البث المباشر

شرح فقرة: النفاق والكذب والبهت وقول الزور

الأربعاء 11 سبتمبر 2019 - 13:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " النفاق والكذب والبهت وقول الزور " من دعاء عالي المضامين.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة وما تتضمنه من انماط المعرفة العبادية في ميدان العقائد والاحكام والاخلاق وسائر ضروب التربية، ومن هذه الادعية الدعاء الموسوم بسمة عالي المضامين الخاص بقراءته بعد زيارة الائمة عليهم السلام، وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع اخلاقي او نفسي او تربوي هو التوسل بالله تعالى بان يجعلنا رحيبي الصدر واسعي الحال، حسني الخلق، بعيدين عن سمات البخل والمنع والنفاق الى ان يقول النص "الكذب والبهت وقول الزور".
ان هذه الاشارة الى قول الزور والبهتان والكذب وكذلك النفاق هذه السمات السلبية من السلوك طالما يتناولها علماء النفس والتربية ويولونها اهمية كبيرة لانها في الصميم من الامراض النفسية، ويعنينا الان ان نحدثك عن هذه السمات ونعرض لها باختصار فنقول اولاً الكذب، الكذب من السمات المنهي عنها شرعاً نهياً خاصاً يختلف عن باقي السمات والسؤال المهم جداً هو لماذا التأكيد على سمة الكذب باكثر من غيره، قبل ان نجيبك عن السؤال نلفت نظرك الى النهي اولاً ودرجته حيث يقول النص الاسلامي بان الكذب هو مفتاح الرذائل وفي نص آخر يقول النص بما معناه ان المؤمن من الممكن ان يصدر عنه كل ذنب الا الكذب فان المؤمن لا يكذب.
السؤال من جديد لماذا هذا التأكيد بالنسبة الى الكذب؟ ولماذا يكون الكذب مفتاح الذنوب؟ الاجابة تحتاج الى شيء من التوضيح.
من الواضح ان الشخصية السوية والاسلامية هي التي تتسم بما هو واقع من الامور أي لا تغير ما هي عليه من الواقع أي لا تتعامل مع ما هو غير واقعي لديها، سر ذلك ان الكذب اذا اصبح هو التعامل مع الاخرين فان الحياة ذاتها لا يمكن ان تستمر بشرياً لماذا؟
الجواب: انك اذا كذبت في الشراء والبيع واذا كذبت مع عائلتك واذا كذبت مع استاذك مع صديقك مع جارك مع الناس حينئذ لا تتحقق الثقة بين الناس فلا يستطيع احد ان يصدقك في شيء ولا تستطيع انت ان تصدق احداً في شيء، وحينئذ يتعذر التعامل فلا تشتري ولا تبيع ولا تدرس ولا تسافر ولا تأكل ولا تشرب ولا تتزوج ولا، الخ.
اذن اذا كان الكذب هو السلوك البشري، حينئذ تتعطل الحياة، من هنا يكون الكذب منهياً عنه الى الدرجة التي لاحظناها.
ويترتب على ذلك سؤال آخر هو لماذا يصبح الكذب مفتاحاً للرذائل؟ ولماذا لا تصدر الشخصية الاسلامية عن الكذب؟
الجواب: عندما لا يكون الانسان صادقاً في تعامله مع الاخر حينئذ لا يكون تعامله مع الله تعالى صادقاً فاذا كان التعامل مع الله غير صادق حينئذ فان المعصية في الامور جميعاً تكون متحققة لان الايمان الصادق لا وجود له، وهذا من الوضوح بمكان كبير.
وفي ضوء ذلك يترتب على ما تقدم النص القائل بان المؤمن لا يكذب لان الكذب اذا كان مع الناس هو الطابع السلوكي حينئذ لا نتوقع صدور الشخصية عن صدق التعامل مع الله تعالى ايضاً، حيث تفقد الشخصية صدق الايمان وبذلك لا يصح ان نطلق عليها طابع الايمان حيث ينسحب عليها جوهر الكلمة الاسلامية القائلة ان المؤمن يصدر عن الذنوب ولكنه لا يرتكب ذنب الكذب للسبب الذي اوضحناه قبل قليل.
اذن امكننا ان نتبين ولو سريعاً الاسباب الكامنة وراء المبدأ الاسلامي القائل بان المؤمن لا يكذب ابداً، اللهم اجعلنا كذلك، ووفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة