يعتبر مرقد الإمام الرضا (ع) هو جوهرة مدينة مشهد، وفي كل عام يقوم عدد كبير من السياح بإدراج رحلة إلى مشهد في خططهم. ولكن بجانب هذه الجوهرة الثمينة، هناك مناطق جذب طبيعية يمكن أن تجلب تجربة مثيرة للاهتمام. وإحدى مناطق الجذب هذه تسمى نبع "كراب".
هل سمعتم من قبل باسم هذا النبع؟ أم أن هذا النبع هو من بين المعالم السياحية العديدة لمحافظة خراسان الرضوية التي لا تعرفها؟.
يعد هذا المعلم الطبيعي الذي يتكون في الواقع من عدة ينابيع مختلفة الأذواق والألوان تحفة فنية بكل معنى الكلمة وكنز ثمين في قلب طبيعة هذه المحافظة التي لها أيضاً العديد من الفوائد العلاجية ويمكن أن ترحب بالعديد من المسافرين.
أين نبع "كراب"؟
يقع نبع "كراب"، وهو أحد الأماكن السياحية التي يجب زيارتها في مشهد المقدسة، على الطريق القديم من مشهد إلى نيشابور، على بعد كيلومتر واحد جنوب هذا الطريق، وتبلغ المسافة من مشهد حوالي 50 كيلومترًا.
وللوصول إلى نبع "كراب"، اتجه جنوبًا من طريق ملك أباد وقرية باغجة. وعند التقاطع الموجود أسفل القرية، اتجه شرقًا على طول طريق فريمان وسنك بست. وعلى مسافة حوالي ثلاثة كيلومترات من قرية باغجة، على يمينك، سترى علامة نبع " كراب".
مقدمة عن نبع " كراب"
ربما لديك سؤال ماذا تعني كلمة "كراب"؟ ويرد اللغويون والمؤرخون على هذا السؤال هو أن "الكراب" يشير إلى تلك العيون والمياه المعدنية التي تحتوي على مركبات كبريتية.
ليس نبع "كراب" مجرد نبع واحد، بل هو مجموعة من الينابيع المتعددة الموجودة على تلال مختلفة. وهذه الينابيع، التي تبعد عن بعضها حوالي 500 متر، لها فتحات مخروطية الشكل وتقع على ارتفاع أعلى من سطح الأرض.
لكن المدهش في هذه الينابيع هو أن مياه كل منها لها لون وطعم مختلف، وذلك بسبب وجود معادن معينة في كل منها. ةهذه المكونات جعلت مياه كل ربيع طعمها حامضًا أو مرًا أو مالحًا وأعطتها تنوعًا مذهلاً. وهذا التنوع هو العامل الذي يجعل "كراب" مختلفًا ويصور ركنًا من أركان تحفة الطبيعة التي خلقها الله عز وجل.
ستدرك بالتأكيد أن أكبر نبع في هذا المجمع هو نبع مخروطي الشكل يمكن رؤية مياهه باللون الأخضر ويقع على تلة يبلغ ارتفاعها 30 مترًا، ويمكن اعتباره المصدر الرئيسي لنبع "كراب".
فوائد مياه نبع "كراب"
قد أكد الباحثون الخصائص العلاجية القيمة من خلال البحث في مياه نبع "كراب". وقام خبراء المياه الجيولوجية بتصنيف نبع" كراب" ضمن مجموعة مياه "كلوريد" الصديقة ذات الحديد ومنخفضة الحرارة ذات بقايا جافة وحموضة عالية.
وباستمرار في الأبحاث العلمية يمكن القول أن مياه هذا النبع تحتوي على مواد مثل أملاح الكلور والسولفات وكذلك مركبات مشبعة بكثرة، وهذا يدل على أن مياه نبع "كراب" ترتبط بالمصادر الجوفية لهذه المواد، وهي غنية جدًا. وهذا النوع من المركبات باق وموجود في أراضي العصر الترياسي في البحار.
ولسنوات عديدة، يلجأ السكان الأصليون لهذه المنطقة إلى هذه الينابيع لعلاج أمراضهم الجلدية واستخدام مياهها العلاجية. وبحسب البحوثات التي تمت بهذا الشأن فإن مياه هذا النبع تساعد على إخراج الفضلات من الجسم بسبب المركبات التي تحتويها.
كما أثبتت الدراسات أن مياه نبع "كراب" يمكن أن تكون مفيدة جدًا لعلاج أمراض المفاصل. كما أن زيادة إفرازات المعدة والصفراء واللعاب والبنكرياس من الخصائص العلاجية الأخرى لهذا الماء.
نبع "كراب" البركاني
أثناء رحلتك إلى "كراب" وبين هذه الينابيع الجميلة، ستجذب قمة جميلة انتباهك بالتأكيد. قمة يبلغ ارتفاعها حوالي 70 مترًا، وهي تشبه إلى حد كبير القمم البركانية. وإذا ذهبت إليها سترى فوهتها البركانية التي يبلغ ارتفاعها حوالي ثمانية أمتار من قمة القمة إلى سطح الماء، وباقي مساحتها عبارة عن ماء.
لقد تم تقديم ادعاء مثير للاهتمام حول هذه القمة. ومن الممكن أن تؤدي بركة المياه هذه إلى نفق مائي. ومهما كان الأمر، فلا ينبغي أن تفوت متعة الاستحمام فيه.
ووفقًا لكل ما ذكر عن نبع "كراب"، فإنك بالتأكيد ستوافق على أن هذا النبع هو أحد التراث الطبيعي النادر والقيم والمعالم السياحية في مقاطعة خراسان الرضوية.
ولا يعد هذا الربيع جذابًا للجيولوجيين فحسب، ولكن نظرًا للخصائص العلاجية العالية جدًا في مياهه، يمكن أن يكون خيارا ممتازا لجذب مختلف السياح وتعزيز السياحة في المنطقة.