفي خاطري لكنها صورتي انا وصورتك انت. المحاور:
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
لوشرفتا راح عنهما القمر
على كل حال اتصور ان هذه الصورة الرائعة التي نتحدث بها انما هي بناء فني بديع له منابعه وروافده وانواره وضلاله وشروطه وخصائصه في اللفظ والجملة وايضاً الاسلوب والنظم والحقيقة والخيال والايقاع والوزن، اليس كذلك سيدي الكريم؟ ارجو ان تجيبني على هذا بعد فاصل قصير لأعطيك نفس الراحة. الجزائري: انا لله. المحاور: قد افلت مني الاستاذ الجزائري مرة اخرى لأن لدينا اتصال هاتفي من السعودية. الجزائري: اعود اليك وبين يديك. المحاور: معي الاخ العزيز علي الشهيدي من السعودية، اخ علي سلام عليكم اهلاً بك. الشهيدي: وعليكم السلام، دعني اتطفل على مائدة الاستاذ الحرب الاستاذ بشير الجزائري. الجزائري: اكرمك الله انك عزيز. الشهيدي: لايحتاج هذه المعرفة من كان اديباً مثله ولكن سؤالي في اي شيء تقصدونه بالصورة الادبية وما فائدة الكلام عليها؟ المحاور: اذن علي الشهيدي من السعودية وصل السؤال ووصلت رسالتك لا اعتقد انه يحتاج انني اعيد عليك ما تفضل به. الجزائري: اعزك الله واعزه انه لأفصح من اتصل حتى الان، صوته كان جلياً وقد بين لنا ان نقول يا ابا الحسين يا علي انما يقصدون بالصورة الادبية ذلك التركيب الجميل الحكيم البليغ القائم على تنسيق حي، تنسيق فاعل لوسائل التعبير البليغ جداً يعني ليس كل تعبير انما التعبير البليغ الذي ينزل على جواهر الاشياء فيجليها لعين القلب لا لعين الرأس وينتقيها الاديب الذي هو انت ان شاء الله والاخ علي حفظه الله وكل الطيبين الذين يستمعون الينا في هذه اللحظات، يجلون تلك الخواطر والمشاعر التي تتدفق بين جوانحهم في ساعة معينة ليهيجوا بها مشاعري وخواطري ومشاعرك وخواطرك كما مر اما ما فائدة الكلام عليها فأنها لعظيمة جداًن الصورة الادبية ساعة يعرفها الاديب البليغ يأتينا ببليغ من البيان نأنس به ونحيى وننشط ونفعل ونتقدم اما ساعة لايعرف عن الصورة الادبية شيئاً او يعرف عنها شيئاً غير كامل ولااقول ناقصاً، يعرف عنها شيئاً غير كامل فأنه لايأتينا بما يحيينا ونحن بحاجة لمحي في هذه الازمنة وانت سالك. المحاور: نعم الحقيقة الصورة الادبية اراها هذيان متناسق مرهون بالحمى. الجزائري: يارب انا اجيرك من مثل هذه التعابير. المحاور: على كل حال انا اعتقد انه اذا دون حمى فالشاعر. الجزائري: سمعناك قد هجمت على هؤلاء الذين يتلفظون بمثل هذا. المحاور: استاذي الجزائري انا بحثت بما هو في مقدوري، اليست حمى ان يقول عنتر بن الشداد:
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم
أليس هذا من الحمى؟ أليس هذا من الهذيان الذي اتسق هو بنفسه للطافته بالحمى؟ الجزائري: لماذا لا يكون هيجاناً بدل ان يكون هذيان؟ المحاور: اتصور ان الرجل يجب ان يخرج من اطار جسده ومن اطار العالم فيتشتت في الفضاء كي يتمكن ان يفهم ما هي النجوم ولذلك فهي تشتت النجوم وبجمالها فهو شيء جاء من العدم ولم يأتي به الا الحمى، هذا رأيي؟ الجزائري: انه لم يرها في النجوم وانما رآها في لمعان سيفه. المحاور: وهذه صورة ايضاً من الصور على كل حال دعني ولاتفلت من السؤال الاول انت تحدثت عن اختلاف مقاييس الجمال بأختلاف مقاييس العصور طيب اعود مرة اخرى، هذه الصور الرائعة سيدي الكريم شروط وخصائص في اللفظ والجملة والاسلوب والنظم والحقيقة والخيال والايقاع والوزن الا ترى كذلك؟ الجزائري: كذلك هو، واله هكذا وزد عليه ايضاً من فضلك انت وقد رأيتك دائماً تزيد وهذا لطف محفوظ عليك ومذكور لك، زد عليه يا اخي اثره في النفس القارئة او النفس السامعة وهو انواع واشكال يمتاز كل منها بمقوماته الخاصة به وحده لا شريك له. المحاور: نعم يعني استاذ جزائري انت ترى ان الاخ يومأ الينا ان نذهب الى لحظات ونعود مرة اخرى ولا حول ولا قوة الا بالله. المحاور: الاستاذ الجزائري والساعة تمر ومعنا الاخ رشيد من تونس، اخ رشيد سلام عليكم اهلاً بك. رشيد: احيك استاذ رائد واحيي الاستاذ الجزائري وكافة المستمعين. الجزائري: حياك الله. المحاور: اخ رشيد يعني انا اعتذر منك لأن الخطوط لا تسمح ان نسمع صوتك وتعبيرك القويم في هذا البرنامج ويبدو ان معنا الاخت صديقة من البحرين، اخت صديقة سلام عليكم تفضلي. صديقة: سلام عليكم اطرح عليكم هذا السؤال، فيم تختلف الصورة الادبية في الازمنة والامكنة؟ المحاور: اذن الاخت صديقة من البحرين تسأل استاذ جزائري فيم تختلف الصورة الادبية في الازمنة والامكنة؟ الجزائري: والله لاتختلف الا اختلافنا نحن في الازمنة والامكنة، كنا في يوم من الايام نسكن الغابات فتحولنا الى القرى والارياف وتحولنا من القرى والارياف الى المدن ولو ان المدينة في القرأن الكريم هي القرية في التعبير القرآني، بتحول الانسان من حال الى حال في عيشه يتحول معه قلبه وعقله، احساسه وفكره أليس كذلك؟ فصورة الادب عند ذاك الذي كان قد ارتقى في المعرفة تختلف عن ذاك الذي بقي على حال من الاحوال او ذاك الذي تحول شيئاً ما من التحول ولم يكتب له تحول كبير جداً في حياته فهذا هو الفرق بين الصور الادبية في الازمنة والامكنة واتمنى ان يكون راق الجواب للاخت السائلة الكريمة وحياها الله. المحاور: نعم نشكرك استاذ الجزائري وايضاً نشكر الاخت صديقة من البحرين، طيب استاذ جزائري دعنا نعود مرة اخرى، اذن يبدو ان هناك ايضاً الاخ خليل من البحرين ودعنا نسنتقبل الاخ خليل، اخ خليل سلام عليكم اهلاً بك. خليل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته والسلام على الاستاذ بشير الجزائري ورحمة الله. الجزائري: وعليكم السلام ورحمة الله. خليل: سؤالي للاستاذ الجليل، ما اثر التصوير الادبي في الثقافة والمجتمع والسلام عليكم. المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله اذن ما اثر؟ الجزائري: والله هو يقول ما اثر الصورة الادبية او التصوير الادبي في الثقافة والمجتمع؟ الحقيقة الثقافة هي التي تؤثر في الصورة الادبية يعني انت ساعة تنظر الى قول امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) وهو احد الناس تجد الصورة الادبية الرائعة عنده تفوق كل الصور الاخرى ما عدا ما جاء في كلام اخيه الذي هو نفسه اي محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اذن ثقافة الانسان هي التي تؤثر في الصورة الادبية التي يقدمها لمجتمعه او يقدمها لكل من يجيئون بعده، علي بن ابي طالب (عليه السلام) ساعة قال: «اذا ذهب الفقر الى بلاد قال له الكفر خذني معك» على يسر هذه الصورة: «اذا ذهب الفقر الى بلاد قال له الكفر خذني معك» بالله عليك الا تشعر، الا ترى الان اثنين يتقاودان احدهما وضع يده في يد الاخر متوسلاً به ان بالله عليك خذني معك، تراهما بأسمالهما او بلباسهما البالي، بلباسهما الذي ابلاه الزمان وقد تقاودا وذهبا من ارض الى ارض ينشران فيها الشر. المحاور: وكأنهما توأمان. الجزائري: وترى الشر اسود احمر وتراه وقد قدحت عيناه ناراً، اليست من صورة بليغة وبديعة جداً على يسر كلمتها، على قلة التصنع فيها بل على عدم التصنع فيها وقد سبقني القول. المحاور: نعم قال بل سولت لكم انفسكم امراً فصبر جميل، على كل حال. الجزائري: هذا من جانب هذا اثر الثقافة في الصورة الادبية لا اثر الصورة الادبية في الثقافة اما اثر الصورة الادبية في المجتمع فأنها تثير احاسيسه الطيبة وتبعثه على ان يتعاطف ويتآلف ويتوادد ويتواصل ويتراحم حتى يكون جماعة مؤمنة صالحة تزهو بها الارض ويزدهي بها الزمان. المحاور: في الحقيقة تذكرت ابيات اعتقد للرصافي يتحدث عن احدى النساء عندما يقول: تسير وهي رثة الملابس، وانا اتصور سيدي الكريم هذا الموضوع اتصور اني وصلت الى هذه النتيجة ان الثقافة برغم صورها الجميلة وتأثيراتها لو لم تتمكن من رفع الفقر عن الناس فوالله انها ثقافة ناقصة. الجزائري: احسنت. المحاور: كما كانت الرسوم البدائية على الكهوف هي صورة بديعة للانسان الذي كان يعيش في حينها اعتقد ان هذه الموسيقى في الفاصل هي ايضاً صورة من الصور الجمالية لمخرجنا العزيز السيد صادق الموسوي، دعنا قبل ان اعود اليك استاذ الجزائري قبل الفاصل ايضاً كانت معنا الاخت ياسمين الصحناوي لو لم اشتبه من سوريا، اخت ياسمين سلام عليكم. ياسمين: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، يعطيكم العافية استاذ اشكركم على هذا البرنامج الشيق وهذه الصور الجميلة التي تبدعون بها. المحاور: نحن نشكرك على هذا الاتصال الجميل وهذه الصورة الجميلة التي بدأتي بها في هذا الاتصال، نعم تفضلي. ياسمين: شكراً لك اود ان اطرح عليكم هذا السؤال لو سمحتم لي. المحاور: نعم. ياسمين: ما الفرق بين صورة ادبية وصورة طبيعية؟ المحاور: شكراً اخت ياسمين انا اشكرك الشكر الجزيل. ياسمين: معكم من سوريا ياسمين عدنان الصحناوي. المحاور: يا اهلاً اخت ياسمين الصحناوي اهلاً وسهلاً على كل حال سيدي الكريم انا اعتقد في الفاصل قلت ان الصور التي رسمت على الكهوف رغم بساطتها وهذه الموسيقى وهي دعمتني الاخت ياسمين وكأنني كنت في قلبها عندما قالت ما الفرق بين الصورة الادبية والصورة الطبيعية؟ الجزائري: اكرمك الله، انا بودي قبل الجواب ان اقف قليلاً على كلمتين اولاً انت ما تقول في هذا الاسم بالفارسية ساعة تواجهه؟ المحاور: اي شيء؟ الجزائري: اسم السائلة الكريمة. المحاور: ياسمين. الجزائري: طيب اذن انظر الى التحول اللغوي الجميل الذي ابدل هذا الاسم من حال الى حال هذا هو الذوق العربي ثانياً انا اشكر لك قولك من سورية التي يخطأ فيها حتى احبتنا السوريون الذين نعتز بمودتهم في تسميتها فيقولون سوريا وبعض من العرب يقول سوريا وليست هي كذلك انما هي سورية خفيفة لطيفة وظريفة جداً واذا كانت غير بشر قلنا طريفة سيدي السؤال الكريم الذي هو ما الفرق الذي تقول بين صورة ادبية وصورة اخرى، صورة واقعية، صورة طبيعية؟ ليست الصورة الادبية ليست هي كما في الواقع، ليست فكرة مجردة لأنها مشدودة الى عالم الفكر من جهة الى عالم الحس من جهة اخرى هذا هو الفرق الواضح في جوهر الصورتين الصورة الادبية التي تعتمل في اعماقك واعماقي واعماق كل من يسمعنا الان ومن لم يسمعنا اذن سيدي هذه خارجة من عالم الفن، الصورة الادبية خارجة من عالم الفن الملون بشتى التلاوين الجميلة البديعة الاخاذة التي تؤثر في نفس سامعها وقارئها وكل من يشعر بها لأنها قد تتحول هذه الصورة الادبية من