البث المباشر

شرح فقرة: "وأرغب الى الله فيما رغب فيه محمد وعلي، ..."

الأحد 28 يوليو 2019 - 11:53 بتوقيت طهران

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها أدعية الامام المهدي (عليه السلام) حيث حدثناك عن أحد أدعيته في تعقيب بعض الصلوات وانتهينا من ذلك الى مقطع ورد فيه التوجه الى الله تعالى بواسطة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والائمة (عليهم السلام) بأن يؤمن الله تعالى قاريء الدعاء من عقابه تعالى وان يدخله الجنة، الى ان يقول عن المعصومين (عليهم السلام): (آمنت بسرهم وعلانيتهم، وأرغب الى الله تعالى فيما رغب فيه محمد وعلي والاوصياء ولاحول ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، ... الخ)، ان هذه الفقرات امتداد لفقرات سابقة، تستهدف التأكيد من خلال تكرر عبارات محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي والاوصياء (عليهم السلام) على المبادئ الاسلامية التي رسمها الله تعالى متمثلة في رسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيه علي والائمة (عليهم السلام) بصفتهم الاوصياء بعد علي (عليه السلام) بدءً بالحسين (عليه السلام) وانتهاء بالامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، هذا التأكيد على رسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) واوصيائه يتكرر عدة مرات في مستهل الدعاء الذي نحدثك عنه، حيث نتبين من خلال التكرار لهذا الجانب ان الله تعالى يلقي الحجة على عباده في الاشارة الى اوصياء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علي وذريته (عليهم السلام) بالنحو الذي لاحظناه.
بعد ذلك، يواصل الدعاء تمسك قارئ الدعاء بالله تعالى قائلاً: (ولا حول ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ)، ولا عزة ولا منعة ولا سلطان، إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ الخ، والان نقف عند هذه العبارات لنتأمل ما تتضمنه من معاني التوحيد، فنقول: الدعاء او الفقرة المتقدمة منه قد استخدمت جملة مصطلحات ترتبط بتوحيده وبصفاته منها: صفة العزة، و المنعة، والسلطنة، ومنها: صفة الْوَاحِدُ و الْقَهَّارُ والْعَزِيزُ والْجَبَّارُ و الْمُتَكَبِّرُ، بالاضافة الى حوله تعالى وقوته التي لامناص من الموجودات من التسليم بهما، وان الفاعلية الكونية باجمعها لا حول ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ تعالى، اذن لنتحدث الان عن هذه السمات فنقول:
لقد استهل المقطع بعبارة: (لا حول ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ) وهي تعني الا فاعلية الا لله تعالى اي: لا يمكن الانفصام عن الله تعالى في مطلق الفعاليات التي يمارسها الانسان او مطلق الموجودات، والفاعلية قد استخدم لها النص كلمتين: احداهما الحول والثانية القوة، اما الحول فالاصل فيه هو، الانتقال من حالٍ الى آخر، واما القوة فهي: الطاقة والقدرة مقابل العدم والضعف، وحينئذ تكون العبارة المذكورة: اي (لا حول ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ) تعني الا فاعلية للوجود سواءً اكان ذلك في نطاق الحركة أو القدرة الا لله تعالى وحده.
بعد ذلك نواجه ثلاث عبارات متجانسة هي: (لا عزة، ولا منعة، ولا سلطان الا لله)، ثم عبارات وصفية لله تعالى هي: (الْوَاحِدُ، والْقَهَّارُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ) ولنتحدث عن الصفات المذكورة، ونبدأ ذلك بالحديث عن الصفات الثلاث العزة، المنعة، السلطان، فماذا نستلهم منها؟
اما العزة فتعني لغوياً: القدرة أو الصعوبة في الحصول على الشيء او الغلبة او ما يقابل الذل، واما المنعة فتعني: ما يمتنع من الوصول اليه كالحصن المنيع الذي يعني: لا أحد يستطيع اختراقه او الوصول اليه، واما السلطان فلا يحتاج الى توضيح انه السيطرة عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وحينئذ نستخلص بان الصفات الثلاث متجانسة الدلالة مع فوارق دقيقة تعني انه تعالى له السيطرة والهيمنة عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وله المالكية لكل شيء وله القدرة المانعة من ان يضادها أي شيء.
اذن امكننا ان نتبين جانباً من العبارات المتقدمة سائلين الله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة