في الأثناء بثت وكالة "سبوتنيك" الروسية مشاهد من بدء وحدات بالجيش السوري التمركز والتثبيت في محيط الطريق الإستراتيجي الواصل بين مدينيتي محردة والسقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي، بعد تحريره بالكامل إثر عملية عسكرية خاطفة قبل يومين.
يأتي ذلك في وقت اتهم فيه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الدول الغربية في مجلس الأمن بالسعي إلى الحفاظ على "الجيب الإرهابي" في إدلب لاستخدامه ضد الحكومة السورية.
وقال نيبينزيا، في كلمة ألقاها أمس، في جلسة لمجلس الأمن الدولي: "إن الغرب بحاجة إلى بقاء الوجود الإرهابي في إدلب لاستخدامه مستقبلاً بهدف محاربة السلطات السورية الشرعية".
وأضاف: "نفس الشيء حدث كل مرة، عندما يقترب أي جيب إرهابي جديد من نهايته في سورية، هذا ما حصل للوضع حول الجانب الشرقي من حلب، والغوطة الشرقية، والآن تضرب الماكينة الدعائية من كل أسلحتها بسبب الأوضاع في إدلب".
وأكد نيبنزيا أن روسيا ستواصل عملها مع تركيا في إطار مذكرة سوتشي المبرمة، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، لتسوية الوضع في منطقة إدلب لخفض التصعيد، مضيفاً: "ندعو إلى عدم عرقلة جهودنا من خلال خلق تغطية سياسية للإرهابيين واستفزازاتهم".
ونفى نيبينزيا الاتهامات الموجهة إلى روسيا بشن غارات على مستشفيات ومدارس في سورية، مشدداً على أن التقارير حول ذلك كاذبة، داعياً الأمم المتحدة والوكالات المعنية إلى عدم الإسراع في نشر معلومات غير دقيقة حول ضحايا الأعمال القتالية، والسعي لأخذ المعطيات من مصادر غير مسيسة.
على صعيد آخر، يبدو أن تركيا بدأت تعول على كاميرات المراقبة التي ستنصبها في المناطق التي تحتلها في مناطق "غصن الزيتون" و"درع الفرات" شمال وشمال شرق حلب، ليسد العجز الحاصل في منظومتها الأمنية المتهاوية على أمل لجم الانفلات الأمني، ووضع حد للتفجيرات وعمليات الاغتيال المتواصلة، بحسب صحيفة الوطن السورية.
وبحسب الصحيفة السورية فإن مصادر فيما يسمى "المجالس المحلية" في الباب وجرابلس وإعزاز وعفرين أن تركيا، عازمة على تركيب منظومة كاميرات مراقبة في المدن والبلدات التي تحتلها، والتي شهدت وتشهد سلسلة تفجيرات بسيارات ودراجات نارية مفخخة أودت بحياة مئات المدنيين والعسكريين المنخرطين في صفوف ميليشياته، خصوصاً فيما يعرف بـ (الجيش الوطني)، على أن تكون البداية من الباب وقباسين وبزاعة، شمال شرق حلب وأن تشمل باقي المناطق لاحقاً.
وبحسب الوطن قال مصدر في "محلي": "إن المجلس تعاقد مع ولاية غازي عنتاب التركية لتقديم خدمات البنية التحتية من ماء وكهرباء وانترنت وكاميرات مراقبة في المدينة، بهدف ملاحقة منفذي التفجيرات التي تؤرق السكان المحليين والنظام التركي العاجز عن فرض الأمن والاستقرار على مدار ثلاث سنوات من احتلاله للمنطقة".
وأوضح المصدر أنه جرى الاتفاق على مد خط انترنت تركي إلى المدينة وجرى تحديد الأماكن التي ستزرع فيها الأعمدة والكاميرات، التي ستغطي جميع الشوارع الرئيسية، وتلك التي شملتها التفجيرات وعمليات الاغتيال والنزاعات بين الميليشيات الموالية لأنقرة، على أن تصبح جاهزة بحلول تشرين الثاني المقبل.
ولفت إلى أن باقي مدن وبلدات شمال وشمال شرق حلب، ستتخذ خطوات مماثلة قريباً، وأن اجتماعات عقدت في عفرين أخيراً لهذه الغاية.
وقلل من أهمية العملية، لأن الحكومة التركية تستهدف تحقيق أرباح لشركاتها في المقام الأول.