وتاكيدا لهذا احتفلت الجمهورية الاسلامية امس الجمعة بالذكرى السنوية الاولى لاسقاط الطائرة الاميركية المسيرة MQ-4C التي انتهكت حرمة الاجواء الايرانية وهي على ارتفاع 14 كيلومترا حيث لم تجرؤ الولايات المتحدة على الرد رغم التهديدات التي اطلقها دونالد ترامب.
هذا القول يتضمن آفاقا واسعة من الجهوزية والاستعداد وسرعة المبادرة التي غدت الجمهورية الاسلامية تمتلكها وهي في تطور مضطرد حيث عززت ايران الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية بادخال منظومات صاروخية جديدة ذات قدرات فائقة على اصطياد الطائرات المسيّرة الاميركية وغيرها واحباط مهماتها العدوانية.
على المحور اللبناني جاء تصريح العلامة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله ردّا على "مشروع قيصر" مدوّياً قائلا بأنَّ المقاومة لن تجوع ولن يُنزع سلاحها وهي من ستقتل الذين يريدون قتلها.
وقد اعتبر المراقبون خطاب سماحة سيد المقاومة يوم 16 حزيران 2020 بأنه خطاب استثنائي يكاد يوازي بأهمية مضمونه خطاب تحرير جنوب لبنان في العام 2000، في حين اكد المعاون السياسي لأمين عام حزب الله الحاج حسن خليل لرئيس وزراء لبنان السيد حسان دياب ان حكومته باقية وصامدة وان المقاومة معه والى جانبه في مواجهة هذا الضغط الاميركي الجديد.
على المستوى السوري اكد نائب الرئيس الايراني الدكتور جهانغيري بان الجمهورية الاسلامية لن تتخلى عن دعمها لسورية الشقيقة.وقد اوفدت طهران الى دمشق السيد حسن دانائي فر مسؤول ملف دعم سوريا والعراق مع وفد اقتصادي ايراني رفيع يوم 17 حزيران 2020 (وهو يوم تفعيل قانون قيصر) لتعلن للعالم اجمع رفضها هذا القانون الاميركي الظالم ولتؤكد مساندتها لسورية وهي تواجه مؤامرة تجويعها وزيادة الحصار عليها بسبب دورها المحوري في جبهة المقاومة التي هزمت مؤامرات الاستكبار العالمي.
اما على صعيد الملف النووي فقد اثار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يدعو ايران "الى التعاون مع الوكالة بشأن ما وصفه بالشفافية والامتثال لتعهداتها". ويأتي القرار تزامناً مع الذكرى السنوية لاسقاط الطائرة الاميركية المسيّرة، وتقارناً مع الضغوط التي تمارسها واشنطن في الامم المتحدة ومجلس الامن للابقاء على الحظر التسليحي على الجمهورية الاسلامية.
ايران اعتبرت القرار كيديا سيما انه صدر في ظل تصدي الاميركي رافائيل غروسي رئاسة الوكالة الامر الذي يلقي ظلالا من الريبة والشك على خلفية اصداره تنفيذا للاملاءات الاميركية التي شككت باستمرار على مصداقية اعمال المنشآت النووية الايرانية وتستخدم تحركاتها المغرضة في هذا المضمار لتأليب وسائل الاعلام المناوئة على الجمهورية الاسلامية.
من الواضح ان ثمة تكالبا غربيا صهيونياً رجعياً يستهدف جميع دول محور المقاومة المناضلة، بيد انه بمقدار ما تستعر الاحقاد الاميركية الاوروبية الاسرائيلية عليها فان ابناء الامة المجاهدين سيتخذون اشكالا جديدة من الصمود والتصدي تؤدي الى اصابة المستكبرين بالخيبة والفشل والخسران.
فالعالم باسره شاهد على الانجازات الباهرة التي حققتها جبهة المقاومة وهي تقوِّض وعلى الرغم من الضغوط الهائلة كل ما خطّط له وقام به اعداء الاسلام والانسانية وتجعله هباء منثورا. اننا على يقين بأن النصر سيكون حليفنا طالما نحن مع الله ومادام الله معنا ، وحاشاه ان يقبل بتمادي الطغيان الاميركي الذي نشر الفساد والظلم في ارجاء الارض.
بقلم الكاتب الاعلامي
حميد حلمي البغدادي