عاشوراء ... موقف. قتلة طاغون... ومقتول شهيد مظلوم، هو ثأر الله عزّ وجلّ... ولا بد ان يُدرك الله ثأره. ويوم الثآرات ٍ. وقد ادَّخر الله الثائر بدم الحسين عليه السلام ليوم ٍ هو على الباغين نقمة،وللمؤمنين الصابرين المسلمين فرج ونعمة ورحمة.
عن سلام بن المستنير، عن الامام الباقر عليه السلام، في قوله تعالى: «وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا».
قال عليه السلام: هو الحسين بن علي عليهما السلام، قُتل مظلوماً ونحن أولياءه. والقائم منّا إذا قام طلب بثأر الحسين عليه السلام، فيقتُلُ حتى يقال: قد أسرف في القتل!
وقال (ع): المقتول الحسين، ووليُّه القائم، والاسراف في القتل أن يقتل غير قاتليه.
«إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا» فإنه لايذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله عليهم الصلاة والسلام، يملأ الارض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً.
هذه مشهورة من قصائد السيد جعفر الحليّ في اول القرن الرابع عشر، تنبض غيرةً لآل محمد(ص)، ولحقهم المهدور، مستغيثة بالامام الغائب الموتور، بعد أن ضاقت من الظلم الصدور:
أدرك تراتكَ أيها الموتورُ
فلكم بكل يد ٍ دم مهدورُ
ما صارم إلا وفي شفراته
نحر لآل محمد منحورُ
أنت الوليُّ لمن بظلم ٍقُتِّلوا
وعلى العدا سلطانك المنصور
ولو انك استأصلت كل قبيلة ٍ
قتلاً، فلا سرف ولا تبذيرُ
خذهم، فسنَّة جدّكم مابينهم
منسية، وكتابكم مهجورُ
وأسأل بيوم الطف سيفك،إنه
قد كلم الابطال فهو خبيرُ
يوم ابوك السبط شمَّر غيرةً
للدين، لما أن عناه دُثورُ
وبغير أمر الله قام محكماً
بالمسلمين يزيد، وهو أميرُ
نفسي الفدا لثأر في حقه
كالليث ذي الوثبات حين يثورُ
فهوى عليهم مثل صاعقة السما
فالروسُ تسقط، والنفوسُ تطيرُ
بأبي أبيَّ الضيم صال، وماله
إلا المثقفُ والحسامُ نصيرُ
وبقلبه الهمُّ الذي لو بعضه
بثبير لم يثبت عليه ثبيرُ
حتى إذا نفذ القضاء وقدِّر
المحتوم فيه، وحُتِّم المقدور ُ
زَجَّت له الاقدار سهم منيّة
فهوى لقاً، فاندكَّ منه الطورُ
بأبي القتيل، وغسله علق الدِّما
وعليه من أرج الثنا كافورُ
استنهاضية أخرى من استنهاضيات السيد جعفر الحلي رائية أيضاً، لكنها أشدّ حرارة وأكثر إيلاما في التصريح والتعبير المباشر. وهذا بعضها:
أتغضي ـ فداك الخلقُ ـ عن أعين عبرى
تودُّ بأن تحظى بطلعتك الغرّا؟!
أتغضي... وذي أرزاؤكم قد تتابعت
فجائعها، في كل آن ٍ لنا تترى؟!
أتغضي... وقد أضحى الحسين بكربلا
وحيداً، وفي خيل العدى غصَّت الغبرا؟!
أتغضي.. وقد أضحى الحسينُ مجدلاً
ومنه عوادي الخيل هشَّمت الصدرا؟!
أتغضي... وشمرُ حزَّ نحر ابن فاطم ٍ
وكان يشمُّ المصطفى ذلك النَّحْرا؟!
أتغضي... وقد غارت خيول امية ٍ
وعن حنق ٍ منها تناهبت ِ الخدرا؟!
أتغضي... وهاتيك الفواطم أبرزت
ـ غداة اتاها القومُ ـ من دهشةٍ حسرى؟!
أتغضي... وهاتيك الفواطم سُيِّرتْ
على قتب الاجمال بين العدى أسرى؟!
أتغضي... وقد حنَّت على الكور زينب
حنيناً على أكفائها يصدَعُ الصخرا؟!