البث المباشر

تفسير موجز للآيات 61 الى 65 من سورة الانعام

الإثنين 3 فبراير 2020 - 08:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 202

بسم الله الرحمن الرحيم: اعزائي المستمعين- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم في الحلقة جديدة من برنامج نهج الحياة حيث سنقدم لحضراتكم تفسيراً مبسطاً لآيات ومن القرآن الكريم. ونبدءالبرنامج بتلاوة عطرة للآية 61 من سورة الأنعام فلننصت اليها خاشعين:

وهو القاهر .... وهم لا يفرطون

وإتضح من الآية السابقة لهذه الآية أن نوم الانسان وانتباهه منه بيد الله، وان الله قد حدد لكل شخص مدة معينة يحياها وهذه الآية تقول: ان هناك ملائكة موكلون بكل شؤون حياتكم وحتى بموتكم. فهناك مجموعة من الملائكة تحفظ الانسان من الحوادث، ومجموعة تسجل عليه أعماله، وعندما تحين ساعة موته يقدم عليه الملائكة الموكلون بقبض روحه، وحسب التعبير القرآني فان هؤلاء الملائكة لا يقصرون في مهمتلهم، فلا يستعجلون لحظة ولا يتأخرون. وتذكرنا هذه الآية ان لله الاشراف الكامل على وجود الانسان الذي لا يمكنه دفع ذلك عنه، وهذا معنى صفة القاهر التي وصف الله نفسه بها.

ومن هذه الآية نتعلم:

  • ان الله السيطرة الكاملة علينا، وان كان منحنا حرية التصرف وأمهلنا فذلك لانه لطيف بنا.
  • ان الملائكة مراقبون في الكون، اوكل الله اليهم مهمة مراقبة مخلوقاته.

 

والآن ايها الاخوة، لننصت خاشعين لتلاوة للآية 62 من سورة الانعام لنتعرف فيما بعد على تفسيرها:

ثم ردّوا......... الحاسبين

هذه الآية يشير الى نهاية البشر وحضورهم أجمعين في عرصة القيامة، كأنها تقول: بعد الموت سيرجع الجميع الى الله سبحانه وتعالى ليحاسبهم كل على اعماله. وقد يتساءل البعض كيف يمكنه عزوجل محاسبة جميع البشر على مر التاريخ به والجواب واضح، فان الاعمال قد تم تسجيلها سابقاً، ومصيرهم واضح، ففي يوم القيامة كل انسان يطلع على اعماله التي ارتكبها وعلى اساسها اما ان يدخل الجنة او يساق الى النار.

جاء في الروايات ان الله سبحانه وتعالى يحاسب جميع البشر في وقت واحد، كما كان يرزقهم كلهم في وقت واحد دون ان يرونه.

من هذه الآية نستنتج:

  • بيد الله وحده الحكم على الانسان، لانه هو مولاه والجميع عباده.
  • ان الله سبحانه وتعالى هو المولى الوحيد، وليس للآخرين عليه ولاية إلاّ من جعل الله لهم حق الولاية كالاب والام والانبياء والائمة واولياء الله.

 

والآن ايها الاكارم سننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 63 و64 من سورة الانعام، لنقدم بعد ذلك تفسيراً مبسطاً لها:

قل من ينجيكم..... ثم أنتم تشركون 

كما نعلم ان الانسان يخاف من الظلمات ويعتبرها امراً مهولاً ورهيباً، لذا يقول القرآن بهذا الصدد: كثيراً ما يصيبكم الخوف والرعب- سواء كنتم في البر ام في البحر- وعندها تيأسون من الجميع وتستيقنون ان لا شيء تعلقتم به من شؤون الدنيا يستطيع ان ينقذكم، فتتجهون عندها- بفطرتكم- الى الله وتدعونه ليخلصكم، أحياناً تدعونه بسركم واحياناً تفصحون عنه بألسنتكم، وحتى ربما تعاهدون الله ان كشف الضرّ عنكم ونجاكم ان تكونوا من الشاكرين وتقلعوا عن الكفر.

ولكن التجارب قد اوضحت انه مهما انقذكم الله فانكم بعد الخلاص تنسونه وتتوجهون الى غيره وكأنكم تظنون انهم شركاء لله في تدبير شؤون الخلق.

ومن هذه الآية نتعلم:

  • ان المشاكل والصعوبات تجعل الانسان يلتفت الى الله.... ويبتعد عن الكفر والشرك، كما ان الرفاهية والراحة تقوده الى الغفلة عن الله وعن نعمه الجمّة.
  • ان الانسان لايفي بعهده مع الله وهذا أسوء انواع الجحود.

 

والآن ايها الافاضل تعالوا لننصت خاشعين لتلاوة الآية 65 من سورة الانعام:

قل هو القادر........... لعلهم يفقهون

بعد الآية السابقة التي تحدثت عن الرحمة واللطف الالهيين في حل مشاكل الانسان، تشير هذه الآية الى الغضب الالهي لتعطي الصورة الكاملة عن رحمة الله وغضبه وتقول للناس ما مضمونه ان اتجهتم الى الله ودعوتموه، يشملكم بعطفه وحنانه. وان اعرضتم عنه واشركتم به، تكونون قد اشتريتم غضبه وبذلك سيحيط بكلم عذابه من فوقكم وتحتكم وعن اليمين والشمال.

ان الابتعاد عن التوحيد، واتخاذ الشرك مذهباً- سينزع الوحدة من بينكم فتتفرقون وتقع عندها بينها الحروب والنزاعات الدموية. كما ان البعد عن الله وعدم اجراء اوامره تقود المجتمع الى السقوط في هذه المشاكل، وابرزها ايجاد فروق طبقية، اغنياء وفقراء، فيضطهد الاغنياء الفقراء ويثور الفقراء للتخلص من الفقر ويسلبون راحة الاغنياء.

ونشاهد اليوم المجتمعات التي خرجت عن اطار التوحيد كيف اتبليت بظلم الاغنياء للفقراء، وهروب الفقراء من مسؤولياتهم، واستغل الاغنياء قدرتهم وثروتهم وشهوتهم بانسانية فتمزق المجتمع وتشتت.

ومن هذه الآية نستنتج:

  • علينا ان لا نغفل عن قدرة الله ولا نغتر بقدراتنا، فان غضب الله ان حلّ على احد لن يحتمله.
  • التفرقة من اسوء نتائج الشرك بالله فهو يؤدي الى انهيار المجتمع ويسوقه الى الاقتتال والحرب الداخلية.

 

اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على امل اللقاء بكم في حلقات قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة