بسم الله والحمد لله أرحم الراحمين، والصلاة والسلام على كنوز رحمته للعالمين محمد الصادق الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
- السلام عليكم أعزاءنا المستمعين ورحمة الله وبركاته.
- تحية الإيمان والولاء نحييكم بها في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
- أيها الإخوة والأخوات، عندما المصادر المعتبرة التي جمعت الروايات الموثقة المتحدثة عن الكرامات الإلهية التي أظهرها النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – نلاحظ بوضوح أن أهم أهدافها إعانة المؤمنين على دفع الأذى الذي لا يقدرون على دفع لعلة أو لأخرى.
- وهذا من المصاديق الجلية لعظيم الرحمة التي يتعامل بها الرسول الأعظم مع المؤمنين خاصة، نعرض لكم في هذا اللقاء إثنتين من الروايات المعتبرة التي تتحدث عن هذا النمط من مصاديق الرحمة المحمدية، تابعونا على بركة الله.
- نقرأ في كتاب (الثاقب في المناقب) للعالم الجليل إبن حمزة الطوسي عن عن قتادة بن النعمان الأنصاري، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وآله في ليلة مطيرة ، وقد أحببت أن أصلي معه ، فأعطاني صلى الله عليه وآله عرجونا ، وقال : " خذه فإنه سيضئ لك أمامك عشرا " ، فإذا أتيت بيتك فإن الشيطان قد خلفك ، فانظر في الزاوية عن يسارك حتى تدخل ، فأعله به حتى.
- قال قتادة: فدخلت ، فنظرت حيث قال النبي صلى الله عليه وآله ، فإذا سواد ، فعلوته به حتى سبقني به ، فقالت أهلي : ما تصنع ؟ ! فإذا بضبع كامن.
- وهكذا نلاحظ – مستمعينا الأكارم – كيف أن نبي الرحمة قد أنقذ هذه الصحابي الأنصاري من أذى ذلك الضبع الذي تسلل الى بيته في تلك الليلة المظلمة بسبب هطول المطر.
- هذا في حال أن قتادة الأنصاري لم يكن يعلم بهذا الخطر المحدق، وبالتالي لم يطلب من رسول – صلى الله عليه وآله – إنقاذه.
- وفي رواية ثانية نشهد بركة نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وهي تزيل الهم الذي آذى قلب جابر الأنصاري، لعدم قدرته على وفاء دين أبيه الشهيد لأحد يهود المدينة.
- روى السيد الجليل قطب الدين الراوندي في كتاب الخرائج عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : « استشهد والدي بين يدي رسول الله « صلى الله عليه وآله » يوم أحد وكان عليه دين ، فلقيني رسول الله « صلى الله عليه وآله » يوماً فقال : ما فعل دين أبيك ؟ قلت : على حاله . فقال : لمن هو ؟ قلت : لفلان اليهودي . قال : متى حينه ؟ قلت : وقت جفاف التمر . قال: إذا جففت التمر فلا تحدث فيه حتى تعلمني واجعل كل صنف من التمر على حدة .
- قال جابر: ولما حل أوان جفاف التمر فعلت ما أمرني وأخبرته « صلى الله عليه وآله » ، فصار معي إلى التمر وأخذ من كل صنف قبضة بيده وردها فيه ، ثم قال : هات اليهودي . فدعوته فقال له رسول الله « صلى الله عليه وآله » : إختر من هذا التمر أي صنف شئت ، فخذ دينك منه .
- فقال اليهودي : وأي مقدار لهذا التمر كله حتى آخذ صنفاً منه ؟ ولعل كله لا يفي بديني !
- فقال صلى الله عليه وآله : إختر أي صنف شئت فابتدئ به ، فأومى إلى صنف الصيحاني فقال : أبتدئ به ؟ فقال : إفعل باسم الله ، فلم يزل يكيل منه حتى استوفى منه دينه كله ، والصنف من التمر على حاله ما نقص منه شئ !
- ثم قال « صلى الله عليه وآله » : يا جابر هل بقي لأحد عليك شئ من دينه ؟ قال جابر : لا . قال : فاحمل تمرك بارك الله لك فيه ، قال جابر: فحملته إلى منزلي وكفانا السنة كلها ، فكنا نبيع لنفقتنا ومؤونتنا ونأكل منه ، ونهب منه ونهدي ، إلى وقت التمر الحديث ، والتمر على حاله إلى أن جاءنا الجديد » .
- ختاماً تقبلوا منا أيها الأطائب أطيب الشكر على طيب متابعتكم لحلقة اليوم من برنامج (نبي الرحمة).
- قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- نستودعكم الله وفي أمان الله.