البث المباشر

شرح فقرة: وترزقني... وعزاً باقياً كافياً

الأربعاء 11 سبتمبر 2019 - 10:32 بتوقيت طهران
شرح فقرة: وترزقني... وعزاً باقياً كافياً

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وترزقني... وعزاً باقياً كافياً " من دعاء عالي المضامين.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الخاص بقراءته بعد زيارة الجامعة للائمة عليهم السلام ونعني بها الجامعة الكبيرة. وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منها وانتهينا من ذلك الى مقطع ورد فيه وترزقني مالاً كثيراً الى ان يقول وعزاً باقياً كافياً وجاهاً عريضاً منيعاً ونعمة سابغة عامة، ان هذا القسم من الدعاء ينطوي على مضمونات قد تحملك على التساؤل فتقول مثلاً ما المقصود بالجاه العريض او العز الباقي؟ هل الجاه هو موضع اهتمام الشخصية الاسلامية؟ وكذلك العز الباقي؟ هذه اسئلة لها مسوغاتها في حالة ما اذا عزلناها عن السياق العام لمبادئ الشريعة.
ان قارئ الدعاء اذا كان متسرعاً في ادراكه لهذه المضمونات حينئذ قد يطرح التساؤلات المذكورة فيقول مثلاً المؤمن لا يبحث عن الجاه او الذات، المؤمن لا يبالي بالذل اذا كان مطيعاً لله تعالى؟ وهكذا والاجابة على امثلة هذه التساؤلات تفرض علينا ان نفصل الحديث عن الجاه والعز وسائر ما ورد في هذا القسم من الدعاء.
ان الظاهرة الاولى من نص الدعاء تتوسل بالله تعالى بان يرزقنا عزاً باقياً كافياً والسؤال الآن هو ما المقصود بالعز وببقاءه وبكفايته؟ 
الجواب: ان العز هو التقدير الاجتماعي للشخصية الاسلامية بصفة ان الله تعالى عزيز ولذلك فان عباده يتعززون به أي ان الاسلام نفسه عزيز ولابد للمسلمين ان يكونوا كذلك ولذا ورد بان العزة لله تعالى ولرسوله وللائمة عليهم السلام وللمؤمنين.
وهذا من حيث المبدأ العام للشخصية الاسلامية حيث نستخلص من ذلك بان العز هو ليس الذات الفردية الانانية المتمحورة حول ذاتها بل هو الذات الاجتماعية للمسلم حيث ينتسب الى عز الاسلام.
لكن خارج عن السياق العام للشخصية الاسلامية فان النصوص الشرعية تشير الى ان العز والذل هما مفهومان نسبيان يتحكمان في سياقات خاصة، فمثلاً ورد من النصوص ما يشير الى ان الشخصية الاسلامية قد يذلها الكافرون والمنحرفون الا ان هذا الذل اذا كان مقترناً مع احتفاظ الشخصية بدينها فان ذلك احب الى الله من العز في المعصية وهذا ما يصدق مثلاً على الاشخاص الذين يتخلون عن مبادئهم من اجل التقرب الى سلطان الجور مثلاً حيث يحتلون مقاماً عزيزاً لدى المنحرفين بينما نجد المؤمن وقد اذله المنحرفون لانه ببساطة لا يتعاون مع الظالم، اذن ثم سياقات خاصة تحدد لنا موقع العز او الذل لدى الشخصية الاسلامية. 
بقي ان نحدثك عن العز المذكور حيث قرنه الدعاء بالعز الباقي والكافي فما هو المقصود من الطابعين المذكورين؟
من البين ان بقاء العز يعني استمرارية حصوله لدى المؤمن وهو اثر من الوضوح بمكان كبير فما دام المؤمن عزيزاً بعز الله تعالى فلابد ان يستمر ذلك الى مدى العمر، واما كون العز كافياً فهذا يعني ان يكون كاملاً غير مخدوش بفترات الذل، فمن الممكن مثلاً ان تحتفظ الشخصية الاسلامية بقسط من العز كاحترامها مثلاً ما دامت غير متعرضة لنقد السلطة المنحرفة، ولكن تتعرض الى الذل في حالة امرها بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يعني ان الاسلام حريص على ان تبقى الشخصية الاسلامية معززة بنحو تام لا خدشة فيه بالنحو الذي اوضحناه.
ختاماً نسأل الله تعالى ان يعزنا بممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة