بسم الله الرحمن الرحيم …الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم حضرات المستمعين الكرام ورحمة الله وبركاته ….اهلا بكم في لقاء قراني اخر وتفسير للايتين السادسة والثلاثين والسابعة والثلاثين من سورة البقرة فتابعونا.
نستمع اولا مستمعين الافاضل الى الاية السادسة و الثلاثين من سورة البقرة.
مستمعين الكرام في الحلقات الماضية من هذا البرنامج تحدثنا عن خلق ادم و خلافته في الارض و قلنا ان الله سبحانه و تعالى اسكن ادم و زوجه حواء الجنة و ذكرنا كذلك انها ليست الجنة التي يثاب الانسان بها على اعماله يوم الجزاء …و كان ان هيئت لادم و حواء في تلك الجنة كل انواع الماكولات لكنه تعالى نهاهما عن الاكل من ثمار شجرة عينها لهما لحكمة ربانية .اما الشيطان الذي طرد من رحمة الله لانه ابى ان يسجد لادم و خالف اوامر خالقه فقد فكر في الانتقام من ادم و اخراجه من النعيم الذي هو فيه.
نعم مستمعينا الكرام لقد وسوس ابليس لادم كثيرا و تظاهر بانه يريد له الخير و راح يمتتح الشجرة الممنوعة و ثمارها و يحصي لها فوائدها و كان في عاقبة الامران اكل ادم و حواء منها ….و كان نتيجة ذلك ان اخرج الله ادم وحواء من الجنة لقد خرج ادم من الجنة بتجربة علمته ان العدو الحقيقي له هو الشيطان وعليه ان يعرفه. مستمعين الكرام ان ابرز ما في هذه الاية من دروس هي:
اولا: طاعة الشيطان تبعد الانسان عن رحمة الله و تخرجه من الهدوء و الاستقرار.
ثانياَ: عداء الشيطان للانسان عداء قديم انه بدء من بداية الخلقة و استمر الى اليوم.
ثالثا: الارض مكان مؤقت لسكنى البشر وما يجنيه الانسان من هذه الارض محدود و عليه ان يعد العدة لدارالبقاء في جنة خالدة.
رابعا: كل انسان بفضل ما اودعه الله فيه من مواهب هو من اهل الجنة الا ان العصيان هو الذي يؤول بالانسان الى السقوط والهبوط.
وخامسا: الناس جميعا عرضة للمعصية والاثم الا من عصمه الله تعالى ….
مستمعينا الافاضل ان ادم فقد القرب الالهية في لحظة غفلة على انما صدر عن ادم كان قبل ان يختاره الله نبيا ….. وعصمة الانبياء ورسل عليهم السلام امر ثابت لا غبار عليه ولا ريب ان الفرصة ستسمح لنا في قادم حلقات هذا البرنامج للحديث عن هذا الموضوع.
اما الان مستمعين الاكارم فلنصغي الى الاية السابعة و الثلاثين من سورة البقرة:
نعم مستمعينا الكرام فبعد ان هبط ادم الى الارض ادرك خطأه وان الشيطان قد خدعه فندم على ما فعل و قرر التوبة … و تحدثنا الاية الثالثة والعشرون من سورة الاعراف المباركة عن توبة ادم و حواء حيث نقرأ فيها: قالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين.
و مثل هذه التعابيرلا تختص بتوبة ادم، اذ ما يشابهها جاء فيما يخص النبي يونس و النبي موسى على نبينا و اله و عليهما الصلاة والسلام يقول تعالى على لسان موسى عليه السلام:
قال ربي اني ظلمت نفسي فاغفر لي.
و استشفع ادم ذوات مقدسة عند الله تعالى لقبول توبته اذ يروي جلال الدين السيوطي و هو من علماء العامة في تفسيره الدر المنثور و في الجزء الاول منه روايات عديدة يستفاد منها ان ادم اقسم على الله تعالى ان يغفر له بحق محمد و ال محمد صلى الله عليه و اله و سلم …و جاء في رواية عن حبر الامة عبدالله بن عباس : سأل ادم بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ….و التوبة في اللغة بمعنى الانابة و الرجوع اي الرجوع عن الاثم و المعصية هذا اذا ما اسندت الكلمة الى الانسان و اذا ما اسندت الى ذات الباري المقدسة فانها تعني توجه الله بالرحمة على الانسان. ان الله تعالى هو التواب الرحيم وانه يحب التوابين حيث يقول تعالى في الاية الثانية و العشرين بعد المئتين من سورة البقرة ان الله يحب التوابين. اذا لا ينبغي للانسان ان ييأس من رحمة الله وعليه ان يكون على الدوام من اهل التوبة و الاستغفار.
واما الدروس التي نتعلمها من الاية فهي:
اولا: التوبة توفيق الهي و طريقها يحدده الله تعالى.
ثانيا: توبة الانسان اذا كانت حقيقية يقبله الله.
ثالثا: الله يقبل التوبة و يقرنها بالرحمة.
ورابعاَ: لا ينبغي اليأس من رحمة الله لأنه تواب رحيم.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في
ايران قدمت لكم حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة طبتم و طابت اوقاتكم و قبل ان نودعكم اود ان اذكر حضراتكم بعنوان بريدنا الالكتروني: [email protected]
نحن بانتظار انتقاداتكم واقتراحاتكم حول البرنامج دمتم بالف خير والسلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته.