فمما لا شك فيه ان الخليج الفارسي يشكل حجر الاساس في تأمين السلام الدولي وحماية الاقتصاد العالمي المعتمد على تدفق البترول من هذه المنطقة، وازاء ذلك فان إدخال الكيان الصهيوني الى منظومته هو مؤامرة خطيرة تحمل في طياتها كل شر ووضاعة واستهتار بمصالح شعوب المنطقة وابناء الامة الاسلامية الذين لم يروا من "اسرائيل" سوى الخيانة والدمار والفتن على مدى 72 عاما.
ان المطبعين هم من فئة الذين خرجوا من طاعة الله سبحانه وتعالى الى طاعة الشيطان وجنوده، وعلى الشعوب الاسلامية ان تتصدى لهم وان تضع حدا لسلوكياتهم التي تخدم اعداء الاسلام والقرآن والامة. قال تعالى "ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون".
في هذا المجال اعتبر رئيس مجلس الشورى الاسلامي السيد محمد باقر قاليباف ولدى استقباله امس وزير الخارجية السويسري غاسيو كاسياس والوفد المرافق له، ان قيام اميركا باجبار بعض دول المنطقة على تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني سيؤدي الى زعزعة الاستقرار الاقليمي بشكل متزايد، وهو امر ترفضه الجمهورية الاسلامية وسوف تقف له بالمرصاد.
في هذا المضمار قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد اسماعيل هنية امس في مخيم عين الحلوة بلبنان؛ ان شعوب المنطقة، تعيش همومها الخاصة، لكنها تجتمع على فلسطين والقدس (مؤكدا) ان قطار التطبيع لا يمثل الشعوب.
مساعد رئيس البرلمان الايراني السيد حسين امير عبداللهيان ادان من جانبه سماح السعودية بمرور الطائرات الصهيونية عبر اجوائها الى الامارات ذهابا وايابا موضحا ان اجراء الرياض لا يقل خطورة وخيانة من الامارات.
وبرأينا ان الذين وضعوا ايديهم في ايدي الصهاينة من شيوخ البترول وتجار السمسرة واصحاب الاستثمارات التجارية النجسة هم زمرة تنطبق عليهم جميع الصفات الرذيلة الواردة في القرآن الكريم بحق الفاسقين والمفسدين في الارض، كما نعتقد ان هرولة بعض الحكام الخليجيين هي جزء لا يتجزأ من المؤامرة الاستكبارية الصهيواميركية التي توضحت بشكل كبير في مسرحية صفقة القرن، عندما اعلنها دونالد ترامب ومستشاره وصهره جاريد كوشنير يوم 28 كانون الثاني 2020 في واشنطن بهدف اطلاق رصاصة الغدر الى القضية الفلسطينية وايهام الامة بأن احتلال القدس والمسجد الاقصى امر لا رجعة عنه.
من المؤكد ان الوعي الديني والانساني لعموم الامة لن يقف مكتوف الايدي امام هذه الخيانة التي بات يطبل لها ويشرعنها بعض وعاظ السلاطين الذين باعوا آخرتهم بدنياهم لقاء فتات اطعمة الجبابرة والطغاة الذين تحالفوا مع الشيطان وتنكروا للعقيدة والحرمات والسيادة والاستقلال الوطني.
كما اننا على يقين تام بأن القوى الفلسطينية المجاهدة وشعوب الامة لن تسمح بمرور هذه الخيانة وهي من القدرة والتمكين ما تستطيع بهما ان ترمي بالتطبيع والمطبعين الى مزبلة التاريخ في القريب العاجل.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي