البث المباشر

ابيات من بديعة ابن دريد في مدح العترة المحمدية

الإثنين 9 ديسمبر 2019 - 08:13 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 279

بسم الله وله الحمد على أن جعلنا من أهل طاعته واتباع سادات أوليائه المقربين ومجاري رحمته للعالمين المصطفى الأمين وأهل بيته الطاهرين صلوات الله وتحياته عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين، من غرر مدائح الأنوار الإلهية التي إمتازت بقوة البيان وجمال التصوير الفني أنشأها أحد مشاهير أعلام الأدب العربي،كونوا معنا.
شاعر هذا اللقاء هو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي البصري، عالم فاضل شهير وحافظ للحديث النبوي وشاعر نحوي، ولد عام۲۲۳هـ، ودرس على الرياشي وأبي حاتم السجستاني، وكان واسع الرواية لم ير أحفظ منه للحديث. وقد شهد له بالبراعة في العلوم جماعة من الفضلاء والمؤرخين، وله مصنفات منها كتاب الجمهرة المشهور، وقصيدته المقصورة الذائعة الصيت وغيرها كثير، توفي ببغداد عام ۳۲۱ هجرية على ولائه المعروف لأهل بيت النبوة عليهم السلام.
قال الشاعر المحدث ابن دريد في بعض أبيات قصيدته في مدح أهل بيت النبوة عليهم السلام، مشيراً الى حديث الكساء المتواتر:

إن البرية خيرها نسبا

إن عد أكرمه وأمجده

نسبٌ محمده معظمه

وكفاك تعظيماً محمده

وأخو النبي فريد محتده

لم يكبه في القدح مصعده

أو ليس خامس من تضمنه

عن أمر روح القدس برجده

إذ قال أحمدها ولاؤهم

أهلي وأهل المرء ودّده

يا رب فاضممهم إلى كنفٍ

لا يستطيع الكيد كيدُهُ


ويتابع الحافظ اللغوي ابن دريد مديحته ذاكراً طرفاً من فضائل الوصي المرتضى سلام الله عليه، قال رحمه الله:

فوقى النبي ببذل مهجته

وبأعين الكفار منجده

وهو الذي اتبع الهدى يفعا

لم يستمله عن التقى دده

كهل التأله وهو مقتبل

في الشرخ غض الغصن أغيده

ومنازل الأقران قد علموا

والنقع مطرقٌ تلبده

خواض غمرة كل معترك

سيان أليسه ورعدده

فسقى الوليد بكأس منصله

كأسا توّهله وتصخده

فهوى يمج نجيع حشرته

والموت يلفته ويقصده

وسما بأحدٍ والقنا قصد

كالليث أمكنه قصى يدُهُ

فأباد أصحاب اللواء فلم

يترك له كفا تُسنّده

ثم ابن عبد يوم أورده

شربا يذوق الموت ورده

وحصون خيبر إذ أطاف بها

لم يثنه عن ذاك صُدده

وبخم قد عقد الولاء له

عقدا يقلقل منه حسّدُهُ

ما نال في يوم مدى شرف

إلا أبر فزاده غدهُ

من ذا يساجل أو يناجب في

نسب رسول الله محتده


وبهذا البيت ينتقل صاحب كتاب الجمهرة العلامة ابن دريد لبيان مكانة العترة المحمدية في الحياة والأمجاد الأسلامية، قال رحمه الله:

أبناء فاطمة الذين إذا

مجد أشاربه معدده

فذراهم مرعى هوامله

ولديهم منشأة ومولده

والمجد يعلم أن أيديهم

عنها إذا قادته مقوده

لولاهم حار السبيل بنا

عما نحاوله ونقصده

لولاهم استولى الضلال على

منهاجنا واشتد موصده

هم ظل دين الله مدده

أمنا على الدنيا ممدده

وهم قوام لا يزيغ إذا

ما مال ركن الدين يعمده


وفي الختام نشكركم ايها الاكارم على حسن المتابعة والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة