إلا ان نظام آل سعود أختبأ تحت عباءة خدمة الحرمين الشريفين ليخفي وجهه (...) الحقيقي عن العامة من المسلمين، يساعده في ذلك مستوى الوعي الجماهيري الغير قادر على الوصول الى حقائق الأمور بسهولة، بل قد تنطلي عليه الحقيقة بقشور التدين المنحرف.
ولكن بعد الثورة التي شهدها العالم في مجال الإتصالات التي حولت الكرة الارضية الى قرية صغيرة بدأت الكثير من الحقائق تنكشف لجميع الناس، فلم يعد المسلم البسيط التصديق بمقولة (خادم الحرمين) أو غيرها من الإدعاءات الفارغة.
وبدء النظام السعودي يكشر عن أنيابه بشكل واضح ومفضوح للجميع، لاسيما بعد ان أصبحت مملكة آل سعود تدار من قبل ولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان، وذلك من خلال ممارساته العدوانية سواء على مستوى الداخل المتمثلة بكبت الحريات وأحكام الاعدام والاعتقالات التي طالت الجميع حتى وصلت الى أفراد العائلة المالكة.
أو على مستوى الخارج والمتمثلة في جرائمه التي يرتكبها وضح النهار أمام أنظار العالم دون حياء بقتله أطفال اليمن، او جرائمه التي مارسها في العراق وسوريا من خلال بهائمه المفخخة التي كان وما زال يرسل بها لتتفجر وسط الناس الابرياء وفي المساجد والحسينيات والكنائس.
وواحدة من سمات النظام السعودي عداءه للفكر الاسلامي الاصيل وبكل بساطة ومتى شاء هذا النظام أوعز لوعاظه فتصدر الفتوى بدون حساب إذا كان في ذلك مصلحة للحاكم.
من هنا وضمن هذه الإستراتيجية التي يتبناها النظام الحاكم في نجد والحجاز جاء إعتقال المفكر والباحث التاريخي "حسن بن فرحان حسن الزغلي الخالدي المالكي" والمعروف في وسائل الاعلام بإسم "فرحان المالكي".
فقد اشتهر "فرحان المالكي" على الساحة العربية والإسلامية وعرف عنه بأنه يتبنى أفكار تخالف أكاذيب الوهابية مستفيد من وسائل الإعلام الحديثة في إيصال آراءه الى الجمهور من خلال نقاشات من على شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.
ومن أهم المواضيع التي أثارت حفيضة النظام السعودي وسلطته الدينية هي تلك التي كان يثيرها "فرحان المالكي" بشأن عقيدة عدالة الصحابة وخصوصا معاوية بن أبي سفيان ومسألة صحبته لنبي الإسلام محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وحول شخصية معاوية وخلافته وخلافة أبنه يزيد وصحتها وقضية قتله لسبط النبي سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين بن علي ـ عليه السَّلام.
أفكار "فرحان المالكي" تنصب في هذا الاتجاه القريب من الحقيقة الأمر الذي أستوجب من وعاظ السلاطين أو بعبارة أدق من السلطة الدينية في النظام السعودي أن تصدر أوامرها وتطلق إتهاماتها على من خالفهم وقال الحقيقة الواضحة التي لا تحتاج لبرهان سوى أن يكون لدى المرء فطرة سليمة وقلب خال من الضغينة والأحقاد والكراهية.
فَوجِهَتْ الاتهامات لهذا الرجل الذي لم يتلقى علومه في الحوزات العلمية الشيعية لِيُتَّهم بأنه رافضي حسب المصلحات الوهابية بل إنَّه درس في مدارسها فالابتدائية في مدرسة القعقاع الابتدائية بوادي الجنية بني مالك عام ۱٤۰۱ هـ والمتوسطة في مدرسة الداير ببني مالك عام ۱٤۰۳ هـ والثانوية في ثانوية فيفاء بجبل فيفاء ۱٤۰۷ هـ.
حتى حصل على البكالوريوس من قسم الإعلام بكلية الدعوة والإعلام جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض عام ۱٤۱۲ هـ. وحضر دروس عدد من علماء الدين السعوديين في العاصمة الرياض.
كما عمل "فرحان المالكي" بعد تخرجه في دوائر رسمية تابعة للسلطات السعودية فحياة هذا الرجل جميعها كانت ضمن أجواء مشبعة بالفكر الوهابي إلا أن الفطرة السليمة جعلته ينطق بالحقيقة حتى لو كلفه ذلك حياته.
واليوم يواجه "فرحان المالكي" بعد إعتقاله أحكام قاسية قد تصل الى الإعدام، لأن النظام السعودي ولغ في دماء الأبرياء من العلماء والمفكرين والنساء والاطفال، فقد تجاوز جميع الخطوط الحمراء في هذه القضية.
ونحن واثقون وطبقا لسنن التاريخ أن نظام آل سعود الدموي إذا أقدم على قتل "فرحان المالكي" فهذا يعني أنه سيضيف قنبلة أخرى تحت عرشه المتهاوي والذي بدأت مرحلة العد العكسي لأيام عمره الأخيرة والتي باتت قصيرة جداً.
جابر كرعاوي / لموقع إذاعة طهران العربية