البث المباشر

فاطمة في اية المباهلة...

الأحد 29 سبتمبر 2019 - 09:52 بتوقيت طهران

اذاعة طهران - فاطمه في القرآن والسنة: الحلقة 7

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدى، وأزكى الصّلوات الطيبات على النبيّ المصطفى، وعلى اله مصابيح الدّجى وأعلام الهدى. 
إخوتنا المؤمنين الأفاضل... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في هذا اللّقاء، وفي كلّ لقاء، حيث نسرح في عالم قرآني ممتع، نجمع إلى الاستئناس انتفاعاً بمعانيه العقائدية الشريفة. 
و إذ نقصد – أيها الإخوة الأعزّة – قطوفاً فاطمية مباركةً من كتاب الله تبارك وتعالى، لابدّ أن نعلم أنّ البيت النبويّ الزاكي قد خلقه الله جلّ وعلى من نور واحد، لذا اشترك أهله بالفضائل والمآثر، والمناقب والمعالي والمواقف.. و كان من ذلك موقف المباهلة الذي قالت فيه الآية الحادية والستّون من سورة آل عمران: "فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ" . 
فما معنى المباهلة، وما هي قصّة المباهلة، ومن يا ترى أصحاب المباهلة؟ وأين مولاتنا و سيدتنا الصديقة الزهراء فاطمة من موضع المباهلة؟ هذا ما نودّ التعرّف عليه بعد هذه الوقفة القصيرة. 

*******


* إخوتنا الأكارم... قد تكون كلمة (المباهلة) غريبةً على المسامع والأفهام عند البعض، وإن فهمت على الإجمال من خلال النصّ القرآني المبارك. لذا يحسن بنا أيها الأعزّة أن نقف على معناها اللّغوي أوّلاً ، حيث يقول أهل اللغة: 
المباهلة هي البهل، والبهل هو الترك ورفع القيد، و من هنا كانت الباهل هي الناقة المخلّى ضرعها مكشوفاً يرضع منه وليدها كيفما شاء. أمّا تفسير المباهلة بالملاعنة والدعاء على المخالف المعاند بالموت والبعد عن رحمة الله جلّ وعلا... فذلك لأنّ هذه الأمور – أيها الإخوة – هي من نتائج ترك الله العبد وشأنه، أي يوكله إلى نفسه فيكون على أشدّ حال من الخطر والضّياع والهلاك!
هذا – إخوتنا الأحبّة – معنى المباهلة من حيث أصلها اللغويّ والفكريّ أيضاً، أمّا المفهوم المستفاد من الآية المباركة آية المباهلة، فهو تبادل اللّعن، وذلك بأن يجتمع المتجادلون في أمر دينيّ، في مكان واحد، ثمّ يتضرّعون إلى الله تعالى أن يلعن الكاذب منهم و يفضحه، وينزل عليه عقابه. 
والآن... ماذا كان وراء نزول آية المباهلة في كتاب الله جلّ وعلا. 
إلى ذلك معاً – أيها الإخوة المؤمنون – بعد استراحة قصيرة. 

*******


* إنّ في سبب نزول آية المباهلة الشريفة قصّة – أيها الإخوة – يذكرها جميع المفسّرين، وكذا جميع المحدثين، والرواة والمؤرّخين... 
ومن أوثق ماروي في ذلك ما نقله ابن سنان عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وهو ابن البيت النبويّ الطاهر، أنّ نصارى نجران لمّا وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله، سيدهم الأهتم، معه العقاب والسيد، حضرت صلاتهم، فأقبلوا يضربون بالناقوس، ثمّ صلّوا. فقال الأصحاب: يا رسول الله ،هذا في مسجدك؟! فقال: دعوهم. 
فلمّا فرغوا دنوا من رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: إلى ما تدعونا؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلّا الله، و أني رسول الله، وأنّ عيسى عبد مخلوق يأكل و يشرب ويحدث. 
قالوا: فمن أبوه؟ فنزل الوحي على النبيّ يقول له: قل لهم: ما تقولون في آدم؟ أكان عبداً مخلوقاً يأكل ويشرب ويحدث وينكح؟ فسألهم رسول الله، فقالوا: نعم، فقال لهم: فمن أبوه؟! 
فبهتوا.. فأنزل الله تعالى قوله عزّ من قائل: "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ" (سورة آل عمران٥۹) ثمّ قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: فباهلوني، فإن كنت صادقاً أنزلت اللعنة عليكم، و إن كنت كاذباً أنزلت عليّ. قالوا: أنصفت. 
فتواعدوا للمباهلة. 
فلمّا عاد وفد النصارى إلى منازلهم قال رؤساؤهم (السيد والعاقب والأهتم): إن باهلنا محمّد بقومه باهلناه، فإنّه بذلك ليس بنبي! وإن باهلنا بأهل بيته خاصّةً فلا نباهله، فإنه لا يقدم على أهل بيته إلّا وهو صادق!
فلمّا أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه واله ومعه عليّ أميرالمؤمنين، والصدّيقة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وسبطاه سيدا شباب أهل الجنّة الحسن والحسين، صلوات الله عليهم أجمعين. فتساءل النصاري: من هؤلاء؟! 
قيل لهم: هذا ابن عمّه ووصيه وختنه (أي زوج ابنته) عليّ بن أبي طالب، وهذه ابنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين. ففرق النصاري، أي خافوا و فزعوا، وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: نعطيك الرضي، واعفنا عن المباهلة. فصالحهم رسول الله على الجزية، وانصرفوا. 
قال الحافظ الشوكانيّ (صاحب كتاب: نيل الأوطار) في تفسيره المسمّى بـ (فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية و الدراية من علم التفسير) عند بيانه لآية المباهلة: 
قال جابر الأنصاري: ((أنفسنا)) رسول الله صلى الله عليه وآله وعليّ ، و (أبناءنا): الحسن والحسين، و((نساءنا)): فاطمة (سلام الله عليه).

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة