البث المباشر

اهتداء اخت من الرياض بنور المجلس الحسيني

السبت 3 نوفمبر 2018 - 09:50 بتوقيت طهران

بسم الله وله الحمد إذ هدانا بفضله لمعرفة واتباع الهداة إلى محبته وقربه صفوته من خلقه محمد المصطفى وآله مصابيح الدجى صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته

أيها الأكارم إن من عظيم رحمة الله عزوجل بعباده إظهاره لكراماته على أيدي أوليائه الصادقين – عليهم السلام – لكي يعرف الخلق بارتباطهم به وأنهم أعلام هدايته فيتبعونهم ويهتدون بهداهم.
 

ومن هذا السبيل جاءت هداية الله عزوجل للكثيرين ببركة ما يظهره لهم من كرامات باستجابة دعواتهم وقضاء حاجاتهم في مجالس مصباح هداه مولانا الحسين – صلوات الله عليه –.
 

ننقل لكم أيها الأحبة في هذا اللقاء نموذجا لكثير من مصاديق هذا النمط من الهداية الكريمة من خلال قصة هداية أخت من الرياض مع زوجها للدين الحق ببركة الحسين ومجالس الحسين – صلوات الله عليه –. تابعونا على بركة الله.
 

كتبت هذه الأخت الكريمة قصتها ونشرتها بتأريخ (۱٥/۱۰/۲۰۱۱ميلادية) على عدة من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت منها موقع (منتديات نور فاطمة عليها السلام) قالت حفظها الله: لقد درست في المدرسة الثانوية في إحدى قرى الإحساء بحكم شغل زوجي كمدرس في إحدى مدارس الإحساء ولكنّ أصلي أنا وزوجي من الرياض وعندما أتينا إلى الإحساء كنت في أول ثانوي وكانت المدرسة أغلب من فيها طالبات من الشيعة أو الكل تقريبا فخفت في بداية الأمر إني أنا سنية وهم شيعة ولكن مع مرور الأيام والشهور تعودت عليهم فأصبحت صديقتهم وكأني أعرفهم منذ زمن وأصبحت أزورهم وهم يزوروني وإذا غبت يسألون عني وأيضا كان زوجي مثلي لأن المدرسة التي كان يدرس فيها كان أغلب الطلاب والمعلمين فيها شيعة فكان زوجي يحبهم أيضا وعندما تخرجت من الثانوية قال لي زوجي أنه سوف يقدم طلب نقل عمله إلى الرياض بحكم بعد المكان فرفضت وبشدة لأنني تعودت عليهم ولا يمكنني أن أستغني عنهم كما إني لم أرزق بأطفال وأنا متزوجة من خمس سنوات فكنت عندما أجلس معهم أجد أن أغلب حديثهم عن أهل البيت سلام الله عليهم فكنت أتعجب لشدة حبهم وتعلقهم برسول الله وآل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام.
 

نعم مستمعينا الأفاضل، لقد مهد الله عزوجل لهداية هذه الأخت الكريمة بأن أزاح عن قلبها أولا غبار دعايات الوهابية وافتراءاتها ضد أتباع مذهب أهل البيت – عليهم السلام – وفتح قلبها عليهم لكي يوصل إليها عبرهم معرفة رسول الله وأهل بيته كوسيلة إلى رحمة الله ورضوانه يتوسلون بها إليه عزوجل، تتابع أختنا حديثها فتقول: كنت دائما أسمع عن الكرامات والمعاجز التي تحدث ببركة أهل البيت عليهم السلام وبالأخص في محرم وصفر كان لي صديقات في الصف كان يسود عليهن الحزن الشديد وكن يتحدثن دائما عن الكرامات والمعاجز التي تحدث في عشرة محرم وعن المآتم التي تقام عندهم فكنت عندما أذهب إلى البيت أغبطهم على ما رزقهم الله من شدة حب وتعلق بآل بيت رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم فتعلمت أشياء منهن لم أكن أسمعها وحقائق لم أكن أعرفها فكنت أخبر زوجي عن الكرامات والمعاجز التي تحدث فكم أصم تكلم بفضلهم – عليهم السلام – و كم أعمى أبصر وكم عقيم أنجب ؟؟؟ وكم وكم وكم كرامات لا تعد ولا تحصي.
 

لقد أسمع الله جلت قدرته هذه الأخت وعن هذا الطريق بتلك الكرامات التي يظهرها في المجالس الحسينية لكي يفتح قلبها على التوجه إليها لكي تطلب منه عزوجل في هذه المجالس الذرية الصالحة بعد أن أحكم الطلب بأنها غير قادرة على الإنجاب، وهذا ما حصل بالفعل، كما تحدثنا هذه الأخت الكريمة من مدينة الرياض حيث تقول: (طلبت من زوجي وترجيته وقلت له: أن غدا يوم عشر محرم وفي المدرسة وجميع الطالبات والمعلمات الشيعة يغيبون عن المدرسة ويقيمون مأتم الحسين عليه السلام فدعني أذهب بيت إحدى صديقاتي حيث يقيمون مثل هذه المآتم.. فقال: ألا تخافين أن يعلمون أنك من السنة ويضربوك أو يطردوك.. فقالت: لا سوف أدخل مغطية وجهي وإذا انتهي المأتم سوف أتصل عليك وأخرج لعل الله أن يرزقنا بذرية صالحة بفضل الحسين فلقد تعبت من كثرة ذهابي إلى المستشفيات ومن استخدامي الأدوية.. سوف أذهب بنية خالصة وعقدة راسخة بحب الله ورسوله وآل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام)
 

مستمعينا الأفاضل، وبتلك النية الخالصة ذهبت هذه الأخت الكريمة – وللمرة الأولى في حياتها – إلى مجلس العزاء الحسيني طالبة الرحمة الإلهية، فوجدت فيه أعظم بكثير مما كانت ترجوه، لم تكن قد قصدت أن تذهب إلى هذه المجلس لكي تبكي على الحسين ومصابه لكنها عندما دخلته وجدت نفسها تبكي دون اختيار.. وبتلك الدموع كانت ولادتها الجديدة، تقول حفظها الله: ذهبت إلى بيت صديقتي والمأتم قد ابتدأ فدخلت وجلست مغطية وجهي بجنب باب الغرفة التي فيها المأتم فعندما كنت أستمع إلى المأتم أحسست بإحساس لم أشعر به قط وبروحانية عظيمة وكأني ولدت من جديد وأحسست بضعفي وانكسر قلبي.. أين أنا عن أهل بيت رسول الله فجلست أبكي في المأتم وبحرقة قلب على أبي عبد الله عليه السلام، دعوت أن يتوب الله علي وعلى زوجي ويرزقنا أنا وزوجي ولاية أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام وأن يرزقني الله الذرية الصالحة المحبة لرسول الله وعلى ولاية أمير المؤمنين وآل بيته سلام الله عليهم أجمعين بفضل أبي عبد الله الحسين عليه السلام).
 

وكما تلاحظون أيها الأحبة فقد دخلت هذه الأخت الكريمة مجلس الحسين – عليه السلام – ومطلبها الأول هو تحقيق الله أمنيتها بالإنجاب، ولكنما عندما بكت على الحسين – عليه السلام – أصبح هذا المطلب الأخير أما مطلبها الأول فهو الولاية وحب الحسين، تصف أختنا الكريمة آثار المجلس الحسيني على قلبها قائلة: بعدما انتهى المأتم شعرت بشعور غريب وهو راحة في النفس والطمأنينة وكأن الله قد استجاب دعائي وبعد ذلك وضعوا البركة وهي أرز باللحم... فأكلت وكان على سفرة صحن بلاستيك صغير وضعت فيه قليل من الأرز إلى زوجي بركة واتصلت بالجوال على زوجي فحضر وذهبنا إلى البيت وأخبرته بما حدث بتفصيل وأن جميع ما يقال عن الشيعة كذب وافتراء وأخبرته بكل ثقة بأن الله سوف يرزقنا بأطفال ببركة الحسين عليه السلام كما طلبت منه إذا حملت وأنجبت ولدا سوف نتشيع وسوف ندخل في ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.. فقال لي زوجي: وأهلنا في الرياض ماذا نخبرهم ؟ قلت: لا عليك من أحد أهم شيء عندك هو إيمانك وولائك لأمير المؤمنين وأهل بيت الرسول صلوات الله وسلامه عليهم فبهم يرحمك الله في الدنيا وفي الآخرة سوف تنال شفاعتهم.. فوافق زوجي وآمن بذلك وأصبحنا من شيعة أمير المؤمنين علي – عليه السلام –.
 

لقد اهتدت هذه الأخت الكريمة (أم حسين) إلى الولاية والدين الحق واستقر الإيمان في قلبها قبل أن تظهر لها علامات استجابة الله ودعائها بالإنجاب، فقد أدخل الله نور الإيمان قلبها عندما دخلت مجلس العزاء الحسيني فلم تعد لها حاجة بدليل وبرهان إضافي كإستجابة دعائها مثلا، ولكن الله سرعان ما أظهر لها برهانه الثاني، قالت الأخت أم حسين من الرياض في ختام قصتها: بعد أسبوع أحسست ببعض من التعب فذهبت إلى المستشفى فبشرونا أنا وزجي من بعد ستة سنوات أني حامل، نعم رزقني الله الذرية ببركة الحسين عليه السلام ولله الحمد والشكر على ذلك ثم أنجبت ولدا وأسميناه حسين واشترينا فيلا كبيرة في الإحساء في نفس القرية التي كنا فيها وحصل زوجي على ترقية وأصبح مديرا للمدرسة التي كان يعمل فيها وأنا تم قبولي في كلية التربية وكل هذا حدث خلال سنة ببركة الحسين عليه السلام فأصبحت أنا وزوجي من المداومين على المآتم والمجالس الحسينية والحمد لله والشكر الجزيل على هذه النعمة.. اللهم ارزقني أنا وزوجي وذريتنا شفاعة الحسين يوم الورود واهدِ ولدي إلى ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
 

ونحن أيضا نؤمن على دعاء الأخت (أم الحسين) ونقول: آمين آمين ببركة الصلاة على محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وبهذا الدعاء نختم لقاء اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.. تقبل الله أعمالكم ودمتم في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة