روي عن الحسن العسكريّ، عن ابيه، عن آبائِهِ، عن الصّادق جعفر بن محمّدٍ (عليهم السلام) انـّه قال: من عرضتْ له حاجة إلى الله تعالى صامَ الأربعاءَ والخميسَ والجمعةَ، ولم يُفطِرْ على شيء فيه روح، ودعا بهذا الدّعاء قضى اللهُ حاجته والدعاء هو:
اَللّهُمَّ إنّي أسْأَلـُكَ بِأسْمِكَ الـَّذِي بِهِ أبْتـَدَعْتَ عَجائِبَ الـْخَلـْقِ في غامِضِ الـْعِلـْمِ بِجُودِ جَمالِ وَجْهِكَ، مِنْ عِظَمِ عَجيبِ خَلـْقِ أصْنافِ غَريبِ أجْناسِ الـْجَواهِرِ، فـَخَرَّتِ الـْمَلائِكـَةً سُجَّداً لِهَيْبَتِكَ مِنْ مَخافـَتِكَ، فَلّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ.
وَأسْأَلـُكَ بِأسْمِكَ الـَّذِي تـَجَلـَّيْتَ بِهِ لِلـْكـَليمِ عَلـَى الـْجَبَلِ الـْعَظيمِ، فـَلـَمّا بَدا شُعاعُ نـُورِ الـْحُجُبِ الـْعَظيمَةِ أثـْبَتَّ مَعْرفـَتـَكَ في قـُلـُوبِ الـْعارِفينَ بِمَعْرِفـَةِ تـَوْحيدِكَ، فَلّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ.
وَأسْأَلـُكَ بِأسْمِكَ الـَّذِي تـَعْلـَمُ بِهِ خَواطِرَ رَجْمِ الظـُّنـُونِ بِحَقائِقِ الإيمانِ وَغَيْبَ عَزيماتِ الـْيَقينِ، وَكـَسْرَ الـْحَواجِبِ، وَإغـْماضَ الـْجُفـُونِ، وَما اسْتـَقـَلـَّتْ بِهِ الأعْطافُ (۱)، وَإدارَةَ لـَحْظِ الـْعُيُونِ وَحَرَكاتِ السُّكـُونِ، فـَكـَوَّنـْتـَهُ مِمّا شِئـْتَ أنْ يَكـُونَ مِمّا إذا لـَم تـُكـَوِّنـْهُ فـَكـَيْفَ يَكـُونُ، فَلّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ.
وَأسْأَلـُكَ بِأسْمِكَ الـَّذِي فـَتـَقـْتَ بهِ رَتـْقَ عَقيمِ غَواشي جُفـُونِ (۲) حَدَقِ عُيُونِ قـُلـُوبِ النـّاظِرينَ، فَلّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ، وَأسْأَلـُكَ بِأسْمِكَ الـَّذِي خَلـَقـْتَ بِهِ في الـْهَواءِ بَحْراً مُعَلـَّقاً عَجّاجاً مُغـَطـْمِطاً (۳)، فـَحَبَسْتـَهُ فِي الـْهَواءِ عَلى صَميمِ (٤) تـَيّارِ الـْيَمِّ الزّاخِرِ (٥) في مُسْتـَفـْحِلاتِ (٦) عَظيمِ تـَيّارِ أمْواجِهِ عَلى ضَحْضاحِ (۷) صَفاءِ الـْماءِ، فـَعَذلـَجَ (۸) الـْمَوْجُ، فـَسَبَحَّ ما فيهِ لِعَظـَمَتِكَ، فَلّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ.
وأسْأَلـُكَ بِأسْمِكَ الـَّذِي تـَجَلـَّيْتَ بِهِ لِلـْجَبَلِ فـَتـَحَرَّكَ وَتـَزَعْزَعَ وَاسْتـَقـَرَّ (۹)، وَدَرَجَ (۱۰) اللـَّيْلُ الـْحَلـَكُ (۱۱) وَدارَ بِلـُطـْفِهِ الـْفـَلـَكُ فـَهَمَكَ (۱۲)، فـَتـَعالى رَبُّنا، فـَلّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ، وَأسْأَلـُكَ بِأسْمِكَ يا نـُورَ النـُّورِ، يا مَنْ بَرَءَ الـْحُورَ كالدُّرِّ الـْمَنـْثـُورِ، بِقـَدَرٍ مَقـْدُورٍ، لِغـَرَضِ (۱۳) النـُّشُورِ، لِنـَقـْرَةِ النـَّاقـُورِ، فَلّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ.
وأسْأَلـُكَ بِأسْمِكَ يا واحِدُ، يا مَوْلى كـُلِّ أحَدٍ، يا مَنْ هُوَ عَلـَى الـْعَرْشِِ واحِدٌ، أسْأَلـُكَ بِأسْمِكَ يا مَنْ لا يَنامُ وَلا يُرامُ وَلا يُضامُ (۱٤)، وَيا مَنْ بِهِ تـَواصَلـَتِ الأرْحامُ أنْ تـُصَلـِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ.
ثمّ تسأل حاجتك فإنـّها تـُقضى إنْ شاءَ الله.
(۱) ما استقلّت به الاعطاف: أي يعلم ما يستقرّ في نواحي الارض، عطفا كلّ شيء جانباه.
(۲) رتق عقيم غواشي جفون: أي ترفع الغواشي والسواتر العظيمة الـّتي غطـّت عيون قلوب المتفكـّرين عن ادراك حقائق الامور.
(۳) الغطمطة: اضطراب البحر، والغطماط الموج المتلاطم.
(٤) صميم الشيء: خالصه، ومن البرد والحرّ أشدّه.
(٥) التيّار: موج البحر الـَّذِي ينضح، الزاخر: الممتلي.
(٦) استفحل الامر: تفاقم وعظم.
(۷) الضحضاح: ما رقّ من الماء او الكثير.
(۸) عزلج "خ ل"، اقول: عزلج: النظم ـ كذا قاله الكفعمي، وفي القاموس: عذلج السقا: ملأه، المعذلج: الممتليء الناعم.
(۹) استفرك (خ ل)، اقول: استفرك: انماث وصار كالهباء.
(۱۰) درج: مشى، والقوم: انقرضوا.
(۱۱) الحلك: الاسود، حلك الشيء: اشتدّ اسوداده.
(۱۲) وهمك الفلك: جدّ ولجّ في دورانه.
(۱۳) لعرض (خ ل).
(۱٤) الضيم: الظلم.
*******
المصدر: الصحيفة الصادقية