فَاَنَا عَتيقُكَ مِنْ جَميعِ الْمَصائِبِ وَاللَّوازِبِ، (۱)، وَالْغُمُومِ الَّتي ساوَرَتْني (۲) فيهَا الْهُمُومُ بِمَعاريضِ اَصْنافِ الْبَلاءِ، وَمَصْرُوفِ جُهْدِ الْقَضاءِ، لا اَذْكُرُ مِنْكَ اِلاَّ الْجَميلَ وَلا اَرى مِنْكَ اِلاَّ التَّفْضيلَ، خَيْرُكَ لي شامِلٌ، وَفَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَواتِرٌ، وَنِعَمُكَ عِنْدي مُتَّصِلَةٌ، لَمْ تُحَقِّقْ حِذاري، وَصَدَّقْتَ رَجائي، وَصاحَبْتَ اَسْفاري، وَاَكْرَمْتَ اَحْضاري، وَشَفَيْتَ اَمْراضي، وَعافَيْتَ مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، وَلَمْ تُشْمِتْ بي اَعْدائي، وَرَمَيْتَ مَنْ رَماني، وَكَفَيْتَني شَنَأنَ مَنْ عاداني.
فَحَمْدي لَكَ وَاصِلٌ، وَثَنائي عَلَيْكَ دائِمٌ، مِنَ الدَّهْرِ اِلَى الدَّهْرِ، بِاَلْوانِ التَّسْبيحِ، خالِصاً لِذِكْرِكَ وَمَرْضِيّاً لَكَ بِناصِحِ التَّحْميدِ، وَاِخْلاصِ التَّوْحيدِ وَاِمْحاضِ الَّتمْجيدِ، بِطُولِ التَّعْديدِ في اِكْذابِ اَهْلِ التَّنْديدِ، لَمْ تُعَنْ في قُدْرَتِكَ، وَلَمْ تُشارَكْ في اِلهِيَّتِكَ، وَلَمْ تُعايَنْ اِذْ حَبَسْتَ الْاَشْياءَ عَلَى الْغَرائِزِ الْمُخْتَلِفاتِ، وَلا خَرَقَتِ الْاَوْهامُ حُجُبَ الْغُيُوبِ اِلَيْكَ، فَاعْتَقَدَتْ مِنْكَ مَحْدُوداً في عَظَمَتِكَ.
(۱) اللوازب: البلايا اللازمة المزمنة.
(۲) ساورتني: سلّطت عليّ وَقهرتني.