البث المباشر

شرح فقرة:"اللهم اجعل اول يومي هذا فلاحاً"

الإثنين 5 أغسطس 2019 - 11:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم اجعل اول يومي هذا فلاحاً " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

لا نزال نحدثك عن الأدعية المباركة، ومنها: أدعية الزهراء ع، حيث حدثناك عن دعائها يوم السبت، والآن نحدثك عن دعائها يوم الاحد، حيث ورد على النحو الآتي: "اللهم اجعل اول يومي هذا فلاحاً، واخره نجاحا، واوسطه صلاحاً... الخ "... هذا النص يستتبع شروحاً طائلة ومتفاوتة، ولكننا نحدثك عن ذلك باختصار وفق ما نتذوقّه بلاغياً،... فماذا نستلهم؟
قال الله تعالى " قد افلح من تزكى " وقال تعالى "قد افلح من زكاهّا " تري: ماذا نفهم من هاتين العبارتين، حيث جاءالدعاء يستخدم مصطلح " الفلاح" في استهلال المقطع؟ كذلك حينما نواجه عبارة " نجاح" نجدها بدورها تتماثل لغوياً مع عبارة " فلاح"، ولكن الكلمة " صلاح" تتميز عنهما الى حدّما،... من هنا يتعذر على قاري الدعاء ان يظفر بدلالات واضحة لهذه الثلاثية اللفظية: " فلاح، صلاح، نجاح"... يضاف الى ذلك ان بعض الادعية وردت على هذا النحو من التسلسل: " و أن نجعل دعائي اوله فلاحا، واوسطه نجاحا، واخره صلاحا" اذن: مع هذا التفاوت في التقديم والتأخير نلاحظ صعوبة فى تحديد الدلالات، بخاصة ان ألدعاء هنا ارتبط بما هو اول ووسط وآخر،...فماذا كان لكل دلالته المتوثقة على السابق واللاحق والبادئ: حينئذ تتعاظم الصعوبة فى تحديد الدلالات... ولكن – مع ذلك – نحاول ان نستخدم الذائقة الفنية واللغوية فى تحديد العبارات الثلاث...
فى تصورنا، ان قولها ع " اجعل اول يومي فلاحا" مقابل الدعاء الاخر " ان تجعل دعائي اوله فلاحا"، من الممكن ان يحمل على الطول اليومي وليس الدعائي،... ونحسبك تتساءل عن السّر فى استخلاصنا المذكور، حيث نجيبك بما يأتي: لقد وردت نصوص تشير الى ان من بدأ يومه بطاعة وختمه بطاعة غفر له ما بينهما، وهذا يعني ان للاستهلال، والختام، والوسط: آثارها فى السلوك، واستجابة الدعاء... الخ... والمهم: ان مصطلح "فلاح" يعني: الظفر بما يطلبه الشخص، فيكون المعني: "اللهم اجعل اول يومي هذا ظفرا لما اتوسل به اليك من الحاجات"، بمعنى زرع الأمل فى نفس قارئ الدعاء... وهذا عن الاستهلال.. ولكن ماذا عن الختام؟ يقول النص " وآخره نجاحا " فبموجب هذه العبارة، نستخلص ان ختام اليوم يكون نجاحاً فيما سعى قارئ الدعاء اليه من الأعمال، اي: يتسلم وثيقة النجاح فى مسعاه اليومي... ويبقى الوسط حيث يقول النص " واوسطه صلاحا " فماذا يعني؟
من الواضح ان الصلاح، هو مقابل الفاسد، فاذا كان اول اليوم فلاحاً وآخره نجاحاً فلا بدّ ان يكون الوسط هو: العمل الصالح بنحو مطلق، اي: عدم ممارسة ما هو فساد خلال اليوم،...فاذا سلم يوم من ممارسة الفساد فقد نحج فى السلوك العبادي وهو المطلوب... والآن اذا قدّرلنا ان نحدثك ولو عابراً بما استخلصنا، من الدعاء فى ثلاثية المشار اليها، نتجه الى ما بعدها، فماذا نجد؟ يقول الدعاء " اللهم صلّ على محمد وآل محمد، واجعلنا ممن اناب اليك فقبلته، وتوكلّ عليك فكفيته، وتضرّع اليك فرحمته"... وبهذه الفقرات يختم دعاء الأحد من الأيام وسنحدثك انشاء الله تعالى فى لقاء لاحق عن الفقرات المتقدمة...
ختاماً: نسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة