البث المباشر

تفسير موجز للآيات 43 الى 47 من سورة النور

الأحد 29 مارس 2020 - 08:24 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 628

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين. اسعد الله اوقاتكم للخير حضرات المستمعين وأهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة حيث نقدم تفسيراً لآيات من سورة النور المباركة ونبدأ اولاً بالاستماع الى ترتيل الآيتين الثالثة والاربعين والرابعة والاربعين من تلك السورة الزاكية:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴿٤٣﴾

يُقَلِّبُ اللَّـهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ ﴿٤٤﴾

تتحدث الآيتان الكريمتان عن دور الخالق المتعال في كل الشؤون التكوينية في هذا الكون الواسع الارجاء اذ ان كل ما في الكون يسير بانتظام مثل تعاقب الليل و النهار وتعاقب الفصول الاربعة وحركة الاجرام السماوية وعدم ارتطامها واحدة بالأخرى.

من هنا ليس بامكان العقل السليم ان يقول ان كل ما في الكون من انتظام جاء صدفة؟

ان الارادة والتدبير الالهيان هما اللذان يتحكمان في كل حركات وسكنات ما في الكون، وحتى هبوب الرياح وتكوّن السحب ونزول المطر وان كان ظاهرة طبيعية فهو امر باذن الله.

والملاحظ ان نزول المطر من الظواهر المتغيرة من مكان لآخر تبعاً لتقلبات الهواء، وما هذه التقلبات الا باذن الباري عز اسمه.

وعلى اي حال فان المستفاد من النص المفسر هو:

  •  ان العوامل الطبيعية في الوجود هي في يدي قدرة الله وحكمته، وهو تعالى شأنه فعال لما يشاء بيده الامر وهو على كل شيء قدير.
  •  ان في نزول الامطار فوائد واهمية في تدبير شؤون الخلق.

 

ويقول سبحانه في الآية الخامسة والاربعين من سورة النور الهادية:

وَاللَّـهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٤٥﴾

ومن بعد ان اشار القرآن الكريم الى ظواهر طبيعية مثل نزول المطر وتكوّن السحاب وتعاقب الليل والنهار في دورة الارض حول محورها. تأتي هذه الآية للاشارة الى حياة الكائنات الحية.

وفي الآية اشارة الى ان جميع الكائنات الحية بريّة او بحريّة او جويّة مخلوقة من الماء وهي لا تستغني عن الماء الذي هو عصب وجودها وشريان حياتها.

ان القرآن المجيد يقول:

وجعلنا من الماء كل شيء حي. صدق الله العلي العظيم.

وهذه الاحياء ليست حيوانات وحسب، بل هي تشمل النباتات وكائنات اخرى كما يصنفها علم الاحياء.

والمستفاد من هذا النص هو:

  •  ان خلق الكائنات لم ينتهي بعد، وهي في خلق مستمر باذن الله تبارك وتعالى.
  • ان المادة الاساسية في الخلق هي الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي.
  •  انما يميز الانسان عن سائر الحيوانات هو العقل، ولولا العقل لصار كسائر الحيوانات.

 

ويقول الله الحكيم في الآيتين السادسة والاربعين والسابعة والاربعين من سورة النور الوضاءة:

لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٦﴾

وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾

في هذا النص المبارك حديث بالوحي الالهي ونزول الكتب السماوية ودعوة البشرية الى سلك طريق الهداية والرشاد.

اجل ان الله العلي القدير بعد ان خلق الانسان بعث له الرسل والانبياء مبشرين ومنذرين، مبشرين بالجنة والثواب ومنذرين من النار والعقاب.

الرسل والانبياء عليهم السلام هم السفراء الربانيون والهداة المهديون، هم عليهم السلام هداة البرية الى الصراط المستقيم والى الشرع القويم الذي فيه الفوز العظيم.

وينقسم الناس في اجابتهم داعي السماء الى صنفين: الكفار والمؤمنين.

الكفار ينكرون الدعوة الالهية والمؤمنون يوقنون بها، لكن من الناس من يتبع طريق النفاق. انه يتظاهر بالدين وليس في قلبه ذرة منه.

ويفيدنا النص المفسر ثلاثة امور هي:

  •  ان الله تعالى وببعثه الرسل والانبياء اقام الحجة على الخلق.
  •  النفاق خطر يهدد المجتمع الاسلامي ويضر به.
  •  على الانسان ان يمعن النظر في كل عقيدة وكلام، ولا يصدق كل ما يقال فقد لا يكون ما سمعه صحيحاً.

 

حضرات المستمعين الافاضل نأمل ان نلتقيكم باذن الله على مائدة قرآنية اخرى. الى اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة