بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، يطيب لنا أن نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج (من الاخلاق العلوية)، وسيكون موضوع الحلقة (علي في عطائه سواء)، نرجوا شاكرين أن تبقوا معنا، لحظات ونواصل.
اعزاءنا الكرام، لا شك بانه لم يجد أحدٌ في دولة الامام علي (ع) غير انسانيته في تعامله مع الرعية في جميع مواقفه وتعامله ولامكان للتمييز في دولته، وكانت دولة علي (ع) دولة الحكومة النموذجية التي تأخذ بالاعتبار جميع جوانب الانسانية لتلبى كل حاجات ومتطلبات المجتمع، وتراعى فيه حقوق الانسان، وكان علي (ع) قد سبق الكل فيهذا المجال بعد رسول الله (ص).
وربما هناك من يتمرد على علي (ع) ولكن فطرته تعترف بهذه الحقائق عند الامام علي (ع) ولكنهم تمردوا فأبغضوه حقداً أو لأنهم لا يطيقون عدالته، ولكن علياً لم ينحرف عن مبادئه السامية.
ولنا في هذا السياق رواية عن الشيخ المفيد في الاختصاص مسنداً، أنه أمر عليه السلام عمار بن ياسر، وعبيد الله بن أبي رافع، وأبا الهيثم بن التيهان، أن يقسموا فيئاً بين المسلمين وقال لهم: إعدلوا فيه ولا تفضلو أحداً على أحد، فحسبوا فوجدوا بأن الذي يصيب كل رجل من المسلمين ثلاثة دنانير، فأعطوا الناس.
فاقبل طلحة والزبير ومع كل واحد منهما ابنه، فدفعوا الى كل واحد منهم ثلاثة دنانير، فقال طلحة والزبير: ليس هكذا كان يعطينا الخليفه، فهذا منكم؟ أو عن أمر صاحبكم؟
قالوا: بل هكذا أمرنا أمير المؤمنين (ع) فمضيا إلى علي (ع) فوجداه في بعض أمواله قائماً في الشمس على أجير له يعمل بين يديه، فقالا: ترى أن ترتفع معنا الى الظل؟
قال: نعم، فقالا له: إنا أتينا إلى عمالك على قسمة هذا الفيء فأعطوا كل واحد مناً مثل ما أعطوا سائر الناس.
قال: وما تريدان، قالا: ليس كذلك كان يعطينا الخليفه، قال (ع): فما كان رسول الله يعطيكما؟ فسكتا.
فقال: أليس كان يقسم بالسوية بين المسلمين من غير زيادة؟ قالا: نعم.
قال: أفسنة رسول الله (ص) اولى بالاتباع ام سنة الخليفه.
قالا: سنة رسول الله، ولكن يا امير المؤمنين كنا سابقة وعناء وقرابة، فإن رأيت ان لا تسوينا بالناس فافعل.
فقال (ع): سابقتكما أسبق أم سابقتي؟
قالا: سابقتك.
قالا: فقرابتكما اقرب ام قرابتي.
قالا: قرابتك.
قال: فعناؤكما أعظم ام عنائي؟
قالا: بل انت يا اميرالمؤمنين اعظم عناءً.
فقال: والله ما أنا وأجيري هذا في المال إلا بمنزلة واحدة وأومى بيده الى الأجير الذي بين يديه.
نعم، هكذا كان علي (ع) في عطائه سواء، نشكر لكم اعزاءنا المستمعين حسن الإصغاء لبرنامج من الاخلاق العلويه من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران والسلام عليكم.