فَها اَنَا ذا قَدْ اَتَيْتُكَ خاطِئاً مُذْنِباً قَدْ ضاقَتْ عَلَيَّ الْاَرْضُ بِما رَحُبَتْ، وَضاقَتْ عَلَيَّ الْحِيَلُ وَلا مَلْجَأَ وَلا مُلْتَجَأَ اِلاَّ اِلَيْكَ، فَها اَنَا ذا بَيْنَ يَدَيْكَ، قَدْ اَصْبَحْتُ وَاَمْسَيْتُ مُذْنِباً فَقيراً مُحْتاجاً لا اَجِدُ لِذَنْبي غافِراً غَيْرَكَ، وَلا لِكَسْري جابِراً سِواكَ، وَاَنَا اَقُولُ كَما قالَ عَبْدُكَ ذُوالنُّونِ حينَ سَجَنْتَهُ فِي الظُّلُماتِ رَجاءَ اَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ وَتُنْقِذَني مِنَ الذُّنُوبِ: لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
فَاِنّي اَسْأَلُكَ يا سَيِّدي وَمَوْلايَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْاَعْظَمِ اَنْ تَسْتَجيبَ دُعائي وَتُعْطِيَني سُؤْلي وَمُنايَ، وَاَنْ تُعَجِّلَ لِيَ الْفَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ، في اَتَمِّ نِعْمَةٍ وَاَعْظَمِ عافِيَةٍ، وَاَوْسَعِ رِزْقٍ وَاَفْضَلِ دَعَةٍ، وَما لَمْ تَزَلْ تُعَوِّدُنيهِ، يا اِلهي وَتَرْزُقَنِي الشُّكْرَ عَلى ما اتَيْتَني وَتَجْعَلَ لي ذلِكَ باقِياً ما اَبْقَيْتَني وَتَعْفُوَ عَنْ ذُنُوبي وَخَطايايَ وَاِسْرافي وَاَجْرامِي (٦) اِذا تَوَفَّيْتَني، حَتَّى تَصِلَ نَعيمَ الدُّنْيا بِنَعيمِ الْاخِرَةِ.
اَللَّهُمَّ بِيَدِكَ مَقاديرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْخَيْر وَالشَّرِّ، فَبارِكْ لي في ديني وَدُنْياىَ وَاخِرَتي، وَبارِكِ اللَّهُمَّ في جَميعِ اُمُوري، اَللَّهُمَّ وَعْدُكَ حَقٌّ وَلِقاؤُكَ حَقٌّ لازِمٌ، لابُدَّ مِنْهُ وَلا مَحيدَ (۷) مِنْهُ، فَافْعَلْ بي كَذا وَكَذا.
(٦) اجترامي (خ ل).
(۷) لا محيد: لا محيص وَلا مفرّ.