اَللَّهُمَّ وَاَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ قَدَّمْتُ اِلَيْكَ فيهِ تَوْبَتي، ثُمَّ وَاجَهْتُ بِتَكَرُّمِ قَسَمي بِكَ، وَاَشْهَدْتُ عَلى نَفْسي بِذلِكَ اَوْلِيائَكَ مِنْ عِبادِكَ اَنّي غَيْرُ عائِدٍ عَلى مَعْصِيَتِكَ، فَلَمَّا قَصَدَني بِكَيْدِهِ الشَّيْطانُ، وَمالَ بي اِلَى الْخِذْلانِ، وَدَعَتْني نَفْسي اِلَى الْعِصْيانِ، اِسْتَتَرْتُ حَياءً مِنْ عِبادِكَ، جُرْأَةً مِنّي عَلَيْكَ وَاَنَا اَعْلَمُ اَنَّهُ لا يُكِنُّني مِنْكَ سِتْرٌ وَلا بابٌ، وَلا يَحْجُبُ نَظَرَكَ اِلَيَّ حِجابٌ، فَخالَفْتُكَ فِي الْمَعْصِيَةِ اِلى ما نَهَيْتَني عَنْهُ.
ثُمَّ كَشَفْتَ السِّتْرَ عَنّي، وَساوَيْتُ اَوْلِياءَكَ، كَأَنّي لَمْ اَزَلْ لَكَ طائِعاً، وَاِلى اَمْرِكَ مُسارِعاً، وَمِنْ وَعيدِكَ فازِعاً، فَلَبَّسْتُ عَلى عِبادِكَ، وَلايَعْرِفُ بِسيرَتي (۲) غَيْرُكَ، فَلَمْ تَسِمْني بِغَيْرِ سِمَتِهِمْ، بَلْ اَسْبَغْتَ عَلَيَّ مِثْلَ نِعَمِهِمْ (۳).
ثُمَّ فَضَّلْتَني في ذلِكَ عَلَيْهِمْ، حَتّى كَاَنّي عِنْدَكَ في دَرَجَتِهِمْ، وَما ذلِكَ اِلاَّ بِحِلْمِكَ وَفَضْلِ نِعْمَتِكَ.
فَلَكَ الْحَمْدُ مَوْلايَ، فَاَسْأَلُكَ يا اَللهُ كَما سَتَرْتَهُ عَلَيَّ فِي الدُّنْيا اَنْ لا تَفْضَحَني بِهِ فِي الْقِيامَةِ، يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ
(۲) بسريرتى "ظ".
(۳) نعمتهم "ظ".