يذكر المؤرخون وعلماء الآثار أن هذه المدينة تضرب بجذورها في العهد الإخميني ويؤكدون على أنّها قد ازدهرت إبان العهدين السلجوقي والخوارزمي، أي منذ القرن الخامس حتى السابع الهجري، لكنها في العهد الصفوي أصبحت ساحة لحروب دامية، أي منذ القرن العاشر حتى الثاني عشر الهجري، حيث كانت مسرح صراع بين الصفويين والأوزبك، ومع ذلك فقد شهدت رونقاً وازدهاراً حضارياً في هذه الفترة من تأريخها الحافل بالأحداث.
المعالم الأثرية والطبيعية في مدينة "كناباد"
المسجد الجامع
بني المسجد الجامع في مدينة "كناباد" عام 609 هـ وذلك في أواخر العهد الخوارزمي، وهو مزين بأروع النقوش والكتابات القديمة ولا سيما جدارية كبيرة مدونة بالخط الكوفي الجميل وكذلك المحراب المشيد بأسلوب هو الروعة بعينها.
مرقد السيد سلطان محمد عابد
يروي البعض أنّ السيد سلطان محمد عابد هو شقيق الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، وهناك من يقول بأنه عمه وبالتالي فهو ابن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام).
يقع مرقده في منطقة باسم "كاخك" التي تبعد مسافة 24 كم عن مركز مدينة "كناباد" وتقع في ناحيتها الجنوبية، وتفيد الشواهد التأريخية بأنّ بناية هذا المرقد المقدس شيدت في أواخر العهد السلجوقي ومن ثمّ تمّ ترميمها في العهدين التيموري والصفوي، وهناك نقوش مدونة فيها بيد الخطاط الشهير علي رضا عباسي الذي ذاع صيته في العهد الصفوي، وتأريخا تدوينها سنة 980 هـ أي في عهد الملك طهماسب الأول.
قرية "بيدخت"
من أهم المعالم الطبيعية الجميلة في مدينة "كناباد" قرية باسم "بيدخت" وهي إضافة إلى ذلك تعتبر مركزاً دينياً وتاريخياً، ففيها مقبرة "سلطاني" التي دفن فيها عدد من أقطاب الطريقة الصوفية النعمة الالهية أبرزهم الشيخ صالح علي شاه والملا سلطان علي شاه كنابادي الذي كان عارفاً ومفسراً للقرآن الكريم، وطلاب العلم يعرفون تفسيره العرفاني "بيان السعادة"، وهذه المقبرة مشيدة في إطار فن معماري فريد من نوعه، حيث يتضمن العديد من الغرف لنزول المسافرين ومسجداً مشيداً في القرن الثاني عشر الهجري.
وهناك كهف سياحي في قرية "بيدخت" يقع في سلسلة جبال كالاري، وما يميزه أنّ جدرانه مكونة من حجر الرخام الجميل.
قرية "كيسور"
على بعد 72 كم شمالي شرقي من مدينة "كناباد" هناك قرية جميلة باسم "كيسور"، وفضلاً عن طبيعتها الرائعة فهذه القرية تضم آثاراً تأريخية عديدة تعكس عراقتها في الأزمنة السالفة، وأقدم ما فيها معبد للنار يرجع تأريخه إلى الحقبة التي سبقت العصر الإسلامي، كما فيها أطلال لمقبرة باسم "جغتين كيسور" التي هي في الحقيقة مدفن أحد أمراء المغول وقد تم تشييدها في العهد الإيلخاني إبان القرن السابع الهجري.
فضلاً عن ذلك هناك آثار أخرى في هذه القرية، ولا سيما عدد من القلاع التراثية مثل "دختر شوراب" و "قبر پيران ويسه" و "پشن"، كما فيها بقعة مقدسة لأحد السادة الهاشميين يرجع تأريخ تشييدها إلى العهد الصفوي، ويقال إن المدفون فيها هو شقيق الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، هذا إلى جانب مسجد "بجستان" القديم.
منزل الشيخ محمّد تقي "بهلول" الكنابادي
الشيخ محمّد تقي بهلول الكنابادي أحد أشهر الشخصيات الدينية المعاصرة في مدينة "كناباد" وقد ولد عام 1893 م وحفظ القرآن الكريم وهو في سن الثامنة، ثم درس العلوم الدينية، ومنذ نعومة أظافره كان يرتقي المنبر للوعظ والخطابة.
الى ذلك أهم معلم لمدينة كناباد هو قنوات الري فهي أقدم قناة للري بالعالم.