ووصف "فان هونغدا" في مقابلة صحفية اليوم السبت، الاحتجاجات الأخيرة ضد العنصرية في الولايات المتحدة، بأنها "نتيجة حتمية لعدم المساواة العرقية والاجتماعية طويلة الأمد" في الولايات المتحدة، وقال : هناك تفاوت طبقي واضح جدا بين الأمريكيين من ذوي اللون الابيض والسود في هذا البلد، والذي تكشف بشكل واضح حاليا في مختلف المجالات مثل التعليم والتوظيف والمنطقة السكنية والطبقة الاجتماعية.
المعايير الأمريكية المزدوجة بشأن حقوق الإنسان
وفي إشارة إلى أن الولايات المتحدة تستخدم معايير مزدوجة في التعامل مع الاحتجاجات في بلادها وفي دول ومناطق أخرى من العالم، قال الأستاذ الصيني : إن الولايات المتحدة وفي مواجهة الاضطرابات السياسية في الدول الاخرى، خاصة في الدول النامية، تقف اساسا إلى جانب المتمردين المناهضين للحكومة، وتصف هؤلاء المتمردين بالمقاتلين الديمقراطيين والأبطال.
ولفت الى أن الانتفاضات السياسية التي حدثت في العديد من دول العالم على مر السنين، كانت في الواقع مدعومة من قبل الولايات المتحدة، التي وقعت اليوم في نفس هذه المشاكل.
وقال البروفيسور فان، إن الرئيس الامريكي وصف المتظاهرين المشاركين في الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة، والتي تعتبر عادلة للغاية وتطالب بالعدالة ، بـ "الإرهابيين" ولكنه دعم الإرهابيين في دول أخرى ووصفهم بالمواطنين، وقال متسائلا : هل رأيتم معايير مزدوجة أكثر وضوحا من هذا؟
ضرورة معارضة المجتمع الدولي لمعايير الولايات المتحدة المزدوجة
وتابع قائلا : من المؤسف أن الرأي العام الدولي لم يتمكن حتى الآن من فهم واقع هذه الاحتجاجات، نظرا لوقوعه تحت تأثير وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة وأوروبا، ولم تنتقد وسائل الإعلام حتى الآن المعايير المزدوجة للولايات المتحدة، على الأقل بموضوعية وجدية.
واضاف : لكن ما هو قيم هو أن عددا كبيرا من الدول، وخاصة الدول النامية، تنتقد بشدة المعايير المزدوجة للولايات المتحدة على الدول الأخرى ، مثل الصين وإيران وروسيا.
ووصف الأستاذ بجامعة شنغهاي، المعايير المزدوجة للولايات المتحدة بأنها "تهديد للوحدة العالمية والسلام الدولي" وقال إنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يعارض بجدية عنف الشرطة الأمريكية ضد المتظاهرين.
الولايات المتحدة لاتمتلك سلطة التدخل والتعليق على حقوق الإنسان في الدول الأخرى
وقال إن الولايات المتحدة تعتبر نفسها الآن القوة العظمى الوحيدة في العالم، وتعتقد أن أنظمتها السياسية والاجتماعية هي الأفضل في العالم، وكثيرا ما تتدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بهذه "الحجة الخاطئة"، بل إنها تنتهك السلطة القانونية للدول الأخرى من خلال الانقلابات أو الحروب.
وقال فان : أن القمع الشديد للاحتجاجات السلمية المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة، أظهر أن الولايات المتحدة لا تملك السلطة لإصدار تصريحات وتدخلات غير مسؤولة بشأن حقوق الإنسان في البلدان الأخرى.
وخلص أستاذ الدراسات الدولية في جامعة شنغهاي إلى أن المجتمع الدولي بحاجة إلى معرفة جوهر السياسة الأمريكية واتخاذ موقف موحد ضد هيمنتها.