البث المباشر

في خلق العفو

السبت 28 ديسمبر 2019 - 14:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من اخلاق السبطين: الحلقة 44

السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله، أهلاً بكم في هذه الروضة النيرة بأضواء سادة المتخلقين بأخلاق الله عزوجل.
أعددنا لكم في هذا اللقاء طائفة من الروايات الشريفة التي تتمحور حول أحد الأخلاق الإلهية السامية التي تجلت في سيدي شباب أهل الجنة – صلوات الله عليهما – إنه خلق (العفو)، تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، نبدأ من سيرة الإمام الحسن المجتبى – صلوات الله عليه – وبعض مشاهد عفوه الجميل عن الناس، فنقرأ في كتاب (كشف الغمة في معرفة الأئمة) للعلامة الأديب علي بن عيسى الأربلي قوله – رضوان الله عليه -:
(روي أن رجلاً أتى الإمام الحسن – عليه السلام – قال: إن فلاناً يقع فيك – أي يغتابك – فقال – عليه السلام -: ألقيتني في أتعب! أريد الآن أن أستغفر الله لي وله)... وهذا من أعلى مراتب العفو الجميل إذ اقترن بالإستغفار للمسيء.
ومن كتاب مناقب الخوارزمي نقرأ قول هذا المحدث الحنفي: (وذكر الثقة إن مروان بن الحكم شتم الحسن بن علي – عليهما السلام – فلما فرغ قال الحسن: إني والله لا أمحو عنك شيئاً ولكن موعدك الله فلئن كنت صادقاً فجزاك الله بصدقك وإن كنت كاذباً فجزاك الله بكذبك والله أشد نقمة مني)..
وقال الحافظ الخوارزمي أيضاً: وروى أن غلاماً للحسن جنى جناية يوجب العقاب فأمر به أن يضرب فقال: يا مولاي والعافين عن الناس.. قال: عفوت عنك.. قال: والله يحب المحسنين.. قال: أنت حر لوجه الله ولك ضعف ما أعطيتك).
ومن سيرة الإمام الحسين – صلوات الله عليه – نختار الرواية التالية وفيها أكثر من درس بشأن نموذج من العفو؛ فقد روى الحافظ الزرندي الحنفي: روي عن علي بن الحسين، عن أبيه حسين بن علي – عليهم السلام - قال: سمعت أبي الحسين – عليه السلام – يقول: لو شتمني رجل في هذه الأذن – وأومى إلى اليمنى – واعتذر لي في الأخرى، لقبلت ذلك منه، وذلك أن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام – حدثني أنه سمع جدي رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول: لا يرد الحوض من لم يقبل من محق أو مبطل.
كنتم معنا أيها الأحبة في لقاء اليوم في روضة (من أخلاق السبطين) شكراً لكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة