البث المباشر

اشعار لابي الطفيل القرشي وابي الفتح الرملي في حب علي عليه السلام

الإثنين 9 ديسمبر 2019 - 09:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 289

بسم الله وله خالص الحمد على ان حبانا بنعمة مودة وولاية احب خلقه اليه المصطفى الامين وعترته الطاهرين صلواته وبركاته عليهم اجمعين. السلام عليكم اخوتنا المستمعين، حب الوصي المرتضى عليه السلام وآثاره وبركاته هو المحور الاساس للمقطوعات الولائية التي اخترناها لهذا اللقاء وفيها مقارنات لطيفة بين صفات محبيه (ع) وشانئيه. وهذه المقطوعات من انشاء شاعرين علمين الاول هو من خيار الصحابة وآخر من توفي منهم وهو ابو الطفيل القرشي عامر بن واثلة الكناني الفارس الشاعر، ولد يوم معركة احد وادرك النبي (ص) صبيا، وروى عنه تسعة عشر حديثا، والتزم عروة وصيه المرتضى (ع)، وكان من حملة الرايات في معاركه، وهو من الثوار ضد الامويين شارك في ثورة المختار وغيرها، وتوفي في مكة في السنة المائة للهجرة رضوان الله عليه. اما الثاني فهو الكاتب الاديب والحكيم العالم ابو الفتح محمود بن محمد الرملي المشهور بلقب كشاجم، المتوفى سنة ستين بعد الثلاثمائة للهجرة رحمه الله عليه كونوا معنا.
يقول ابو الطفيل القرشي في شهادة شعريه بليغة تستند الى صحاح الاحاديث الشريفة وتتضمن دعوة خيرة الى سبيل الرشاد:

اشهد بالله والائه

وآل ياسين وال الزمر

ان علي بن ابي طالبٍ

بعد رسول الله خير البشر

لو يسمعوا قول نبي الهدى

من حاد عن حب علي كفر


ويشير الشاعر الفارس ابو الطفيل القرشي في مقطوعة ثانية الى قيام امير المؤمنين (ع) بالامر الالهي الذي كلفه به الحبيب المصطفى (ص) على الرغم من خذلان الخاذلين، فيقول رض:

صهر النبي بذاك الله اكرمه

اذ اصطفاه وذاك الصهر مدخر

فقام بالامر والتقوى ابو حسنٍ

بخٍ هنالك فضل ماله خطر

لا يسلم القوم منه ان المّ به

ولا يهاب وان اعداوه كثروا

من رام صولته وافى منيته

لا يدفع الثكل عن اقرانه الحذر


وفي ابياتٍ من مقطوعة ثالثة انشاها في فتنهٍ عبد الله ابن الزبير يشير ابو الطفيل القرشي الى استمرار الهداية المحمدية في العترة الطاهرة قائلا:

ان النبي هو النور الذي كشفت

به عمايات باقينا وماضينا

ورهطه عصمة في ديننا ولهم

فضل علينا وحق واجب فينا

ولست فاعلمه اولى منهم رحم

يابن الزبير ولا اولى به دينا

ففيم تمنعهم عنا وتمنعنا

منهم وتوذيهم فينا وتوذينا

لن يوتي الله من اخزى ببغضهم

في الدين عزاً ولا في الارض تمكينا


ومن القرن الهجري الاول ننقلكم ايها الاخوة والاخوات الى القرن الهجري الرابع وثلاث مقطوعات في محبة امير المؤمنين (ع) وآثارها وبركاتها، وهي من انشاء الاديب الحكيم ابو الفتح محمود الرملي، قال في الاولى:

حب الوصي مبرة وصله

وطهارة بالاصل مكتفله

والناس عالمهم يدين به

حبا ويجهل حقه الجهله

وترى التشيع في سراتهم

والنصب في الارذال والسفله


وفي مقطوعة ثانية يقدم الحكيم ابو الفتح الرملي تصحيحا لتحريف وقع في حديث الوصي المرتضى (ع) عن علاقة حبه للفقر، فيقول رحمه الله:

زعموا ان من احب علياً

ظل للفقر لابسا جلبابا

كذبوا كم احبه من فقير

فتحلى من الغنى اثوابا

حرفوا منطق الوصي بمعنى

خالفوا اذ تأوّلوه الصوابا

انما قوله ارفضوا عنكم

الدنيا اذا كنتم لنا احبابا


ويشير رضوان الله عليه في مقطوعة ثالثة الى الثروة المعنوية العظمى لمحبي الوصي المرتضى (ع) وهو يقارنه بمبغضيه وشانئيه قائلا:

حب علي ٍ علو همه

لانه سيد الائمه

فتش محبيه هل تراهم

الاّ ذوي ثروة ونعمه

بين رئيس الى نفيس

قد اكمل الظرف واستتمه

وطيب الاصل ليس فيه

عند امتحان الاصول تهمه

وهم اذا فضلوا ضياءٌ

والنصب والناصبون ظلمه


رحم الله الشاعر الولائي المبدع الحكيم العالم ابا الفتح محمود الرملي الشهير بلقب كشاجم على هذه الابيات المرسخة لمودة امير المؤمنين(ع) في القلوب، وها نحن نصل معا ايها الاعزة الى ختام حلقة اخرى من برنامج (مدائح الانوار) استمعتم لها من اذاعة طهران شكرا لكم وفي امان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة