السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في أولى حلقات هذا البرنامج الذي نتناول فيها ما سجله الثقاة والمؤرخون من الروايات التي تعرفنا بأخلاق حبيبي رسول الله – صلى الله عليه وآله- وريحانتيه الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام).
والهدف من ذلك هو أن تكون هذه المعرفة مقدمة للسعي للتأسي بهما والتخلق بأخلاقهما التي هي أسمى الأخلاق التي ارتضاها الله عزوجل لعباده، ولا غرو في ذلك فأخلاقهما هي تجليات لأخلاق جدهما المصطفى – صلى الله عليه وآله- وهو صاحب الخلق العظيم الذي مدحه الله عز وجل بذلك ودعانا للتأسي به، فخاطبه قائلاً في الآية الرابعة من سورة القلم: "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" ثم خاطبنا والعالمين جميعاً إلى يوم القيامة قائلاً في الآية ۲۱ من سورة الأحزاب: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً".
وبسموّ أخلاقهما ساد السبطان المسلمين فكانا أشرف وأكرم الناس في عصرهما؛ روي في كتاب أخبار الليث بن سعد بإسناده أن رجلاً نذر لله أن يدهن من قارورة زيت ثمين رجلي أفضل الخلق، فلما قضى الله حاجته ولزمه بنذره سأل أهل المدينة عن أفضل الناس، فأرشده المسور بن مخرمة وكان أبوه أعلم الناس بأنساب قريش إلى سبطي رسول الله – صلى الله عليه وآله- وكان ذلك بعد وفاة أبيهما – عليهما السلام- وقال له: "إذهب إلى الحسن والحسين وادهن أرجلهما فهما أفضل الناس وأكرمهم اليوم".
مستمعينا الأفاضل، ومن مكارم أخلاقهما – عليهما السلام- وسمو أدبهما في حفظ كرامة الناس وهما في أيام الصبا، ما روي في كتاب عيون المحاسن عن (الروياني) قال: مر الحسن والحسين على شيخ يتوضأ ولا يحسن، فأخذا في التنازع – بمسمع منه- وكل منهما يقول: أنت لا تحسن الوضوء، ثم قالا للشيخ: يا عم كن حكماً بيننا، فتوضئا أمامه ثم قالا: أينا أحسن وضوءً، فقبلهما الشيخ وقد عرف الوضوء الصحيح: كلاكما تحسنان الوضوء، ولكني أنا الشيخ هو الذي لم يكن يحسن الوضوء، وقد تعلم منكما وتاب من جهله ببركتكما وجميل شفقتكما على أمة جدكما صلى الله عليه وآله.
رزقنا الله وإياكم إكرام ذي الشيبة المسلم وجميل الدعوة إلى دين الله بالتي هي أحسن ببركة التحلي بأخلاق سيدي شباب أهل الجنة (عليهما السلام) اللهم آمين.
نشكر لكم جميل الإصغاء لأولى حلقات برنامج (من أخلاق السبطين) دمتم بكل خير.