أهلاً بكم وأسعد الله أوقاتكم حكايتي هذه الحلقة من البرنامج وهما مرويان عن مولانا الامام السجاد (عليه السلام) وكلاهما من قصص التائبين وفيهما هداية الي بركات التوبة.
في كتاب الكافي روي الشيخ الكليني عن علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) (قال): إن رجلاً ركب البحر بأهله فكسر بهم، فلم ينج ممن كان في السفينة إلا أمرأة الرجل، فإنها نجت علي لوح من ألواح السفينة حتي ألجأت علي جزيرة من جزائر البحر وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق ولم يدع لله حرمة إلا انتهكها فلم يعلم إلا والمرأة قائمة علي رأسه، فرفع رأسه اليها فقال: إنسية أم جنية؟
فقالت: إنسية فلم يكلمها كلمة حتي جلس منها مجلس الرجل من أهله، فلما أن هم بها اضطربت، فقال لها: مالك تضطر بين؟
فقالت أفرق من هذا - وأومأت بيدها الي السماء تعني أنها تخاف الله عزوجل فسألها قائلاً: فصنعت من هذا شيئاً يعني معصية الزنا؟
قالت: لا وعزته.
قال: فأنت تفرقين منه هذا الفرق ولم تصنعي من هذا شيئاً وإنما أستكرهك استكراها فأنا والله أولي بهذا الفرق والخوف وأحق منك، قال: الإمام السجاد (عليه السلام) فقام ولم يحدث شيئاً ورجع إلي أهله وليست له همة إلا التوبة والمراجعة، فبينا هو يمشي إذ صادفه راهب يمشي في الطريق، فحميت عليهما الشمس.
فقال الراهب للشاب: ادع الله يظلنا بغمامة، فقد حميت علينا الشمس.
فقال الشاب: ما أعلم أن عند ربي حسنة فأتجاسر علي أن أسأله شيئاً.
قال: فأدعو أنا وتؤمن أنت؟
قال: نعم.
فأقبل الراهب يدعو والشاب يؤمن، فما كانت بأسرع من أن أظلتهما غمامة، فمشياً تحتها مليا من النهار. ثم تفرقت الجادة جادتين فأخذ الشاب في واحدة وأخذ الراهب في واحدة فإذا السحابة مع الشاب.
فقال: الراهب أنت خير مني، لك استجيب ولم يستجب لي فأخبرني ما قصتك؟
فأخبره بخبر المرأة فقال: غفر لك مامضي حيث دخلك الخوف، فأنظر كيف تكون فيما تستقبل.
نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج حكاية وهداية بنقل ما رواه الشيخ الصدوق في كتاب الامالي عن مولانا الامام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال: كان في بني أسرائيل رجل ينبش القبور يعني لسرقة اكفان أصحابها، فأعتل جار له فخاف الموت، فبعث الي النباش.
فقال له: كيف كان جواري لك؟
قال: أحسن جوار.
قال: فأن لي اليك حاجة.
قال: قضيت حاجتك.
قال: فأخرج اليه كفنين.
فقال: أحب أن تأخذ أحبهما اليك، فأذا دفنت فلا تنبشني. فأمتنع النبش من ذلك، وأبي أن يأخذه.
فقال له الرجل: أحب أن تأخذه، فلم يزل به حتي أخذ أحبهما اليه.
ومات الرجل، فلما دفن قال النباش: هذا قد دفن، فما علمه بأني تركت كفنه أو أخذته، لأخذنه، فأتي قبره فنبشه، فسمع صائحاً يقول ويصيح به: لا تفعل، ففزع النباش من ذلك، فتركه وترك ما كان عليه من سرقة الاكفان.
ثم أنه قال لولده: أي أب كنت لكم؟
قالوا: نعم الاب كنت لنا.
قال: فأن لي اليكم حاجة.
قالوا: قل ما شئت فأنا سنصير اليه ان شاء الله.
قال: فأحب أذا أنا مت أن تاخذوني فتحرقوني بالنار، أذا صرت رماداً فدقوني، ثم تعمد بي ريحاً عاصفاً، فذروا نصفي في البر، ونصفي في البحر، قالوا: نفعل.
فلما مات فعل به ولده ما وصاهم به، فلما ذروه قال الله جل جلاله للبر: أجمع ما فيك، وقال للبحر: أجمع ما فيك. أذا الرجل قائم بين يدي الله جل جلاله.
قال الله عزوجل: ما حملك علي ما أوصيت به ولدك أن يفعلوا بك؟
قال: حملني علي ذلك - وعزتك - خوفك.
فقال الله جل جلاله: فأني سأرضي خصومك وقد أمنت خوفك، وغفرت لك.