البث المباشر

عراقجي: آلية الزناد يعني نهاية الدور الأوروبي في الملف النووي

السبت 12 يوليو 2025 - 20:44 بتوقيت طهران
عراقجي: آلية الزناد يعني نهاية الدور الأوروبي في الملف النووي

التقى وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، اليوم السبت، بسفراء وممثلي الدول الأجنبية والمنظمات الدولية المقيمين في طهران، حيث تطرّق خلال اللقاء إلى مواقف بلاده من التطورات المتعلقة بالملف النووي والهجمات الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية.

عُقد اليوم السبت اجتماعٌ بين سيد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، وسفراء والقائمين بالأعمال ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية والدولية المقيمين في طهران، وذلك في مبنى وزارة الخارجية، حيث تحدّث عراقجي عن السياسة الخارجية الإيرانية.

وقال عراقجي خلال الاجتماع مع السفراء والممثلين الأجانب المقيمين في طهران: أشكر جميع الدول التي أدانت هذا العدوان السافر، وخاصة الهجوم على المنشآت النووية، وكذلك الدول التي أعربت عن تضامنها مع الشعب الإيراني.

وأعرب عن أسفي لبعض الدول التي لم تكن مستعدة لإدانة هذا العدوان السافر، ولم تستنكر هذا الانتهاك الواضح للقانون الدولي.

 

كنا نتوقع أن تدين الأمم المتحدة الهجمات على إيران

وأضاف عراقجي: أكثر من 120 دولة أدانت الهجمات الأمريكية والإسرائيلية، لكننا كنا نتوقع أن تقوم الأمم المتحدة بإدانة هذه الهجمات، وهو ما لم يحدث بسبب معارضة الولايات المتحدة وعدد من الأعضاء الآخرين.

نحن نأسف بشدة لعدم تدخل مجلس حكام الوكالة في هذه القضية، وحتى المدير العام للوكالة، الذي يتحمّل مسؤولية مباشرة، لم يُدن هذه الهجمات. لقد تضرّرت منشآت إيران في هذه الهجمات، لكن نظام عدم الانتشار والقانون الدولي تضرّرا بشكل أكبر.

أن يُداس نظام عدم الانتشار بهذه السهولة، هو خسارة للمجتمع الدولي والقانون الدولي قبل أن يكون خسارة لإيران.

 

تقرير الوكالة أصبح ذريعة للهجمات على المنشآت النووية الإيرانية

وأضاف وزير الخارجية: إن برنامج إيران النووي كان ولا يزال سلميًا. نحن دائمًا كنا أعضاء في معاهدة عدم الانتشار وسنبقى كذلك، ونلتزم باتفاق الضمانات. تعاوننا مع الوكالة لم يتوقف، لكنه سيتخذ شكلاً جديدًا.

بموجب قانون البرلمان، تُدار تعاوناتنا مع الوكالة من خلال المجلس الأعلى للأمن القومي، وتُدرس طلبات التعاون من قِبل الوكالة بشكل فردي من قبل المجلس، الذي يتخذ القرار بشأنها.

منشآتنا النووية تعرضت لهجوم عسكري، والاقتراب منها ينطوي على مخاطر. خطر انفجار الذخائر المتبقية خطر جدي، ولذلك فإن اقتراب المفتشين من هذه المراكز له أبعاد أمنية بالنسبة لنا.

نحن غير راضين عن أداء الوكالة، فقد أدى تقريرها إلى صدور قرار سياسي، وكان ذلك التقرير ذريعة للهجمات على منشآتنا النووية.

 

نحن نعتبر السلاح النووي غير إسلامي وغير إنساني

وقال: منذ أكثر من 20 عامًا، وإيران تحاول إثبات سلمية برنامجها، وقد سلكنا كل الطرق الممكنة لإثبات ذلك. ولو كانت لدينا نية لصنع سلاح نووي، لكانت لدينا الآن أفضل ذريعة. لكننا نعتبر السلاح النووي غير إسلامي وغير إنساني، وقد ورد ذلك في فتوى صريحة لقائد الثورة.

لقد كنا دائمًا مستعدين للحوار، لكن من الطبيعي أن نريد ضمانات بألّا يؤدي هذا الحوار، إن بدأ، إلى حرب تشنها أمريكا أو غيرها.

 

الأمريكيون خانوا طاولة المفاوضات

وقال عراقجي: كانت أمريكا مشاركة في هذه الهجمات منذ اليوم الأول. في الواقع، الأمريكيون خانوا طاولة المفاوضات، وإذا كانوا يسعون الآن إلى استئنافها، فعليهم تقديم ضمانات بألا يتكرر مثل هذا العدوان.

الأمريكيون جعلوا التوصل إلى حل عبر التفاوض أكثر صعوبة من خلال هجومهم. وقد أثبتت الحرب الأخيرة أن لا حل عسكريًا موجودًا، وأن البرنامج النووي الإيراني لا يُدمَّر بالقصف، لأنه يستند إلى علم تمتلكه إيران، والعلم لا يمكن تدميره بالقصف.

 

لا يوجد خيار سوى العودة إلى الدبلوماسية

وتابع رئيس الجهاز الدبلوماسي قائلاً: في عام 2015 توصلنا إلى اتفاق اقتنعت على أساسه دول 5+1 بسلمية برنامج إيران النووي. لقد كان ذلك ثمرة للدبلوماسية، وقد قبِل الجميع بفاعليتها. لكن في تلك المرة أيضًا، كانت أمريكا هي من خانت الدبلوماسية وانسحبت من الاتفاق.

لا سبيل سوى العودة إلى الدبلوماسية. لا تزال إيران مستعدة لبناء الثقة عبر هذا المسار، ولكن على الأطراف الأخرى أن تثبت أولًا رغبتها في التفاوض.

 

"سناب‌ باك" قد يكون نهاية للعلاقات بين إيران والدول الأوروبية

وقال: أثناء التفاوض مع أمريكا، تفاوضنا أيضًا مع ثلاث دول أوروبية. الخطأ الذي ترتكبه هذه الدول هو ظنها أن آلية "السناب‌باك" تمنحها القدرة على التأثير، وهذا خطأ. إذا لجؤوا إلى هذا الخيار، فإنهم سيعقّدون حل الملف النووي الإيراني ويجعلون التفاوض والدبلوماسية أكثر صعوبة.

"سناب‌ باك" يعني نهاية دور أوروبا في الملف النووي الإيراني، وربما يكون ذلك أحلك لحظة في تاريخ العلاقات بين إيران وهذه الدول الأوروبية الثلاث، ولا يمكن إصلاحه لاحقًا. نأمل أن يعودوا إلى الدبلوماسية، ولا خيار سوى التفاوض.

 

لن نقبل بأي اتفاق لا يعترف بحق إيران في التخصيب

وقال عراقجي في ختام كلمته: في أي حل تفاوضي، يجب احترام حقوق الشعب الإيراني في المسألة النووية، بما في ذلك حق التخصيب. لن نقبل بأي اتفاق لا يتضمن هذا الحق.

لقد قُدمت تضحيات كثيرة من أجل التخصيب، وفُرضت علينا حرب بسببه. إذا جرت مفاوضات، فستقتصر على الملف النووي مقابل رفع العقوبات، ولن يشمل التفاوض أي موضوع آخر.

ستحافظ إيران على قدراتها العسكرية والدفاعية في كل الظروف، وهي مخصصة للدفاع فقط، ولن تكون مطلقًا موضوعًا لأي مفاوضات.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة