البث المباشر

قصة الطبيبة الإماراتية التي أرادت الوفاء للرسول (ص)

الإثنين 29 أكتوبر 2018 - 12:20 بتوقيت طهران

بسم الله وله الحمد خالصا إذ رزقنا الوفاء لرسوله الأكرم – صلى الله عليه وآله – بالتمسك بمودة قرباه وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين . السلام عليكم أيها الأكارم، تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم و نحن نلتقيكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا و واحدة أخرى من قصص الذين هداهم الله لدينه الحق ببركة تفاعلهم مع ملحمة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين – صلوات الله عليه –. ننقل لكم في لقاء اليوم قصة أختنا الإماراتية سمية علي، كونوا معنا مشكورين .

أيها الأعزاء، كتبت الأخت سمية قصتها ثلاث مرات لعدة من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت ونشرتها فيها منها منتدى أنصار الحسين (ع)، وشبكة الحق الثقافية وشبكة السادة وغيرها، ويرجع تأريخ كتابتها إلى الشهر الخامس من سنة ألفين و تسعة ميلادية، حيث كانت الأخت سمية في السنة الأخيرة من الدراسة في كلية الطب في إحدى الدول الغربية، .. ننقل لكم ما كتبته حفظها الله ملخصة بما يتسع له وقت البرنامج، وقد بدأتها قائلة: ( مهما كان دين الإنسان وانتماؤه فلابد للإنسانية أن تحركه يوما فهو منذ نشأته على الفطرة . أعلم أن كثيرا من إخوتي يودون أن يعلموا سبب استبصاري خاصة أن من عرفني من قبل استبصاري يعلم أني لم أطل كثيرا حتى أعلنت استبصاري وأنا أعلل ذلك بكل صراحة أن الشيعة استفادوا من الشبكة العنكبوتية لنشر مذهبهم بصدق وانفتاح وحقائق و لا يستطيع أحد أن ينكرها و لو كان للمجالس الحسينية انتشار لما كان حال الأمة هذا الحال بل لارتقت إلى الأعلى .

وكم من حزن اعترى قلبي على مصاب العترة الطاهرة وهذا كان سبب الإبحار في المذهب فبعدما وجدت الدليل من كتب السنة لم أتوانى بأن أختار الصحيح بلا تردد فكيف تظلم بنت المصطفى وكان يحبها وهي أول لحوقا به . بظلمها تغير مسار أمة بأكملها وكم هي رزية .

ها أنا أقدم قصتي وسأظل أبكي مصاب آل أحمد و أبكي على كل عمر بل وساعة أفنيتها وأنا جاهلة بما حواه التاريخ.)
وبعد هذه المقدمة المؤثرة، ذكرت الأخت سمية الإماراتية أنها اختارت اعتناق مذهب أهل البيت – عليهم السلام – وهي في الرابعة والعشرين من عمرها .. ثم ذكرت سابقتها الدينية وأنها كانت منذ البداية تحب الإعتدال فقالت: (مما أحمد الله عليه أنني كنت من المعارضين للفكر الوهابي والتكفيري .. كنت من المعادين للنواصب بالأخص بعد تفجير المراقد الطاهرة بالعراق، فقد وجدت أن مشايخي قد أنكروه أشد الإنكار بل إن والدي وهو ما زال سنيا كان يقول لي: إنها مراقد أئمة آل البيت والتعدي عليها أمر منكر .. فعرفت أن المتشددين لا دين لهم، وإن كانوا لم يحترموا آل البيت فمن سيحترمون ؟..)
 

وبعد حديث طويل عن تساؤلات تلجلجت في صدرها عن سر مظلومية آل البيت وعترة المصطفى – صلى الله عليه وآله –، تحدثنا الأخت سمية عن البارقة الأولى التي هزت كيانها، تقول حفظها الله: ( مرت السنوات وبدأت تصدح بين الآفاق كربلاء والحسين كان أول مرة أسمع فيها عن كربلاء في كتب التاريخ عندنا قد مرت دون تفصيل فقلتها بكل سذاجة شهيد كبقية آل البيت و لم أكن أعلم أنها فاجعة التاريخ إلى أن مرت كربلاء من جديد في محاضرة من أجمل المحاضرات لأحد مشايخي كان يقول فيها حتى الحسين مات في كربلاء لكي تثبت فينا لا إله إلا الله فقتل هو وأولاد أخيه الحسن وهو ينظر إليهم يموتون أمامه إلا واحدا بقي لتبقى ذرية لرسول الله في الأرض .
 

فبقيت هذه الكلمات في ذهني لا أساوم فيها، نعم الحسين مات كي تثبت كلمة التوحيد ولم أكن أعلم أن عاشوراء هوذلك اليوم المفجع، بل كان عندي عاشوراء يوم صيام وبدأ شيئا فشيئا يصدح اسم الشيعة وبعد ما كنت أسمع عنهم أنهم يحيون عاشوراء لهذا السبب بدأ التساؤل لم لا نحييه نحن وعندما علمت أنهم يعظمون آل البيت كان التساؤل وماذا عنا ألسنا أولى ؟ كلها أسألة كتمتها ولا أخفي أني مع مرور السنوات كنت أسمع كثير من الخزعبلات عن الشيعة ولكن لم يصدقها قلبي حتى سب الصحابة لم يمنعني من الإصرار على معرفة الحقيقة)
 

مستمعينا الأفاضل، وفي جانب من قصتها التي كتبتها لموقع أنصار الحسين – عليه السلام – بينت الأخت سمية اثار تعرفها على الملحمة الحسينية بتفصيل أكثر حيث قالت: جاء محرم هذه السنة قلب الموازين بصدق بل وبين كل الحقائق التي أخفيت عبر التاريخ ولم أكتفي بالمجالس التي في التلفاز بل وشاركت وقرأت المواضيع في المواقع الشيعية بل وبحثت عن كل أمر في المواقع للتأكد من صحة القول فلم أجد نفسي إلا أمام صواعق هدت نفسي ومشاعري بل وأسهدت ليلي وأبكت عيني حتى أن زملائي في الجامعة استغربوا من تغير حالي ومعالم وجهي فكلما مرت ذكرى كربلاء مرت عبرة على خاطري: واويلاه ماذا سأقول لرسول الله ؟! لا والله ليست أمة خلت بل أننا اليوم سيرنا ديننا بهم وجعلناهم مقدسين وقد فعلوا ما فعلوا بل وبأسانيد السنة أنفسهم، فأين أذهب ؟ أقسم أني تمنيت في لحظات من حياتي قبل التشيع أن لو أمي لم تلدني بل أصبحت هذه الكلمات وردي ووصل بي الأمر أني تمنيت لو لم أكن مسلمة وأدخله كأي مسلم جديد على مذهب التشيع .

وما زاد مرارتي هو مظلومية الزهراء واويلااااه من أمة ظلمت بنت نبيها بل إلى من المشتكى بل وأي رزية تلك ؟ بها هدم والله التاريخ والإنسانية من سن ظلمها فقد ظلم كل امرأة بل ظلم الإنسانية جمعها مهما كتبت في الزهراء فلن أوفي كم أثرت في مظلوميتها)
و هكذا مستمعينا الأفاضل، كان تعرف أختنا سمية الإماراتية على مظلومية الصديقة الزهراء – سلام الله عليها – البارقة الثانية التي دفعتها للبحث عن الحقيقة المستورة بغبار التعصبات الجاهلية وأهواء الطواغيت القائمة، تقول أختنا سمية: ( بدأت البحث في الشبكة العنكبوتية من أول يوم أدخلتها للبيت وبدأت مباشرة البحث في المواقع الشيعية دون تردد فكان مما صعقني مظلومية الزهراء وجدت الزهراء بنت الرسول الأكرم هي الضحية وبدلائل من الكتب السنية ثم بدأ الصراع النفسي والروحي وهو من أصعب الصراعات التي مررت بها على نفسي فهل أحب آل البيت وأقرأ أدعيتهم وأبكي وأحزن لأحزانهم وأبقي كما أنا أم كيف لي أن أصبح شيعية وأنا في بلد آخر يجهل الناس من هم الشيعة . لقد جاء اليوم الذي به تغير كل شيء فأذكر أني سهرت حتى الصباح ذلك اليوم ؛ أقرأ والدمع من عيني يجري لما جرى في التاريخ الذي ادعينا أن لنا الشرف بأن ننتمي إليه . فأي شرف لنا وقد سطر تاريخنا بدماء آل بيت نبينا بل وبظلم الزهراء وعلي وقتل الحسن والحسين ومحسن . ماذا سنقول لرسولنا غدا ؟؟
 

تلك أمة خلت لا والله آل البيت أن ماتوا وكانوا تحت التراب فهم أحياء في قلوب أحبتهم كما هو رسول الله في برزخه وهم أولى بالمعرفة وأن تخفي سيرهم بدعوى أن هذا تفريق للأمة أو رفض فهذه والله رزية التاريخ بل دمار الدين كله وهذه حقيقة نلمسها في ديننا عندما بعدنا عنهم فأصبح ديننا صلاة وصوم فقط بل وصل الأمر لتجسيم الله وتكفير الآخرين)
 

وتواصل الأخت سمية الإماراتية تصوير حالتها بعد أن عرفت الحقيقة ووجدت أن عليها اتباع نهج أهل البيت – عليهم السلام – لكن الحيرة قد لازمتها في الإهتداء إلى من يرشدها إلى سبل التمسك العملي بهذا النهج، تقول حفظها الله: ( ما أصعب الحقائق عندما تقع بأدلتها وكنت جاهلا بها وتكون بظنك تعتقد أنك كنت على صواب بل وأنك ستنال الشفاعة فأي شفاعة تلك وبنت المصطفى تموت بقهرها وسلب حقها فلم أخفوا تلك الحقائق ؟؟ كل ذلك عندما يختلج في النفس ويكون معه الإيمان الصادق بحب آل البيت وإن أخفيت حقائقهم يكون فيَ كالسم يجري في العروق فأي رزية بل وكيف لنا أن تنام أعيننا ونحن لم نقم وصية رسول الله لنا في حق آل البيت ؟؟؟ ولكنه سم لا يقتل بل يؤلم كل جزأ من الجسم، لا أخفي أني قد وصل بي الأمر لتمني الموت بل أني تمنيت في لحظة أن لو كنت على دين غير الإسلام فأدخله حديثا على نهج آل البيت فلم أكن أدري أين سأذهب أين سأجد شيعيا في بلد كالبلد الذي أعيش فيه الذي يكاد لا يعرف فيه أحد عن الشيعة إلا القليل.)
 

وكان أن أدركت الرحمة الإلهية هذه الأخت الكريمة فهيأت لها سبل التعرف على السبل العملية لاعتناق مذهب أهل بيت النبوة – عليهم السلام – والعمل به والتمسك بولايتهم .. تصف هذه الأخت ابتهاجها بمعرفة الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده في ختام قصتها قائلة: (كان ذلك اليوم هو اليوم الذي تغيرت فيه حياتي فالسعادة التي كنت أعيشها ما عشتها يوما في حياتي وبالتأكيد النفس الأمارة بالسوء كانت تنحب فتحركني للتراجع ولكني لله الحمد لم أصغي بل ازداد تعلقي وهي استسلمت لذلك بل رضخت له ومما زادها تمسكا هو سهري في ليلة الجمعة على قراءة موضوع لأحد الشباب الشيعة في الولايات المتحدة وأنا بصدق أشكره على البحث الراقي بل والمدعم بالأدلة القاطعة والذي كان اسمه الصواعق الجعفرية بهذا الموضوع ازددت تمسكا وعيناي ازدادت بكاءا .
 

بل وكنت أود من أول أيام تشيعي أن أعرف كل شيء أقسم أن الصلاة بالرغم من أني ولله الحمد كنت ممن يؤديها من قبل تشيعي اختلفت فأصبحت ألتمس بركاتها أكثر بل أزداد شوقا لها حتى القرآن قراءته اختلفت من ذي قبل ولا أستطيع التعبير هنا بالكلمات ولكني الآن أقولها بصدق وكل ما فيَ مؤمن وموقن بها الحمد لله على نعمة الإسلام بل الآن ألتمس بكل جوارحي شرف انتمائي لأمة المصطفى –صلى الله عليه وآله –.)
 

كانت هذه مستمعينا الأفاضل خلاصة قصة اهتداء الطبيبة الإماراتية الأخت سمية علي للدين الحق ببركة بارقة الهداية الحسينية الفاطمية . وقد قدمناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة