الخطبة ۹٤: من خطبة له عليه السلام يقرر فضيلة الرسول الكريم
بَعَثَهُ واَلنَّاسُ ضُلاَّلٌ فِي حَيْرَةٍ، وحَاطِبُونَ فِي فِتْنَةٍ، قَدِ اِسْتَهْوَتْهُمُ اَلْأَهْوَاءُ، واِسْتَزَلَّتْهُمُ اَلْكِبْرِيَاءُ، واِسْتَخَفَّتْهُمُ اَلْجَاهِلِيَّةُ اَلْجَهْلاَءُ، حَيَارَى فِي زِلْزَالٍ مِنَ اَلْأَمْرِ، وبَلاَءٍ مِنَ اَلْجَهْلِ، فَبَالَغَ صَلََّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ فِي اَلنَّصِيحَةِ، ومَضَى عَلَى اَلطَّرِيقَةِ، ودَعَا إِلَى اَلْحِكْمَةِ واَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ.
الخطبة ۹٥: ومن خطبة له سلام الله عليه في الله سبحانه وفي الرسول الاكرم
الْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْأَوَّلِ فَلاَ شَيْءَ قَبْلَهُ، واَلْآخِرِ فَلاَ شَيْءَ بَعْدَهُ، واَلظَّاهِرِ فَلاَ شَيْءَ فَوْقَهُ، واَلْبَاطِنِ فَلاَ شَيْءَ دُونَهُ.
ومنها في ذكر الرسول صلى الله عليه وآله:
مُسْتَقَرُّهُ خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ، ومَنْبِتُهُ أَشْرَفُ مَنْبِتٍ، فِي مَعَادِنِ اَلْكَرَامَةِ، ومَمَاهِدِ اَلسَّلاَمَةِ، قَدْ صُرِفَتْ نَحْوَهُ أَفْئِدَةُ اَلْأَبْرَارِ، وثُنِيَتْ إِلَيْهِ أَزِمَّةُ اَلْأَبْصَارِ، دَفَنَ اَللَّهُ بِهِ اَلضَّغَائِنَ، وأَطْفَأَ بِهِ اَلنَّوَائِرَ، أَلَّفَ بِهِ إِخْوَاناً، وفَرَّقَ بِهِ أَقْرَاناً، أَعَزَّ بِهِ اَلذِّلَّةَ، وأَذَلَّ بِهِ اَلْعِزَّةَ، كَلاَمُهُ بَيَانٌ، وصَمْتُهُ لِسَانٌ.
وَقَالَ عليه السلام لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ:
لاَ تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغْلِكَ بِأَهْلِكَ ووَلَدِكَ، فَإِنْ يَكُنْ أَهْلُكَ ووَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اَللَّهِ، فَإِنَّ اَللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَوْلِيَاءَهُ، وإِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اَللَّهِ، فَمَا هَمُّكَ وشُغْلُكَ بِأَعْدَاءِ اَللَّهِ.