قول الى فعل يعني ساعة تعرض على مسرح مثلاً، ساعة تحول الى فعل موسيقي مثلاً فأنها تأخذ طابع الفعل، تتحول من القول الى الفعل وهذا شيء جميل جداً لا نجده في الصورة التي بين ايدينا في الطبيعة، انت انظر الى الكلام الذي سلف في شأن الامام علي (عليه السلام) او لو كان الفقر رجلاً كما انت تروي لي وتعلمني، لو كان الفقر رجلاً لقتلته، انت ساعة تتأمل هذه الصورة وامير المؤمنين علي (عليه السلام) المعروف بأنه اعدل من مر على هذا الكوكب من الاولياء بعد الانبياء، علي هذا الذي كان كله غيرة لله سبحانه وتعالى وغيرة على عبد الله كله في زمنه وفي بقية الازمنة، كان مليئاً غيرة على من سبقوه وعلى من يلحقون به سلام الله عليه وقد شهر سيفه ليقتل ذلك الرجل الذي هو الفقر الا ترى الصورة في غاية الروعة، في غاية الجمال وانت ترى عيني علي وقد اتسعت حدقاتهما الى شعره وقد وقف كما يصف الريفيون سيدي الكريم كل هذا بعض ازاء رجل شهر سيفه واراد قتل رجل اخر بين يديك، أليست الصورة الادبية ابلغ واعمق. المحاور: يعني شتان ما بين الثرى والثريا، الحقيقة كما يقال لكن للاسف الشديد استاذ الجزائري كان الدار اقطع على علي بن ابي طالب حتى ترك الدنيا. الجزائري: سلام الله عليه، اذن هذا هو الفرق بين الصورتين اتمنى ان تكون الاخت ياسمين قد سمعته وانا لها شاكر ولك. الجزائري: ولا سيما اذا كانت على لسان الدكتور اسعد علي ذكره الله بألف خير، الاستاذ السوري البليغ جداً والمبدع في كل ما يتكلم وفي كل ما يحاضر اذا تحدث ولا سيما اذا مر اسم علي خاطره فأنه يمضي في الافاق العالية من البيان البليغ الذي نتمنى ان يملأ الارض نوراً. المحاور: نعم طبعاً نعتذر من الاخ احمد من موريتانيا يبدو ان الاتصالات لن تعينه حيث ينقطع الاتصال وكان بودنا وطبعاً استاذ الجزائري هناك ايضاً مصطفى ناصف كما تعلم هو من النقاد العرب القلائل في هذه المجال وايضاً لديه كتاب تحت عنوان الصورة الادبية وفي نهاية هذا البرنامج لو تسمح سيدي الكريم، يعني الوقت قد داهمنا اقول يعني بعد ما بحثت في هذا الموضوع لكي اتمكن ان اماشيك على الاقل ولا اركض خلفك، استاذي الكريم في القرآن الكريم ايضاً وجدت رأياً يقول ان كلمة صور حيث يقول سبحانه وتعالى: «وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ»، «هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء» لوعدنا بمادة الصور الى فلسفة الوجود عند العرب سنرى ان كلمة مصور هي من اسماء الله الحسنى وسنكتشف ان الاسلام يلح على وجوب الوعي بوجود الله من خلال خلقه واذا كان مصوراً فأن خلقه صوراً ابدعها، هو الرحمن الرحيم البارئ المصور وهنا يمكن القول بان العرب كانوا ينظرون الى ما حولهم بكل نواحيه حتى الناس بأعتباره مجموعة صور وانا ايضاً يمكن القول بأن العرب قد تشبعوا بالصورة ومارسوها فكرياً فلو مارسوها فعلياً ونعني هنا تطبيقياً لكان وعيهم بها اقل حيث سينقسم العالم عندها، على كل حال الوقت داهمنا، سألح ان نستمر في الصورة الادبية لكي نستوفي القليل منه، انا لا اعلم ان اقبل الاستاذ الجزائري ام اودعه ام اشكر هذه البسمة العريضة المتمثلة على شفاه الاستاذ صادق الموسوي، على كل حال اشكر الجميع الذين شاركونا في هذا البرنامج، اعتذر على قلة فصاحتي وبلاغتي. الجزائري: بأسمهم جميعاً اشكر لك. المحاور: انا اشكرك وكثرة كلامي وزلاتي ايضاً، في امان الله.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة