بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على كنوز رحمة الله محمد المصطفى رسول الله وآله الهداة الى الله.
- السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته.
- تحية طيبة معطرة بعطر الولاء نهديها لكم في مطلع هذا اللقاء من البرنامج.
- الإمام علي هو – عليه السلام – خير من عرف العالمين بأخلاق أخيه المصطفى صلى الله عليه وآله، وهو سيد الدعاة الى شريعته السمحاء وحامل رايته البيضاء.
- ومن جميل العرفان والوفاء ما قابل به نبي الرحمة صلى الله عليه وآله إخلاص وصيه المرتضى له ولربه تبارك وتعالى، وهذا ما رأينا في رفضه صلى الله عليه وآله دخول المدينة وبقائه في قبا حتى لحق به ليدخلا يثرب معاً كما ستأتي روايات ذلك في حلقة لاحقة بإذن الله.
- ومن مظاهر ذلك ما ننقله في هذا اللقاء من تجليات الرحمة والشفقة النبوية في استقبال المصطفى لوصيه المرتضى عندما لحق به قباء؛ ونمهد ذلك بالرواية التالية المعبرة عن إقتداء المرتضى بسيده المصطفى صلى الله عليهما وآلهما الطيبين.
- روي في كتاب الكافي مسنداً عن الإمام الصادق عليه السلام قال: مَا أَكَلَ رَسُولُ اللَّه ص مُتَّكِئاً مُنْذُ بَعَثَه اللَّه عَزَّ وجَلَّ إِلَى أَنْ قَبَضَه تَوَاضُعاً لِلَّه عَزَّ وجَلَّ ولَا صَافَحَ رَسُولُ اللَّه ص رَجُلاً قَطُّ فَنَزَعَ يَدَه مِنْ يَدِه حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُ يَدَه ولَا كَافَأَ رَسُولُ اللَّه ص بِسَيِّئَةٍ قَطُّ قَالَ اللَّه تَعَالَى لَه : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) فَفَعَلَ ما أمره الله.
- ثم قال الصادق عليه السلام: ومَا مَنَعَ سَائِلاً قَطُّ إِنْ كَانَ عِنْدَه أَعْطَى وإِلَّا قَالَ يَأْتِي اللَّه بِه ولَا أَعْطَى عَلَى اللَّه عَزَّ وجَلَّ شَيْئاً قَطُّ إِلَّا أَجَازَه اللَّه إِنْ كَانَ لَيُعْطِي الْجَنَّةَ فَيُجِيزُ اللَّه عَزَّ وجَلَّ لَه ذَلِكَ أي يقبل شفاعته لمن طلب الجنة.
- ثم قال الصادق عليه السلام: وكان أخوه يعني علياً من بعده على منهاجه مَا أَكَلَ مِنَ الدُّنْيَا حَرَاماً قَطُّ حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا واللَّه إِنْ كَانَ لَيَعْرِضُ لَه الأَمْرَانِ كِلَاهُمَا لِلَّه عَزَّ وجَلَّ طَاعَةٌ فَيَأْخُذُ بِأَشَدِّهِمَا عَلَى بَدَنِه واللَّه لَقَدْ أَعْتَقَ أَلْفَ مَمْلُوكٍ لِوَجْه اللَّه عَزَّ وجَلَّ دَبِرَتْ فِيهِمْ يَدَاه.
- ثم قال الصادق عليه السلام: واللَّه مَا أَطَاقَ عَمَلَ رَسُولِ اللَّه ص مِنْ بَعْدِه أَحَدٌ غَيْرُه واللَّه مَا نَزَلَتْ بِرَسُولِ اللَّه ص نَازِلَةٌ قَطُّ إِلَّا قَدَّمَه فِيهَا ثِقَةً مِنْه بِه وإِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّه ص لَيَبْعَثُه بِرَايَتِه فَيُقَاتِلُ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِه ومِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِه ثُمَّ مَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ لَه.
- ويتجلى جميل إستقبال نبي الرحمة لأخيه الوصي المرتضى عليهما وآلهما السلام وركب الفواطم، في مبادرة رسول الله صلى الله عليه وآله الى تلاوة الآيات التي أنزلها الله ثناءً على هذا الركب المقدس فور وصولهم الى قباء.
- قال السيد محسن الأمين في كتاب الأعيان ملخصاً ما رواه المؤرخون عن هذه الرحلة: ثم سار ظافرا قاهرا حتى نزل ضجنان فلبث بها يومه وليلته ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين فيهم أم أيمن مولاة رسول الله ص وبات ليلته تلك هو والفواطم طورا يصلون وطورا يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم حتى طلع الفجر فصلى علي بهم صلاة الفجر ثم سار لا يفتر عن ذكر الله هو ومن معه حتى قدموا المدينة.
- فلما بلغوا قباء بشرهم النبي بأن الوحي نزل عليه بما كان من شأنهم قبل قدومهم بقوله تعالى الذين يذكرون الله قياما و قعودا وعلى جنوبهم إلى قوله فاستجاب لهم ربهم اني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب.
- ثم تلا – صلى الله عليه وآله – ما أنزله الله عليه في مدح علي لمبيته في فراشه ليلة الهجرة وقاية له من سيوف المشركين، وهو قوله عزوجل ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاه الله والله رؤوف بالعباد.
- وجاء في سيرة ابن هشام والسيرة الحلبية وغيرها قول الرواة: وأقام علي عليه السلام بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله الودائع ثم لحق به بقبا، وكان يسير الليل ويكمن النهار حتى تفطرت قدماه وبكى نبي الرحمة لما بقدميه من الورم.
- وجاء في السيرة الحلبية وأسد الغابة وغيرهما قول الرواة: وأمر النبي ص عليا أن يلحقه بالمدينة فخرج علي في طلبه بعد ما اخرج إليه أهله يمشي الليل ويكمن النهار حتى قدم بالمدينة فلما بلغ النبي قدومه قال ادعوا لي عليا قيل يا رسول الله لا يقدر ان يمشي فاتاه النبي ص فلما رآه اعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم وكانتا تقطران دما فتفل النبي ص في يديه ومسح بهما رجليه ودعا له بالعافية فلم يشتكهما حتى استشهد صلوات الله عليه.
- وبهذا نصل أيها الأكارم الى ختام حلقة اليوم من برنامج (نبي الرحمة) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- تقبل الله منكم جميل الإصغاء والمتابعة ودمتم في أمان الله.