دعاؤه لمالك الأشتر بعد شهادته
قال الثقفى: فلما بلغ علياً (عليه السلام) موت الاشتر قال:
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اَللَّهُمَّ اِنّي اَحْتَسِبُهُ عِنْدَكَ فَاِنَّ مَوْتَهُ عَنْ مَصائِبِ الدَّهْرِ.
ثم قال:
رَحِمَ اللَّهُ مالِكاً، فَلَقَدْ وَفى بِعَهْدِهِ، وقَضى نَحْبَهُ، ولَقِيَ رَبَّهُ.
وفي رواية:
رَحِمَ للَّهُ مالِكاً، لَوْ كانَ جَبَلاً لَكانَ فِنْداً (۱)، ولَوْ كانَ حَجَراً لَكانَ صَلْداً.
رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ اَيَّامَهُ، ولاقى حِمامَهُ، ونَحْنُ عَنْهُ راضُونَ، فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَضاعَفَ لَهُ الثَّوابَ، واَحْسَنَ لَهُ الْمَابَ.
دعاؤه لعمرو بن الحمق
قال المنقرى: وقال له عمرو بن الحمق يومئذٍ: واللّه يا أميرالمؤمنين انّى ما اجبتك ولا بايعتك على قرابة بينى وبينك، ولا ارادة مال تؤتينيه، ولا التماس سلطان ترفع ذكرى به، ولكنّنى اجبتك بخصال خمس - الى ان قال:
فقال على (عليه السلام): اَللَّهُمَّ نَوِّرْ قَلْبَهُ بِالتُّقى، واهْدِهِ اِلى صِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، ليت في شيعتي مائة مثلك.
دعاؤه لعباس بن ربيعة
قال ابو الاغر التميمي: بينا انا واقف بصفين مرّ بي العباس بن ربيعة مكفّراً بالسّلاح - ثم ذكر مبارزته مع رجل من اهل الشام، الى ان قال:
قال (عليه السلام): يا عباس الم انهك وابن عباس ان تخلاّ بمراكزكما وان تباشرا حرباً؟
قال: ان ذلك كان.
قال: فما عدا ممّا بدا.
قال: يا اميرالمؤمنين افادعى الى البراز (۲) فلا اجيب.
قال:نعم طاعة امامك اولى من اجابة عدوّك - الى ان قال (عليه السلام):
اَللَّهُمَّ اشْكُرْ لِلْعَبَّاسِ مَقامَهُ، واغْفِرْ ذَنْبَهُ، اِنّي قَدْ غَفَرْتُ لَهْ فَاغْفِرْ لَهُ.
(۱) الفند: المنفرد من الجبال.
(۲) البراز: الخروج الى المقاتلة.
*******
المصدر: الصحيفة العلوية