وأطلق جنود الاحتلال النار من مسافات قريبة على شبان اعتصموا في جبل العرمة منذ شهر، رفضا لمحاولة المستوطنين مصادرة الجبل وبناء مستوطنة عليه.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية طريف عاشور، إن ثلاثة من 18 مواطنا أصيبوا في جبل العرمة وكانت إصاباتهم خطيرة، بينهم اثنان نقلا إلى مستشفى رفيديا وقد أصيبا بالرصاص الحي في الرأس.
وأضاف أن الثالث أصيب بالرصاص المعدني (المغلف بالمطاط)، ونقل إلى مستشفى العربي في مدينة نابلس و"حالته مستقرة".
وتابع عاشور أن أحد المصابين في مستشفى رفيديا وهو محمد عبد الكريم حمايل، استشهد بعد ساعات من محاولة إنقاذه وتقديم العلاج له نظرا لإصابته الحرجة، حيث كانت الرصاصة مباشرة في الرأس، ووصف إصابة الشاب الآخر بأنها ما زالت في وضع الخطر.
وكان عشرات الجنود الصهاينة قد اقتحموا جبل العرمة قبيل فجر اليوم الأربعاء مع جرافة عسكرية تمهيدا لإخلاء المنطقة.
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف إن الجنود أحدثوا أطواقا عسكرية في محيط الجبل قبل اقتحامه، ثم داهموه بعنف وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز تجاه المعتصمين "من مسافة صفر"، واعتدوا عليهم بالضرب المباشر، مما أدى لتصعيد المواجهة.
وأكد أن القوات االصهيونية حالت دون وصول طاقم الإسعاف لعلاج المصابين، وتركتهم ينزفون لفترة من الوقت.
وانتقلت المواجهات من رأس الجبل إلى محيطه حيث احتدت بعد أن لبى عشرات المواطنين نداءات الاستغاثة التي انطلقت عبر مكبرات الصوت في المساجد لإنقاذ المحاصرين في الجبل.
ويأتي هذا الاقتحام بعد يوم من حملة اعتقالات شنتها قوات الاحتلال ضد شبان بلدة بيتا وقيادات العمل الوطني والمقاومة الشعبية فيها، وجرى التحقيق معهم -وفق رواية أحدهم بعد إطلاق سراحه- حول مشاركتهم في الفعاليات التضامنية مع جبل العرمة، وسط تهديد مبطن لهم بتعرضهم للاعتقال في حال عاودوا المشاركة في هذه الفعاليات.
ويواجه أهالي بيتا منذ أكثر من شهر مخططا صهيونيا يهدف لوضع يد الاحتلال على جبل العرمة الإستراتيجي وضمه لمستوطنة إيتمار القريبة، حيث دعا المستوطنون في أكثر من مناسبة لاحتلاله، مختلقين روايات تاريخية "كاذبة" لحقهم فيه.
ومن المتوقع أن يشيع جثمان الشهيد اليوم، حيث انسحب جيش الاحتلال من منطقة جبل العرمة وأغلق شارع حوارة جنوب نابلس القريب من بلدة بيتا، بعد مواجهات بين المواطنين والمستوطنين الذين هاجموا المحال التجارية والمركبات الفلسطينية ورشقوها بالحجارة.