البث المباشر

شرح فقرة: "سمعي نور الحكمة، ..."

الأحد 28 يوليو 2019 - 14:46 بتوقيت طهران

لازلنا نحدثك عن الادعية المباركة ومنها: دعاء الامام المهدي (عليه السلام) الواردة قراءته بعد زيارته، وقد حدثناك عن جملة من عباراته المتوسلة بالله تعالى بان يملأ قلوبنا نور اليقين وصدورنا نور الايمان الى ان يقول: (وسمعي نور الحكمة، ومودتي نور الموالاة لمحمد وآله عليهم السلام حتى القاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك فتغشيني رحمتك يا ولي يا حميد، …)، بهذه الفقرات من الدعاء ينتهي القسم الاول منه حيث تضمن اولاً توسلات لها امتداتها في السابق وهي التوسلات التي تتحدث عن (النور)ومعطياته ومنها: نور الحكمة بالنسبة الى السمع و نور الموالاة بالنسبة الى المودة … هنا نحسب بان قارئ الدعاء يتطلع الى معرفة هاتين العبارتين بالخصوص: العبارة الاخيرة القائلة او المتوسلة بالله تعالى بان يملأ مودتنا نور الموالاة حيث يتساءل القارئ للدعاء: مالمقصود بالمودة وما المقصود بالموالاة وهل ثمة فارق بينهما؟ هنا نجيبه بانهما كلمتان مشتركتان دلالة من جانب ومستقلتان من جانب آخر، واليك التفصيل.
بالنسبة الى العبارة الاولى وهي ان يملأ تعالى سمع قارئ الدعاء نور الحكمة، نعتقد بان الدلالة من الوضوح بمكان، حيث ان تلقيالحكمةهي ضالة المؤمن، متمثلة في الوعي بمبادئ الشريعة التي أوكل تعالى ممارستها للانسان مادام تعالى خلق الجن والانس ليعبدوه: كما هو واضح واما بالنسبة الى العبارة المتوسلة بالله تعالى بان يملأ مودة القارئ نور الموالاة فتحتاج كما المحنا الى تفصيل في الكلام.
المودةهي: الحب بنحو عام، بينما الموالاة هي: المودة بالاضافة الى الولاء الذي يعني: المحبة بالاضافة الى الصداقة والنصرة والقرابة والاطاعة والتبعية للمولى، وهو مصطلح يختص بموالاتنا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولعترته الطاهرة التي جعلها الله تعالى احد الثقلين وهذا ما نطق به الدعاء ذاته عندما قال: (نور الموالاة لمحمد وآله عليهم السلام).
بعد ذلك نواجه عبارة قد الحقها الدعاء بظاهرة الموالاة حيث اردف قائلاً: (حتى القاك، وقد وفيت بعهدك وميثاقك فتغشيني رحمتك يا ولي يا حميد) .
ان العبارات المتقدمة تنطوي على جملة ظواهر: منها: الاشارة الى الوفاء بالعهد والميثاق وهما: ما ألزم المؤمن به نفسه منذ عالم الذر من الموالاة لمحمد وآله، اي: ما عهد به المؤمن لنفسه من الايمان بالميثاق الذي رسمه تعالى لعباده، يبقي بعد ذلك ان نشير الى عبارتين ختم بهما مقطع الدعاء احداهما عبارة: (فتغشيني رحمتك)، والاخرى عبارة: (يا ولي يا حميد)، فماذا تعنيان؟
بالنسبة الى العبارة الاولى (فتغشيني رحمتك) تعني: ان وفاءنا بالعهد وبالميثاق يستتلي نزول الرحمة من الله تعالى علينا وهو ما وعدنا الله تعالى به: واللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ .
واما العبارة الاخيرة: (يا ولي يا حميد)، فتحتاج الى القاء الاضاءة عليها: نظراً لما تنطوي عليه من النكات الدلالية.
يلاحظ ان النص قال: (يا ولي)، ثم (يا حميد)، فما هي علاقة هاتين الصفتين بمقطع الدعاء، اما (يا ولي) فقد جاءت في سياق العبارة المتقدمة عليها وهي: (الموالاة لمحمد وآله عليهم السلام)، حيث نستمدها من ولايتنا لله تعالى، انه الولي ومن ثم: انه ألامر بالولاية لمحمد وآله (عليهم السلام)، واما صفة (يا حميد) فتعني: ان الله تعالى مادام قد انعم علينا بالموالاة لمحمد وآله (عليهم السلام): حينئذ فان الحمد لله تعالى يأخذ مشروعيته، اي: يتعين علينا ان نحمده تعالى على نعمه التي لاتحصى وفي مقدمتها: موالاتنا لمحمد وآله (عليهم السلام) وهي موالاة قد حرم منها ممن ابتعد عن الخط المنتسب لمحمد وآله (عليهم السلام) الذين هم: احد الثقلين.
ختاماً نحمده تعالى على ما انعم ونسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة