وأضاف وزير الدفاع الايراني أمير حاتمي، ردا على التصريحات التدخلية لهذا المسؤول الأوروبي في مؤتمر المنامة: "إن المستعمرين السابقين الذين كانوا يصولون في المنطقة قبل حوالي قرن واضطروا للمغادرة بعد المقاومة الشعبية، لكنهم اليوم يحلمون للعودة إليها، ويريدون الحصول على حصة من البقرة الحلوب التي عرّفها ترامب، ولكن عليهم أن يدركوا أن شعوب المنطقة يتسمون بالوعي ولم ينسوا اضطهادهم وقسوتهم ونهبهم ولايستطيعون ممارسة الاثارة عبر الخطابات الجدلية.
وتابع حاتمي: ممّا لا شك فيه تراجع القوّتين الخشنة والناعمة الأميركية في العالم (وهو ما أشار إليه وزير الدفاع الفرنسي بطريقة ما) وهو لا يعني أن المنطقة مستعدة لاستبدالها بقوة استكبارية أخرى، وعلى وزير الدفاع الفرنسي الاهتمام بعدد الرعايا الفرنسيين المنضمين الى تنظيم داعش ودورهم في الجرائم المرتكبة في سوريا والعراق بدلاً من ممارسة التسقيط واطلاق التصريحات الاستفزازية الهادفة إلى تحقيق فوائد مادية لبلاده ، وايضاح دور بلاده في محاربة ارهابيي داعش التكفيري في العراق وسوريا؟ إن القوات المسلحة وشعبي العراق وسوريا هم من الحق الهزيمة بالإرهابيين التكفيريين في المنطقة بدعم إيران وروسيا ، فيما لم تفعل القوى الغربية شيئا، بما في ذلك اميركا وغيرها، سوى بذل الجهود الرامية لتوجيه هذه الجماعات لصالحهم.
كما وصف وزير الدفاع المقترحات الغربية، بما في ذلك وزير الدفاع الفرنسي بمزاعم ارساء الأمن الإقليمي، بمثابة أساليب استعمارية جديدة وغير مسؤولة، قائلاً إن تواجد الغربيين وتدخلاتهم سيؤدي الى المزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة بعد زيادة تعقيداتها جراء تجاوزات اميركا والكيان الصهيوني، ونصحهم بالتخلي عن المخططات التدخلية والهيمنة بل التركيز على معالجة الموت الدماغي في مؤسساتهم الأمنية.
وأشار إلى اسقاط الطائرة الأميركية المسيرة، موضحاً: ان القوات المسلحة الإيرانية نجحت في حماية أراضي البلاد واجوائها خلال السنوات الأخيرة وبذلت كل جهد ممكن للحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة وستواصل في تعزيز دفاعاتها واستمرار تقديم الدعم في إرساء الأمن في المنطقة بناءً على توجيهات الإسلام والسياسات الأساسية للنظام الإسلامي.
وخاطب حكومات المنطقة قائلا: إن القوى من خارج المنطقة وتدخلاتها لتحقيق اهدافها النفعية هي السبب الرئيسي لعدم الاستقرار وتقويض الأمن في المنطقة ، ولدى دول المنطقة القدرة على تأمين المنطقة في إطار تعاوني دون تدخل القوى الأجنبية وينبغي تركيز الجهود في هذا الاطار.
يشار الى ان وزير الدفاع الفرنسي فلورنس بارلي انتقد اميركا يوم السبت الماضي لفشلها في الرد على الهجمات التي تعرض لها الخليج الفارسي خلال الأشهر الأخيرة محذرا من انخفاض قوة الردع الأميركية في هذه المنطقة الغنية بالنفط.